Bruce Clay

آليس ميليا: الصوت النسائي الصارخ لانتزاع حق المرأة بالمشاركة في الأولمبياد

على مرّ العصور، ناضلت النساء ولا تزال حول العالم لتحقيق المساواة وإثبات إمكاناتهن وقدراتهن في مجالات الحياة العامة، وعلى كافة المستويات والقطاعات وعلى رأسها القطاع الرياضي. ولعل أبرز الوجوه النسائية التي قامت بدورٍ كبير لإثبات حق المرأة بالدخول إلى عالم الرياضة والمنافسة، الرائدة الفرنسية آليس ميليا، التي شغلت منصب رئيسة الفدرالية الدولية الرياضية للسيدات، وأطلقت أول دورة ألعاب أولمبية نسائية عام 1922. فمن هي هذه المناضلة النسوية وكيف تحافظ الجمعية التي تحمل اسمها في دعم الرياضات النسائية؟

بداية المواجهة والنضال لإثبات دور المرأة وحقوقها الرياضية

آليس ميليا، المرأة الوحيدة في لجنة تحكيم لألعاب القوى

في 20 أغسطس 1922، في ملعب بيرشينج في بوا دي فينسين، أقيمت أول دورة ألعاب أولمبية للسيدات. وتنافست أكثر من 70 رياضية دولية في مجموعة من الرياضات على مدار يوم واحد، أمام 20 ألف متفرج، وعدد قليل من الصحفيين المشككين أو الساخرين. لم يكن رد الفعل هامًا، لأن هؤلاء الرياضيات المغامرات، قد حققن للتو تقدمًا كبيرًا. هذه المبادرة أطلقتها امرأة فرنسية هي آليس ميليا (1884-1957). إلا أن هذه الشخصية العظيمة، بقيت غائبة عن الأضواء والتقدير لفترة طويلة في التاريخ الرياضي. إلا أنه ومع اقتراب موعد دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، صدرت سيرة ذاتية تحت عنوان “آليس ميليا، المرأة الأولمبية” Alice Milliat, la Femme Olympique، من إعداد صوفي دينجر، يجسّد حياة ونضالات هذه المرأة التي كانت العنصر الأساسي والمحفّز الأبرز للنساء حول العالم، للتعبير عن طاقاتهن الرياضية وإثبات جدوى مشاركتهن في الألعاب الأولمبية. كما تم إصدار كتاب آخر بعنوان Merci Alice “شكرًا لك آليس”، يجمع صورًا لهذه الرائدة و79 بطلة أولمبية، وتم نشر الكتاب بالاشتراك مع مؤسسة آليس ميليا.

مسيرة نضالية طويلة

آليس ميليا تمارس رياضة التجديف

ولدت آليس ميليا في 5 مايو 1884 في نانت وتوفيت في 19 مايو 1957 في باريس، وكانت أول قائدة للرياضة النسائية في العالم. وهي رياضية وتمارس رياضة التجديف على مستوى عالٍ، كما جرّبت السباحة والهوكي. أصبحت رئيسة نادي Fémina Sport في عام 1915، وكانت واحدة من مؤسسي اتحاد الجمعيات النسائية الرياضية في فرنسا في عام 1917. وأصبحت رئيسة له في عام 1919. وفي مواجهة تقاعس الاتحادات الرياضية عن إدراج المرأة في عالم الرياضة ، رأت ميليا ما هو أكبر وأسست الاتحاد الدولي للرياضة النسائية في عام 1921. جعلت آليس ميليا من مشاركة النساء في الألعاب الأولمبية أعظم معركتها، وفي مواجهة الرفض المتكرر رفعت شعار “الرياضة النسائية لها مكانها في الحياة الاجتماعية بنفس الطريقة التي تتمتع بها رياضة الرجال”. وساهم النجاح الذي حققته الألعاب الأولمبية النسائية، في جعل اللجنة الأولمبية الدولية تسمح أخيراً للنساء بالمنافسة في الرياضات الأولمبية الحديثة، وتحديداً في ألعاب القوى. شارك الرياضيون الأوائل في الألعاب الأولمبية في أمستردام عام 1928. كما تمت دعوة آليس ميليا إلى لجنة التحكيم لألعاب القوى في هذه الألعاب، وكانت المرأة الوحيدة المحاطة بالعديد من القادة الذكور.

مؤسسة آليس ميليا

مؤسسة آليس ميليا، أول جمعية أوروبية تدعم الرياضات النسائية

تكريماً لجهودها ونضالها، قامت العديد من البلديات الفرنسية بتسمية الشوارع أو صالات الألعاب الرياضية باسمها منها نانت، بوردو، سانت لوس سور لوير، وغيرها. كما تم تأسيس مؤسسة آليس ميليا، أول جمعية أوروبية تدعم الرياضات النسائية، التي تسعى إلى مكافحة عدم المساواة بين الجنسين في الرياضة وتحسين مكانة النساء اللواتي يعانين من عدم بروزهن على الساحة الرياضية. وقد لعبت مؤسسة آليس ميليا، دوراً حاسماً في هذا المجال، ولاسيما أنها تُعتبر رائدة في الرياضة النسائية الفرنسية، بعد أن مهدت الطريق لنساء أخريات من أجل المشاركة في الألعاب الأولمبية. وتتولى حالياً، أوريلي بريسون رئاسة مؤسسة آليس ميليا، والتي أصدرت أول نسخة لمراسم منح الجوائز، التي تمت فيها مكافأة شخصيات ملتزمة بالمساواة بين الجنسين في الرياضة. وتحرص المؤسسة على تقديم الدعم المستحق للنساء من أجل تحقيق ذاتهن اجتماعياً.