Bruce Clay

المصمّمة الكويتية بزة الزومان «أودّ أن أقدّم دائمًا أشياء جديدة مع الحفاظ على حيوية وسحر الموضة»

ولدت‭ ‬بزة‭ ‬الزومان‭ ‬فـي‭ ‬شارلستون‭ ‬فـي‭ ‬جنوبي‭ ‬كارولينا‭ ‬فـي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬واكتشفت‭ ‬موهبتها‭ ‬فـي‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬باكرًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تدرّبت‭ ‬فـي‭ ‬صفوف‭ ‬خاصة‭ ‬بتعليم‭ ‬الخياطة‭ ‬فـي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تتابع‭ ‬فـيه‭ ‬دراستها‭ ‬الجامعية‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬فـي‭ ‬جامعة‭ ‬بوسطن‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬2005‭.‬

فـي‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬إنتقلت‭ ‬للعيش‭ ‬فـي‭ ‬نيويورك‭ ‬لصقل‭ ‬موهبتها‭ ‬وتطويرها‭ ‬فـي‭ ‬معهد‭ ‬Parsons School of Design‭ ‬حيث‭ ‬نالت‭ ‬شهادة‭ ‬تقدير‭ ‬فـي‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬وعملت‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نعيم‭ ‬خان،‭ ‬حيث‭ ‬صقلت‭ ‬مهارتها‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬إبتكار‭ ‬ملابس‭ ‬السهرات‭.‬

هي‭ ‬أم‭ ‬لإبنتين،‭ ‬إنتقلت‭ ‬للعيش‭ ‬فـي‭ ‬الكويت‭ ‬حيث‭ ‬انشأت‭ ‬محترفها‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠١٤‬‭.‬

إنها‭ ‬مصمّمة‭ ‬الأزياء‭ ‬الكويتية‭ ‬بزة‭ ‬الزومان‭ ‬التي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬علامتها‭ ‬تطمح‭ ‬إلى‭ ‬ردم‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬ملابس‭ ‬السهرات‭ ‬والتصاميم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬مبتكرة‭.‬

وموسم‭ ‬بعد‭ ‬آخر،‭ ‬تسعى‭ ‬بزة‭ ‬الى‭ ‬التخفـيف‭ ‬من‭ ‬الترف‭ ‬اللافت‭ ‬فـي‭ ‬التصاميم‭ ‬التي‭ ‬تغتني‭ ‬بها‭ ‬أزياء‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتستبدلها‭ ‬بتصاميم‭ ‬ينجذب‭ ‬إليها‭ ‬زبائن‭ ‬يقدّرون‭ ‬الظلال‭ ‬المنخفضة‭ ‬والقامات‭ ‬الناعمة‭ ‬والحرفـية‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬الأحجام‭ ‬والأناقة‭ ‬العصرية‭.‬

‮«‬اليقظة‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬إلتقت‭ ‬هذه‭ ‬المصمّمة‭ ‬المميّزة‭ ‬وكانت‭ ‬معها‭ ‬المقابلة‭ ‬التالية‭:‬

أين‭ ‬تقيمين‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬برنامجك‭ ‬النموذجي؟

أنا أقيم فـي الكويت حيث يوجد محترفـي، وأمضي فـيها معظم وقتي. أما بالنسبة إلى يومي النموذجي، فأنا أستيقظ باكرًا أحتسي القهوة ومن ثم أقل بناتي إلى المدرسة، وغالبًا ما أتوجّه إلى المحترف لأشرف على أعمال تكون قيد التنفـيذ وأطّلع على عدد من الطلبيات الجديدة، كما ألتقي الزبائن وأتابع التجهيزات. أحاول أن اكون فـي المنزل وقت الغداء عند عودة بناتي من المدرسة، وبحسب ضغط العمل أتابع يومي، فأضطر أحيانًا للعودة إلى المحترف، ذلك أنه بطبعي أنا شخص لا يميل إلى العمل عن بعد، وخاصة فـي ما يتعلّق بالمهمات الإدارية، لذلك الجأ بالتأكيد إلى استعمال هاتفـي وبريدي الإلكتروني كثيرًا عندما أكون خارج المحترف.

