Bruce Clay

سعيد قبيسي في حوار خاص مع “اليقظة” عن إطلالات نجمات مهرجان كان السينمائي 2024

احتضنت تصاميم سعيد قبيسي قوام النجمات على السجادة الحمراء لمهرجان كان، في رؤية خاصة تجسّد مفهومي النجومية والأناقة، وبصيرة تحمل معاني الفخامة بإبداع لبناني، ولحظات عابرة بين الظل والضوء. فاخترقت التصاميم الساحرة أبواب الموضة العالمية، وأدارت ومضات الكاميرات وعدسات المصورين في برهة ساحرة من الزمن.

برهة قصيرة كانت كافية لتنقل الإطلالات إلى مستويات عالية من الرقي. إنّها رسالة ودراسة وإنعكاس، جسّدها سعيد قبيسي، المبدع الذي حمل معه وطنه بأناقته وحضارته وتاريخه ومستقبله؛ فلبنان صانع الموضة واللبناني حامل هذا الإرث في هالة من الفخامة.

في دورته الـ 77، استقبل مهرجان كان أبرز النجمات اللواتي تألقن على سجادته الحمراء، بأناقة خالصة حملت توقيع المصمم اللبناني العالمي سعيد قبيسي. فكان لا بدّ من حوار يروي تعطشنا لمعرفة المزيد عن سحر التصاميم، التي فرضت حضورها على أكثر من نجمة، لتتبوأ هايدي كلوم مركز الصدارة وتفوز برأينا، وبرأي خبراء الموضة بسعفة “الأناقة” الذهبية. لأجل هذا وأكثر، كان لمجلة “اليقظة” هذا الحديث الخاص مع المصمم اللبناني الذي روى لنا آخر مشاركة له على مسرح السينما العالمي.

تصاميم سعيد قبيسي… رسائل دعم وتحفيز للمرأة

في تصاميمه، يلتقط سعيد قبيسي الإشارة المناسبة كي يبرز شخصية المرأة وينقل إحساسها. فكل فستان يحمل هويته الخاصة، حيث لا مكان هنا لمظلّة جامعة للنساء تكسر قواعد التفرّد. بين الثنيات والطيّات، تُكتب قصة، مرّة بإلهام من المرأة نفسها، ومرّات بوحي من عناصر الكون التي تقبع هناك في صدر الإبداع. بين الطبيعة والنعمة، يصمّم قبيسي صوره الظلّية بتناغم آخاذ جامعاً عناصر الطلّة كافة على هيئة قوام ساحر.

إنّها رسالة دعم وتقدير للأنثى، كي تظهر كما يروق لها وكما يشتهيه عالمها، كطائر يحلّق في سمائه الخاصة وكنجمة تشّع أينما حلّت؛ لتُدار نحوها العدسات، وتسيطر على الأجواء كنسمة خفيفة، إنّها هنا… نجمة سعيد قبيسي على السجادة الحمراء.

هايدي كلوم تفوز بإطلالة العام في مهرجان كان السينمائي

إطلالة هايدي كلوم من أجمل إطلالات النجمات في مهرجان كان

حطت الأناقة رحالها في لحظات تاريخية على قوام النجمة الألمانية المتعددة المواهب والأداء، هايدي كلوم، في موقع جوهري، وسط الريفييرا الفرنسية اللامعة، المنصة الفاخرة التي تجمع الأناقة بالفخامة.

ولم تكن مشاركة كلوم في مهرجان كان مجرّد لحظة عابرة على السجادة الحمراء، حيث لم يقتصر المشهد على عارضة أزياء تعرض إطلالتها على أكبر منصة عالمية للسنيما. فقد تحوّلت النجمة الألمانية_

الأميركية، بعبورها الخفيف أمام عدسات الكاميرات، إلى أيقونة للجمال الأثيري والخالد، لتستحق عن جدارة سعفة ذهبية من نوع آخر، سعفة تعنونت بالفخامة والرقي.

سعيد قبيسي: هايدي كلوم بتحفة فنية على السجادة الحمراء

وسط الأضواء الوامضة وفلاشات الكاميرا، وبتوقيع لبناني، تألقت كلوم بهالة من السحر والجاذبية السينمائية أثناء حضورها عرض حفل افتتاح فيلم The Second Act خلال مهرجان كان بنسخته الـ 77، وظهرت بفستان التفتا ذي الثنيات، كقطعة أساسية ضمن مجموعة الأزياء الراقية لربيع وصيف 2024.

يصف سعيد قبيسي الإطلالة بكل شغف، ويقول: “نحن أمام تحفة فنيّة ساحرة، بصورة ظلّية مصنوعة بدقة وبخطوط كبيرة، في مزيج من اللون الأحمر النابض بالحياة، الذي لا يعزّز السرد البصري للمجموعة فحسب، بل يبرز أيضًا سحر الفستان ودلالته على الفرح والرقي”. ويتابع، “لقد صممنا فستان الكوتور هذا خصيصًا لإطلالات السجادة الحمراء، فأتى مشغولاً من قماش التفتا الفاخر معزّزاً جاذبية من ترتديه، ومزداناً بلمسات نهائية غنية وجذابة تدير الرؤوس”.

