أصلي أنفر تخطف الأنظار في المال القديم: رحلة فنية أوصلتها إلى العالمية

تواصل النجمة التركية أصلي أنفر ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجوه الفنية في تركيا والعالم، وذلك مع إطلاق أحدث أعمالها الدرامية، مسلسلEnfes Bir Akşam وترجمته باللغة العربية أمسية رائعة، وتعرضه منصّة نتفليكس العالمية تحت إسم Old Money أو المال القديم.
لم يكتف مسلسل المال القديم، الذي يجمع أصلي أنفر بالنجم إنجين أكيوريك، بتصدّر قائمة المشاهدات في تركيا، بل أثار حماساً كبيراً بين عشاق الدراما التركية حول العالم، مؤكداً على قدرة إنفر المتجدّدة على جذب الأنظار بأدائها العميق والمقنع.
المال القديم: صراع النفوذ والحب في عالم النخبة
View this post on Instagram
تجسّد أصلي أنفر، في مسلسل المال القديم، شخصية نيهال، الثرية والذكية التي تنحدر من عائلة عريقة تمثّل المال القديم وتقاليد النخبة في إسطنبول. تتصادم حياتها الهادئة مع ظهور عثمان الذي يقوم بدوره إنجين أكيوريك، رجل الأعمال العصامي الذي شق طريقه من الصفر، ممثلاً المال الجديد الذي لا يخشى كسر القواعد. يقدّم المسلسل الذي هو من تأليف مريتش آجَمي وإخراج أولوج بايرقدار، مزيجاً متقناً من الحب وصراعات النفوذ، مستعرضاً الفروقات الدقيقة بين عالمين متناقضين.
بطلة حقيقية
View this post on Instagram
تصف إنفر شخصية نيهال بأنها بطلة حقيقية، لا تتراجع أبداً عن هدفها، وتلهم الآخرين بشغفها الذي لا يعرف التوقف. وعن هذا الدور، تقول: “عندما قرأت النص، شعرت على الفور أنني أستطيع تجسيد هذه الشخصية. نيهال كانت هناك، واستمتعت بها كثيراً. أحببت القصة، لكنني أحببت نيهال أكثر”. وتضيف: “أجدها ملهمة جداً لأنه لا يوجد لديها كلمة توقف”.
ثنائية مميّزة
View this post on Instagram
أثنى النقاد والجمهور على الكيمياء اللافتة بين أنفر وأكيوريك، إذ وصفت أنفر العمل معه بأنه ممتع ومريح للغاية، مشيرةً إلى احترافيته واستعداده الدائم للعمل. كما ألمحت إلى أنّ نجاح المسلسل قد يفتح الباب أمام موسم ثانٍ، وهو ما يعتمد على قرار نتفليكس وتفاعل الجمهور.
من أحلام اليقظة إلى عروس إسطنبول
View this post on Instagram
تتميز آصلي إنفر بموهبتها الفذة وشخصيتها الشفافة وقدرتها على التكيف مع التحديات، ما جعلها واحدة من أبرز نجمات الشاشة التركية، ومسلسل المال القديم ما هو إلاّ مجرّد فصل جديد في قصة نجاحها المستمرة.
بدأت آصلي رحلتها الفنية في مركز مجدت جيزن للفنون في إسطنبول، ثم درست في مدرسة بيرا للفنون الجميلة وتخرّجت في قسم المسرح بجامعة هاليتش. بعد أدوار صغيرة، لفتت الأنظار بدور مين إرغون في المسلسل الشبابي الشهير أحلام اليقظة، الذي استمر لخمسة مواسم وكان نسخة تركية من مسلسل داوسون كريك. Daydreaming
View this post on Instagram
توالت أعمالها الناجحة، فشاركت في مسلسلات مثل الصامتون، المفقود، لا تقل لي وداعاً، وشمس الشتاء، بالإضافة إلى أفلام مثل: هل نحن بخير؟ وأخي. لكن دورها الأيقوني الذي رسّخها كنجمة جماهيرية كان في مسلسل عروس إسطنبول، حيث جسّدت شخصية ثريا التي حظيت بشعبية هائلة في تركيا والمنطقة.
عفوية وناضجة
View this post on Instagram
بعيداً عن الأضواء، تكشف أصلي أنفر عن شخصية عفوية وواقعية. في مقابلاتها، تتحدّث عن شعورها بالسلام والجمال في الحياة بعد سن الخامسة والثلاثين، وكيف تعلمت سهولة قول لا، وأصبحت تعرف نفسها وما تريده وما لا تريده. تؤمن إنفر بالتدفق الطبيعي للحياة وتفضّل العفوية، وتعتبر أنّ ممارسة وإتقان مهنتها المفضلة كان بفضل ما جلبته لها الحياة في لحظات غير متوقعة. تصف إنفر نفسها بأنها كانت طفلة ذات خيال واسع، ولا تزال تشعر بارتباط خاص بالقمر الذي كانت تحدّثه في طفولتها بلندن. وعلى الرغم من كونها شخصية عامة، إلا أنها لا تخشى الكشف عن جوانبها الإنسانية، مثل اعترافها بوجود عادات سيئة لديها وصعوبة التحكم في نفسها، أو إقرارها بأنها تثق بالناس بسذاجة. وبصفتها أماً لطفلة تبلغ من العمر عامين، فقد حققت إنفر رغبتها في الأمومة، وهو ما كانت تتحدث عنه في مقابلات سابقة. هذه التجربة الجديدة تضاف إلى مسيرتها الغنية، لتجعلها أكثر عمقاً وتأثيراً.
تحديات الهوية والتغلب على الديسلكسيا
View this post on Instagram
ولدت أصلي أنفر في لندن عام 1984 لأب تركي قبرصي نشأ في لندن وأم تركية جاءت إلى لندن للدراسة. عاشت هناك حتى سن الثانية عشرة، وتعتبر الإنكليزية لغتها الأم وتحمل الجنسية البريطانية. كانت هذه النشأة المتعدّدة الثقافات نقطة تحول في حياتها، لا سيما عندما انتقلت إلى إسطنبول في سن الثانية عشرة بعد انفصال والديها. لم تكن تتحدّث التركية بطلاقة عند وصولها، وواجهت تحديات كبيرة في التكيف مع النظام التعليمي المختلف.
أحد أبرز التحدّيات التي واجهتها كانت الديسلكسيا أو عسر القراءة، والتي اكتشفتها في سنواتها الدراسية الأولى. تقول إنفر:”في المدرسة الابتدائية، كنت مهتمة بالموسيقى، ولكن عندما وصلت إلى تركيا، كان عليّ البحث عن العديد من المواد المختلفة. كان نظام التعليم مختلفاً تماماً عما اعتدت عليه. لم أكن أعرف الرياضيات والجغرافيا والتاريخ فحسب، بل لم أكن أعرف القراءة والكتابة باللغة التركية أيضاً”. هذه الصعوبة جعلتها تستغرق وقتاً أطول بكثير في حفظ النصوص، حيث قد تحتاج إلى خمس ساعات لحفظ عدة مشاهد بينما يتقن زملاؤها نفس القدر من النص في ساعة واحدة. لكنها لم تدع ذلك يعيقها، بل اعتبرته تحدياً حياتياً تعلمت التعايش معه، مؤكدةً أنّ المشاكل الحقيقية هي المرض والفقر وفقدان الأحبة.
