Bruce Clay

السكري خلال فترة الحمل: أسبابه وسبل الوقاية منه

السكري الحملي: يحدث عندما لا يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتنظيم مستويات سكر الدم أثناء الحمل

تشهد فترة الحمل، تغيّرات كبيرة في جسم المرأة، حيث تتذبذب مستويات الهرمونات والطاقة وتظهر تحدّيات كثيرة. ويُعتبر السكري الحملي، إحدى هذه التحديات التي تواجهها بعض النساء، وهي حالة ترتفع فيها مستويات سكر الدم أثناء الحمل.

أسباب السكري الحملي

يحدث السكري الحملي عندما لا يتمكن الجسم من إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتنظيم مستويات سكر الدم أثناء الحمل. وبحسب سمر ألين، دكتورة في الطب طبيبة صحة الأسرة في مايو كلينك ومقدمة الرعاية السابقة للولادة: “يشهد الحمل تغييرات عديدة في جسم المرأة، ومنها تغيّر الهرمونات، وهو ما يؤدّي في كثير من الأحيان إلى الغثيان والقيء والتعب في بداية فترة الحمل. ويمكن أن تؤثّر هذه التحولات الهرمونية نفسها، في السيطرة على نسبة الغلوكوز، ما يؤدّي إلى إصابة بعض النساء بالسكري الحملي”.

أهمية فهم تبعات السكري الحملي

على الرغم من أن السكري الحملي عادةً ما يزول بعد الولادة، إلا أنه من المهم فهم تبعاته. وتقول الدكتورة ألين: “هناك بعض النساء اللاتي يبدأن الحمل وهن مصابات بالفعل بالسكري، إذ تكون بعضهن مصابات بالسكري من النوع الأول- المتعلق بالمناعية الذاتية والجينات- وأخريات مصابات بالسكري من النوع الثاني، المتعلق بالنظام الغذائي والنشاط والوزن”. أما العامل المهم للسكري الحملي، هو أنه بعد الحمل تبقى المريضة، على مدار حياتها، عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في مرحلة لاحقة من الحياة.

العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسكري الحملي

يجب إجراء الفحوصات وإجراء الرعاية السابقة للمرأة الحامل

هناك عوامل معيّنة، من شأنها زيادة احتمالية الإصابة بالسكري الحملي، منها: التاريخ المرضي للعائلة للإصابة بالسكري وزيادة الوزن قبل الحمل وأن تكون المرأة فوق الـ 25 عامًا وكذلك وجود سيرة مَرضية للإصابة بتكيّس المِبيَضين والإصابة بالسكري الحملي في حملٍ سابق. وعادةً ما تكشف فحوصات ما قبل الولادة الإصابة بالسكري الحملي بين الأسبوع 24 و28 من الحمل. وبناءً على ذلك تؤكد الدكتورة ألين أنه يجب إجراء الفحوصات، وإجراء الرعاية السابقة للولادة لفحص بعض الحالات وتوقع الأشياء التي قد تؤدّي إلى حدوث مضاعفات للمرأة أثناء الحمل، على سبيل المثال ارتفاع ضغط الدم. وقد يكون هناك تأثير آخر في الغلوكوز أو السيطرة على السكر أثناء الحمل، مثل مرض السكري.

عواقب السكري الحملي على الأم والطفل

يمكن أن يكون للسكري الحملي عواقب على الأم والطفل إذا لم يُدار بشكل صحيح. بالنسبة للطفل، قد يزيد خطر التعرض لزيادة الوزن عند ولادته (العملقة)، أو الولادة المبكرة، أو انخفاض سكر الدم بعد الولادة. بالنسبة إلى الأم، هناك زيادة خطر التعرّض لمقدّمات الارتعاج (تسمم الحمل)، أو الولادة القيصرية، أو السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من الحياة. وتتضمن إدارة هذه الحالة مزيجًا من التغييرات في نمط الحياة، وفي بعض الأحيان، التدخل الطبي.

تعديلات غذائية لمواجهة السكري الحملي

لتجنّب السكري الحملي يجب الحفاظ على النشاط البدني، من خلال المشي لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع

يوصي الأطباء باعتماد نظام غذائي متوازن، يحتوي على الفواكه والخضروات والفيتامينات والمعادن، ومراقبة حجم الحصص الغذائية للمساعدة في تنظيم مستويات سكر الدم. وتساعد الفحوصات الدورية على التأكد من بقاء المستويات ضمن نطاق آمن. قد يلزم أخذ الأنسولين والأدوية للحفاظ على تلك السيطرة. كما تتيح الزيارات إلى إختصاصيي الرعاية الصحية مراقبة كل من الأم والطفل بحثًا عن أي مضاعفات محتملة. كما يجب الحفاظ على النشاط البدني، من خلال المشي لمدة 30 دقيقة معظم أيام الأسبوع، والتي يمكن تقسيمها إلى فترتين تبلغ كل منها 15 دقيقة، أو ثلاث فترات تبلغ كل منها 10 دقائق، وهذا ما سيحدث فارقًا كبيرًا في تقليل فرص الإصابة بالسكري أثناء الحمل.