التمر: فوائد عديدة وقيّم غذائية عالية
نسمع جميعاً عن فوائد التمر وقيمته الغذائية منذ أقدم العصور، وخاصة في منطقتنا العربية؛ إنه ثمرة عجائبية ومباركة ورد ذكرها في القرآن الكريم ويمكن اللجوء إليها لتلافي – إن لم يكن معالجة – بعض المشاكل الصحية والأمراض . وهذا صحيح.
إلاّ أن بعضنا لا يدقّق، قبل إستهلاكه، في مواصفاته الفعلية، وهل هو أقرب إلى المنتج الطبيعي والعضوي، أم إذا كانت إضيفت إليه عناصر خارجية ضارة ومؤذية، بعد أن تدخلت الصناعة في معظم المنتجات وشروط تسويقها.
وهذا ما سنسعى إلى إستعراضه والتدقيق به بإختصار ، إستناداً إلى المراجع الموثوقة والخبرة.
تنسحب الفوائد العامة للتمر، على ثمرة البلح بجميع أنواعها وطرق إستعمالها والتي تشمل الأشكال التالية: ثمرة البلح الطازج الطري، الناضج، النصف جاف، الجاف بالكامل، أو الرطب، التمر …
فوائد التمر
يحتوي التمر على أنواعه، من ثمرة البلح الطازجة نفسها على مختلف أحجامها وألوانها إلى البلح المجفّف، على نسب من الماء والمواد السكرية والبروتين والمواد الدهنية والألياف و ڤيتامينات عدّة، منها : فيتامين A المفيد للنظر والعظام والبشرة ، الفيتامين B1 الذي يخفّف نسبة التريغليسيريد في الدم وينفع الجهاز العصبي، الفيتامينB2 المفيد للمعدة والأمعاء ، الفيتامين B3 الذي يساهم في فبركة الهيموجلوبين، الفيتامين B5 الذي نجده كذلك في الحبوب وعسل ملكات النحل، كل هذه الفيتامينات لها تأثير إيجابي على الناقلات العصبية والغدة الدرقية؛ أي أنها تساعد على تخفيف التوتر العصبي ، كما تساهم في تجديد خلايا البشرة وبلسمة الجروح ونمو الشعر وتخفيض نسبة الكولسترول في الشرايين.
والتمر مفيد للكبد، وغني بالبوتاسيوم الذي يساعد على خفض معدلات ضغط الدم، ويخدم الجهاز العصبي، والكالسيوم الذي ينفع الأسنان والعظام ، والماغنيزيوم المفيد لإسترخاء الأعصاب ومحاربة إلتهاب جدار الشرايين ، والحديد والفوسفور المفيد لخلايا الدماغ والقدرات الذهنية.
يعطي التمر طاقة حيوية للجسم ويجدّد الحيوية بفضل ما يحتويه من الغلوكوز وسكر الفاكهة والسكروز. لذا يتناوله الرياضيون كمنشّط طبيعي. يساعد على هضم الأطعمة وإنتظام حركة الأمعاء وتنظيف الجهاز الهضمي وحماية القولون، كما أنه يقي الوعاء المعوي من البكتيريا الضارة والسموم.
تجدر الإشارة إلى أن ثمرة البلح نفسها قبل تجفيفها، تحتوي كذلك على مواد مضادة للأكسدة ومقوية لجهاز المناعة ومخفّضة لمستوى الكولسترول .
وتكون فوائد البلح والتمر أكبر إذا ما تم تناوله بإنتظام . ويمكن أن يؤخذ مع الحليب واللبن والجوز واللوز والرمان، فتتضاعف فوائده .
بعض حالات الوقاية والاحتراز
كما تقضي قواعد أدب الحياة السليمة، وواجب الوقاية والإحتراز أحياناً ، فإن الإعتدال في تناول الأطعمة، على فائدتها، بما في ذلك التمر، يبقى هو القاعدة بالنسبة لمن يعاني من مشاكل السُمنة أو السكري إذ من الجيد أن نعلم أن في كل ١٠٠ غرام من التمر ٧٣ في المئة من السكر ، وفي كل حبة كبيرة من التمر ٦٠ سعرة حرارية ، ولا ينصح بتناول أكثر من ست حبات يومياً ومن الأفضل ثلاث، وإن كان على كل فرد أن يقدّر بنفسه النسبة التي يستحسن له عدم تجاوزها.
أنواع التمر
البلح هو بطبيعة الحال الثمرة التي يتم جنيها من أشجار النخيل. هناك العديد من أنواع البلح والتمور لجهة الحجم أو المذاق أو بلد المنشأ ؛ وأبرزها التالي :
– المدجول : كبير الحجم ويوجد بكثرة في المغرب، ويزرع في الولايات المتحدة. يعتبر من الأكثر إستهلاكاً لطيب مذاقه وفائدته الغذائية، وتضمّنه الكثير من المواد المضادة للأكسدة والألياف والبوتاسيوم.
– البرحى: من الأصناف الممتازة، لونه أصفر وينتشر بشكل خاص في العراق .
– الحلاوي: صغير الحجم وحلو المذاق.
– الدغلت نور: يعتبر من أفضل أنواع البلح في تونس والجزائر، وشائع كذلك في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. جاف نسبياً ويستعمل مع الأطعمة المطهوة.
– الحيانى: يزرع خاصة في مصر، وثمرته شكلها أسطواني متوسطة الحجم، لونها أحمر داكن وأسود عند النضج (رطب) .
– الزغلول: كبير الحجم يحتوي على بذرة ذات تعاريف واضحة.
– السماني: ثمرته صفراء مشوبة ببقع أو خطوط حمراء يصنع منه المربى. وغيره الكثير …
في أي وقت نتناوله ؟
في الصباح على الريق، إذ يساهم في تطهير المعدة والجهاز الهضمي (كما يفعل عصير الرمان).
ويمكن تناوله في أي وقت، بما في ذلك في المساء، مع مزيج من الحليب الدافئ واللوز، وعادة قبل أي إفطار، وخاصة خلال شهر رمضان المبارك .