السعودية فاطمة البنوي .. تتألق كتابة إخراجًا وتمثيلًا في فيلم بسمة
ببسمة كلّها أمل وطموح تتطلّع الممثلة والكاتبة والمخرجة السعودية فاطمة البنوي إلى المستقبل، سواء على الصعيد الشخصي أم على الصعيد الوطني، فهي تجد في كلّ خطوة تحقّقها نقطة تحوّل وارتكاز في مسيرتها الفنية التي لا تزال في بداياتها.
أما أحدث إنجازاتها فهو إطلاق أول فيلم من تمثيلها وكتابتها وإخراجها عبر منصة نتفلكس. إنه فيلم بسمة الذي يحصد العديد من الأصداء الإيجابية منذ بداية عرضه في أوائل شهر يونيو الحالي.
فيلم بسمة: حصيلة عمل سنوات
يُعتبر فيلم بسمة أول تجربة إخراجية لبطلته الفنانة السعودية فاطمة البنوي، ويتناول الفيلم موضوع الصحة النفسية، بأسلوب مؤثر ومليء بالمشاعر والأحاسيس.
تجمع فاطمة في الفيلم بين ثلاث مهمات، هي: التأليف، والإخراج، والبطولة، وقد تم تصويره بالكامل في السعودية، ويروي قصة الشابة بسمة- فاطمة البنوي، التي تعود من الولايات المتحدة الأميركية، مكان عملها واستقرارها، لمحاولة إنقاذ والدها، الذي يؤدّي دوره الفنان ياسر الساسي، ويعاني مرض «البارانويا» (جنون الارتياب)، محاولةً تقديم المساعدة إليه.
وتصطدم بسمة، بواقع مرير يعيشه الأب، في ظل علاقات عائلية مضطربة، ورغم محاولاتها المستمرة لتقديم كل أنواع الدعم إلى والدها، تجد نفسها فريسة نوبات الغضب المفاجئة التي تنتابه، والتي تثقل كاهلها، وتزيد همومها، ووسط كل هذه الفوضى، تواجه بسمة ضغوطاً ومشكلات في قصة الحب التي تعيشها.
ويلقي الفيلم، الذي حظي بتمويل من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، الضوء، بأسلوبٍ فريد، على مواضيع هامة في الحياة اليومية، كالواجبات العائلية، وتنمية الذات، ومشكلات الصحة النفسية.
وتشارك إلى جانب فاطمة، في الفيلم، مجموعة من أبرز الفنانين السعوديين، منهم: مي حكيم، وطراد سندي، ومحمد فوزي.
ويتناول الفيلم اتجاهاً جديداً، بتقديمه قصة المرض العقلي، الذي تعانيه شخصية الوالد، ضمن سياق العائلة، وطريقة تعامل المقربين معها، ومع والدها، مستثنية المشاهد الاعتيادية، التي يتم تصويرها في المستشفيات والمصحات العقلية، بهدف تقريب الجمهور من القصة التي استقتها فاطمة من محيطها.
وفي أكثر من حديث صحافي تحدّثت فاطمة البنوي، عن الصعوبات التي واجهتها في أول تجربة إنتاجية لها، مع قيامها بكتابة العمل وإخراجه وبطولته، مؤكدة أنّ تجربتها السينمائية الجديدة “بسمة” التي بدأ عرضها أخيرًا على نتفليكس حققت أحد أحلامها بالجمع بين الجوانب النفسية والاجتماعية، والعوالم البصرية السمعية، والسينما، مشيرة إلى أنها عملت على المشروع منذ سنوات، حتى يخرج إلى لنور بالصورة التي شاهدها الجمهور عبر المنصة الشهيرة.
فاطمة البنوي: ممثلة ومنتجة معاونة في فيلم أحلام العصر
كان آخر ظهور سينمائي لـ فاطمة البنوي، هو حضورها في الفيلم السعودي أحلام العصر، الذي عرض أخيرًا ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان أفلام السعودية، وتدور أحداثه حول نجم كرة قدم متقاعد، ذي سمعة سيئة ومضطهد إعلاميًا، يقرّر التعاون مع ابنته؛ للانتقام من الذين ظلموه عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وهذا الفيلم كان من بطولة صهيب قدس، حكيم جمعة، إسماعيل الحسن، محمد بخش، براء عالم وآخرون، ومن إخراج فارس قدس، وتأليف الأخوين قدس وعمر البحري، كما شاركت الفنانة فاطمة البنوي أيضاً في إنتاج الفيلم كمنتج معاون مع الأخوين قدس فارس وصهيب قدس.
