Bruce Clay

موسم المهرجانات السينمائية 2025: من فينيسيا إلى تورونتو والجونة وصولًا إلى جوائز الإيمي

موسم المهرجانات السينمائية: من فينيسيا إلى تورونتو والجونة وصولًا إلى الإيمي – مصدر الصورة: حساب مهرجان الجونة على إنستغرام
موسم المهرجانات السينمائية: من فينيسيا إلى تورونتو والجونة وصولًا إلى الإيمي – مصدر الصورة: حساب مهرجان الجونة على إنستغرام

يشكّل شهري سبتمبر وأكتوبر من كلّ عام موسمًا استثنائيًا في الأجندة الثقافية والفنية العالمية، حيث تتتابع المهرجانات والفعاليات الكبرى التي تضع السينما والدراما في صدارة الاهتمام. من السجاد الأحمر على ضفاف فينيسيا إلى صالات العرض في تورونتو، ومن أجواء البحر الأحمر في الجونة إلى بريق هوليوود مع جوائز الإيمي، يبدو أنّ شهري سبتمبر وأكتوبر هما الشهران اللذان يحتفيان بالقصص والصور التي تجمع العالم حول الشاشة الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء.

مهرجان فينيسيا السينمائي يُعيد السينما العربية إلى الواجهة

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

يُعدّ مهرجان فينيسيا الأقدم في العالم والأكثر أناقةً من حيث الطابع الأوروبي الكلاسيكي. يقام على جزيرة الليدو الإيطالية ويجمع نخبة المخرجين والنجوم، ليكون منصّة أساسية لإطلاق أبرز الأفلام التي غالبًا ما تشق طريقها لاحقًا نحو الأوسكار.

وفي دورته الثانية والثمانين، التي أسدلت ستارها في السادس من سبتمبر، أثبت مهرجان البندقية السينمائي مجددًا أنه ليس مجرد تظاهرة فنية، بل منصة عالمية تُنصت لأصواتٍ جديدة، وتحتفي بالحكايات التي تعانق الوجدان الإنساني. وعلى ضفاف المدينة العائمة، اجتمع نجوم الفن السابع ليشهدوا لحظة ولادة انتصارات جديدة، ستبقى محفورة في ذاكرة السينما.

جوائز تكرّم السينما العالمية

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

شهدت الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي حضورًا عالميًا متنوعًا انعكس بوضوح في قائمة الفائزين. فقد حصد المخرج الأميركي جيم جارموش جائزة الأسد الذهبي عن فيلمه Father Mother Sister Brother.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

فيما فاز الفيلم التونسي-الفرنسي The Voice of Hind Rajab للمخرجة كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم الكبرى.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

أما جائزة أفضل إخراج فذهبت إلى الأميركي بيني سافدي عن فيلم The Smashing Machine.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

في المقابل، برزت السينما الآسيوية من خلال فوز الممثلة الصينية شين تشيلاي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في The Sun Rises On Us All.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

ومن إيطاليا، توّج الممثل توني سرفيلو بجائزة أفضل ممثل عن فيلم La Grazia.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

كما خطف الثنائي الفرنسي فاليري دونزيلي وجيل مارشان جائزة أفضل سيناريو عن À Pied D’Oeuvre.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by La Biennale di Venezia (@labiennale)

بينما جاءت جائزة أفضل موهبة شابة من نصيب الألمانية لونا ويدلر عن فيلم Silent Friend، وهو إنتاج مشترك ألماني-فرنسي-مجري.

بهذا التنوع، أثبت مهرجان البندقية 2025 مكانته كمنصة سينمائية عابرة للحدود، تتيح للأصوات المختلفة من الشرق والغرب، ومن الشمال والجنوب، أن تلتقي تحت راية الفن السابع.

