مايكل رايدر يكتب فصلاً جديدًا في قصة سيلين
في قلب باريس، وتحت مظلة حريرية فخمة تغطي باحة المقرّ الأيقوني لدار سيلين في شارع 16 rue Vivienne، قدّم المدير الإبداعي الجديد للدار مايكل رايدر أولى مجموعاته لموسم ربيع 2026، وسط ترقب كبير من عشاق الدار ومتابعي الموضة حول العالم.
أولى تصاميم رايدر لدار سيلين
View this post on Instagram
في مشهد جمع بين السكون الخارجي والضجيج الأنيق، تزامن عرض سيلين Celine لمجموعة ربيع 2026 مع يوم باريس تتنفس الذي تُغلق فيه شوارع المدينة أمام السيارات. وبينما ساد الهدوء أحياء العاصمة، توافد عشاق الموضة والنجوم إلى حدائق التويلري حيث احتضن مقر الدار على الضفة اليمنى أول عرض فعلي للعلامة منذ فبراير 2023. لكن هذه العودة لم تكن عادية، بل جاءت محمّلة بالتشويق، إذ كشفت عن أولى تصاميم المدير الإبداعي الجديد مايكل رايدر، الذي تولّى المنصب مطلع العام بعد مسيرة امتدت لست سنوات في بولو رالف لورين.
رؤية تمزج بين الإتقان الكلاسيكي والابتكار المعاصر
View this post on Instagram
جاء العرض ليكشف عن رؤية رايدر التي تمزج بين الإتقان الكلاسيكي والابتكار المعاصر، حيث قدّم تصاميم للرجال والنساء عكست مفاهيم سيلين الراسخة: الجودة، والخلود، والأناقة. في رسالة وزعت قبل العرض كتب رايدر: “سيلين ترمز إلى الجودة، إلى الخلود، وإلى الأسلوب. وهذه المبادئ ترجمتها في تصاميم تنبض بالمواقف والانطباعات”.
تميّزت التشكيلة بألوان نابضة مثل الأزرق والأحمر، اخترقت لوحة أنيقة من الأسود والأبيض والبيج. أما التفاصيل فكانت حكاية بحد ذاتها: الأوشحة الفاخرة، المجوهرات المتعددة الطبقات، السلاسل، وحزام جديد مذهّب يعبّر عن إعادة تفسير ذكي لرموز الدار وهويتها.
في كلماته، عبّر رايدر عن فلسفة عميقة للأزياء قائلًا: “لطالما أحببت فكرة أن تعيش الملابس مع من يرتديها، أن تصبح جزءًا من حياته، تلتقط لحظة، لكنها تحكي عن سنوات من الذكريات والتغيّرات والمناسبات.”
بفضل هذه المجموعة الأنيقة والمعبّرة، يعلن مايكل رايدر بجرأة عن بداية عصر جديد في تاريخ دار سيلين، يوازن فيه بين الخيال والحياة، الذكرى والمنفعة، الماضي والمستقبل.
تصاميم تربط الماضي بالحاضر وتتنفس المستقبل
قدّمت مجموعة رايدر توازناً دقيقاً بين الأرشيف الفرنسي العريق والهوية الأميركية الهادئة. إذ استحضر المصمم رموز الدار من السبعينيات والثمانينيات، وأضاف لمسات من توقيع مصممين سابقين مثل فيبي فيلو وهيدي سليمان، من خلال القصّات النظيفة، والسراويل الواسعة، والجاكيتات ذات الأكتاف العريضة.
وفي لمسة شخصية، برزت قطع تذكّر بمسيرته في رالف لورين، مثل الكارديغانات ذات الأكمام المنفوخة، إلى جانب مجوهرات مبالغ بها وزينة تزيّن الأصابع كلّها، في تعبير واضح عن روح مرحة وأسلوب غير نمطي.
مايكل رايدر:21 عامًا في عالم الأزياء
View this post on Instagram
مايكل رايدر هو مصمّم أميركي تخرّج من جامعة براون قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في عالم الأزياء عام 2004 حيث عمل كمصمّم أول في دار بالنسياغا. في عام 2008 ترك بالنسياغا ليلتحق بدار سيلين حيث عمل لمدّة عشر سنوات كمدير تصميم للملابس الجاهزة تحت إشراف فيبي فيلو. أما في عام 2018 فقد انضمّ إلى دار رالف لورين كمدير إبداعي حيث عمل لست سنوات.
أما محطته الأخيرة فكانت عودته إلى دار سيلين في مطلع العام 2025 كمدير إبداعي خلفًا لهيدي سليمان.
مرحلة جديدة وتحديات كبيرة
View this post on Instagram
في سيلين، يواجه رايدر مهمة صعبة: فهو يخلف هيدي سليمان، الذي ضاعف مبيعات الدار المملوكة لشركة LVMH ثلاث مرات تقريبًا خلال سنواته الست كمدير إبداعي، مستهدفًا عملاء راقيين من الطبقة البرجوازية بقصات كلاسيكية عالية الجودة، ومقدمًا أزياء رجالية وعطورًا وماكياجًا. ارتفعت المبيعات من أقل من مليار يورو في عام 2018، وفقًا لتقديرات مورغان ستانلي، إلى 2.49 مليار يورو في عام 2024، وفقًا لتقديرات بنك HSBC. ويستمر الضغط للحفاظ على الصمود في ظل استمرار مواجهة الصناعة للتحديات.