توجّهات موضة ربيع وصيف 2026 من كوبنهاغن: بساطة متقنة، جرأة واعية
بينما كانت عواصم الموضة التقليدية تتجّه نحو المبالغة والاستعراض، جاءت عروض أسبوع كوبنهاغن لربيع وصيف 2026 لتقدم رؤية مختلفة تمامًا: موضة ترتكز على البساطة، العملية، والهوية الشخصية، دون أن تتنازل عن الجماليات أو الجرأة. وتؤكد توجهات كوبنهاغن هذا الموسم أنّ الموضة لا تحتاج إلى صخب كي تكون ثورية. ففي كل تفصيل، نلمس محاولة جادّة لإعادة صياغة مفهوم الجمال: ليس فقط ما نلبسه، بل كيف ولماذا نرتديه.
هنا، نرصد أبرز التوجهات التي ظهرت بوضوح في مجموعات المصممين الإسكندنافيين والضيوف العالميين.
الطبقات الشفافة والخفيفة
اعتمدت العديد من العروض مثل Gestuz و Anne Sophie MadsenوBonnetje، على الأقمشة الشفافة، التول، والشيفون، ما أضفى على الإطلالات طابعًا رقيقًا وعائمًا، يُجسّد الروح الحالمة لصيف إسكندنافي هادئ.
تصاميم فضفاضة ومريحة
مع تركيز دائم على الراحة والاستعمال اليومي، قدّمت علامات مثل Dalsjo وBaum und Pferdgarten قطعًا مصنوعة من خامات تقنية خفيفة ومطّاطية، تراوحت بين السراويل الفضفاضة والمعاطف العملية، ما يعكس اتجاهًا نحو “الأزياء التنقلية” التي تناسب الحياة المتسارعة والتنقل بين العمل والنشاطات.
العودة إلى الحرف اليدوية والماضي المعاد تخيّله
برز اتجاه جديد نحو الطباعة اليدوية، الرسوم غير المتماثلة، والتطريزات العضوية. خاصة في عروض Iamisigo وSwedish School، حيث تحوّلت القطع إلى لوحات تعبّر عن ثقافة المصمّم، وتجسّد القصص الشخصية والعلاقات مع الحِرف المحلية.
كذلك أظهر العديد من المصممين ولاءً للماضي الإسكندنافي من خلال إعادة إحياء أنماط التطريز الريفي، النقوش القَبلية، وأقمشة الكروشيه والكنزة الصوفية الصيفية، ولكن ضمن قوالب عصرية، تكاد تلامس فنّ ما بعد الحداثة.
الفساتين الطويلة: انسيابية تعانق الضوء
رغم بروز التنورة القصيرة كرمز للجرأة الشبابية، احتفظت الفساتين الطويلة بمكانة راسخة في مشهد ربيع وصيف 2026، لا سيما في عروض Bonnetjeو Herskind ، حيث جاءت بقصات فضفاضة، أطوال تتمايل مع الهواء، وأقمشة خفيفة، لتجسد الأنوثة الحالمة المستوحاة من الطبيعة. بعض الفساتين بدت وكأنها امتداد لحركة الجسم، بألوان باهتة تذكّر بضوء الفجر، في حين جاءت أخرى بتفاصيل دقيقة كالدانتيل المطرّز يدويًا أو أطراف غير متماثلة، تمنحها طابعًا شعريًا معاصرًا.
في المقابل، اعتمدت علامات مثل Henrik Viskov و MKDTمقاربة أكثر حدة، حيث ظهرت الفساتين الطويلة بتصاميم بنيوية أو بخطوط هندسية واضحة، ما أضفى عليها بُعدًا معماريًا يوازن بين الرقة والقوة.
التنانير القصيرة: عودة جريئة بإطارات ناضجة
وسط موجة من التصاميم الطويلة والفضفاضة، برزت التنانير القصيرة كعنصر متجدّد في عروض ربيع وصيف 2026، لتؤكّد أنّ الجرأة لا تزال جزءاً أساسياً من الموضة الإسكندنافية، لكن بوعي، ورشاقة ناضجة.
قدّمت علامات مثل Swedish School و Skall Studio تنانير قصيرة بقصّات هندسية أو لمسات عفوية مستوحاة من التسعينيات، بينما اختارت علامات أخرى خامات غير تقليدية مثل الجلد المعاد تدويره أو الدنيم الخام، وأضفت عليها تفاصيل مدروسة كالثنيات الدقيقة، الجيوب البارزة، أو الأزرار الجانبية.
اللافت أنّ هذه التنانير لم تأتِ محمّلة بدلالات شبابية فحسب، بل قُدّمت ضمن تنسيقات تعكس حرية الحركة والحضور الذكي كأن تُنسّق مع قميص أبيض بسيط، أو سترة عملية بلمسة رياضية. إنها أناقة متمردة لكنها محسوبة، تستعيد التنانير القصيرة من الذاكرة الجماعية وتُعيد تشكيلها لزمن مختلف.
الحقائب الصغيرة ذات الوظيفة الكبيرة
يستمر رواج الحقائب العملية الصغيرة، خصوصًا تلك التي تُوضع حول الخصر أو الكتف، لكن مع لمسات تصميمية ذكية مثل السحابات غير التقليدية، الخامات المستدامة والتفاصيل الميتاليكية، التي تعكس تحوّل الموضة نحو الوظيفة دون التضحية بالستايل.
الألوان المستوحاة من الطبيعة: من الطين إلى السماء
لوحات الألوان في معظم العروض جاءت هادئة ومتجانسة، حيث برزت درجات البيج، الزمرد، الرملي، وألوان السماء عند المغيب، ما يعكس تواصلاً عميقًا مع البيئة. وظهرت أيضًا لمسات غير متوقعة من الأصفر الكريمي والبرتقالي المحروق في تفاصيل دقيقة.
شعر وماكياج طبيعيان بلمسة شاعرية
على صعيد الجمال، ساد الاتجاه نحو البشرة النظيفة، الشعر الطبيعي المتطاير، والشفاه الوردية الشفافة، مع إضافات مثل: إكسسوارات شعر ناعمة، وشالات رأس خفيفة تذكر بفتيات الريف الأوروبي.