صوت هند رجب: انتصار الصوت القادم من الشرق

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by MAD Films (@madfilmsofficial_)

لم يكن فوز صوت هند رجب مجرّد لحظة عابرة في سجل المهرجان، بل أشبه بصرخة فنية خرجت من أعماق الشرق لتصل إلى قلوب العالم. الفيلم قدّم حكاية إنسانية آسرة، تمزج بين الخصوصية الثقافية والبعد الكوني، حيث تتحوّل شخصية هند رجب إلى رمزٍ للمرأة التي تكسر قيود الصمت لتعلن صوتها الحرّ في مواجهة واقع متشابك.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by The Party Film Sales (@thepartyfilmsales)

خلال العرض العالمي الأول للفيلم في يوم 3 سبتمبر 2025، شهد الجمهور أعنف ردّة فعل عاشها المهرجان في تاريخه: تصفيق حاشد استمر بين 23 إلى 24 دقيقة، اعتُبر الأطول حتى الآن انتهى التصفيق بصيحات “حرّروا، حرّروا فلسطين” وهتافات تضامنية لم تنقطع، في مشهد فكّر الجميع بأنّ الأصوات المتواجدة تحمل أكثر من مجرد فيلم، بل نداءً إنسانيًا.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Rambourg Foundation (@rambourg.foundation)

يتتبع الفيلم المكالمة الأخيرة التي أجرتها الطفلة هند رجب بهدوء مأسوي، وهي محاطة بجثث أفراد عائلتها في سيارة محطّمة بعد استهدافها من قبل قناصة إسرائيليين في غزة. داخل الفيلم، توظّف المخرجة الصوت الأصلي لهند كمحرّك درامي، بينما يجسّد ممثلون ردود مراكز الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني، في تركيب فني يحافظ على احترام الصوت الخاشع وتوقه للنجدة.

تورونتو… نبض الجمهور

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Getty Images Entertainment (@gettyentertainment)

وبينما عكس مهرجان فينيسيا نبض نقاد وصنّاع السينما تتوجه الأنظار إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي (TIFF) الذي انطلق في الرابع من سبتمبر، والذي يعتبر مهرجان الجمهور بامتياز. يعتمد مهرجان تورونتو على تصويت الجمهور لاختيار الفائزين بجوائزه، ما يمنحه صدًى خاصًا لدى صناع السينما، إذ إنّ حب الجمهور للأفلام غالبًا ما يمهّد الطريق أمامها نحو النجاح التجاري والنقدي. لذا ليس من المستغرب أن ينتظر الجميع إعلان الأفلام الفائزة بهذا المهرجان في 14 سبتمبر.

مهرجان تورونتو 2025: منصة للأفلام المرتقبة والجرأة السينمائية

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Letterboxd (@letterboxd)

يُعد مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في دورته الخمسين محطة محورية هذا العام مع برنامج حافل بالأعمال المنتظرة عالميًا. فقد جذب الأنظار من خلال عرض مجموعة من الأفلام المرتقبة التي يراها النقاد بوابة محتملة إلى سباق الأوسكار، بما في ذلك الإنتاجات الضخمة وأعمال السيرة الذاتية التي تحمل توقيع مخرجين مخضرمين.

لكن اللافت في دورة 2025 هو الحضور القوي للسينما المستقلة، حيث برزت أصوات جديدة قدّمت رؤى مبتكرة وأسلوبًا تجريبيًا يتحدى القوالب التقليدية. كما يضيء المهرجان على الأصوات النسائية، سواء في مواقع الإخراج أو التمثيل أو الكتابة، في تأكيد لدور المرأة المتنامي في صياغة مشهد سينمائي عالمي أكثر توازنًا.

إلى جانب ذلك، تحمل برمجة المهرجان جرأة واضحة في تناول أعمال سياسية واجتماعية تلامس القضايا الراهنة، من التغير المناخي والنزاعات الدولية، إلى أسئلة الهوية والعدالة الاجتماعية، ما يجعل المهرجان ليس مجرد احتفاء بالفن السابع، بل منبرًا للنقاش حول التحديات التي يواجهها العالم اليوم.

الأفلام المرتقبة في مهرجان تورونتو 2025

ومن أبرز الأفلام المنتظرة خلال مهرجان تورونتو نذكر:

Frankenstein تأليف وإخراج غييرمو ديل تورو، يُتوقع أن يكون من أبرز الأفلام في سباق الأوسكار.

