قصص ملهمة لمشاهير عالم الفن، الموضة، الرياضة والأدب
غالبًا ما نغفل حقيقة أنّ أيقونات عالم الموضة والفن كما مشاهير الأدب والرياضة هم أشخاص عاديون مثلنا واجهوا الكثير من المعوّقات والمشاكل كما لحظات اليأس والاستسلام، إلّا أنهم نجحوا في تحويل حياتهم الى قصص ملهمة بفضل قدرتهم على الإيمان بقدراتهم وتغلّبهم على لحظات الضعف بفضل رؤيتهم المتفائلة للمستقبل. لذا لا بدّ من الإضاءة على بعض القصص الملهمة بين الحين والآخر لنستعيد الأمل والإيمان بما نريد أو نطمح لتحقيقه.
فما رأيكم بالتعرف معنا على القليل من هذه القصص التي اخترناها لنؤكد أن النجاح ليس ناجمًا عن «الحظ» أو «الاستثناء»، بل عن قوة الإرادة والإيمان بالنفس.
جي كي رولينغ – من أمّ عزباء فقيرة إلى أشهر كاتبة في العالم
وُلدت جي كي رولينغ في مدينة ييت، جنوب غربي إنجلترا، كانت تحب الكتابة منذ صغرها، وكتبت أول قصة قصيرة لها في سن السادسة. عاشت سنوات من الفقر والمعاناة. درست الأدب الفرنسي والكلاسيكيات في جامعة إكستر.
بعد وفاة والدتها، انتقلت إلى البرتغال لتُدرّس اللغة الإنجليزية، وهناك تزوجت وأنجبت ابنتها الأولى. بعد طلاقها، عادت إلى بريطانيا كأم عزباء، تعيش على مساعدات الحكومة، وكانت تعاني من الاكتئاب.
كتبت أجزاء من رواية هاري بوتر الأولى في المقاهي، بينما كانت ابنتها نائمة بجانبها. رفضت دور النشر روايتها 12 مرة قبل أن توافق دار نشر «بلومزبري» على طبعها عام 1997.
View this post on Instagram
أول كتاب: «هاري بوتر وحجر الفيلسوف». حققت السلسلة نجاحًا عالميًا هائلًا، وتُرجمت إلى أكثر من 80 لغة، وبيعت منها أكثر من 500 مليون نسخة. تحوّلت السلسلة إلى سلسلة أفلام ناجحة من إنتاج وارنر برذرز.
حوّلت «هاري بوتر» إلى سلسلة عالمية ألهمت الملايين، وجعلت جي كي واحدة من أثرى النساء في بريطانيا، فأصبحت أول كاتبة في التاريخ تتحول إلى مليارديرة بفضل كتاباتها، رغم ثرائها، فهي مشهورة بأعمالها الخيرية، وتبرعت بجزء كبير من ثروتها.
كوكو شانيل – من خياطة فقيرة إلى اسم ملهم في عالم الموضة
وُلدت غابرييل بونور شانيل (التي ستُعرف لاحقًا باسم «كوكو») في عام 1883 في بلدة صغيرة بفرنسا. كانت عائلتها فقيرة جدًا، ووالدها بائع متجول لا يستقر في مكان، ووالدتها مريضة وضعيفة.
عندما توفيت والدتها، كانت كوكو في سنّ الحادية عشرة، فأرسلها والدها إلى دير كاثوليكي لرعاية الأيتام.
هناك، تعلمت كوكو الخياطة من الراهبات حيث بدأت أول غرزة، ولم تكن تملك سوى الإبرة والخيط والأمل. كانت تصنع ثيابًا بسيطة لكنها أنيقة، ورغم الظل الذي عاشته، بدأت تظهر فيها ملامح التمرّد والذوق الرفيع.
كانت بداياتها شديدة التواضع: خياطة بسيطة، تغنّي أحيانًا في مقاهٍ رخيصة لكسب القليل من المال. لقّبها الزبائن بكوكو أثناء غنائها، ورافقها هذا الاسم طوال حياتها.
تتمتّع كوكو برؤية مختلفة للأمور، بل كانت ثورة تمشي على قدمين، وقد نجحت في قلب قواعد الموضة. ففي بداية القرن العشرين، كانت المرأة تُقيد بكورسيه خانق وطبقات من التنانير. لكن كوكو شانيل رأت شيئًا مختلفًا: «الراحة يمكن أن تكون أناقة».
View this post on Instagram
أطلقت أول متجر لها في باريس عام 1910، وبدأت بتصميم قبعات. ثم وسّعت نشاطها لتُدخل البساطة، والعملية، والأناقة الهادئة إلى ملابس النساء. كانت أول من جعل «الأسود» لونًا أنيقًا بعد أن كان يُستخدم فقط في الحداد، وقدّمت «الفستان الأسود الصغير» (Little Black Dress) الذي لا يزال أيقونة حتى اليوم.
