Bruce Clay

معرض شوبارد L’Heure du Diamant… بريق يروي  قصة 160 عامًا من التميّز

تعاون شوبارد وبيلا حديد: رحلة المجوهرات والساعات في معرض L’Heure du Diamant المتنقّل
تعاون شوبارد وبيلا حديد: رحلة المجوهرات والساعات في معرض L’Heure du Diamant المتنقّل

حطّ معرض L’Heure du Diamant  رحاله في السركال أفنيو – دبي، ليمنح المدينة جرعة جديدة من الأناقة والفخامة التي تليق بعاصمة الرفاهية. فبعد جولة عالمية انطلقت من جنيف مرورًا بمدينتي كان وباريس، وصلت دار شوبارد Chopard  إلى دبي لتكشف أمام عشّاق المجوهرات والساعات الراقية فصلًا جديدًا من حكايتها التي تمتد لأكثر من 160 عامًا.

دبي تجربة حسية متكاملة

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by اليقظة الجديدة (@alyaqzaaljadeeda)

ما يجعل محطة دبي مميّزة عن سائر محطات المعرض هو أنها لا تكتفي بعرض الساعات المجوهرة كتحف فنية، بل تقدّمها ضمن تجربة حسّية متكاملة في قلب السركال أفنيو، أحد أبرز معالم المشهد الفني في المدينة. في هذا الفضاء الإبداعي، تلتقي الفخامة بالحركة الثقافية المعاصرة لتجعل من المجوهرات لغة فنية بحد ذاتها.

يضمّ المعرض في دبي قطعًا أيقونية من أرشيف شوبارد إلى جانب ابتكارات جديدة لعام 2025، منها ساعة L’Heure du Diamant Moonphase  التي تكشف عن منازل القمر في مشهد من الدقة الشعرية. كما سلّط الضوء على التزام الدار بالترف المستدام من خلال استخدام الذهب الأخلاقي بنسبة 100 في المئة، في رسالة توازن بين الجمال والوعي البيئي.
ولأن دبي كانت دائمًا منصّة تحتضن الفخامة العالمية، فقد جاءت هذه المحطة لتكون ذروة الرحلة، حيث تمتزج الحرفية السويسرية بروح المدينة المتألقة، وتتحوّل كل ساعة إلى حكاية ضوءٍ وزمنٍ وابتكار.

من جنيف إلى دبي… حكاية بريق لا ينطفئ

This slideshow requires JavaScript.

منذ تأسيسها في القرن التاسع عشر على يد لويس أوليس شوبارد، نسجت الدار السويسرية مسيرتها على خيوط الدقة والإبداع. وبعد أن انضمت إلى عائلة شوفوليه في ستينيات القرن الماضي، ازدادت هويتها إشراقًا بفضل خبرة صياغة الذهب الألمانية التي جعلت من ساعاتها المجوهرة رمزًا للبراعة والأنوثة في آن.

اليوم، يجمع المعرض في دبي تصاميم من مراحل مختلفة: من السبعينيات النابضة بالألوان والأحجار الكريمة، إلى ساعات التسعينيات التي حملت الرقم القياسي في الفخامة، وصولًا إلى إبداعات عام 2025 التي تكشف عن آلية عرض منازل القمر ضمن ساعات  L’Heure du Diamant  في خطوة تضيف بعدًا شاعريًا وتقنيًا جديدًا إلى إرث الدار.

إرث من الحرفية والابتكار

يروي تاريخ الساعات المجوهرة في شوبارد حكاية استثنائية مليئة بالإبداع والحرفية والتفوق التقني ممزوجة بالإرث العريق لعائلة شوفوليه، تمتد على أكثر من قرن ونصف من الإبداع، تتقاطع فيها الدقة السويسرية مع البراعة الذهبية لعائلة شوفوليه الألمانية. فمنذ تأسيس الدار عام 1860 على يد لويس أوليس شوبارد، حافظت على مكانتها في طليعة صناعة الساعات الفاخرة، واضعة البريق في خدمة الزمن والابتكار.

وفي موازاة ذلك، أرسى تراث عائلة شوفوليه في مدينة بفورتسهايم باعتبارها المركز التاريخي لصناعة المجوهرات والساعات، الأساس لبناء إرث عريق من الدقة والبراعة الحرفية. ففي عام 1904، أسس كارل شوفوليه الأول مصنعه الخاص ESZEHA المتخصص في صنع الساعات المجوهرة والإبداعات الفاخرة المصنوعة من الذهب والبلاتين، ما رسّخ مكانته باعتباره “خبير الساعات المجوهرة”. وتأثرت إبداعاته بشكل كبير بالسمات الجمالية لعصر “الزمن الجميل” Belle Epoque في فرنسا التي تميزت بالتصاميم الدقيقة القابلة للتعديل واستخدام البلاتين. وفي عام 1912، قدم مشبكاً مبتكراً يسمح بارتداء ساعة الجيب على المعصم، كفكرة رائدة أنيقة استهل بها مفهوم ساعة اليد الحديثة. وبحلول عشرينيات القرن العشرين، تبنى مصنع ESZEHA حركة الآرت ديكو الفنية، وأنتج ساعات تتميز بأشكالها الهندسية الجريئة، وإطاراتها الماسية المنمقة، وعلبها المصنوعة من البلاتين.

