من إحياء تراث والدها إلى بطولة جديدة.. أمل عرفة تواصل رحلتها الاستثنائية
في خطوة جديدة تكرّس حضورها الفني المتجدّد، تعود النجمة السورية أمل عرفة إلى الأعمال الدرامية الرمضانية، وتستعد للمشاركة في الموسم الرمضاني المقبل من خلال مسلسل عيلة الملك، الذي يجمعها مجدداً مع رفيقة النجاح شكران مرتجى، تحت إدارة المخرج محمد عبد العزيز وتأليف شادي كيوان، معن سقباني، وميادة إبراهيم، وإنتاج شركة قبنض ميديا.
عيلة الملك، هو مسلسل اجتماعي معاصر، سيتمّ تصويره في دمشق، ويسلط الضوء على ظاهرة الخوات التي فُرضت على التّجار في دمشق من قبل بعض المتنفذين، كنافذة للدخول إلى عالم الفساد والابتزاز، وواقع العشوائيات، ويروي قصة تاجر دمشقي يقطع علاقته بأسرته الفقيرة لينغمس في حياة الثراء والسلطة، قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب.
إرث موسيقي ينبض من جديد
View this post on Instagram
في موازاة نشاطها الدرامي، تخوض أمل عرفة مشروعاً فنياً من نوع مختلف، حيث أعلنت عن إعادة إحياء أرشيف والدها الموسيقار الراحل سهيل عرفة، بالتعاون مع الملحن فادي مارديني، من خلال إعادة توزيع وتقديم ثلاث أغنيات شهيرة أدّتها الراحلة صباح، وهي عالبساطة ولو عشاقي مية وألف وآخد قلبي سكارسا، بأسلوب عصري يحافظ على روحها الأصيلة.
View this post on Instagram
كما أطلقت أمل عرفة مؤخراً أغنية تحمل عنوان في سر، من كلمات وألحان رضوان نصري. تضم الأغنية كلمات تعبّر عن الوطن والحب والتحديات، وتقول: “في سر غريب بهالبلد، في شي عجيب بهالبلد، دقات قلب، الهموم، وبتحب لسا بهالبلد”.
أمل عرفة.. حالة فنية تُدرّس
View this post on Instagram
في كل عمل تخوضه، تثبت أمل عرفة أنها مدرسة في الأداء، تُتقن بناء الشخصيات وتقديمها بصدق عاطفي وفني نادر. صوتها الدافئ، وقلمها الواعي، ووجهها الذي يُجسّد الألم والفرح في آن، يجعلون منها واحدة من أيقونات الفن السوري والعربي. ومع كل إطلالة جديدة، سواء في عمل درامي أو مشروع غنائي أو حتى حوار تلفزيوني، تُجدّد أمل عرفة عهدها مع جمهورها: أن تظل فنانة تؤمن بأنّ الفن رسالة، وأنّ الجمال الحقيقي يكمن في الصدق. وتمتاز أمل عرفة بشخصية مركبة تمزج بين الحرفية العالية والشغف بالفن، وتتمتع بقدرة استثنائية على صناعة الشخصيات وتقمص الأدوار بتفاصيلها النفسية والجسدية. وهذا ما جعلها في نظر الجمهور والنقاد نجمة شاملة.
النشأة والبدايات
View this post on Instagram
وُلدت أمل عرفة في دمشق في 18 مارس 1970، في كنف أسرة فنية عريقة، فوالدها الموسيقار الراحل سهيل عرفة كان أحد أبرز ملحني الأغنية العربية، ما جعلها تنشأ في بيئة مفعمة بالموسيقى والفن. بدأت مسيرتها الفنية بالغناء، وقدّمت أولى أغنياتها في سهرة تلفزيونية بعنوان حمّام القدس عام 1982، قبل أن تتجه إلى الدراسة الأكاديمية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، لتصقل موهبتها بالعلم.
انطلاقتها في الدراما
View this post on Instagram
دخلت أمل عرفة عالم التمثيل في مطلع التسعينيات، وكانت بدايتها الدرامية مع المخرج هيثم حقي في مسلسلي نجمة الصبح وشبكة العنكبوت. وسرعان ما لفتت الأنظار إلى موهبتها الاستثنائية، لتشارك بعدها في أحد أشهر المسلسلات السورية نهاية رجل شجاع عام 1993، لتتوالى بعده الأعمال الناجحة. من أبرز مشاركاتها: عيلة خمس نجوم، حمّام القيشاني، إخوة التراب، صقر قريش، أسعد الوراق، وشاء الهوى، رفة عين، شارع شيكاغو، وحارس القدس وغيرها الكثير.
فنانة شاملة: ممثلة ومغنية وكاتبة نصوص
View this post on Instagram
على الرغم من تميزها في التمثيل، لم تهجر أمل عرفة الغناء، فقدمت ألبومين هما أمانة يا سنين (1986) وعلى أحر من الجمر (2000)، وغنت عدداً من الأغاني المنفردة الوطنية والعاطفية، أبرزها صباح الخير يا وطناً. وفي الدراما، أثبتت نفسها ككاتبة أيضاً، من خلال أعمال مثل دنيا وعشتار ورفة عين، التي حققت فيها نجاحاً مزدوجاً كممثلة ومؤلفة. وتألقت عرفة في الكوميديا إلى جانب الدراما، ولا تزال شخصية دنيا في المسلسل الشهير الذي حمل الاسم نفسه حاضرة بقوة في الذاكرة العربية، إلى جانب مشاركاتها اللافتة في بقعة ضوء وكونتاك وسايكو.
السينما والمسرح
View this post on Instagram
لم تغب عن الشاشة الكبيرة، فشاركت في أفلام منها: شيء ما يحترق، عزف منفرد، وصعود المطر. كما وقفت على خشبة المسرح في أعمال بارزة مثل روميو وجولييت والملكة.
الجوائز والتكريمات
View this post on Instagram
حصدت أمل خلال مسيرتها العديد من الجوائز، منها: جائزة أدونيا لأفضل ممثلة دور أول عن مسلسلي حسيبة وزمن الخوف، جائزة أفضل ممثلة عربية عن ذكريات الزمن القادم، جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الأغنية العربية في الرباط، جائزة أفضل أداء غنائي في مهرجان أبو ظبي عن أغنية بلاك، جائزة أفضل مسلسل اجتماعي في العراق عن رفة عين. تزوجت أمل من الفنان عبد المنعم عمايري عام 2001، وأنجبا ابنتين: سلمى ومريم، قبل أن ينفصلا عام 2015 مع الإبقاء على علاقة صداقة واحترام متبادل.
أمل عرفة صوتٌ لا يُنسى ووجه لا يغيب
View this post on Instagram
في زمنٍ تتسارع فيه النجومية وتبهت فيه الكثير من الأسماء، بقيت أمل عرفة ثابتة كاسمٍ عصيّ على التكرار، وموهبةٍ فريدة ترفض أن تكون عابرة. بين التمثيل والغناء، الكتابة والكوميديا، حملت أمل عرفة على عاتقها مسؤولية فنية ووطنية وإنسانية، كانت فيها ابنة الزمن الصعب وصوت المرأة الحرة، وصورة الفنانة التي تنحت نجاحها بإتقان لا يعرف المجاملة. وبعد أكثر من ثلاثة عقود من العطاء، لا تزال أمل تمضي في دربها بشغف البدايات ونضج التجربة، لتبقى جزءاً من ذاكرة الدراما العربية وصوتاً نسائياً ملهماً لكل من قرّر أن يحترف الحلم.
