عبد المحسن القفاص أتمنى زوال المافـيا الفنيّة
هو إسم فني فرض نفسه بقوة بين أبناء جيله، فالفنان عبد المحسن القفاص يُعتبر من الفنانين الشباب الذين تميّزوا بحضور لافت أمام الشاشة الصغيرة، وذلك لتقمّصه مختلف الأدوار والشخصيات التي تُسند إليه.
كيف ترى عملك الدائم مع النجوم الكبار؟
يضعك أمام مسؤولية، أن تكون قادرًا على أن تؤدّي دورك على أكمل وجه، كذلك فـيه متعة كبيرة كونك تتعلم من هؤلاء العمالقة أبجديات العمل الفني، فأنا لا أنكر بأني تعلّمت الكثير وما زلت، سواء بالإلتزام أم الحضور والتلقائية والعفوية وإعطاء الدور حقه بكل تفاصيله، لذلك تجدني حريصًا بأن أشترك معهم فـي أعمالهم الدرامية لأن العمل معهم بمثابة وسام على صدري.
جمعتك سهرة تلفزيونية مع الفنانة هدى حسين، حدّثنا أكثر عن هذا العمل؟
بالفعل انتهيت من تصوير سهرة تلفزيونية بعنوان «وصاة أمي» مع المخرج مناف عبدال ومن بطولة النجمة هدى حسين وبمشاركة العديد من النجوم مثل محمد جابر ومحمد العجيمي وبثينة الرئيسي وغيرهم، والعمل من تأليف عبد المحسن الروضان أضافة إلى أعمال فنية سأكشف عنها قريبًا.
كيف وجدت تجربتك فـي الفـيلم السينمائي «ودي أتكلم» الذي عُرض مؤخرًا فـي دور العرض فـي الكويت والخليج؟
للأمانة ردود الفعل جميلة، وسعدت بخوض هذه التجربة، فالفـيلم يضم حشدًا من النجوم مثل جاسم النبهان وجمال الردهان وخالد البريكي وليلى عبدالله محمد الحملي وغيرهم، والعمل من إخراج صادق بهبهاني، وتدور أحداث الفـيلم حول قصة مخرج يقدِّم أعمالاً ذات بُعد إنساني ساقه القدر للزواج بفتاة (فاشينستا) تفتقر إلى الحد الأدنى من الثقافة، ومن هنا يأتي الصدام بين الزوج المستنير صاحب الفكر، والزوجة التي تغلِّب فـيها المظهر على حساب الجوهر. ويطرح العمل تساؤلاً هامًا، هو: «إلى متى سنظل على هذه الحال؟».
يقول البعض إن أعمالنا الدرامية تأثّرت كثيرًا، وأصبح هناك تدنٍ ملحوظ فـي المستوى الذي يُقدّم، ما تعليقك؟
أتفق معك، فعندما تحجّم مساحة الحرية التي يتمتع فـيها الفن، بلا شك سوف تتأثّر الرسالة التي يُراد إيصالها للمشاهد، فلو تلاحظ هناك فرق كبير بسقف الحرية التي كانت تتمتّع فـيه الدراما فـي فترة التسعينيات مقارنة باليوم، لذلك لابد على رقابتنا بأن تكونو مرن فـي تعاملها مع الأعمال الدرامية، خاصة عندما يكون العمل لفنان كبير فهو ناقد لعمله ومدرك جيدًا لما هو مسموح من عدمه، أضافه إلى ذلك لا ننسى أن الفنان هو ناقد لسلبيات المجتمع، فإذا منعته من طرح المواضيع بكل شفافـية وواقعية، فقد حجّمته وهدّمته.
يقال إن الأدوار الرئيسة أصبحت تُسند إلى الممثلة أكثر من الممثل؟
أعترف بذلك، فلو تلاحظ فـي الفترة الأخيرة ظهرت العديد من الأسماء النسائية فـي الدراما التي ساهمت وبشكل كبير بإعطاء مساحة أكبر للممثلة على حساب الممثل، فالدراما اليوم أصبحت تدعم قضايا المرأة أكثر من الرجل، عكس ما كنا نعيش فـي السابق عندما كان الرجل على عرش الدراما لعقود عدّة.
لكن لابد من ظواهر وسلبيات تزعجك كفنان؟
أكثر شيء يزعجني هو المافـيا الفنية والشللية التي تضر العاملين فـي الوسط الفني أكثر ممّا تفـيدهم، وأتمنى زوالها سريعًا، فالعمل الجميل والمميّز يكون للجميع وليس لفئة معيّنة فقط.
بالرغم من حضورك وموهبتك لم تُسند إليك بطولة، كما هي حال الكثيرين؟
أختلف معك، برأيي إنتهى عهد البطولة المطلقة لشخص، فالكل يعمل اليوم بمبدأ البطولة الجماعية، ويكفـيني فخرًا بأني بطل فـي عيون جمهوري وسعيد بما قدّمته من أدوار وشخصيات نالت إعجابه.
هل تجامل فـي مشاركاتك الفنية؟
منذ بداية مشواري الفني حرصت كثيرًا على ألا أجامل أي منتج أو مخرج فـي دور لا يضيف لي أو يبرزني بصورة متواضعة، لذلك فضّلت أن أختار ما يناسبني، وأعتذر إذا لم يعجبني، ومازلت أسير على هذا المنوال بكل قناعة.
ما هي أهم العوامل التي تساعد الفنان لكي يبدع ويتميّز؟
أهم شيء أن يكون اختياره للشخصية بشكل صحيح ودقيق، ومن ثم يبرز موهبته ويعطي الدور حقه بتجسيده للشخصية، حتى يستطيع أن يوصله بالشكل المطلوب.
هل وسامة الفنان لها دور فـي نجاحه؟
الوسامة والجمال لا تصنع فنانًا ناجحًا.
كيف هي علاقتك بوسائل التواصل الإجتماعي؟
بصراحة شديدة، علاقتي بها سيئة مع مرتبة الشرف، ليس لدي الوقت الكافـي لكي أتواجد عليها، حاولت أكثر من مرة لكن لم استطع.
هل لديك طقوس معيّنة تمارسها بعملك الفني؟
أهم شيء أن ألجأ إلى العزلة عن الآخرين لكي أعيش أبعاد الشخصية، ومع تركيبة الدور وبمجرد ما ينتهي العمل، أعود لممارسة حياتي بشكل طبيعي.
ما هي أبعاد طموحاتك التي تقف عندها؟
طموحي بلا حدود، فالفنان الذي يقف عند حدٍّ معيّن لن يطورّ نفسه.
بحكم صداقاتك الفنية من هي الفنانة الأكثر قربًا لك؟
لله الحمد تربطني صداقات واسعة بالوسط الفني، لكن لعل أكثرهم قربًا مني، الفنانة فاطمة صفـي وملاك.
ما هي الأمنية الفنية التي من الصعب تحقيقها؟
كنت أتمنى الوقوف أمام الفنانة الراحلة مريم الغضبان لأني أحب شخصيتها كثيرًا.
هل تلجأ إلى الكذب!؟
أحيانًا، عندما أريد أن أصلح بين شخصين، لكن المعروف عني بأني صريح جدًا، وصراحتي أوقعتني بمواقف محرجة.
يقال إنك تعرّضت للخيانة والغدر، كيف تعاملت مع هذا الوضع؟
بالصمت، فأنا معروف عني أنني إنسان مسالم وأكره المشاكل، لكن مع ذلك نار الغدر والخيانة لسعتني، ففوضت أمري لرب العباد، فأنا بطبعي لا أحب الإنتقام.