Bruce Clay

طوني ورد : “صمّمتُ مجموعة الأزياء الراقية للمرأة التي تحتضن حقيقتها… “

طوني ورد لخريف وشتاء 2026-2025: أزياء راقية تستكشف الهوية عبر القناع والدراما
طوني ورد لخريف وشتاء ٢٠٢٥-٢٠٢٦: أزياء راقية تستكشف الهوية عبر القناع والدراما

في قلب باريس، وتحديدًا في فندق Pozzo di Borgo العريق، تحوّل عرض طوني ورد للأزياء الراقية لموسمي خريف وشتاء ٢٠٢٥- ٢٠٢٦ إلى مسرح حيّ حيث اندمجت الحرفية الدرامية مع التعبير العاطفي في تجربة بصرية استثنائية. العرض لم يكن مجرّد استعراض لتصاميم فاخرة، بل دعوة مفتوحة لاكتشاف الذات من خلال القناع والدراما والضوء والظل.

بين الحلم والنظر: سرد عاطفي حقيقي

This slideshow requires JavaScript.

حمل العرض عنوان بين الحلم والنظر، وهو ليس مجرّد وصف بل سرد عاطفي حقيقي كما عبّر عنه المصمم طوني ورد، الذي رأى في هذه المجموعة مساحة للتعبير عن الهوية المتعدّدة والمعقدة للمرأة المعاصرة.

وعن شخصية المرأة التي صُمّمت لها هذه المجموعة، فيشرح طوني ورد في حوار خاص مع مجلة اليقظة الجديدة: “هذه المجموعة مُوجهة لكل امرأة لا تخشى الظهور. إنها ليست شيئًا واحدًا، بل هي متعددة. إنها رقيقة وقوية، رومانسية وحقيقية، جريئة وضعيفة. صمّمتُ هذا الموسم للمرأة التي تحتضن جميع جوانب شخصيتها، وترتدي حقيقتها بثقة، أينما دخلت”.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by TONY WARD (@tonywardcouture)

وعن السرد العاطفي وراء عنوان مجموعة بين الحلم والنظر، يقول طوني ورد: “يدور عنوان المجموعة حول كيفية تنقلنا في الحياة بين نظرتنا لأنفسنا ونظرة العالم إلينا. فالموضة ليست مجرد عنصر بصري، بل هي عاطفية. أريد أن يغادر الناس وهم يشعرون بأنهم مرئيون، لا مجرد مُراقبين. الأمر يتعلق بتشجيعهم على التعبير عن تعقيداتهم الشخصية، دون مساومة. أن يتمتعوا بحرية تخيل أنفسهم دون قيود، كما لو كانوا في حفلة تنكرية مستوحاة من عالم الأحلام، حيث يمكنك أن تصبح من تختار أن تكون. كيف يمكن للإدراك، سواءً الذاتي أو المجتمعي، أن يُشكّل أو يُشوّه هذا الحلم. هذه المجموعة دعوة للعيش بجرأة، بل بروح مسرحية، ليس كفعل من الغرور، بل كفعل من الحقيقة. لأنّ الهوية ليست ثابتة، بل هي متعددة الطبقات، تتطور كعالم الأزياء الراقية.” ويكمل ورد: “هذه المجموعة هي بمثابة دعوة لعيش قصتك الخاصة بالكامل، وللحلم دون اعتذار”.

أقنعة الفولاذ: دروعٌ لا تُخفي بل تكشف

This slideshow requires JavaScript.

استحضرت المجموعة عالم الأقنعة والتنكر، لكنها قلبت المفهوم رأسًا على عقب. الأقنعة المعدنية التي ظهرت على وجوه العارضات لم تكن لإخفاء الهوية، بل لتعزيزها، فهي بمثابة امتداد بصري للقوة الداخلية، لتصبح كل إطلالة شخصية قائمة بذاتها، وكل تفصيلة جملة في نص مسرحي عاطفي. وكشف طوني ورد لمجلتنا عن الرؤية العميقة التي تقف وراء هذه المجموعة، قائلاً: “الأقنعة في الواقع وسيلة لإبراز هويتنا الحقيقية في الداخل، دون إخفائها، بل إظهارها للعالم.” وشرح: “تاريخيًا، استُخدمت الأقنعة والتنكر كوسيلة ليتمكن الناس من أن يكونوا كما يريدون، دون الكشف عن هويتهم. إذا نظرتم إلى الأقنعة، ستلاحظون أنها لا تخفي وجوه العارضات، بل هي زينة كما لو كانت إضافة إلى الشخصية والطابع الموجودين بالفعل. لا تخفيها، بل تُعزّزها”.

