مسلسل «مكتوب عليا» شكّل علامة فارقة فـي المسلسلات المصرية أكرم حسني «أردت مسلسلاً كوميدياً يحمل رسالة»
من خلال مسلسل «مكتوب عليّا» حقّق الفنان أكرم حسني نجاحاً مميّزاً فـي رمضان، إذ استقطب نسب مشاهدة عالية كما أصبحت مشاهده وخاصة أغنية «ستو أنا» من أبرز التراندات على وسائل التواصل الاجتماعي.
يتحدّث أكرم حسني بالكثير من النشاط والحيوية والشغف عن مشاريعه ويشرح تفاصيل عمله، وقد كان لمجلتنا فرصة لقائه والتحدّث معه أكثر عن مسلسل «مكتوب عليا» الذي شكّل علامة فارقة فـي المسلسلات المصرية إضافة إلى تفاصيل عن مشاريعه التي يحضّرها إن على صعيد التمثيل أم الغناء أو حتى التأليف والتلحين لمطربين من الصفّ الأول مثل محمد منير، وأنغام.
فكيف نجح فـي تحقيق المعادلة الصعبة وتقديم عمل يستقطب جمهوراً من الأجيال كافة ضمن إطار درامي كوميدي.
نجح مسلسل «مكتوب عليا» في إعادة المسلسلات الكوميدية الى صدارة السباق الرمضاني بعد أن سيطرت الدراما لسنوات طويلة. أخبرنا أكثر عن هذا العمل، لماذا اخترت هذا المسلسل، وكيف كانت الاستعدادات له، وهل كنت تتوقع هذا النجاح؟
توفـيق ربنا كان الأكبر مع المجهود والتعب، وميزة العمل مع خالد الحلفاوى وكريم أبو ذكري، أننا نجتمع ونفكّر مع بعض، وقد اشتغلا على هذا المسلسل لمدة عام.
فكرة «مكتوب عليا» كانت خارج الصندوق، فحينما حدّثني السيناريست إيهاب بليبل عنها، قلت له: «أنا عاوز أعمل الفكرة دي رغم إنها كانت مجرد سطر واحد»، أما السبب الثانى فـيتمثّل فـي معالجة المسلسل لقضية تهمّ كل إنسان، وهى الشعور بالرضى المرتبط بالعديد من التساؤلات، ومنها: هل سر السعادة يكمن فى امتلاك المال والأزياء والسيارات؟ أم الشهرة أم الرضى بالمكتوب؟ كما جاءت واقعة تأثير وضع عطر المسك على ذراع جلال ليفاجأ بكتابة أحداثه اليومية عليه قبل وقوعها لتعطينا قماشة فى طرح مواقف كوميدية عديدة، وبعيداً عن هذا وذاك، تفاءلت بوجود المنتج كريم أبو ذكرى والمخرج خالد الحلفاوى، خاصة أننا سبق ونجحنا معاً فـي مسلسل «الوصية».
عند حديثك عن «مكتوب عليّا» دائماً ما تتطرّق الى رسالة العمل والهدف منه؟ برأيك هل على الأعمال الكوميدية أن تكون دائماً هادفة وتحمل رسالة؟
بحثت لوقت طويل على فكرة تكون مختلفة، لا تكون قائمة على الضحك فقط أو على الإيفـيهات، وأردت أن تحمل رسالة مختلفة تتنقل أحداثها بين الكوميديا بسلاسة، تجعل المشاهد يضحك ولكن فى نفس الوقت ذهنه مشغول بالتفكير فـي ماذا سيحدث بعد ذلك أو كيف سيتصرف البطل أو كيف سيجد ما يبحث عنه، مثلما يحدث مع «جلال» فهو يجد كلمات على يده غير مرتبة ولكنها ترمز إلى أشياء ستحدث فى يومه، فـيفكر عن كيفـية توظيف هذه الكلمات فى أحداث يومه، ومتى سيقابل موقفاً يتوافق مع إحدى الكلمات المكتوبة على يده، ويفكر معه الجمهور كذلك ولا يضحك فقط على الإيفـيهات والمواقف التى تحدث.
بحثت طويلاً عن الفكرة حتى سمعت فكرة «مكتوب عليا» من المؤلف إيهاب بليبل، والتى كانت حينها عبارة عن سطر واحد، وأعجبت بها وأخذت القرار بأن أعمل على هذه الفكرة وعقدت جلسات كثيرة شبه يومية مع المؤلف والمخرج خالد الحلفاوي الذي كان له دور كبير جدًا فـي تطوير الفكرة.
لم أغير قناعاتي بأن صناعة الترفـيه فـي حد ذاتها رسالة، ولكن من الممكن أن أقدم موضوعات رسالتها الوحيدة هي الضحك فقط، وأخرى تحمل رسالة، وأنا اخترت هذه المرة أن يتضمن الموضوع مضموناً وفكرة ورسالة، وممكن أن أقدم أعمالاً أخرى تكون «ضحك للضحك».
لاقت أغنية «ستو أنا» نجاحاً هائلاً على اليوتيوب والتيك توك وفـي وقت قصير جداً. أخبرنا أكثر عنها. كيف استوحيت الكلمات التي هي غريبة جداً، وهل كنت تتوقع لها هذا النجاح؟
فـي بداية تحضيرات الأغنية أردت أن تكون على نفس ريتم أغنية «بسبوسة»، التي عُرِضَت ضمن أحداث مسلسل «الوصية»، والتي حَقّقت نجاحاً واسعاً وقت عرضها، لذلك أحببت أن تتكرر التجربة فـي مسلسل «مكتوب عليا» وعندما كنت أعمل على «ستو إيه يا ستو أنا»، كانت عيني على «بسبوسة».