أين‭ ‬يمكن‭ ‬إيجاد‭ ‬مجموعاتك‭ ‬فـي‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭ ‬؟‭ ‬وأين‭ ‬تخططين‭ ‬أطلاقها؟

يمكن أيجاد مجموعتي على الإنترنت على موقع www. modaoperandi.com، كذلك لدى Lei Couture Per فـي الدوحة، وفـي Blank Boutique فـي الرياض السعودية، ومباشرة من خلالي حيث تتوفّر فـي صالة العرض الخاصة بي فـي الكويت. بالطبع أنا أعمل على توسيع عملية التوزيع ولا سيما ملابس السهرات التي يفترض تجربتها قبل شرائها، لذلك أود الحضور فـي العواصم الرئيسية فـي العالم العربي.

متى‭ ‬أدركت‭ ‬أنك‭ ‬تودّين‭ ‬إنشاء‭ ‬علامة‭ ‬خاصة‭ ‬بك،‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬هدفك‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة؟

لقد تأسست علامتي فـي العام 2014 فـي الكويت لإبتكار العباءات الراقية للمرأة العصرية. أما هدف العلامة فهو ردم الهوة الموجودة بين الملابس الجاهزة والأزياء الراقية، وذلك من خلال إستخدام تقنيات متقدّمة فـي إبتكاراتنا. لذلك نحن نركّز على نوعية الأقمشة التي تصلنا من حول العالم وعلى البراعة الحرفـية.

أنا أحب الموضة وإبتكار أشياء جميلة. لقد أيقنت فـي وقت مبكر جدًا بعد نيلي شهادتي الجامعية أنني أود أن أحقّق شيئًا ما فـي عالم الموضة، ولمست أن ما أرغب به فعلاً، هو إبتكار تصاميم مميّزة. إنه تحدٍّ كبير مقرون بديناميكية خاصة.

مما‭ ‬تستوحين‭ ‬مواضيعك‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬تستمدين‭ ‬إلهامك؟

فـي العادة أستوحي تصاميمي من كل شيء يحدث فـي حياتي، فأركّز عليه وأتوسّع فيه وأدخله إلى مجموعة الموسم.

لوني المفضل هو الأسود وأنا أعشق دمج اللونين الأبيض والأسود. كما أحب كل أنواع الأقمشة ولكن أحب الحرير بشكل خاص نظرًا لما يتميّز به من إنسيابية ولمعان، ولاسيما حرير الـgazar والأشكال الرائعة والحركة المميّزة التي يمكن أن تبتكرها بإستخدامه.

ما‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬الإستمرار‭ ‬بالإبتكار؟

أن تكون نفسك. لا تخاف من القيام بتجربة ما. وفـي هذا الإطار هناك عبارة تتردّد كثيرًا، وتقول: “أنت فريد وهنا تكمن قوتك”، وأنا أعيش وأبتكر تصاميمي من خلال قناعتي فـيها.

كيف‭ ‬تعرّفـين‭ ‬وترين‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬تصاميمك؟

أودّ أن تشبه زبونتنا نفسها، أريدها أن تبدو ساحرة وواثقة من نفسها وأن يعكس ما ترتديه حقيقة ما تريد أن تكون وما تود إبرازه للعالم.

إلى‭ ‬جانب‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إهتماماتك‭ ‬الأخرى؟

أهتم بالأعمال الإنسانية، ولقد اعتدت القيام بمهمات انسانية تطوعية منذ طفولتي. ترعرت على هذا الأمر ومارسته حتى سن البلوغ. ولكن اليوم بوجود أطفالي الصغار لم يعد نشاطي كما كان فـي السابق، ولكنني لا أزال أشعر بمتعة القيام بهذا العمل، لذلك أود دائمًا تخصيص الوقت المناسب له. كذلك أستمتع بلقاء الأصدقاء وخلق صداقات جديدة، وما أحبه أيضًا هو الطهي ولكن فقط عندما تكون هناك مجموعة كبيرة من الأشخاص تود تناول الطعام.

