أخصائية التغذية لما غبيليالدهون ضرورية :
«يجب الا نشن حربا على الدهون. فكل الحروب التي حملت الدهون سبب السمنة هي حروب باطلة وغير علمية ومنطقية» هذا ما تقوله اخصائية التغذية لما غبيلي التي قالت: إن الجسم لا يمتص المعادن والفيتامينات الا إذا اكلنا دهونا. فما الدهون الجيدة والدهون السيئة؟ وكيف نخسر وزنا؟ وعلى اي اساس تضع الدايت المناسب؟
هل النظام الصحي الجيد هو الذي يأخذ بعين الاعتبار كمية الوحدات الحرارية المطلوبة بغض النظر عن نوعية الطعام؟
لا النظام الغذائي ليس فقط وحدات حرارية. فهناك الكثير من الاشخاص الذين يتناولون الوحدات الحرارية اللازمة ولكن لا يتناولون النوعية الجيدة من الطعام سواء من النشويات الجيدة او الدهون الجيدة او البروتين الجيد.
من هنا نجد أشخاصا اوزانهم مثالية لكن البنية الداخلية ليست جيدة اما ان يكون عضلهم ضعيفا او اجسامهم مترهلة ويكثر فيها السليوليت وهؤلاء عموما يأكلون كمية قليلة من الطعام اساسها النشويات السيئة اي السكريات والنشويات البسيطة وليس المعقدة ولا يتناولون كمية بروتين كافية لذا تترهل اجسامهم ويكثر فيها السليوليت.
هناك من يتوقف عن تناول كل انواع الدهون فهل هذا جيد للصحة؟
فعلا هناك اشخاص يتوقفون عن تناول الدهون لان الدهون بنظرهم مضرة لان في الثمانينات خرجت نظرية تحكي عن ان الدهون مضرة بالصحة. لكن مع تطور العلم لم يعد هذا الكلام صحيحا فهناك دهون جيدة جدا للجسم والصحة. فكما ان النشويات والبروتين مهمان للصحة فكذلك الدهون لا تقل اهمية. جسمنا بحاجة الـ 20 او 30بالمئة من كمية الطعام ان تكون دهونا.
ماذا لو كانت كمية الدهون التي نأكلها قليلة؟
إذا لم نتناول كمية الدهون الكافية هذا سيجعلنا نشعر بالجوع الدائم لان الدهون تبطئ عملية الهضم وتمنع الجوع. عند تناول الدهون يتم فرز هرمون الشبع الغرلين والا بدون الدهون سأبقى اشعر بالجوع. كما ان الدهون تساعد على امتصاص الفيتامينات والمعادن التي في الطعام لا سيما فيتامين A ,K,D,E فالجسم لا يمتص هذه الفيتامينات الا اذا كان في الجهاز الهضمي دهونا والا الجسم يطرد الطعام من الجسم دون ان يمتص منه هذه الفيتامينات. ومن الضروري ان نعرف اهمية فيتامين Dو E التي هي مهمة لجهاز المناعة فانا في حال لم اخذ الكمية الكافية من الدهون في النظام الغذائي سيخف نظام المناعة وأصبح عرضة للأمراض. كما سيصبح عندي مشكلة التهابات مستمرة نتيجة كمية الدهون القليلة وسيزيد وزني واصاب بداء المفاصل والشيخوخة المبكرة في البشرة والاصابة بالأمراض من السكري وصولا الى السرطان.
وعندما لا اتناول كمية دهون كافية يعني أني لا أؤمن الكمية الكافية من الاوميغا 3 واوميغا 6 التي هي الدهون الجيدة والمتعددة والاحادية اللاتشبع وهذا يؤثر بشكل سلبي على الدماغ والذاكرة ولا اعود قادرا على تخزين المعلومات ويؤثر على انتاجية الدماغ.
كما يسبب قلة تناول الدهون تشققات في البشرة ويسبب سليوليت وشيخوخة بشرة مبكرة.