Christy بطولة سيدني سويني، حيث تجسد شخصية الملاكمة كريستي سالترز مارتن، وتُظهر أداءً قويًا في دور رياضي نسائي.

Wake Up Dead Man: A Knives Out Mystery إخراج رايان جونسون، بطولة دانيال كريغ، ميلا كونيس، وكايل سبيني، يُتوقع أن يكون من الأفلام البارزة في المهرجان.

Rental Family بطولة بريندان فريزر، فيلم درامي عاطفي يُتوقع أن يكون من أبرز الأفلام في سباق الأوسكار.

Sinners وSentimental Value: يعتبر هذان الفيلمان من بين الأوفر حظًا في جوائز الأوسكار هذا العام.

كذلك يتميز المهرجان بحضور قوي للسينما المستقلة والأصوات النسائية وهو ما يبرز في أفلام مثل:

Hedda إخراج نيا داكوستا، بطولة تيسا طومسون، إعادة تصور مسرحية هنريك إبسن في إنجلترا الخمسينيات، تقدم رؤية نسائية جريئة.

Flana إخراج زهراء غندور، فيلم يسلط الضوء على اختفاء النساء في العراق، ويُعد من أبرز الأعمال النسائية في المهرجان.

ستة أفلام مدعومة من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Red Sea Film Foundation (@redseafilm)

تعود مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هذا العام إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، بمجموعة قوية ومميزة تضم ستة أفلام ترعاها المؤسسة، وهي: ذاكرة الأميرة مومبي للمخرج داميان هاوزر، وأوديسة الهندباء للمخرجة موموكو سيتو، واركالا – حلم جلجامش للمخرج محمد الدراجي، ضمن برنامج Centrepiece؛ بالإضافة إلى فيلمي مدرسة الأشباح للمخرجة سيماب جول، وغرق للمخرجة زين دريعي، ضمن برنامج ديسكفري؛ وفيلم فلسطين 36 للمخرجة آن ماري جاسر، ضمن عروض السجادة الحمراء للمهرجان.

الجونة… البصمة العربية على خريطة السينما

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by El Gouna Film Festival (@elgounafilmfestivalofficial)

في منطقة الشرق الأوسط، يفرض مهرجان الجونة السينمائي نفسه كأحد أبرز الفعاليات العربية التي تواكب روح العصر. يقام على شاطئ البحر الأحمر في مصر، جامعًا بين اللمسة الفنية والرؤية السياحية والثقافية.

يستعدّ مهرجان الجونة السينمائي للكشف عن فصل جديد من رحلته الفنية مع انطلاق دورته الثامنة بين 16 و24 أكتوبر 2025، حاملاً معه برنامجاً حافلاً بـ12 فيلماً عالمياً، معظمها حصد جوائز دولية رفيعة في الفترة الأخيرة.

في بيان صحفي، أعربت ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، عن اعتزازها بالاختيارات التي وُصفت بأنها “منسوجة بعناية”، مشيرةً إلى أنّ كلّ عمل مشارك يضيف خيطاً مميزاً إلى لوحة سينمائية متعدّدة الألوان والثقافات، تعكس ثراء الحكايات القادمة من مختلف أنحاء العالم. وأضافت أنّ “المهرجان يُشكّل منصة للحوار والاستكشاف، وأنّ الاختيار الأول من الأفلام سيترك صدى عميقاً لدى الجمهور”.

باقة سينمائية عالمية:

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by El Gouna Film Festival (@elgounafilmfestivalofficial)

أعلن حساب مهرجان الجونة السينمائي على حسابه الرسمي على إنستغرام عن أسماء الأفلام المشاركة في الدورة الثامنة المنتظرة، وعلّق بالقول: “يسرّ مهرجان الجونة السينمائي أن يعلن عن الدفعة الأولى من الأفلام المشاركة في دورته الثامنة المرتقبة! يشمل هذا الإعلان 12 فيلمًا دوليًا حائزًا على جوائز مرموقة، من بينها السعفة الذهبية والدب الذهبي، ليقدّم للجمهور لمحة أولى عن القصص المتنوعة، الوثائقيات المؤثرة، والسرديات القوية التي ستشكّل برنامج هذا العام”.