الأغنية فـي البداية كانت تحمل اسم «جنة الفواكه»، قبل «ستو أنا» وكان هناك فواكه أخرى كانت ضمن كلمات الأغنية، لكن حذفناها واخترنا مفردات أسهل حتى يستطيع الأطفال حفظها.
تلقيت رسالة تهنئة على عملك من النجم محمد صلاح. ماذا عنت لك هذه التهنئة وهل من علاقة تربطك به؟
غمرتني حالة من السعادة عندما علمت أن نجماً كبيراً عالمياً مصرياً، يشرّفنا على الصعيد العالمي، رغم انشغاله ووقته، متابع ومعجب بالمسلسل، هذا أمر كبير وفخر لنا جميعاً.
تعمل حالياً على أغنية مع الكينغ محمد منير، أخبرنا أكثر عن هذا العمل ومتى نتوقّع أصداره؟
مثلما أكتب أغانى لايت وكوميدية فى أعمالي الفنية، تأتينى أفكار لأغانٍ درامية لا تحوي «إيفـيه» أو ما إلى ذلك، فأكتبها «وأنا مش عارف هعمل فـيها إيه»، لأننى لن أغنيها بحكم أنها أغنية درامية لا تتماشى مع أعمالي، فضلاً عن عدم امتلاكي طبقات الصوت التى تُمكنني من غنائها، ومن هذا المنطلق، كتبت أغنية من ألحاني منذ حوالي عامين، ووجدت أنها تشبه محمد منير ورأيته الأنسب لغنائها، فتواصلت معه وعرضت عليه الأغنية وسعد بها للغاية، وقال: «أنا هدخل أسجلها خلال 15 يوم»، ولكنه سافر إلى ألمانيا وانشغلت أنا بعدها، إلا أنه هاتفني بعد عودته قائلاً: «أنا عاوز أدخل أسجل الأغنية» وبإذن الله ترى النور قريباً.
فـي إطار الغناء أيضاً ذكرت فـي إحدى المقابلات أنك تتمنى أن تكتب وتلحن أغنية للفنانة أنغام التي سرعان ما تحمّست للفكرة بدورها. هل بدأ العمل فعلياً على هذا المشروع وهل تتخيّل أن تكون الأغنية كوميديّة تشبه أسلوبك أم أنها ستكون أقرب الى أسلوب أنغام؟
عندي الكثير من الأغاني التي تليق على أنغام ولي الشرف أن أكتب وألحن لها أغنية.
اكتشفت منذ حوالي عام ونصف، قدرتي على كتابة أغنيات درامية، بخلاف ما أكتبه من أغنيات كوميدية خفـيفة، ولديّ مجموعة من الأغنيات الدرامية التي يستطيع المطربون على الساحة تقديمها.
أنغام مطربة كبيرة لها جمهورها فـي العالم العربي كلّه، وصوت أحبّه وأحترمه.
بين التمثيل الغناء والإعلام، أين تجد نفسك أكثر وهل من الممكن أن تعود الى عالم الإعلام حيث كانت انطلاقتك الفنية؟
التمثيل هو أساس عملي ولكنّني أيضاً أستمتع بالغناء والتلحين. . . من الممكن طبعًا أن أعود الى التقديم فـي حالة وجود برنامج مختلف. الأساس فـي اختياري لأعمالي، هو الجودة والاختلاف سواء فـيلم او مسلسل او برنامج.
كممثل كوميدي من كان مثلك الأعلى فـي صغرك؟
انا من مدرسة الفنانين فؤاد المهندس ونجيب الريحاني، الذين كان لهما طريقة بسيطة لكن صعبة جداً فـي نفس الوقت، أي أنّها طريقة السهل الممتنع، كما أنني تعلّمت كثيراً من مدرسة الفنانين عادل إمام وسمير غانم، نظرًاً لأنّ كل فَنّان منهما لديه منطقته الخاصة، إذ إنّ سمير غانم يمكن ألا يَتَحَدّث تماماً لكنّه يملك مرونة وطريقة فـي الأداء الحركي جبارة، وكان موهبة كبيرة.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية، أنت تحضر حالياً لفـيلم «العميل صفر» ماذا تخبرنا عن هذا المشروع؟
سأحصل على إجازة قصيرة، ثم سأستكمل تصوير فـيلم «العميل صفر»؛ حيث إننا صوّرنا أسبوعاً واحداً فقط من الفـيلم وتوقفنا بسبب انشغالنا بأعمال رمضان.
ما النصيحة التي توجهها إلى الشباب الذين يحلمون بالعمل فـي المجال الفني؟ وهل صحيح أن الدخول والنجاح فـي هذا المجال صعب؟
النجاح فـي اي مجال هو مهمة صعبة وتحتاج مجهوداً وصبراً، وطبعًا توفـيق من ربنا، لكنّ الأساس أن يكون الشخص مؤمناً بما يقدّمه. أما نصيحتي لكلّ شاب فهي: «خلّيك ورا حلمك وأوعى حد يقولك انك مش هاتقدر طول ما فـيه اجتهاد».