خبراء الساعات المجوهرة

في أعقاب تحديات الحرب العالمية الأولى، ركز كارل شوفوليه الأول أعماله على الساعات أكثر من ذي قبل، ودمج الحركات السويسرية في علبه المصنوعة بدقة. وارتقى ابنه كارل شوفوليه الثاني بمستوى هذه الخبرة حين تولى إدارة الدار خلال سنوات ما بعد الحرب ووضعها في مكانة تسمح لها بالتوسع. في عام 1958، وفي سن العشرين فحسب، تولى كارل شوفوليه الثالث الإدارة، إلى جانب زوجته كارين. وفي سعيه إلى توسيع نطاق الدار، وضع نصب عينيه الاستحواذ على مصنع ساعات سويسري، وهو الطموح الذي تحقق في عام 1963 بشراء شوبارد. ولحسن حظه، أدرك وريث لويس أوليس شوبارد بسرعة توافقهما المتبادل من حيث القيم والرؤية، وبالتالي كان منفتحاً في قرار تسليم زمام الأمور إلى عائلة شوفوليه.

ومنذ ذلك الحين، بشرت إدارتهما لدار شوبارد بعصر جديد من الإبداع والتطور التقني. وأصبحت الساعات المجوهرة تشكل عنصراً أساسياً في هوية الدار، حيث تميزت بتصاميم مرصعة بالألماس تعرض تفاعلاً استثنائياً بين الأحجار ذات قطع الباغيت المستطيل وقطع بريلينت المستدير. وفي أواخر الستينيات، اكتسبت الدار شهرة عالمية بفضل إبداعاتها وبراعتها الفنية، لاسيما أنها فازت 15 مرة بجائزة Golden Rose of Baden-Baden التي اشتهرت في ذلك الوقت بلقب “جوائز الأوسكار” للساعات المجوهرة. كما فازت شوبارد مرتين خلال هذه الفترة بجائزة “الألماس الدولية” Diamond International Award التي تحظى بمكانة مرموقة للغاية على الصعيد العالمي. وشهدت تلك الفترة أيضاً ظهور شعار “خبراء الساعات المجوهرة” Maîtres de la montre-bijou في إعلانات شوبارد آنذاك، مما عزز شهرتها المتنامية في هذا المجال.

ألوان حيوية وتقنيات مبتكرة

This slideshow requires JavaScript.

جلبت سبعينيات القرن العشرين لمسات جمالية جديدة وجريئة، تعكس زخم تلك الحقبة وتطور خبرة شوبارد، فتميّزت الساعات مثل ساعة Concord في عام 1976 بمواني من الأحجار الكريمة وبألوان نابضة بالحيوية وأساور منحوتة، بما في ذلك تصميم “شبكة ميلان” المجدول وتصميم بنية لحاء الشجر – وهي تقنيات كانت عائلة شوفوليه قد أتقنتها منذ زمن طويل. وأصبحت هذه المهارة جزءاً لا يتجزأ من هوية شوبارد البصرية، التي تجمع بسلاسة بين تقاليد صياغة الذهب والدقة السويسرية في صناعة الساعات. وشهدت تلك الحقبة أيضاً إطلاق مجموعة Belle Epoque، التي أعادت تجسيد زخارف الزهور المنحنية من أوائل القرن العشرين برؤية جديدة تلائم الجمهور المعاصر.

بحلول تسعينيات القرن العشرين، اشتهرت شوبارد بساعاتها المجوهرة فأبدعت في عام 1997 أغلى ساعة في العالم، وهي ساعة Chopardissimo الفريدة التي استغرق صنعها 2000 ساعة عمل وتألقت بأحجار ألماس يبلغ عددها 874 ألماسة وإجمالي وزنها 163 قيراطًا.

L’Heure du Diamant

ألق الألماس وفنّ الحركة

This slideshow requires JavaScript.

