عودة قوية لدار سيلين: مايكل رايدر يُطلق فصلاً جديداً من الأناقة الفرنسية بلمسة أميركية
في مشهد جمع بين السكون الخارجي والضجيج الأنيق، تزامن عرض سيلين Celine لمجموعة ربيع 2026 مع يوم باريس تتنفس، الذي تُغلق فيه شوارع المدينة أمام السيارات. وبينما ساد الهدوء أحياء العاصمة، توافد عشاق الموضة والنجوم إلى حدائق التويلري حيث احتضن مقر الدار على الضفة اليمنى أول عرض فعلي للعلامة منذ فبراير 2023.
لكن هذه العودة لم تكن عادية، بل جاءت محمّلة بالتشويق، إذ كشفت عن أولى تصاميم المدير الإبداعي الجديد مايكل رايدر، الذي تولّى المنصب مطلع العام بعد مسيرة امتدت لست سنوات في بولو رالف لورين.
ضيوف كبار
من الدعوة المميّزة التي جاءت على شكل وشاح حريري أبيض، وُضع حول العنق أو على الحقائب، إلى الحضور النخبوي الذي جلس تحت مظلة ضخمة من قماش Carré de Soie ، لم تدّخر سيلين Celine أي تفصيل لتعيد تأكيد مكانتها كمرجع في عالم الأزياء الراقية.
حضر العرض نجوم بارزون من مختلف المجالات، منهم عارضة الأزياء ناعومي واتس، المغني V من فرقة BTS، المصممان جوناثان أندرسون وراف سيمونز، والمغنية ألانيس موريسيت، التي عبّرت عن “توق عالٍ لرؤية ما قدمه رايدر”.
كذلك النجوم العرب كان لهم حضورهم المميّز، إذ حضرت الممثلة والمخرجة اللبنانية نادين لبكي العرض، كما حضرت العارضة اللبنانية نور عريضة بإطلالة كاملة من سيلين Celine.
وقالت عريضة: “وجودي هنا يتعدى الموضة. إنه مسألة تمثيل بالنسبة لي. تمثيل النساء العربيات على الساحة الدولية. بالإضافة إلى أنّ والدة مايكل، المدير الإبداعي الجديد لدار Celine، لبنانية. فذلك أمر مذهل”.
تصاميم تربط الماضي بالحاضر وتتنفس المستقبل
مجموعة رايدر قدّمت توازناً دقيقاً بين الأرشيف الفرنسي العريق والهوية الأميركية الهادئة. استحضر المصمم رموز الدار من السبعينيات والثمانينيات، وأضاف لمسات من توقيع مصممين سابقين مثل فيبي فيلو وهيدي سليمان، من خلال القصّات النظيفة، والسراويل الواسعة، والجاكيتات ذات الأكتاف العريضة.
وفي لمسة شخصية، برزت قطع تذكّر بمسيرته في رالف لورين، مثل الكارديغانات ذات الأكمام المنفوخة، إلى جانب مجوهرات مبالغ بها وزينة تزيّن الأصابع كلّها، في تعبير واضح عن روح مرحة وأسلوب غير نمطي.
مرحلة جديدة من دون ضجيج
View this post on Instagram
مع تاريخ تجاري قوي تركه هيدي سليمان خلفه، حيث حققت Celine ما يقارب 2.5 مليار يورو سنويًا، يبدو أنّ المصمّم مايكل رايدر لا يسعى إلى تكرار الاستعراض، بل لتقديم لغة جديدة للدار: أكثر هدوءاً، وأكثر عمقاً، وربما أكثر قابلية للاستمرار تحمل الروح الأميركية بنفس فرنسي.
