الفيلم التونسي صوت هند رجب يفوز بالأسد الفضي في مهرجان فينيسيا السينمائي 2025
يُعدّ مهرجان فينيسيا الأقدم في العالم والأكثر أناقةً من حيث الطابع الأوروبي الكلاسيكي. وفي دورته الثانية والثمانين، التي أسدلت ستارها في السادس من سبتمبر، أثبت المهرجان مجددًا أنه ليس مجرد تظاهرة فنية، بل منصة عالمية تُنصت لأصواتٍ جديدة، وتحتفي بالحكايات التي تعانق الوجدان الإنساني. وقد عكست قائمة الفائزين التنوّع الثقافي الذي قدّمه المهرجان ولعل خير مثال على ذلك فوز الفيلم التونسي-الفرنسي The Voice of Hind Rajab للمخرجة كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم الكبرى.
جوائز تكرم السينما العالمية
View this post on Instagram
شهدت الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي حضورًا عالميًا متنوعًا انعكس بوضوح في قائمة الفائزين. فقد حصد المخرج الأميركي جيم جارموش جائزة الأسد الذهبي عن فيلمه Father Mother Sister Brother.
View this post on Instagram
أما جائزة أفضل إخراج فذهبت إلى الأميركي بيني سافدي عن فيلم The Smashing Machine. في المقابل، برزت السينما الآسيوية من خلال فوز الممثلة الصينية شين تشيلاي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في The Sun Rises On Us All. ومن إيطاليا، توّج الممثل توني سرفيلو بجائزة أفضل ممثل عن فيلم La Grazia.
View this post on Instagram
كما خطف الثنائي الفرنسي فاليري دونزيلي وجيل مارشان جائزة أفضل سيناريو عن À Pied D’Oeuvre، بينما جاءت جائزة أفضل موهبة شابة من نصيب الألمانية لونا ويدلر عن فيلم Silent Friend، وهو إنتاج مشترك ألماني-فرنسي-مجري.
View this post on Instagram
بهذا التنوع، أثبت مهرجان البندقية 2025 مكانته كمنصة سينمائية عابرة للحدود، تتيح للأصوات المختلفة من الشرق والغرب، ومن الشمال والجنوب، أن تلتقي تحت راية الفن السابع.
صوت هند رجب: السينما العربية حاضرة على الساحة العالمية
View this post on Instagram
لم يكن فوز صوت هند رجب مجرّد لحظة عابرة في سجل المهرجان، بل أشبه بصرخة فنية خرجت من أعماق الشرق لتصل إلى قلوب العالم. الفيلم قدّم حكاية إنسانية آسرة، تمزج بين الخصوصية الثقافية والبعد الكوني، حيث تتحوّل شخصية هند رجب إلى رمزٍ للمرأة التي تكسر قيود الصمت لتعلن صوتها الحرّ في مواجهة واقع متشابك.
View this post on Instagram
خلال العرض العالمي الأول للفيلم في يوم 3 سبتمبر 2025، شهد الجمهور أعنف ردّة فعل عاشها المهرجان في تاريخه: تصفيق حاشد استمر بين 23 إلى 24 دقيقة، اعتُبر الأطول حتى الآن انتهى التصفيق بصيحات “حرّروا، حرّروا فلسطين” وهتافات تضامنية لم تنقطع، في مشهد فكّر الجميع بأنّ الأصوات المتواجدة تحمل أكثر من مجرد فيلم، بل نداءً إنسانيًا.
View this post on Instagram
يتتبع الفيلم المكالمة الأخيرة التي أجرتها الطفلة هند رجب بهدوء مأسوي، وهي محاطة بجثث أفراد عائلتها في سيارة محطّمة بعد استهدافها من قبل قناصة إسرائيليين في غزة. داخل الفيلم، توظّف المخرجة الصوت الأصلي لهند كمحرّك درامي، بينما يجسّد ممثلون ردود مراكز الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني، في تركيب فني يحافظ على احترام الصوت الخاشع وتوقه للنجدة.
