لويس فويتون كروز: دراما الأزياء في قلب التاريخ

في عالم الموضة، لا تُعدّ مجموعات الكروز مجرّد محطات عابرة بين الشتاء والصيف، بل هي رحلات استكشاف فنية تقدمها الدور الكبرى خارج تقويم العروض التقليدي. إنها مساحة للتجريب والحرية، ولرواية القصص البصرية في أماكن استثنائية. منذ سنوات، جعلت لويس فويتون Louis Vuitton من عروض الكروز مهرجانات ثقافية متنقلة، تربط بين السفر والهوية والإبداع — من باريس إلى ريو، ومن برشلونة إلى أفينيون.
لويس فويتون كروز 2026 في قصر الباباوات
View this post on Instagram
في مشهدٍ مسرحي مهيب داخل ساحة Cour d’Honneur في قصر Palais des Papes بمدينة أفينيون، قدّمت دار لويس فويتون Louis Vuitton عرضها لمجموعة كروز 2026، حيث تحوّل القصر القوطي الذي يعود إلى القرن الرابع عشر إلى منصة تجمع بين الفخامة والدراما والتجريب الفني. المكان بحدّ ذاته بدا كقطعة من الأزياء: عريق، ضخم، وغارق في التاريخ، تمامًا كهوية الدار التي تتقن فن الجمع بين الماضي والمستقبل.
أزياء تملك كاريزما
View this post on Instagram
تحت قيادة المدير الفني نيكولا غيشكيير، جاءت المجموعة كعرضٍ مسرحي بصري يستكشف فكرة “الملابس كأداء”. الأزياء هنا ليست مجرد أقمشة يمكن ارتداؤها، بل وسيلة للتعبير والسرد، أداة تُمكّن المرأة من أن تؤدّي أدوارها اليومية بجرأة وأناقة. كل قطعة بدت وكأنها تحمل قصة: معاطف جلدية بطبقات متراكبة تذكّر بدروع الفرسان، فساتين قصيرة مرصّعة تعكس الضوء كأنها تتحدى الجاذبية، وتنانير تلتفّ حول الجسم بحركة انسيابية تحاكي المسرح والخيال.
وعن هذه المجموعة يشرح غيشكيير: “أردتُ أن أقدّم أزياء تملك الكاريزما نفسها التي يمتلكها المسرح، أزياء تجعل المرأة بطلة قصتها الخاصة”. وبالفعل، جاءت المجموعة كتجسيد حيّ لهذه الفكرة — درع من الجمال والثقة، يدعو المرأة إلى التحوّل والتجربة والتعبير.
بين القوطي والمستقبلي
View this post on Instagram
استلهم غيشكيير تصاميمه من أجواء القصر القوطية، فظهرت التفاصيل المعمارية في الأكمام المنتفخة، والأقمشة الثقيلة، والياقات العالية التي أعادت إلى الأذهان ملوك القرون الوسطى. لكنه لم يكتفِ بالحنين إلى الماضي، بل أضاف لمسته العصرية من خلال الخامات المعدنية والجلود اللامعة، وأحذية المرايا والحقائب الصلبة ذات الطابع النحتي، ما جعل المجموعة تبدو كرحلة عبر الزمن بين الماضي والمستقبل، بين المسرح والواقع.
المسرح كملعب للأناقة
View this post on Instagram
في هذا العرض، لا يُفصل بين الأزياء والمكان. فكما جسّد Palais des Papes روح المهرجان المسرحي الذي تشتهر به أفينيون، قدّمت لويس فويتون عرضًا يجمع بين الفن والموضة والأداء. كانت الأضواء تلامس جدران الحجر القديم بينما تتحرك العارضات بخطى مدروسة، كأنهن ممثلات في عرض درامي ضخم. الصوت، الضوء، والحركة كلها عناصر صُمّمت لتُبرز جمال القطع وقوتها الرمزية.
