تصاميم إيلي صعب للأزياء الراقية: عندما تلتقي رومانسية القرن التاسع عشر مع بريق السجادة الحمراء
مجموعة هوت كوتور ساحرة تجمع بين الأناقة الملكية الفاخرة ورومانسية الحكايات الخيالية قدّمها المصمم اللبناني العالمي إيلي صعب خلال أسبوع باريس للأزياء الراقية حيث خطف الأنظار بعرض مذهل، أشبه بقصيدة مرئية، عبّر فيها عن الأنثى وعن حلم راوده من بداية مسيرته إلى بلوغه ذروة المجد.
رومانسية كلاسيكية بأسلوب معاصر
تحت أضواء الحداثة ونغمات الهاربسكورد، كشف المصمم اللبناني إيلي صعب عن مجموعته لخريف 2025 ضمن أسبوع الأزياء الراقية في باريس، في عرض حمل عنوان La Nouvelle Cour ، أعاد من خلاله رسم الحدود بين الرومانسية الكلاسيكية وأشكال الأناقة المعاصرة.
في بهو دار أزياء محاط بأعمدة رخامية ودرج مرصّع بالذهب، انطلقت العارضات بخطى واثقة، يرتدين فساتين تبدو وكأنها “هالة سماوية”، بتصاميم الحالمة والتي تنضح بفخامة تليق بنساء السجادة الحمراء وسهرات المشاهير. إنها مجموعة تؤكد مكانة دار إيلي صعب كوجه من أبرز وجوه عال الموضة المعاصرة.
جمعت تصاميم ايلي صعب للأزياء الراقية بين الأناقة الملكية الكلاسيكية وتطريز يدوي فاخر وألوان مستوحاة من طابع أوروبا في القرن التاسع عشر
تفاصيل تنبض بالحرفية
جاءت التصاميم كأنها من مشهدٍ سينمائي يُروى على منصة العرض. فساتين مرصّعة بالكريستال والترتر، وأخرى تزيّنت بزخارف الأزهار المطرّزة أو المرسومة يدوياً، تبخترت بها العارضات على أنغام الموسيقى الكلاسيكيّة في قاعة فخمة يلفّها الغموض والضوء الخافت.
وبالطبع اختار صعب الأقمشة المترفة مثل المحرير والشيفون والتول والموسلين والأقمشة المخملية التي تعكس ضوء اللمعان، إضافة الى الدانتيل الموشّن بالخيوط الفلزية، والورود ثلاثية الأبعاد.وللمزيد من الرقي استعان صعب ببعض التفاصيل المجوهرة مثل الياقات على شكل عقد مزيّن باللآلئ والأكمام الأكمام الناعمة المزدانة بأساور زهرية، وحبات لؤلؤ تتدلّى على عنق العارضات، كلها إشارات واضحة إلى قصر عصر النبلاء
تنوّعت القصّات بين المنفوخة قليلاً والمنسدلة التي تنساب كالخيال، مع حضور بارز للكورسيه الذي ينحت الخصر بأسلوبٍ يبرز المفاتن الأنثوية، ويعيد إلى الأذهان جماليات العصر الفيكتوري لكن بأسلوب عصريّ. كما برزت تصاميم بنمط “حوريات البحر”، وأخرى تمايلت فيها الكشاكش وطبقات الأنسجة الخفيفة، ما أضفى حركة رشيقة على كل إطلالة.
ألوان تستحضر فخامة أوروبا في القرن التاسع عشر
من ناحية الألوان تألقت المجموعة بلوحة متجانسة بين ألوان ماكارون الرقيقة – زهري فاتح، أزرق مائي، أخضر فاتح، وتباينها مع الأسود الإمبراطوري والذهب العتيق، كأنها استحضار لغرف رسمت في أوروبا القرن الـ19
إنها ألوان مدروسة بدقة تمزج بين الكلاسيكيات الخالدة كالأسود والبيج والرمادي والعاجي، مع لمسات معاصرة من الباستيل الهادئ كالوردي والأزرق والبنفسجي الباهت، ولمسة الأصفر النابض بالحياة.
ولم يغب بريق الألوان المعدنيّة عن المشهد، حيث تألقت قطع بالذهبيّ، البرونزيّ، والفضّي التي تزيّن بعضها بتفاصيل مترفة منها عُقد فيونكات كبيرة، وأزهار، وريش، ما أضفى بُعداً شاعريأً على الصورة الظليّة لكل قطعة.