ويستعد المهرجان للكشف تباعاً عن مزيد من الأفلام خلال الأيام والأسابيع المقبلة، في برنامج يُنسج بعناية ليمنح الجمهور وعداً برحلة بصرية وإنسانية استثنائية، تُبرز تنوّع التجارب البشرية وغنى الخيال السينمائي العالمي.

وتضمّ القائمة الأولى من الأفلام المشاركة باقة متنوّعة من الإنتاجات العالمية، جاءت على النحو التالي:

It Was Just an Accident للمخرج جعفر بناهي (إيران، فرنسا، لوكسمبورغ)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by NEON (@neonrated)

ينطلق الفيلم من حادثة تبدو عابرة: سيارة تقطع عتمة الليل وعلى متنها رجل مع زوجته وابنته، لتصدم بكلب يعترض الطريق، فتتوقّف رحلتهم عند ورشة ميكانيكي يُدعى فاهيد، هناك، يتعرّف الميكانيكي على السائق عبر صوت طرفه الاصطناعي، ليتفجّر داخله ماضٍ مثقل بالجراح، إذ يعتقد أنّ الرجل أمامه ليس سوى المحقق الذي عذّبه في السجن. مدفوعاً برغبة الانتقام، يُقدم فاهيد على اختطافه ويخطّط لدفنه حيّاً. غير أنّ اليقين سرعان ما يتصدّع، فذاكرته لم تحتفظ بوجه الجلاد، بل فقط بألمه.

يتحوّل الموقف إلى دوامة من الشكوك والتساؤلات، خاصةً حين ينضمّ إليه سجناء سابقون شاركوه التجربة القاسية. ومع تداخل الأصوات والذكريات، ينفتح الباب أمام رحلة داخلية قاسية، يتواجه فيها الضحايا مع شبح الهوية والعدالة، ومع سؤال أبدي: أين ينتهي الحق ويبدأ الانتقام؟

Sentimental Value للمخرج خواكيم ترايير (النرويج، ألمانيا، السويد، الدنمارك، فرنسا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by flicksandflix (@flicksandflix)

بعد رحيل والدتهما سيسيل، تجد الشقيقتان نورا وأغنيس بورغ نفسيهما في مواجهة الماضي المؤلم ووالدهما الغائب غوستاف، المخرج الذي ذاع صيته يوماً ثم طواه النسيان بعدما ترك عائلته في طفولتهما. نورا، التي اختارت المسرح كقدرٍ وهوية، اندفعت خلف طموحها المهني حتى باتت حياتها مرهونة به وحده، فيما فضّلت أغنيس سكينة الحياة العائلية، مكتفيةً بزوج وطفل ووظيفة مستقرة. هذا التناقض بين مسارين متباعدين لم يكن سوى وقوداً جديداً لتوتر قديم بين الأختين.

غوستاف، الموقن أنّ السيناريو الجديد الذي كتبه سيعيد إليه ألق الشهرة، يسعى إلى سرد حكاية والدته التي أنهت حياتها في منزل العائلة بالنرويج، منزل ما زال يحمل بصماته وذكريات قاسية عن تعذيبها على يد النازيين خلال الحرب. وقد منح البطولة أولاً لابنته نورا، لكنها رفضت بقوة، فاستعاض عنها بالممثلة الهوليوودية رايتشل كيمب التي تعرّف عليها خلال احتفاء فرنسي بأفلامه القديمة. ومع بدء التصوير، لا يراهن غوستاف على ولادة عمل جديد يُعيد مجده الفني فحسب، بل يطمح أيضاً إلى إعادة ترميم الجسور المهدّمة مع ابنتيه، عسى أن يجد في الفن خلاصاً وفي العائلة عودة طال انتظارها.

