مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط جوائز وتكريم لنجوم بارزين
لم تتخل مصر يوماً عن دورها الريادي فـي السينما العربية بل هي تعزّزه يومياً، ليس من خلال الإنتاجات السينمائية المتميّزة، فحسب بل من خلال المهرجانات الراقية كذلك التي تستقطب نجوم الفن السابع وتدعم إنجازاتهم وتحفّزهم للمزيد. وضمن هذا الإطار يأتي مهرجان سينما الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط الذي عُقد أخيراً مكرّماً الكثير من النجوم الكبار وموزّعاً الجوائز على أبرز الممثلين والعاملين فـي القطاع السينمائي اليوم.
نبيلة عبيد نجمة الدورة 35 من المهرجان
شهدت فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط فـي دورته الـ35 تكريم نجمة مصر الأولى الفنانة نبيلة عبيد وقد تحوّل حفل تكريمها الى مظاهرة حب إستقطبت عدداً كبيراً من نجوم الفن فـي مقدمتهم لبلبة، رجاء الجداوي، إلهام شاهين ووفاء عامر.
وعند صعود النجمة الكبيرة نبيلة عبيد على المسرح ضج المكان بالتصفـيق المتواصل، حيث عبّرت عبيد عن فرحتها الغامرة بتكريمها، الذي تعتبره تكريماً خاصاً، على رغم أنها سبق وحصلت على جوائز فـيه خلال دورات سابقة، وأضافت أن هذه الدورة تحمل إسمها، مشيرة إلى أنها تعتبر المهرجان من أهم المهرجانات فـي منطقة دول البحر الأبيض المتوسط.
و قالت الفنانة إلهام شاهين إنه لا توجد فنانة فـي تاريخ السينما المصرية قدّمت كل هذه النوعية من الأدوار، سوى نبيلة عبيد التي كانت دائما متمرّدة، وهو ما جعلها تكرّس حياتها للفن لدرجة أنها ما كانت تنتهي من فـيلم إلا وتفكر فـي الآخر.
من جهتها أكّدت الفنانة لبلبة أن مشوار نبيلة عبيد كان وراءه إخلاص لفنها لدرجة أنها نسيت حياتها الشخصية.
واتفق معها فـي الرأي المخرج على عبد الخالق الذي قدّم مع نبيلة عبيد ٥ أفلام ومسلسل، مؤكدًا أنه من شدة إخلاص نبيلة عبيد الفنانة تسبّبت فـي ظلم «الإنسانة» فلم تكن تأكل لحرصها فـي الحفاظ على مظهرها كنجمة، كما حرمت نفسها من نعمة الأمومة.
محمد فاضل: «تكريم بطعم الجائزة»
كذلك كرّم مهرجان الاسكندرية المخرج الكبير محمد فاضل الذي قال إن تكريمه «بطعم الجائزة» لأنه جاء من مهرجان عريق وهو مهرجان الإسكندرية، والذي تنظّمه جمعية متخصّصة فـي السينما وهي جمعية «كتاب ونقاد السينما».
وعبّر فاضل كذلك عن سعادته بالمكان الذي يكرّم فـيه، وهو الإسكندرية، وعلى المسرح الذي كان يحمل إسم محمد علي فـي البداية ثم سيد درويش، وأضاف فـي نهاية كلمته أنه يهدي التكريم إلى زوجته ورفـيقة مشواره الفنانة فردوس عبدالحميد، إضافة إلى كل كتاب السيناريو الذي عمل معهم، وكل مديري التصوير والفنانين وعمال البلاتوهات، وكل شخص له دور فـي أن يصل إلى هذا التكريم.
محمود قابيل: الضابط الذي عشق التمثيل
كما تمّ تكريم النجم الكبير محمود قابيل الذي شكر كل أهل الإسكندرية، وخصّ بالشكر رئيس المهرجان الأمير أباظة الذي رشحه لهذا التكريم، قائلاً: «أحب أن أشكر أصحاب الفضل علي فـي هذا المجال، كل مخرج أو مخرجة، وكل مؤلّف أو مؤلّفة أديت دورًا فـي عمل من أعمالهم، وكذلك كل زميل أو زميلة وقفوا إلى جانبي، وعلموني واستفدت منهم، وكل عامل فـي مجال السينما. أشكركم أنتم أصحاب فضل». وأهدى قابيل جائزته إلى رفقاء السلاح وزملائه فـي الدفعة «49 حربية».
ومن المعروف أن الممثل المصري قابيل هو سفـير اليونيسيف للنوايا الحسنة فـي شمال أفريقيا والشرق الأوسط تخرّج من الكلية الحربية عام 1964 عمل ضابطاً فـي القوات المسلحة ثم اتجه إلى الفن ومثل فـي افلام عديدة قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة ويمارس التجارة فـي قطاع السياحة ثم عاد مرة أخرى فـي التسعينيات إلى السينما.