عزّز إطلاق مجموعة ساعات L’Heure du Diamant، في عام 2012 التراث المشترك بين شوبارد وعائلة شوفوليه في ابتكار “مجوهرات تعرض الوقت”، حتى فاز أحد موديلات المجموعة بجائزة “الساعة المجوهرة” في مسابقة “جوائز جنيف الكبرى للساعات الراقية” في العام التالي. ومنذ ذلك الحين، لم تعد الساعات المجوهرة مجرّد إكسسوار، بل أصبحت توقيعًا شخصيًا، ورمزًا لحضور لا يُنسى.

في عام 2018، أصبحت شوبارد أول دار لصناعة الساعات الراقية والمجوهرات الفاخرة تلتزم باستخدام الذهب الأخلاقي بنسبة 100% في صنع جميع إبداعاتها من الساعات والمجوهرات، بما في ذلك مجموعة ساعات L’Heure du Diamant، مؤكدة بذلك على نهج “رحلتها نحو الترف المستدام”.

ما يميّز مجموعة L’Heure du Diamant  ليس البريق فحسب، بل طريقة صناعته. فكل حجر ماسي يسطع بفضل تقنية الترصيع التاجي الحصرية التي تثبّت الألماس بشكل يسمح للضوء بالتنقّل بحرية. فلطالما تميّزت تصاميم شوبارد بترصيعات ماسية تعرض تفاعلاً استثنائياً بين الأحجار ذات قطع الباغيت المستطيل وقطع بريلينت المستدير.

ومع L’Heure du Diamant، تصل هذه الحكاية إلى ذروة بريقها. كل حجر ألماس في المجموعة يلتقط الضوء بفضل تقنية الترصيع التاجي الحصرية، حيث تُثبَّت الأحجار على شكل V ، فتسمح لوهجها بأن يتنفس بحرية، ويشع في كل اتجاه. في ساعات L’Heure du Diamant، لا يكتفي الألماس بدور الزينة؛ فهو روح الساعة ولغتها. والنتيجة، بريق يأسر العين في النهار كما في الليل.

قصة وراء كل مينا وسوار

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Chopard Official (@chopard)

صممت علب ساعات L’Heure du Diamant وصنعت ضمن ورشات الدار فتميزت بتناسقها ورقيها. وتأتي هذه الساعات ضمن تشكيلة متنوعة من العلب بأشكال دائرية أو بيضاوية أو مربعة أو مثمنة أو على شكل قلب، حيث صممت كل علبة بعناية فائقة لضمان تناغمها وأناقتها.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Chopard Official (@chopard)

لكن القصة لا تكتمل دون المواني التي تشبه لوحات فنية صغيرة: لآلئ متلألئة، وأحجار كريمة مثل الملاكيت الأخضر العميق إلى الأوبال المتلألئ وعين النمر الدافئة، وصولًا إلى تطعيمات اللؤلؤ وزخارف غالوشيه، كلّها تحاكي ألوان الطبيعة وعمقها. أما الأساور فهي بدورها تحفة بحد ذاتها، منقوشة يدويًا ببنية لحاء الشجر، مصنوعة من ذهب أخلاقي 100 في المئة، لتمنح الساعة ملمسًا يحكي عن تاريخ صياغة الذهب في ورشات الدار.

تصاميم متألّقة وحركات ريادية

This slideshow requires JavaScript.

إلى جانب تصاميمها المجوهرة اللافتة التي لا تخطئها العين، تتميّز ساعات شوبارد بحركاتها الميكانيكية المبتكرة، ففي قلب هذه الجواهر، تنبض حركات ابتكرتها شوبارد بعناية. في عام 2024، كان إطلاق عيار 10.01-C المخصّص لساعة L’Heure du Diamant، بمثابة إنجاز آخر باعتباره أصغر وأنحف آلية حركة مصنوعة ضمن ورشات الدار تطرح في سوق الساعات، حيث يبلغ قطرها 15.70 ملم وسماكتها 2.90 ملم فقط.

وفي عام 2025، تواصل شوبارد الاحتفاء بإرثها في صناعة الساعات المجوهرة من خلال العديد من المبادرات البارزة، حيث تقدم للمرة الأولى آلية تقنية معقدة لعرض منازل القمر ضمن ساعة L’Heure du Diamant، مما أضاف فصلاً جديداً من التطور الميكانيكي إلى فصول المجموعة.

بيلا حديد… وجه البريق المعاصر

This slideshow requires JavaScript.

تُجسّد بيلا حديد، الوجه العالمي للمجموعة، روح L’Heure du Diamant في صور بعدسة إيثان جيمس غرين، محاطة بالزهور التي ترمز للحياة والأنوثة. بين الألماس والذهب الأبيض، تختصر العارضة العالمية جوهر الدار: لقاء بين الجرأة والرقي، وبين الفخامة والحسّ الإبداعي.