توقيع صعب الخاص
كذلك حافظ إيلي صعب على عناصره الجمالية التي باتت توقيعه الخاص: الخصر المحدّد، التطريزات اليدوية الراقية، والكاب الدرامي الذي يحبس الأنفاس. كل إطلالة كانت تحمل في طيّاتها وعداً بأن تكون نجمة السّجادة الحمراء، جاهزة للمهرجانات أو اللحظات المصيريّة. ومسك الختام كان فستان زفاف بتأثير معدنيّ، وملكيّ بامتياز مطرّزاً بالأزهار والكريستال.
مسيرة إيلي صعب من لبنان الى لندن وباريس
يعتبر إيلي صعب أحد أشهر المصممين اللبنانيين على الساحة العالمية. وقد بدأ صعب مسيرته من لبنان في أوائل الثمانينيات، حيث تخصص في تصميم أزياء الزفاف وبالتالي أتقن التعامل مع الأقمشة الفاخرة، والدانتيل، والأحجار الكريمة، وكريستالات سواروفسكي، واللؤلؤ، والتطريز الدقيق، وغيرها.
في مارس 2017، أصبحت مجموعاته من الأزياء الراقية متوفرة في باريس ولندن وبيروت، بينما تُعرض ملابسه الجاهزة في 160 متجرًاحول العالم ومن ضمنها متاجره الخاصة.
وهنا تجدر الإشارة الى أن صعب هو أول لبناني يُقبل في الهيئة الإدارية لصناعة الأزياء، وهي غرفة نقابة الأزياء الراقية. وقد شارك صعب كعضو لجنة تحكيم في برنامج “مشروع رانواي: الشرق الأوسط” عام 2016.
شهرة عالمية
ازدادت شهرة صعب في الولايات المتحدة بعد أن أصبح أول مصمم أزياء لبناني يصمم أزياء الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار، هالي بيري. وفي مايو 2003، دعته غرفة نقابة الأزياء الراقية للانضمام إلى عضويتها.
منحته غرفة نقابة الأزياء الراقية لقب عضو مراسل في عام 2006. كانت أول مجموعة أزياء جاهزة له في باريس هي مجموعة ربيع وصيف 2006.
في عام 2007 شارك إيلي صعب مع مصممين عالميين مهمة تصميم أزياء جولة بيونسيه إكسبيرينس. وفي عام 2010، ازدادت شهرت صعب بين المشاهير حتى أنه صمم أزياء 102 من المشاهير في مناسبات مختلفة. وفي ذلك العام، وقّع اتفاقية ترخيص لمدة 10 سنوات مع شركة بيوتي بريستيج إنترناشونال للعطور ومستحضرات التجميل.
في عام 2011، كشف متحف مدام توسو عن تمثال شمعي لكيت وينسلت مرتديةً فستان إيلي صعب الذي ارتدته في حفل توزيع جوائز إيمي برايم تايم الثالث والستين. ارتدت دوقة كامبريدج فستانًا من تصميم إيلي صعب أثناء حضورها سباق رويال أسكوت عام ٢٠١٩. وكانت هذه هي المرة الأولى التي ترتدي فيها إحدى أفراد العائلة المالكة البريطانية فستانًا من تصميم صعب.
واليوم تضم لائحة المشاهير الأوفياء لدار إيلي صعب الكثير من الأسماء من بينها الملكة رانيا ملكة الأردن،وفيكتوريا ولية عهد السويد، والأميرة مادلين من السويد، والأميرة ماريا أولمبيا من اليونان وستيفاني، الدوقة الكبرى وراثة لوكسمبورغ.
الممثلة هالي بيري وساندرا بولوك و روز ليزلي وجينيفر لوبيز و نيكول كيدمان، وإيفا جرين، بيونسيه، آيشواريا راي، كريستينا أغيليرا، كاثرين زيتا جونز، أنجلينا جولي،سيلين ديون، تايلور سويفت، تيفاني ترامب وأنس جابر.[وغيرهن الكثير من النجمات في عالم السياسة والتمثيل والغناء والرياضة.
ألف موسم وإيلي صعب، نوفمبر 2024
في نوفمبر 2024، احتفل إيلي صعب بالذكرى الخامسة والأربعين لدار الأزياء الخاصة به في فعاليةٍ ضخمة بعنوان ألف موسم وإيلي صعب في الرياض، المملكة العربية السعودية. ضمّ العرض 300 إطلالةٍ قدمتها 90 عارضة أزياء، وتضمن عروضًا حية لفنانين عالميين مثل جينيفر لوبيز وسيلين ديون. وقد اختتمت الممثلة هالي بيري العرض بفستانها العنابي الشهير الذي صممه صعب لفوزها بجائزة الأوسكار عام 2002، ما يُبرز الأثر الدائم لتصاميمه.