عن اختيار عارضة الأزياء هايدي كلوم لهذا الفستان، يلفت قبيسي إلى أنّه كان بمثابة نيّة متعمدة هدفت من خلالها النجمة السيطرة على السجادة الحمراء في حفل الافتتاح. “فقد جذبت الانتباه دون عناء في ثوبنا الفخم، المزيّن بذيل متدلٍ برشاقة، مما عكس طاقتها النابضة بالحياة مع لمسات من الدراما بشكل مثالي”.

بين الظل والضوء… تصاميم سعيد قبيسي تنير مهرجان كان

أخذت إطلالات سعيد قبيسي في مهرجان كان منحى متفرداً، فلا إطلالة تشبه مثيلثها، ولا نجمة تشبه زميلتها؛ وانطلاقاً من رسالته الخاصة بتجسيد نظرية إنعكاس شخصية كل نجمة، ظهرت التصاميم مختلفة، بين الترتر اللماع، والتباين المتناقض، واللون الأحادي المشّع. فماذا لدى سعيد قبيسي أن يخبرنا عن إطلالات نجماته على السجادة الحمراء؟

ناديا بايباك بفستان مزيّن بالخرز على السجادة الحمراء في مهرجان كان

النجمة ناديا بايباك بإطلالة من سعيد قبيسي في مهرجان كان

يصف لنا سعيد قبيسي الفستان الأزرق المشغول بالتول الذي ارتدته رائدة الأعمال ناديا بايباك، والذي أتى سترابلس ومزيّناً بالخرز المعقد، “حيث شكّلت حبات الخرز المكوّنة من نقاط زرقاء وفضية، خطوطًا رفيعة ودقيقة تدلت بشكل ساحر حتى أسفل الفستان”. ويقول في الإطار: “ظهر التول الأثيري بسحر رشيق وغريب، متماشياً بالكامل مع ذوق نادية بابياك الأنيق في الموضة. حقيقة، يُعد هذا الفستان مزيجاً متناغماً بين الأناقة والحداثة، مما يجعله خيارًا مثاليًا للسيدات اللواتي يقدّرن الطرازين الكلاسيكي والمعاصر”.

كارينا زافلين تتزيّن بإطلالة من مجموعة خريف وشتاء 2023

كارينا زافلين بإطلالة من سعيد قبيسي على السجادة الحمراء

وماذا عن إطلالة كارينا زافلين؟ يجيب قبيسي: “أمّا عارضة الأزياء كارينا زافلين Carina Zavline، فقد ارتدت فستاناً مصمماً لخريف وشتاء 2023، وهو بمثابة شهادة حيوية على الحرفية المعقدة والتصميم المبتكر في دارنا. فقد أتت الإطلالة عبارة عن مزيج لنسيج الجازار المتداخل مع خطوط انسيابية، ما خلق توازنًا فريدًا بين الشكل والحركة، ومنح المؤثرة والعارضة العالمية مظهرًا آسرًا لا يُنسى”.

تونج ليا في مهرجان كان: إطلالة تجسّد جاذبية النجمة على السجادة الحمراء

ويروي لنا قبيسي لكل فستان قصته، قائلاً: “اختارت الممثلة تونج ليا فستانها الأنيق من التول الأسود المطرّز بالخرز من مجموعة ربيع وصيف 2024. وتميّز فستان الهوت كوتور هذا بعرض فخم من الخرز الفضي والترتر، كي يجذب الضوء مع كل حركة تقوم بها النجمة، وأتى مشغولاً من التول، مضيفاً لمسة جمالية على القوام وملمسًا ساحراً، في مشهد غني يبلور جاذبية الممثلة الصينية على السجادة الحمراء”.

نور الخضراء: إطلالة بأكثر من لون في مهرجان كان

كارينا زافلين بإطلالة من سعيد قبيسي على السجادة الحمراء

في سرده عن إطلالات النجمات على السجادة الحمراء، يستطرد قبيسي في وصف مظهر الممثلة السعودية نور الخضراء، لافتاً إلى التباين الذي اتخذته الطلّة: “ارتدت رائدة الأعمال السعودية في مجال التكنولوجيا والفنانة نور الخضراء فستاناً من مجموعة الملابس الجاهزة لربيع وصيف 2024. يجمع الفستان بين الكريب باللون الأسود الداكن وتنورة حورية البحر باللون الأخضر الليموني، ما خلق تباينًا مذهلاً تناغم مع الخرز الأسود الداكن. إلى ذلك، تم مزج الألوان بمهارة للحصول على مظهر جريء ومتناغم، أتى مزداناً بلمسات إنسيابية وأنيقة، كخيار مثالي للنجمة السعودية”.