امرأة تلبس حقيقتها

This slideshow requires JavaScript.

بتصاميم تستحضر ترف عصر الباروك دون حنينٍ إلى الماضي، دمج طوني ورد التفاصيل النحتية، والقصّات الدرامية، والتطريزات الثلاثية الأبعاد، لتقديم أزياء لا تُرتدى بل تُعبّر. كل إطلالة كانت إعلاناً عن شخصية متفردة.

ويشرح ورد: “كنت مهتمًا أكثر بالثقل العاطفي للباروك – تصميمه كتعبير. لذا قمنا بإعادة تصور هذه المرحلة من خلال قطع نظيفة وجريئة”.

This slideshow requires JavaScript.

أمّا عن التطريزات الثلاثية الأبعاد فيوضح ورد: “صُنعت كل قطعة يدويًا ووُضعت بحيث تبدو وكأنها تنبثق عضويًا من الثوب، وكأنها تنمو من الجسم نفسه”، كذلك أعادت المجموعة الكورسيهات إلى دائرة الضوء ولكن بأسلوب مختلف فالكورسيهات في مجموعة طوني ورد لموسم خريف وشتاء ٢٠٢٥-٢٠٢٦: “جمعت بين التقنيات التقليدية والمواد الحديثة، لتعبّر عن الجسد لا لتقيّده، استخدمنا مزيجًا من العظام التقليدية والمواد المرنة الحديثة، ما سمح بتركيبة دون صلابة – أشبه ببشرة ثانية تُعبّر عن الجسم بدلًا من أن تُقيده”.

This slideshow requires JavaScript.

 اللآلئ، كانت حاضرة بقوة كذلك، لكن بدل أن تكون خجولة، تحوّلت إلى عناصر قوة، تصطدم شفافيّتها الحسية مع صلابة الفولاذ البصري وشرح طوني ورد: “غالبًا ما تُعتبر اللآلئ رقيقة، وخاملة تقريبًا، لكننا أردنا استعادتها كعناصر قوة. لذلك نسقناها مع أقمشة شفافة وتصاميم مُهيكلة لخلق نوع من الاحتكاك البصري”.

عرض طوني ورد لمجموعة الأزياء الراقية هذا الموسم هو أكثر من مجرد موضة. هو أداء مسرحي تستعيد فيه المرأة مركزها، لا لتُشاهَد فقط، بل لتُرى وتُسمَع وتُعرَف.

لوحة لونية توازن بين الرقة والقوة

This slideshow requires JavaScript.

امتزجت الألوان بين درجات السماوي البارد والوردي الهادئ، وبين القرمزي الداكن والأمبَر المعدني المصهور، لتعكس ازدواجية الهوية النسائية كما يراها طوني ورد: رقيقة وجريئة، حالمة وواعية، سائلة ومبنية في آن.

مفاجآت خلف الكواليس

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by TONY WARD (@tonywardcouture)

رغم دقة التخطيط، لم يخلُ العرض من المفاجآت. وكشف طوني ورد: “كنا نخطط لتمتد منصة العرض إلى الحديقة، لكن هطول الأمطار الغزيرة يومها – وكان اليوم الماطر الوحيد – أجبرنا على إعادة ترتيب كل شيء في اللحظة الأخيرة. ومع ذلك، هذه اللحظات الصعبة تضيف إلى روح الحدث.” وحضر العرض وجوه مألوفة من عالم الفن والموضة كانت في الصفوف الأمامية، من ديدي ستون إلى درّة زروق، أتت لمشاهدة عرض لم يكن فقط للعين، بل للقلب والهوية.