Dreams (Sex Love) للمخرج داغ يوهان هاوجيرود (النرويج)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Berlinale (@berlinale)

في قلب فيلم Dreams (Sex Love)، تتفتح مشاعر المراهقة الأولى لدى يوهان، البالغة من العمر سبعة عشر عاماً، حين تقع في حب معلمتها الفرنسية. لتخليد هذه التجربة العاطفية، تسجّل يوهان مشاعرها وأفكارها في دفتر خاص، كنافذة صامتة إلى عالمها الداخلي. لكن ما كان وسيلة للتعبير الشخصي يتحوّل إلى مصدر توتر حين تطّلع والدتها وجدتها على هذه الصفحات الحميمة. الصدمة الأولى سرعان ما تتلاشى أمام قوة الكتابة وصدق السرد، فتكتشفان الجمال الأدبي والعمق العاطفي للتجربة، لتصبح الكلمات جسراً يربط بين القلب والمجتمع، وبين العاطفة والوعي.

Blue Moon للمخرج ريتشارد لينكليتر (الولايات المتحدة، إيرلندا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Blue Moon (@bluemoon.movie)

يتتبع فيلم Blue Moon رحلة لورنز هارت المليئة بالصراعات مع الإدمان على الكحول والصحة النفسية، فيما يكافح للحفاظ على كرامته وصورته أمام الجمهور في ليلة افتتاح مسرحية Oklahoma!، مقدّماً دراسة عميقة للإنسانية والضعف خلف الأضواء والنجاح.

Better Go Mad in the Wild للمخرج ميرو ريمو (التشيك، سلوفاكيا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Filmotor (@filmotor_distribution)

في أعماق جبال شومافا، يعيش الأخوان التوأم فرانتا وأوندرا في انسجامٍ تام، إذ يشتركان في كلّ لحظة وفكرة. ورغم تطابق ملامحهما، تتباين أرواحهما: فرانتا يلهث وراء الحرية والانطلاق، بينما يجد أوندرا راحته في الثبات والروتين. وبين هذا التباين يكمن اختبار حقيقي لرابطتهما التي اعتقدا أنها لا تُكسر، لتكشف الحياة عن مدى قوة الروابط الأسرية أمام اختلاف النفوس والتطلعات.

Resurrection للمخرج بي غان (الصين، فرنسا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Filmes & Filmes (@filmesefilmes)

في مستقبل فقد فيه معظم البشر القدرة على الحلم، تكتشف امرأة مخلوقاً واحداً لا يزال قادراً على عيش هذه التجارب الحلمية. تغوص في أحلامه، مستعينةً بقدرتها على التمييز بين الوهم والحقيقة لتكشف ما تختزنه رؤاه عن تاريخ الصين.

يقسم الفيلم نفسه إلى ستة فصول متتالية، يمثّل كلّ فصل إحدى الحواس الخمس، مع إضافة فصل سادس يركّز على العقل، ليُقدّم تجربة سينمائية تجمع بين البصرية والتأمل الفلسفي في جوهر الوعي والذاكرة.

Sound of Falling للمخرجة ماشا شيلينسكي (ألمانيا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by In Die Sonne Schauen (@in.die.sonne.schauen.film)

في أعماق الريف الألماني، تقع مزرعة نائية تحتضن أسراراً متوارثة عبر أجيال متعدّدة. هنا، تتقاطع قصص أربع نساء، تفصل بينهن عقود من الزمن، لكن توحدهن الصدمات والتجارب المشتركة، ليكتشفن تدريجياً الحقائق المدفونة خلف جدران المزرعة المتآكلة، شاهدةً على الحروب والتحولات والذكريات التي تشكّل حياتهن.

The Devil Smokes (and Saves the Burnt Matches in the Same Box) للمخرج إرنيستو مارتينيز بوشيو (المكسيك)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Mandarina Cine (@mandarinacine)

في قلب مدينة مكسيكو خلال منتصف التسعينيات، تُترك خمسة أطفال أشقاء تحت رعاية جدتهم بعد اختفاء والديهم بشكلٍ مفاجئ، ليبدأوا رحلة صراع من أجل البقاء. مع مرور الوقت، تتلاشى الحدود بين الواقع وظلال أعمق وأكثر غموضاً. الجدة، التي تطاردها رؤى غريبة ومخاوف متنامية، تغرق في العزلة، بينما يبدأ الأطفال بفقدان تماسكهم مع العالم الحقيقي. وبعد صدام محتدم مع جيرانهم، ينسحب الأشقاء أكثر فأكثر إلى عزلة خانقة، قاطعين كلّ صلة بالعالم الخارجي، ليصبحوا محاصرين في عالمهم الداخلي المظلم والمعقد.

