هِجرة: رحلة سينمائية سعودية توثّق تنوّع الهوية وتسطع في مهرجان فينيسيا السينمائي
أعلنت الجهات المنتجة لفيلم هِجرة، من توقيع المخرجة السعودية شهد أمين، عن اختياره للمشاركة رسمياً في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وذلك ضمن مسابقة Spotlight المرموقة، ليواصل الفيلم بذلك حضوره اللافت على خارطة السينما العالمية.
يأتي هذا الإنجاز تتويجاً لجهود إبداعية وإنتاجية امتدّت على مدار أكثر من ثلاث سنوات، جمعت بين المخرجة وكاتبة العمل شهد أمين، والسينمائي العراقي محمد جبارة الدراجي كمنتج رئيسي. ويُعد الفيلم ثمرة تعاون مشترك بين عدد من الكيانات السينمائية البارزة، أبرزها: بيت أمين للإنتاج، المركز العراقي للفيلم المستقل، أيديشن أستديوز (فيصل بالطيور)، إلى جانب المنتجين المشاركين أيمن جمال ومحمد علوي.
View this post on Instagram
وقد حظي الفيلم بدعم من صندوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي وفيلم العلا، وشارك في إنتاجه كلّ من فيلم كلينك (محمد حفظي)، هيومن فيلم (علي الدراجي)، ثلاثة فنون (عبود عياش وسايد أبو حيدر)، وسيني ويفز للتوزيع المحلي. كما ساهمت مبادرة ضوء التابعة لهيئة الأفلام في وزارة الثقافة السعودية، نيوم، وآثراء في دعم المشروع، فيما تتولى وكالة CAA تمثيله على المستوى العالمي.
هِجرة… سرد بصري يلامس الوجدان ويكشف ملامح السعودية الإنسانية والثقافية
يسرد فيلم هِجرة حكاية مؤثرة تدور أحداثها في عام 2001، حيث تنطلق جدة برفقة حفيدتيها من جنوب المملكة إلى مكة المكرمة، غير أنّ الرحلة تأخذ منحى غير متوقّع عندما تختفي الحفيدة الكبرى في ظروف غامضة، فتبدأ الجدة والحفيدة الصغرى رحلة شمالية محفوفة بالتساؤلات، تمتزج فيها مرارة الفقد بأمل اللقاء.
وعلى امتداد الطريق، تنكشف أسرار دفينة وتُستعاد حكايات طواها النسيان، لتتحوّل الرحلة إلى مرآة لذاكرة عائلية، ونافذة تطلّ على التعدد الثقافي والثراء الإنساني للمملكة العربية السعودية. في سرد شاعري وحميم، يستحضر الفيلم وجوهاً خفية من التاريخ، ويغوص في عمق الهوية، ليروي قصة وطن من خلال رحلة نسائية نابضة بالمشاعر والرموز.
يضمّ طاقم العمل نخبة متميزة من النجوم السعوديين، تتقدمهم خيرية نظمي في أداء لافت بدور ستي، إلى جانب نواف الظفيري في دور أحمد. وتُطلّ لمار فدان من خلال شخصية جنى، بينما يظهر براء عالم كضيف شرف ليضفي لمسة مميزة على العمل.
تم تصوير الفيلم في ثماني مدن سعودية هي: بني مالك، الطائف، جدة، المدينة، العلا، تيماء، تبوك، نيوم وضباء. وتحاول شهد أمين من خلال الفيلم إبراز التنوع الجغرافي والثقافي للمملكة، في قصة تسلط الضوء على نساء من أجيال مختلفة ودورهن في بناء المجتمع السعودي.
بعد نجاح سيدة البحر… هِجرة يقود مسيرة شهد أمين نحو العالمية من بوابة فينيسيا
Δείτε αυτή τη δημοσίευση στο Instagram.
يُشكّل اختيار فيلم هِجرة للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي محطة جديدة تُعزّز الحضور العالمي للمخرجة السعودية شهد أمين، التي رسّخت مكانتها على الساحة الدولية منذ نجاح فيلمها الأول سيدة البحر. فقد عُرض لأول مرة في مهرجان فينيسيا، ومثّل المملكة العربية السعودية في سباق الأوسكار، محقّقاً أكثر من 15 جائزة دولية. ولا يزال الفيلم يحظى باهتمام جماهيري، إذ يُعرض حالياً عبر منصات نتفليكس، شاهد وOSN، تأكيداً لاستمرارية تأثيره وفرادته في المشهد السينمائي.
في هذا الصدد، قال المنتج محمد الدراجي: “استطاعت شهد أمين أن توظف السينما لاكتشاف جماليات المملكة وبُعدها الثقافي والتاريخي. المملكة أرض خصبة للقصص، ومن خلال الأفلام نرتقي بالسينما العربية إلى آفاق جديدة.”
وأضاف المنتج فيصل بالطيور: “من خلال رؤيتها، لدينا فيلم طريق عالمي يعكس تنوع المملكة وشخصياتها المحلية في موسم سينمائي مزدحم.”
View this post on Instagram
ومن جهته، قال المنتج المشارك محمد حفظي: “بعد التعاون مع شهد أمين في فيلم سيدة البحر، حيث تولينا توزيعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نشعر أنّ شهد تتجه الآن نحو شيء خاص جدًا وأكثر طموحًا مع هجرة. نحن فخورون ومتحمسون لإكمال هذه الرحلة معها ومع فريق إنتاجها.”
كما ذكرت المخرجة شهد أمين: “فيلم هجرة من أصعب الأفلام التي عملت عليها. صورنا في مدن ومناطق نائية، لكننا نؤمن بأهمية هذه القصة التي تتناول حكاية نساء سعوديات من أجيال مختلفة في سياق إنساني وتاريخي غني”. كل ذلك في حبكة فيلم طريق يبرز التنوع الثقافي والتاريخي للمملكة ويشد على أنّ المملكة كانت وما زالت مأوى لجميع الناس التي طلبت الأمان في هذه الأرض المقدسة.