العميل صفر: أول مشاركة في السينما المصرية
كما كانت لـ فاطمة البنوي مشاركة سابقة في فيلم العميل صفر، الذي خاضت من خلاله أولى تجاربها في عالم السينما في مصر، حيث استحوذت البنوي على كمّ كبير من الإشادات بعد تقديمها لشخصية “لي لي” بطريقة لفتت انتباه الجمهور. وبالرغم من أن أحداث الفيلم تدور في إطار كوميدي، إلا أن فاطمة البنوي نجحت في المحافظة على الجانب التراجيدي للشخصية بطريقة مقنعة، خاصة بعد حادث خطف والدتها والتي قامت بدورها الفنانة فيدرا.
وضم فيلم العميل صفر، عدداً من النجوم منهم أكرم حسني، بيومي فؤاد، منذر رياحنة، والعمل من إخراج كريم العدل، ومن تأليف وائل عبد الله.
ولا تُعد هذه التجربة الأولى لـ فاطمة البنوي في مصر، إذ سبق أن عرفها الجمهور المصري، من خلال مشاركتها في بطولة مسلسل «60 دقيقة»، مع كل من: ياسمين رئيس، شيرين رضا، سوسن بدر ومحمود نصر.
فاطمة البنوي.. مراحل مميّزة وهامة في مسيرتها
البداية الفنية في مسيرة فاطمة البنوي، بدأت منذ الصغر حيث كانت مولعة بالجلوس لساعات أمام شاشة التلفزيون وتمضية الوقت في مشاهدة الأفلام من مختلف الثقافات والبلدان، وتأثرت بهذا العالم الخيالي، الذي أصبح بالنسبة إليها بمثابة عالم موازٍ، جعل لها رأياً، لا تخجل من التعبير عنه.
وتعتبر فاطمة البنوي، أنها تعيش حالياً مرحلة هامة جداً في مسيرتها، مع نجاح فيلمها الروائي الطويل الأول ككاتبة ومخرجة. مؤكدة أن كلّ عمل تقوم به يمثّل محطة هامة في حياتها، تتعلّم منه الكثير، سواء من خلال الكتابة أم التمثيل أم الإخراج. إلا أنّ ابرز نقاط التحوّل في حياتها، فهي الأعمال التي قدّمتها لفئة أكبر من الجمهور العربي، منها مسلسل الإثارة النفسي المصري (60 دقيقة)، وما خلقه من ردود فعل قويّة تجاه شخصيتها التي لم تكن شخصية سهلة أبداً.
كما تعتبر البنوي إطلاق كتابها «القصة الأخرى» من العلامات البارزة التي تركت صدى في حياتها، إذ يحتوي على حوالي 4 آلاف قصة جمعتها البنوي من أرض الواقع، حيث نزلت بين عامي 2015 – 2018 إلى شوارع مدينة جدة ودخلت الكثير من الأماكن؛ من مقاهٍ وجامعات ومعارض وبازارات وبيوت، لتجمع قصصاً ترويها عن هذا المجتمع.
خلال مسيرتها شاركت فاطمة البنوي في أعمال فنية، منها مسلسل «ما وراء الطبيعة»، أول مسلسل مصري من إنتاجات نتفليكس الأصلية، وبعدها في بطولة مسلسل الإثارة النفسي «60 دقيقة»، من إخراج مريم أحمدي، وبطولة ياسمين رئيس، ومحمود نصر، وشيرين رضا.
وتدرّبت وقتها على اللهجة المصرية المحببة إلى قلبها، وحقّق المسلسل نسب مشاهدة عالية، وتصدّر قائمة الأعلى مشاهدة على منصة شاهد، ما شجّعها على خوض تجارب جديدة في السينما المصرية، وهكذا جاءت فرصة العمل في فيلم العميل صفر.
كذلك كانت فاطمة البنوي، قد شاركت في فيلم الهامور وفي فيلم الإثارة سكة طويلة الذي يُعرض على منصة نتفليكس بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان البحر الأحمر 2021، وعرضه التجاري في دور العرض السينمائية في السعودية.
هذا وشاركت فاطمة البنوي، في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ43 بفيلم بلوغ الذي افتتح مسابقة آفاق السينما العربية، ويضم خمسة أفلام قصيرة لخمس مخرجات سعوديات من بينهن البنوي. وكانت قد حظيت بإشادة دولية عن بطولتها لفيلم بركة يقابل بركة، الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي، وكان ممثلاً للسعودية في جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.