الفنان اللبناني موري حاتم يشارك في إحدى أضخم إنتاجات ديزني المسرحية
دخل الفنان اللبناني موري حاتم التاريخ كأول فنان من لبنان يتم اختياره لأداء دور تمثيلي في عرض مسرحي حيّ من إنتاج شركة ديزني العالمية.
ابتسم الحظ للفنان اللبناني الشاب موري حاتم، الذي حقّق حلمه ودخل عالم ديزني الشهير في خطوة مميّزة واستثنائية، إذ يؤدي موري حاليًا دور تيمون في المسرحية الموسيقية العالمية الشهيرة The Lion King، التي تُعد من أضخم الإنتاجات المسرحية في العالم وأكثرها شهرة وانتشارًا. وقد عبّر موري عن سعادته بهذا الإنجاز من خلال منشور على إنستغرام جاء فيه: “من أنا وصغير، كنتُ أحلم أن أشارك بمسرحية عالمية لديزني، واليوم عرفت خبرًا مهماً، أنني أول فنان لبناني يسجل دورًا بعرض مسرحي غنائي من إنتاج ديزني”.
وبالفعل، قدّم موري أداءً عالياً ومتقناً في دور تيمون على المستوى الغنائي والتعبيري والجسدي، وحيّا موري جمهوره الذي وثق به وأحبه ودعمه بالقول: “شكرًا من قلبي على كل الدعم والمحبة، محبتكم تعني لي الكثير”.
وحظي بتفاعل المتابعين الذين قدّموا التهنئة له، مثنين على موهبته وطموحه، ومعبّرين عن فخرهم به.
عملية اختيار طويلة
View this post on Instagram
أمّا عمليّة اختياره لهذا الدور، فيشرح حاتم أنّه خاض اختبارات طويلة وقال في إحدى المقابلات: “بدأ كلّ شيء برسالة بريد إلكتروني تلقيتها من ديزني. في البداية، ظننت أنها إعلان لكنني تلقيت بريدًا إلكترونيًا ثانيًا، قرأته بسعادة، واكتشفت أنه دعوة للمشاركة في تجربة أداء. بعد أسبوع، طُلب مني الذهاب إلى فلوريدا لإجراء عملية الاختيار”. لم تكن هذه المرة الأولى التي يخوض فيها موري تجربة أداء لدور في ديزني، فقد وصل بالفعل إلى مراحل متقدمة من اختيار الممثلين لفيلم علاء الدين عام ٢٠١٩.
في فلوريدا، شارك في ورش عمل للرقص والمسرح لعدة أيام، وكان عليه الأداء منفردًا وضمن مجموعة. يضيف الشاب البالغ من العمر 33 عامًا: “تم استبعاد المرشحين تدريجيًا، وطلب المخرج مقابلتي في نهاية الورشة”. أخبرني أن العرض سيُقام في باريس، باللغة الإنكليزية، وأنه سيتمّ التواصل معي بشأن النتائج النهائية. كنت واثقًا جدًا، لكنني لم أقدّم أي وعود. استفدت من بقية إقامتي في أورلاندو للتجول في منتزه ديزني، ثم عدتُ إلى كندا”. ولكن حاتم لم يتلق جوابًا نهائيًا إلّا قبل شهر من انطلاق العرض الأول للمسرحية.
قدرات مميّزة
View this post on Instagram
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، إذ يُتقن موري لغات متعدّدة كما أنه يتمتّع بمزيج نادر من الصوت القوي، والخبرة الغنائية، والموهبة التمثيلية اللافتة، والتعبير الجسدي الحيوي. هذه القدرات مجتمعة جعلت منه الخيار الأمثل لتجسيد شخصية تيمون، التي تتطلّب حضورًا قويًا وتوازنًا دقيقًا بين الغناء والتمثيل والكوميديا الحركية.
لعلّ مشاركة موري في هذا العمل العالمي تفتح الباب أمام جيل جديد من المواهب القادمة من لبنان والعالم العربي لاختراق أهم المسارح العالمية وأكبر الإنتاجات الفنية.
المرحلة النهائية من ذا فويس كندا
View this post on Instagram
وكان موري حاتم قد نجح في عام 2019 بالتأهل إلى المرحلة النهائية من برنامج ذا فويس كندا، حيث كان ينافس ضمن فريق لارا فابيان الشهيرة، مقتربًا من تحقيق حلم حياته.
وفي تغريدة مليئة بالسعادة والحماس، أعلن المغني اللبناني الموهوب وصوله أخيرًا إلى الجولة النهائية في العروض المباشرة لبرنامج ذا فويس كندا، وأعرب عن امتنانه لجمهوره ومدربته لارا فابيان.
وتفاعل جمهور حاتم مع تغريدته مؤكدين مساندتهم له، ومتمنين حصوله على اللقب وتحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه في برنامج The Voice بنسخته العربية، إذْ شارك حاتم في الموسم الأول من البرنامج أي عام 2012 حيث نافس ضمن فريق عاصي الحلاني أمام لجنة تحكيم ضمّت كلًا من الفنانين كاظم الساهر، شيرين عبدالوهاب، صابر الرباعي، وعاصي الحلاني.
View this post on Instagram
وكان حاتم قد اختار الانضمام إلى فريق الفنان عاصي الحلاني بعدما قام بلفِّ الكرسي له هو والفنان التونسي صابر الرباعي.
وعلى الرغم من عدم نجاحه بالحصول على لقب ذا فويس كندا، إلّا أنّ موري حاتم حصد الكثير من المعجبين وهو اليوم يجوب شوارع كيبيك، لإحياء الحفلات الموسيقية حتّى أنه نجح في الحصول على الجنسية الكندية.
جذوره اللبنانية
View this post on Instagram
بعد أن بدأ مسيرته الفنية في العالم العربي من خلال الاشتراك في برنامج ذا فويس وإصداره العديد من الأغاني المنفردة التي تُناسب أسلوبه، وهو مزيج من الموسيقى العربية والبوب والكانتري، إلّا أنّ حاتم قرّر ترك كل شيء خلفه عام ٢٠١٨ ليستقر في مونتريال، على الرغم من مسيرته الفنية الناشئة في العالم العربي. في هذه المرحلة ساعده برنامج ذا فويس كندا كثيرًا، وسمح له بالغناء مع فنانين كبار مثل باتريك برويل، وغارو، وكنجي. منذ ذلك الحين، اشتهر في كيبيك، وخاصةً ضمن الجالية العربية. ولأنه يغني بعدة لغات، أصبح من الأسهل عليه اقتحام سوق محدودة نسبيًا.
View this post on Instagram
إلى جانب الحفلات الموسيقية، افتتح المغني، الذي تخرج من معهد إيساف للدراسات السمعية والبصرية، مدرسته الخاصة في لافال وهي “أكاديمية أداء” تُعلّم الغناء والموسيقى والآلات الموسيقية والحضور المسرحي. وهو يُقدّر هذا الإنجاز الجديد دون أن ينسى أبدًا موطنه الأصلي.
إلّا أنّ هذا النجاح لم ينسه بلده الأصلي لبنان حيث ولد وترعرع. وإثباتًا على حبه للبنان رغم بُعد المسافة، أطلق أغنية “عم تحكي مع حدا” باللغة العربية.
