منزل السيدة فيروز يتحوّل إلى متحف تكريماً لإرثها الفني العريق
أعلنت وزارة الثقافة اللبنانية عن موافقتها على مشروع تحويل منزل السيدة فيروز في منطقة زقاق البلاط اللبنانية إلى متحف، وذلك بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للتراث. يأتي هذا المشروع الضخم ليكون بمثابة تكريم يليق بتاريخها الفني العريق ومسيرتها الاستثنائية التي امتدّت لعقود، ليظل مكاناً يخلّد ذكرى أيقونة الفن اللبناني والعربي.
منزل السيدة فيروز يتحوّل إلى متحف بعد 15 عاماً من الجهود الحثيثة
View this post on Instagram
جاءت موافقة وزارة الثقافة اللبنانية على تحويل منزل السيدة فيروز في زقاق البلاط إلى متحف بعد سنواتٍ طويلة من السعي والعمل المستمر الذي قاده العديد من الجمعيات الأهلية اللبنانية والشخصيات المجتمعية في بيروت. هذه المبادرة التي انطلقت بجهودٍ حثيثة، لاقت دعماً من مختلف وزراء الثقافة المتعاقبين الذين نادوا مراراً بضرورة إقرار هذا المشروع الفني الثقافي.
ويعود تاريخ محاولات الحفاظ على هذا المعلم الفني إلى عام 2010، عندما أصدر الوزير سليم وردة القرار رقم 74، الذي أدرج المبنى ضمن لائحة الجرد العام للأبينة التاريخية في بيروت، ليمنحه بذلك الحماية القانونية من الهدم. هذا القرار شكّل نقطة انطلاق نحو حلم تحويل المنزل إلى متحف يخلّد إرث السيدة فيروز، رغم أنّ الإجراءات الإدارية قد أخّرت تنفيذ المشروع على مدار السنوات الماضية.
تعود جذور منزل السيدة فيروز إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث ينسجم فيه الطراز اللبناني مع الطراز العثماني، ليحكي قصة مكان يحمل بين جدرانه ذكريات وأحداث ساهمت في تشكيل مسيرة فنية استثنائية. في هذا المنزل، عاشت السيدة فيروز طفولتها وشبابها، حيث استلهمت من أجوائه شغفها العميق بالموسيقى، واستمتعت بأصوات كبار الفنانين مثل كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والفنانة أسمهان. وفي هذا المكان، غادرت فيروز عروساً في منتصف الخمسينيات بعد زواجها من الموسيقار الراحل عاصي الرحباني.
لكن هذا المنزل لم يكن دوماً ما هو عليه الآن، فقد كان في البداية مخفراً للشرطة يُعرف باسم كركول الدرك، قبل أن تستأجره عائلة فيروز في ثلاثينيات القرن الماضي. من هنا، انطلقت مسيرتها الفنية، حيث اكتشفها الموسيقار الراحل محمد فليفل في إحدى الحفلات المدرسية عام 1946، ليكون هذا اللقاء نقطة البداية نحو رحلة فنية غيّرت وجه الموسيقى العربية إلى الأبد.