كريستينا عاصي تحمل الشعلة الأولمبية مسلّطة الضوء على الانتهاكات التي تواجه الصحافيين
حملت المصوّرة الصحافية اللبنانية في وكالة فرانس برس، كريستينا عاصي الشعلة الأولمبية يوم الأحد وجالت في ضاحية فينسين الى جانب المصوّر الأميركي ديلان كولينز الذي كان يدفع كرسيها المتحرّك وسط هتافات زملائهما في وكالة فرانس برس ومئات المتفرجين.
تهدف مشاركة كريستينا عاصي وديلان كولينز، في جولة الشعلة الأولمبية الى الإضاءة على الانتهاكات التي يتعرّض لها الصحافيون أثناء القيام بواجبهم، خاصة في تغطية الحروب، ذلك أن كريستينا وديلان هما ناجيان من الاستهداف الاسرائيلي للصحافيين في جنوب لبنان في أكتوبر الماضي، علمًا أن ديلان سبق وأن أصيب أيضاً في بخموت-أوكرانيا.
إنتهاكات كبيرة للعمل الصحافي
كانت كريستينا عاصي من وكالة الأنباء الفرنسية AFP ، من بين مجموعة من الصحافيين الذين تعرضوا للقصف الإسرائيلي في 13 أكتوبر 2023، أثناء تغطيتهم لتبادل إطلاق النار على طول الحدود اللبنانية وتمّ على أثرها بتر جزء من ساقها اليمنى.
وأدّى الهجوم إلى مقتل مصور الفيديو في رويترز عصام عبد الله. كما أصيب إيلي براخيا والمراسلة كارمن جوخدار بالإضافة إلى مصور الفيديو في وكالة فرانس برس ديلان كولينز.
وفي نوفمبر من العام الماضي، قُتل ربيع المعمري وفرح عمر من شبكة التلفزيون العربية الميادين، في غارة جوية إسرائيلية في جنوب لبنان أثناء تغطيتهما للصراع.
كريستينا عاصي: أتمنى لو كان عصام هنا
بعد اجتياز مسافة 200 متر المقرّرة مع زميلها كولنز قالت عاصي، الجالسة على كرسي متحرّك:”رؤية جميع هؤلاء يصفّقون بعد نجاتنا من هجوم مستهدف كصحافيّين، أمر مذهل ويفرح القلب”، معربةً عن أملها في أن يكون: “ما قمنا به اليوم بمثابة تكريم لجميع الصحافيّين وزملائنا وأصدقائنا الّذين قُتلوا هذا العام”.
وتابعت كريستينا: ” كنت أتمنّى لو كان المصوّر الصّحافي اللّبناني الرّاحل عصام عبدالله (استشهد في الهجوم الإسرائيلي نفسه)، وجميع الزّملاء الّذين فقدناهم، هنا اليوم ليشاهدوا هذا الأمر. وكنت أتمنّى لو لم تكن مشاركة الصحافيّين وتمثيلهم يتطلّبان هجومًا مماثلًا”. وأكملت: “إنّ خطوتي المقبلة هي التّركيز على عمليّة إعادة التّأهيل الّتي سأخضع لها للوقوف مجدّدًا. بهذه الطريقة سأحصل على العدالة.” وقد حضر نحو 50 صحافيًّا من فرانس برس، لتشجيعهما والتّصفيق لهما أثناء مرورهما.
رسالة تكريم ونداء لحماية الصحافيين
كانت كريستينا قد أعلنت خبر مشاركتها بحمل الشعلة الأولمبية عبر صفحتها على إنستغرام حيث كتبت:”حمل الشعلة الأولمبية تجربة عاطفية، خاصة بعد نجاتي من هجوم استهدفنا أثناء قيامي بمهمة. قصتي هي مجرّد واحدة من بين قصص كثيرة أخرى خلال عام أودى بحياة أكثر من مئة صحافي”. وأضافت المصورة اللبنانية: “بحمل هذه الشعلة، نكرّم تضحيات الذين سقطوا ونلفت الانتباه إلى الحاجة الملحة لحماية أولئك الذين يواصلون الإبلاغ على الرغم من الخسائر النفسية والجسدية”. من جهته، قال مصور الفيديو، ديلان كولينز، الذي أصيب في الهجوم نفسه: “شرف كبير أن أحمل الشعلة الأولمبية إلى جانب زميلتي كريستينا عاصي، بعد مرور نحو عام على استهدافنا من قبل الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية. إنها معجزة أننا مازلنا على قيد الحياة”. وأضاف الصحافي الأميركي البالغ من العمر 36 عاماً: “إننا نحمل الشعلة لتكريم جميع الأصدقاء والزملاء الذين فقدناهم العام الماضي، وجميع الصحافيين الذين قتلوا أو أصيبوا أثناء قيامهم بعملهم”.
كريستينا الشجاعة والمثابرة
أوضح رئيس قسم الرياضة في فرانس برس، بيار غالي، أنه عندما طُلب من الوكالة حمل الشعلة الأولمبية، فكرنا في كريستينا، التي تحظى شجاعتها ومثابرتها بإعجاب الجميع في الوكالة. وأكد أن حملها رمز السلام هذا، يبعث برسالة قوية لها ولجميع الصحافيين الذين اصيبوا على خط المواجهة. وأصيبت كريستينا عاصي ابنة الـ 29 عاماً، بقذيفة دبابة اسرائيلية في 13 أكتوبر 2023، أثناء تغطيتها لتبادل اطلاق النار في القطاع الغربي في جنوب لبنان. واستشهد في هذا الهجوم المصور اللبناني في رويترز، عصام عبد الله، كما أصيب ستة صحافيين ومصورين بينهم كريستينا التي بُترت قدمها، وديلان.
ويعدّ تتابع الشعلة، الذي بدأ في مايو، جزءًا من الاحتفالات التي تم فيها اختيار حوالي 10 آلاف شخص من مختلف مناحي الحياة لحمل الشعلة عبر فرنسا قبل افتتاح الألعاب الأولمبية في 26 يوليو.