Always للمخرج ديمينغ تشين (الولايات المتحدة، فرنسا، الصين)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Alwaysfilm (@always_docfilm)

يستعرض فيلم Always حياة الطفل الموهوب بشكلٍ استثنائي، يوبين غونغ، متتبعاً تطوره النفسي العميق من خلال الشعر، في رحلة ساحرة تمتد من براءة الطفولة إلى عتبة المراهقة، حيث يصبح الشعر نافذة لفهم ذاته والتعبير عن عوالمه الداخلية المتشابكة.

 Orwell: 2+2=5 للمخرج راؤول بيك (الولايات المتحدة، فرنسا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by NEON (@neonrated)

يأخذنا الفيلم في رحلة عبر حياة الكاتب البريطاني جورج أورويل، مركزاً على سنواته الأخيرة وكتابته لروايته الخالدة 1984. ومن خلال استعراض سيرته الذاتية، يبرز المخرج راؤول بيك كيف أنّ أفكار أورويل حول السلطة واللغة والرقابة تظل أكثر إلحاحاً ووقعاً في عالمنا المعاصر، لتذكّرنا بقوة الأدب في مواجهة واقعٍ يتغيّر يوماً بعد يوم.

A Poet للمخرج سيمون ميسا سوتو (كولومبيا، ألمانيا، السويد)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by UN POETA película (@unpoetapelicula)

يدور فيلم A Poet حول شاعر مسنّ يجد غايته في إرشاد يورلادي، المراهقة الموهوبة، رغم أنّ غمرها بعالم الشعر قد يحمل مخاطره الخاصة. أمّا رحلته الشعرية الشخصية، فلم تؤتِ ثمارها، تاركةً إياه ظلاً لكاتب غامض، يراوح بين الأمس والحلم الضائع.

Adam’s Sake للمخرجة لورا واندل (بلجيكا، فرنسا)

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by MEMENTO (@memento.eu)

يُنقل طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، يعاني من سوء التغذية، إلى المستشفى، حيث يواجه عالمًا من القيود والتحديات. وعلى الرغم من قيود الزيارة الصارمة، تمنح الممرضة الرئيسية والدته فرصة البقاء إلى جانبه، متجاوزةً التعقيدات من أجل ضمان رعايته وحماية مصلحته فوق كلّ اعتبار.

جوائز الإيمي… تكريم الشاشة الصغيرة في موسم استثنائي

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

ولأن سبتمبر ليس للسينما فقط، فإنّ جوائز الإيمي تحتفي بعالم الدراما التلفزيونية. تُعدّ هذه الجوائز بمثابة “أوسكار التلفزيون”، حيث تُكرَّم أبرز الأعمال والمسلسلات والممثلين الذين شكّلوا ملامح الموسم الدرامي العالمي. وفي دورتها السابعة والسبعين لعام 2025، والتي ستقام في 14 سبتمبر، ستتميز الجوائز بمنافسة قوية بين منصات البث الكبرى، مع ظهور أعمال درامية ضخمة وأخرى كوميدية قصيرة لفتت الأنظار.