وما مخاطر تناول كمية دهون كثيرة؟
في حال تم تناول كمية دهون كثيرة لا سيما إذا كانت دهونا مشبعة. هذا يتسبب بأمراض القلب وتصلب الشرايين او انسداد الشرايين مما سيرفع ضغط الدم في الشرايين التي باتت ضيقة وهنا القلب سيتعرض لمجهود اكبر حتى يوزع الدم في الجسم لذا تصبح الاصابة بأمراض القلب متاحة.
لذا علي الانتباه الى نوعية الطعام التي اكلها سواء من النشويات او البروتين او نوعية الدهون ودوما الدهون غير المشبعة هي الافضل. وهناك دراسة تقول انه في حال خففنا الدهون المشبعة في النظام الغذائي خطر الاصابة بمرض القلب والشرايين يصبح اقل.
ما الدهون السيئة او المشبعة؟
نقصد بالدهون المشبعة او السيئة هي الدهون الصلبة التي نراها في الطعام عند حرارة الغرفة اي مثل السمنة والزبدة وزيت جوز الهند وزيت النخيل والدهون الموجودة في اللحمة الحمراء. والدهون الموجودة في الحليب وكل مشتقات الالبان. ويجب ان نعرف ان اللحمة الحمراء (الهبرة) حتى لو كانت نظيفة من الدهون البيضاء الا انها غنية في مكوناتها الداخلية بالدهون.
لكن اليوم هناك اقبال لافت الى زيت جوز الهند؟
نعم بات زيت جوز الهند اليوم موضة “تراند” وهو جيد لكن يجب الانتباه الى الكمية ويجب الا اعتمد عليه في طعامي كأحد انواع الزيوت الاساسية دون الانواع الاخرى.
وما الدهون الجيدة؟
الدهون الجيدة هي دهون الاوميغا 3 والاوميغا 6 واوميغا 9 الموجودة في زيت الزيتون وفي الاسماك البحرية وبزر الكتان والشيا والموجودة في المسكرات النيئة كاللوز والجوز. وهناك دراسات عديدة اقيمت حول أفضل انواع الدايت او الانظمة الغذائية وتبين ان الافضل هو نظام غذاء البحر الابيض المتوسط الذي قوامه الدهون المفيدة من زيت الزيتون والمفيد لأمراض القلب والشرايين. لذا علينا الاستفادة من هذا النظام الغذائي واعتماده كأفضل اسلوب غذائي ونستفيد من الزيتون وزيت الزيتون في طعامنا والمتوفر في بلادنا بكثرة.
طالما نحكي عن أفضل انواع الطعام ما النشويات الجيدة؟ والبروتين الجيد؟
النشويات الجيدة هي النشويات المحضرة من الحبوب الكاملة لأنها غنية بالألياف ولان سرعة امتصاص السكر فيها بطيئة وهذا الامر مفيد للجسم حتى لا نصاب
بـ INSULIN RESISTENCE كما تفيد الجهاز الهضمي بأليافها وتعطينا الفيتامينات والمعادن اللازمة للجسم.
اما البروتين الجيد مثل انواع البروتين التي لا يوجد فيها كمية عالية من الدهون مثل اللحمة الحمراء الهبرة وصدر الدجاج وليس جلد الدجاج والاسماك من أفضل انواع البروتين ونحن ننصح بتناول السمك 3 مرات في الاسبوع ودوما يكون مشويا وليس مقليا.
هل انت متحيزة لنوعية دايت معينة؟
انا دوما عندما يأتي الي اي شخص يريد الخضوع الى الدايت اطلب منه فحص دم يظهر ان كان هذا الشخص يعاني من الكولسترول او الترايغلسريد او سكري واعرف كم مخزون السكري عنده وإذا كان يعاني من امراض في الغدة او الكبد. كل هذا يساعدني في وضع دايت مناسب لصحة المريض. كما واني اسال المريض ان كان هناك امراض وراثية في العائلة مثل الكولسترول او السكري واخذ هذا بعين الاعتبار من اجل الوقاية. كما اهتم لمسألة العمر التي تلزم اضافة الاوميغا 3 مع التقدم بالسن لحمايته من امراض القلب والشرايين وإذا كان يعاني من فقر دم او نقص في الحديد او نقص فيتامين D وعلى اساس ذلك أصف الدايت الملائم الذي يأخذ بعين الاعتبار كل هذه الامور.