 لاحظنا تركيزاً لافتاً على الترتر في الاطلالات التي قدمتها. فهل هو من اتجاهات موضة 2024؟

لا شكّ أنّ إطلالات الترتر تجسّد جوهر ومفهوم مدينة كان، حيث يضيف اللمعان سحراً على الموقع، ويعزّز من عظمة الحدث. ناهيك عن أنّ فساتين الترتر بتصاميمها المعقدة تخلق عرضًا ساحرًا للضوء والحركة، ممّا يجعلها بارزة على السجادة الحمراء. نعم، لقد عاد الترتر من جديد لينير قوام النجمات على السجادة الحمراء جاذباً بذلك إحساسًا متجددًا بالسحر والبذخ، مما يسمح للنجمة التي ترتديه أن تعبّر عن نفسها بجرأة وثقة بخلفية مشبعة بالذوق الأنثوي.

كيف تصف مشاركتك بمهرجان كان؟

لقد ساهم ظهور تصاميمي في مهرجان كان بتجسيد نظرتي الفنيّة وبلورة رؤيتي الخاصة في ما يتعلّق بصناعة الأزياء. وهذا ما ظهر جلياً في إطلالات النجمات التي نقلت براعة وحرفية دار سعيد قبيسي، التي حملت مع كل قطعة عاملي الإبداع والمهارة. كما أنظر إلى المشاركة كفرصة ثمينة عكست شغفي بالمهنة ونقلتها إلى جمهور عالمي سيثري حتماً تجربتي في الموضة. كانت بالفعل مناسبة قيّمة حملت تقديراً لافتاً من خلال ظهور تصاميمي على منصة قيّمة في مسرح سينمائي مرموق. بالمقابل، أنظر إلى هذه التجربة كتحدِ لدفع الأزياء الراقية قدماً والسعي المستمر للابتكار والتميّز في التصاميم القادمة.

المصممون اللبنانيون في مهرجان كان: بصمة للتاريخ وأناقة استثنائية

كبيروت التي تنهض من تحت الركام عند كل أزمة، يحلّق المصممون اللبنانيون عند كل فعالية عالمية وكل استحقاق في الموضة؛ وهذا ما لفتت إليه وسائل الإعلام العالمية لدى تغطيتها لإطلالات النجمات في مهرجان كان السينمائي 2024، حيث لم تبخل في التعبير عن إعجابها بحضور التصاميم اللبنانية. عن هذه المشاركة الوطنية، أعرب قبيسي عن فخره واعتزازه، واصفاً حضوره

وزملائه بالفرصة الذهبية. “لقد طغى حضور المصممين اللبنانيين على السجادة الحمراء هذا العام، وهذا يدلّ على مدى براعتنا كلبنانيين بإطلاق تصاميم مبتكرة تنقل الجمال الأثيري”. ولفت قبيسي إلى إعجاب النجمات العالميات بأزياء المصممين اللبنانيين، قائلاً: “لطالما جذبت أزياؤنا نجمات عالميات بفضل ما نتقنه من عمل حرفي، ومهارة في الأداء، وتجسيد للشخصيات بقالب فخم. من هنا، أعترف بكل فخر أنّ المصمم اللبناني هو المفضل لدى خبراء الموضة والمشاهير، لإبداعه في تجسيد الرقي والفخامة من خلال إطلالات السجادة الحمراء والفعاليات العالمية”.

من هي النجمة التي فازت بأجمل إطلالة على السجادة الحمراء في مهرجان كان؟

برأيي، يفوز اختيار هايدي كلوم لفستان التفتا الهوت كوتور بين باقي إطلالات نجمات مهرجان كان. فقد سرقت كلوم الأضواء، وأصبحت حديث الإعلام وخبراء الموضة، بفضل إطلالتها التي سيطرت على بريق السجادة الحمراء؛ وهذا ما يتماشى مع جوهر تصاميمنا التي تطلق شرارة الجمال والإبداع، في لحظات ساحرة تجسّد الرقي والخلود في تصاميمنا.

 ما البصمة الخاصة التي تركتها إطلالات سعيد قبيسي في مهرجان كان السينمائي؟

لا أبالغ إن وصفت تصاميمي بمثابة احتفالية خاصة بالمرأة، فهي تحتفي بالأنوثة، وتقدّر الجمال والقوة، وتدعم السيدة من خلال احتضان سحرها بثقة ورشاقة وسهولة؛ لا سيّما أننا نراعي الدقة في تصاميمنا، ونولي اهتماماً خاصاً بالتفاصيل كي نغني الإطلالة ونثير الإحساس بالسحر والعظمة؛ سواء من خلال الصور الظلية الأثيرية، أو الزخارف الدقيقة، أو الأقمشة الحالمة، فكل قطعة تنضح بشعور من الغرابة والرقي. والجدير ذكره، أنّه عند اعتماد إطلالاتنا، لن نترك أثراً مذهلاً فحسب، بل نزوّد المرأة بالثقة والدعم كي تسافر في جولات حالمة من الأناقة وتجسيد الذات في قصص خيالية، تجسّد كل رواية فيها السيدة التي ترتديها.