لم تكن كوكو شانيل مجرد مصمّمة، فهي لم تصنع الفساتين فقط، بل حرّرت المرأة من قيود الموضة القديمة. جعلتها أكثر حركة، أكثر حرية، وأكثر ثقة بنفسها، كما أطلقت عطر «شانيل رقم 5» – الذي أصبح من أشهر العطور في التاريخ، ولا يزال يُباع بالملايين حتى اليوم.
أوبرا وينفري – من طفولة قاسية إلى إمبراطورة الإعلام
لا أحد يجادل على أنّ أوبرا وينفري هي واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم، وتُعد رمزًا للنجاح رغم الفقر والمعاناة. عاشت طفولة مليئة بالفقر. بدأت حياتها المهنية كمراسلة محلية قبل أن تتحوّل إلى واحدة من أقوى النساء في العالم، وإحدى أكثر الشخصيات الإعلامية تأثيرًا في التاريخ، بفضل صدقها وشجاعتها في مشاركة تجاربها الشخصية.
وُلدت اوبرا لأم عزباء مراهقة، ونشأت في بيئة ريفية فقيرة. قضت طفولتها الأولى مع جدتها، وكانت ترتدي أحيانًا فساتين من أكياس البطاطا بسبب الفقر الشديد. عاشت في عدة منازل وعانت من التنقل وعدم الاستقرار الأسري، لكن وبرغم هذه الظروف القاسية، تميزت في الدراسة والقراءة منذ صغرها.
بدأت في العمل بالإذاعة في سن صغيرة خلال دراستها، ثم دخلت مجال تقديم الأخبار، قبل أن تصبح مقدّمة لبرنامج حواري محلي.
View this post on Instagram
في عام 1986، أطلقت برنامجها الشهير The Oprah Winfrey Show، الذي استمر 25 عامًا وحقق نجاحًا ساحقًا.
هي أول امرأة أميركية من أصل أفريقي تصبح مليارديرة. أسست شركتها الخاصة للإنتاج الإعلامي: Harpo Productions وأطلقت شبكة تلفزيونية خاصة بها: OWN Oprah Winfrey Network.
دعمت مشاريع تعليمية وخيرية، منها تأسيس أكاديمية أوبرا وينفري للفتيات في جنوب إفريقيا.
سيرينا ويليامز ألهمت الكثيرين بأن الحلم ممكن
وُلدت سيرينا ويليامز عام 1981 في ساغيناو، ميشيغان، ونشأت في كومبتون، كاليفورنيا، وهي منطقة معروفة بالفقر والعنف.
عاشت مع والديها وشقيقاتها في منزل بسيط، وكان دخل العائلة محدودًا.
رغم كل الظروف، كان لدى والدها ريتشارد ويليامز حلم واضح: أن تصبح ابنتاه، سيرينا وفينوس، بطلتين عالميتين في رياضة التنس.
View this post on Instagram
بدأ والد سيرينا تدريبها في سن الرابعة، مستخدمًا ملاعب عامة قديمة في حي مليء بالمخاطر. لم يكن لديها مدربون محترفون أو ملاعب فاخرة مثل غيرها من اللاعبات. واجهت التحديات منذ صغرها: الفقر، العنصرية وقلة الإمكانيات. كانت تتدرب لساعات طويلة، في الحر والبرد، ومع وجود تهديدات يومية من العنف المحيط بها، لكن سيرينا لم تستسلم. كانت تحلم أن تصبح نجمة، وتؤمن بأنها تستطيع التفوق رغم كل الصعوبات، وسرعان ما لفتت الأنظار بقوتها البدنية وذكائها في اللعب.
شاركت في أول بطولة احترافية وهي في سن الـ 14، سرعان ما بدأت تفوز، وتثبت نفسها بقوة ضرباتها، وسرعة حركتها، وروحها القتالية.
في عام 1999، فازت بأول بطولة كبرى (غراند سلام) في أميركا المفتوحة، وهي بعمر 17 فقط.
فازت سيرينا بـ 23 لقبًا من بطولات الغراند سلام، وهو رقم قياسي في العصر الحديث، وأصبحت رمزًا عالميًا للنجاح والإصرار، وإحدى أقوى النساء في عالم الرياضة. واجهت العنصرية، الانتقادات، الإصابات، وحتى الحمل، لكنها واصلت القتال والنجاح.
ولم تكتف ويليامز بكونها بطلة رياضية بل تحوّلت الى رمز ثقافي، فإلى جانب التنس، أصبحت سيرينا سيدة أعمال ناجحة ومصممة أزياء وناشطة في قضايا حقوق النساء والمساواة. ألهمت الملايين حول العالم، خصوصًا الفتيات من أوساط فقيرة، بأن الحلم ممكن.