عموما ان أصف دايت معتدلاً بالبروتين والنشويات والدهون الا احيانا اضطر الى وصف دايت خاص جدا لبعض الحالات ولهدف معين ولفترة زمنية قصيرة في حال كان الشخص لا ينزل وزنه على الدايت او في حال عند الشخص مناسبة معينة ويريد ان يخسر وزنا بسرعة او إذا الشخص خضع للكثير من انواع الدايت وجسمه لم يعد يستجيب فأقوم بعملية ديتوكس لفترة قصيرة جدا لان الجسم هنا بحاجة الى صدمة حتى يستجيب.
هل أنت قادرة من خلال الغذاء ان تعيدي بناء الجسم من جديد سواء كان هناك زيادة في الوزن او نقص في الوزن او ترهل او مرض؟
الغذاء هو الاساس الذي منه تنطلق صحة الجسم والعقل. لكن المسألة هنا لا تعتمد فقط على اخصائية التغذية بل على الشخص نفسه وكم هو مستعد ان يتقيد ويلتزم بالإرشادات. وعليه ان يعرف ان هناك تحديات سيمر بها حتى يصل الى هدفه. التثقيف الغذائي لا يوازي اي ثقافة اخرى ويتخطاها لان بالغذاء نبني الجسم والعقل ومنه ننطلق الى كل شيء اخر لذا علينا ان نعطي هذه الثقافة حقها ونعرف كيف نتصرف في حال وضعنا في ظرف معين حتى نحافظ على السيستم الصحيح الذي وضعناه لحياتنا.
هل تضعين وقتا معينا لخسارة الوزن عند اي شخص يريد خسارة الوزن سواء يريد خسارة 5 كيلوجرامات او يريد خسارة 30 كيلوجراما؟
الفترة هنا تتعلق بجسم كل مريض وعقلية كل مريض وكذلك بعمر المريض لان العمر اساسي هنا فالشخص الصغير السن يخسر وزنا بسرعة أكثر من المتقدم بالعمر وكذلك طول المريض، فشخص طوله متران غير شخص طوله متر ونصف. وكذلك حركة المريض تتدخل، فالشخص الذي يتحرك ونشيط غير الشخص الذي يجلس كل النهار ولا يقوم بأي نشاط بدني وكذلك نسبة الحرق عند كل شخص تختلف عن الشخص الاخر خاصة الشخص الرياضي او الذي يتحرك هذا لا يشبه الشخص الكسول. هذه الامور مجتمعة هي التي تحدد الفترة الزمنية في خسارة الوزن. كما يتدخل ايضا كم مرة خضع هذا الشخص لدايت فكلما زادت المرات قلت نسبة الحرق وبات الدايت اقل استجابة.
للجسم ذاكرة حادة وكلما أخضعنا الجسم لدايت يتذكر هذا الجسم الحرمان الذي مر به ولا يعود يحرق. وهنا اريد ان اقول انه يمكن خسارة الماء او العضل في النظام الغذائي من الجسم بسهولة بينما يصعب ازالة الدهون.
وحتى اعطي رقما منطقيا لخسارة الوزن في الدايت فإن الجسم مع الدايت يمكن ان يخسر في الاسبوع من كيلو الى نصف كيلو وهناك الاوزان الكبيرة يمكن ان تخسر في اول اسبوعين من الدايت 3 الى 4 كيلو. وعموما الشباب يخسرون وزنا بسرعة أكثر من المتقدمين بالعمر والطويل اكثر من القصير والذي يخضع لدايت لأول مرة سيخسر وزنا بسرعة اكثر من الذي يخضع باستمرار للدايت واذا يمارس الرياضة فهذا افضل بكثير لان كمية الحرق تزيد.
هل الاطفال يخضعون لدايت؟
نعم لكن لا نسميه دايت بقدر ما نسميه تنظيم طعام. الطفل من عمر 6 سنوات يجب ان ننظم له طعامه وقد نخضعه لنظام غذائي جيد. وهنا الطفل يخسر وزنا بسرعة لأنه ينمو. والطفل هنا نقصد به من عمره بين 6 سنوات وصولا الى سن البلوغ.