تزوج فـي السبعينيات من سهير رمزي، اشيع زواجه من الفنانة ميرفت أمين ولكنه نفى ذلك، لديه من الأبناء إبراهيم وأحمد، ولم يلمع فـي السينما بنفس قدر لمعانه على شاشات التلفاز.
رفـيق علي أحمد: «محروسة يا مصر»
ومن لبنان تمّ تكريم النجم رفـيق علي أحمد، الذي قال إن كثيراً من المبدعين كانوا يلتقون منذ 40 سنة فـي مهرجانات، وكانوا لا يفهمون بعضهم البعض بسبب اختلاف اللهجات، ولكنهم بفضل السينما المصرية صارت لغة التواصل سهلة ويسيرة، مضيفاً «شكرًا للسينما لأنها أوجدت هذه الثقافة. تحية من لبنان، ومحروسة يا مصر».
رشيد فـرشيو: «مصر هي عائلتي»
ومن تونس تمّ تكريم المخرج الكبير رشيد فـرشيو، الذي قال «أنا فخور بهذا التكريم، الذي له نكهة خاصة، لأنه جاء من بلد قريبة من قلبي وعزيزة علي وهي مصر بلدي الثاني، والتي لي فـيها أصدقاء وذكريات كثيرة»، مضيفاً «مصر علمتني كثيراً، وهي التي أعطتني فرصًا كثيرة للتقريب بين الشعوب، فمصر هي عائلتي وتحيا مصر وتحيا تونس».
وتكريم للإسباني هوغو سيلفا
كما تم تكريم النجم الإسباني هوغو سيلفا، وهو عارض وممثل من مواليد العام 1977 وقد أهدى هوغو تكريمه إلى كل أم موجودة فـي حفل الافتتاح، قائلاً: «ما وصلت إليه هو بفضل أمي».
كولدوا سيرا يزور مصر للمرة الأولى
كذلك كرّم المهرجان المخرج الإسباني الكبير كولدو سيرا صاحب فـيلم الافتتاح «70 بن لادن»، والذي قال إنها المرة الأولى التي يحضر فـيها إلى مصر، وكل ما يعرفه عن مصر كان السينما.
جوائز مميّزة
اما بالنسبة إلى الجوائز فقد إستحوذ الفـيلم المغربي الفرنسي «رُحّل» للمخرج أوليڤييه كوسوماك على أبرز جوائز «مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط» فـي دورته الخامسة والثلاثين. حصل الشريط على جوائز «أفضل فـيلم» و«أفضل إخراج» و«أفضل ممثلة» للمغربية جليلة التلمسي فـي المسابقة الرسمية.
وفاز الممثل البوسني ألكساندر سيكسان بجائزة «أفضل ممثل» عن فـيلم «يوم عمل جيد». فـيما حصد السوريون جود سعيد ورامي كوسا وسماح القتال جائزة «أفضل سيناريو» عن فـيلم «درب السما» فـي المسابقة نفسها. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفـيلم الفلسطيني «استروبيا» (إخراج أحمد حسونة)، كما فاز اللبناني طوني فرج الله بجائزتي «أفضل إنجاز فني» و«أفضل عمل أوّل» عن فـيلمه الدرامي الديني «مورين».
وقد ذهبت جائزة أفضل فـيلم روائي قصير للفـيلم الألباني «العربة». ومنحت لجنة تحكيم المسابقة جائزتها الخاصة للفـيلم الروائي الفرنسي القصير «قلب بيار» للمخرج أوليڤييه بندر والفـيلم الوثائقي الإيطالي «تايسون ابني» إخراج كلاوديو كاسالي.
جوائز مسابقة نور الشريف
وفـي مسابقة «نور الشريف» للفـيلم العربي الطويل، فاز «درب السما» لجود سعيد بجائزة «أفضل فـيلم»، قبل أن تمنح لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفـيلم المغربي «التمرّد الأخير» للمخرج جيلالي فرحاتي. جائزة «أفضل ممثل» كانت من نصيب السوري أيمن زيدان عن دوره فـي «درب السما»، فـي الوقت الذي فازت مواطنته ديما قندلفت بجائزة «أفضل ممثلة» عن فـيلم «الاعتراف» لباسل الخطيب. مع العلم بأنّ «الاعتراف» نال كذلك جائزة «أفضل سيناريو» التي تقاسمها الخطيب مع نجله مجيد، فـيما حصل نوزاد شيخاني على جائزة «أفضل إخراج» عن فـيلم «تورن».
أما فـي ما يتعلّق بالعمل الأوّل، فقد نالت المخرجة التونسية هبة الذوادي جائزته عن فـيلمها «بنت القمرة».