هل‭ ‬برأيك‭ ‬تغيرت‭ ‬مقاربة‭ ‬الموضة‭ ‬وملابس‭ ‬السهرات‭ ‬ومتى‭ ‬تظنين‭ ‬أنها‭ ‬ستتطوّر؟

من الصعب علي التعميم، أنا أعتقد أن الموضة قد تبدّلت كثيرًا وخصوصًا مح حركة “الشارع الشهير” (الستريت وير). أما فـي ما يتعلّق بملابس السهرات، فهي لا تزال متماسكة ومحافظة إلى حد ما وهي أكثر مقاومة للتغيير. وأعتقد بشكل قاطع أن العالم الرقمي والتسوق عبر الإنترنت، أصبحا من الأمور الأساسية لكي يكون لك علامتك الخاصة مع ما يطرحانه من منافسات كثيرة فـي وجه المتاجر التقليدية. والخطوة التالية بالنسبة لي شخصيًا هي أن يكون لدي متجرًا إلكترونيًا وأن أدخل السوق الرقمي.

برأيك‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬علامة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الموضة،‭ ‬ناجحة؟

مفتاح النجاح برأيي هو المثابرة والتقييم الدائم ومعرفة مكامن الخلل. ماذا أحتاج لكي أتقدّم؟ هل أنا فـي الإتجاه الصحيح؟ وهنا أودّ القول إن نقطة التحوّل الأساسية فـي حياتي المهنية كانت مجموعة أزياء خريف 2017 لقد كانت أول مرة أظهر فـيها على موقع Vogue Arabia فنجاح المهنة بالنسبة لي كان تعاقب الكثير من الأحداث الصغيرة الهامة أكثر مما هو حدث واحد بعينه.

هلا‭ ‬أوجزت‭ ‬لنا‭ ‬ماذا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتوقّع‭ ‬من‭ ‬علامتك‭ ‬لهذا‭ ‬العام؟

أودّ تجربة أنواع مختلفة من الأقمشة ولا سيما المطبّعة، وبدأت القيام بذلك مع مجموعة خريف وشتاء 2019، كما أودّ أن أقدّم دائمًا أشياء جديدة ومثيرة للزبون، مع الحفاظ طبعًا على حيوية وسحر الموضة.

مجموعة‭ ‬ربيع‭ ‬وصيف ‭ ‬2019

This slideshow requires JavaScript.

عالم قديم من السحر الكامل المتناغم مع المقاربة العصرية لعالم التصاميم المميّزة، هكذا يترجم عمل المصمّمة الكويتية بزة الزومان لمجموعة ربيع وصيف 2019، فنراها فـي هذا الموسم تغوص فـي أعماق الثلاثينيات وفـيلم”Sound of Music” اللذين يشكلان معًا مصدر وحي لمجموعتها التي أغنتها بظلال ظهرت قبيل الحرب العالمية الثانية وقاومت بشكل لطيف من خلال موسيقى الفـيلم، الروح الإنهزامية.

تطرح الزومان مجموعتها لربيع وصيف 2019، على شكل قامات متفلّتة من أية قيود يبرز وسطها من خلال التنورة المنسابة المصنوعة من الكريب والحرير والأورغنزا المثني المنوعة بين التنورة القصيرة والأخرى الطويلة التي تلامس الأرض وصولاً الى تلك المفضّلة عندها وهي التي تعلو الكاحل وتتجاوز الركبة. كشاكش رومانسية وأكمام منفّخة بنعومة تثير الإنتباه الى الظهور المرهفة والأكتاف.

كذلك تتألّق المجموعة بألوان دافئة بدءًا من اللون الترابي وصولاً إلى البني المنسجم مع التدرّجات الزهرية والمرجاني الشاحب والبيج والكريمي إضافة إلى زخرفات لطيفة من ضمنها الأزرار والشارات المخطّطة.

وبالموازاة مع حركة الملابس الجاهزة التي إكتسبت شعبية لافتة فـي الثلاثينيات مع المرأة التي إنطلقت إلى العمل، لا تزال متدرّبة معهد Parsons لتصميم الأزياء، تسهب فـي تقديم الملابس الخاصة بكل مناسبة. وبإعتماد المعايير نفسها الخاصة بالحرفـية فـي صناعة ملابس السهرات إبتكرت تماشيًا مع روح العصر البدلات والجامبسوت المزيّنة بقماش التول.