أبرز الترشيحات والمنافسة بين المنصات

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Apple TV (@appletv)

يتصدر مسلسل Severance من Apple TV+ قائمة الترشيحات بـ27 ترشيحًا، متفوقًا على منافسيه. كما حصل مسلسل The Studio من نفس المنصة على 23 ترشيحًا، ما يعكس هيمنة واضحة لـApple TV+ هذا العام.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by HBO Max (@hbomax)

من بين الأعمال الأخرى البارزة، جاء مسلسل The White Lotus بـ24 ترشيحًا، وThe Last of Us بـ16 ترشيحًا، ما يعكس تنوعًا في الأعمال المرشحة عبر منصات متعددة.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Amazon MGM Studios (@amazonmgmstudios)

تشهد المنافسة هذا العام صراعًا بين منصات البث الكبرى مثل Netflix وAmazon Prime Video وApple TV+  وDisney+. على الرغم من هيمنة Apple TV+، إلا أنّ Netflix وAmazon قدمتا أعمالًا لاقت إشادة نقدية، ما يعكس تنوعًا في المحتوى المقدم من مختلف المنصات.

الأعمال الكوميدية القصيرة: مفاجآت الموسم

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

على صعيد المسلسلات الكوميدية القصيرة، برزت أعمال مثل The Bear، Shrinking، وThe Studio، التي حصلت على ترشيحات متعددة. هذا التنوع في الأعمال يعكس تطورًا في تقديم الكوميديا عبر منصات البث المختلفة.

صراع النجوم في الدراما

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

ومع اقتراب موسم جوائز الإيمي السابع والسبعين لعام 2025، يبرز الصراع على السجادة الحمراء ليس فقط بين المسلسلات، بل بين نجوم الشاشة الصغيرة الذين قدّموا أداءً لافتًا خلال الموسم الدرامي والكوميدي.

في فئة أفضل ممثل درامي، يتنافس كل من آدم سكوت عن Severance، وبيدرو باسكال عن The Last of Us، إلى جانب غاري أولدمان في Slow Horses، وستيرلينغ ك. براون عن Paradise، ونوا وايلي في The Pitt. هؤلاء الممثلون قدموا أداءً استثنائيًا جمع بين العمق النفسي والتعقيد الدرامي، ما يجعل فئة أفضل ممثل درامي من أكثر الفئات إثارة هذا العام.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

أما فئة أفضل ممثلة درامية، فتتألق فيها أسماء مثل بريت لوير عن Severance، وبيلا رامزي في The Last of Us، وكيري راسل عن The Diplomat، وشارون هورغان في Bad Sisters، وكاثي بيتس في Matlock. تجسد هؤلاء الممثلات قوة الأداء النسائي وقدرته على نقل المشاعر الدقيقة والصراعات الداخلية للشخصيات.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

وعلى صعيد الكوميديا، يبرز في فئة أفضل ممثل سيث روجن (The Studio)، وجيسون سيغل (Shrinking)، وآدم برودي (Nobody Wants This)، ومارتن شورت (Only Murders In The Building)، وجيريمي آلن وايت (The Bear).

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

في المقابل، تتنافس في فئة أفضل ممثلة كوميدية جين سمارت عن Hacks، وآيو إيديبيري (The Bear)، كينتا برونسون (Abbott Elementaryكريستين بيل (Nobody Wants This)، وأوزو أدوبا (The Residence). هذه الأعمال والكوميديا القصيرة تؤكد قدرة التلفزيون على تقديم محتوى مرح وذكي يعكس التطورات الاجتماعية والثقافية.

مع ترقب الجماهير لحفل توزيع الجوائز في 14 سبتمبر 2025 في مسرح بيكوك بلوس أنجليس، ومن خلال البث المباشر على CBS وParamount+، تبدو هذه الدورة من جوائز الإيمي أكثر إثارة من أي وقت مضى، ليس فقط بسبب المسلسلات المرشحة، بل بفضل النجوم الذين جعلوا كل مشهد على الشاشة الصغيرة لحظة لا تُنسى.

السينما أداة للتأثير والتغيير

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Emmys / Television Academy (@televisionacad)

من فينيسيا العريقة إلى تورونتو النابض، ومن الجونة الساحلية إلى هوليوود مع الإيمي، يظل سبتمبر شهرًا تحتفي فيه الثقافات المختلفة بصناعة الصورة ورواية القصص. إنه موسم يُعيد التذكير بأنّ السينما والدراما ليست مجرد ترف، بل مرآة للمجتمعات وأداة للتأثير والتغيير.