Bruce Clay

هيرميس تكشف عن فصل جديد من الأناقة الحرّة خلال أسبوع باريس للموضة

على إيقاع الرياح التي تلامس ملوحة البحر وتغمر سهول الدلتا المضيئة بشمس الصيف، قدّمت هيرميس Hermès عرضها لمجموعة ربيع وصيف 2026 تحت عنوان À Brides Lâchées، عنوانٌ يعكس رؤية شاعرية تحتفي بالحرية، بالأنوثة التي لا تُقيَّد، وبعلاقة المرأة مع الأرض والطبيعة، في توازنٍ نادر بين القوة والصفاء. وفي مشهدٍ سينمائي أقرب إلى لوحة مرسومة بالضوء والريح، تظهر امرأة هيرميس فارسة متصالحة مع عناصر الطبيعة، تسير بخطى واثقة وعينين تتأملان الأفق المفتوح. ملابسها، مثلها، ولدت من الريح: طبقات خفيفة تتداخل كأنها حوار بين القماش والجسد، بين الحِرفة والإلهام.

حوار بين الحِرفة والتراث

تغوص هيرميس Hermès في عمق تاريخها الحرفي لتستخرج من أرشيفها إحدى جواهره: سرج كامارغ الأسطوري، قطعة فريدة من الجلد المصقول نُحتت تفاصيلها بأيدي السُرّاجين القدامى، وتحوّلت اليوم إلى مصدر إلهام لهوية جديدة. فكما يلتصق السرج بالفارس، تلتصق الأزياء بروح المرأة التي ترتديها، لتعبّر عن علاقة عضوية بين الحرفة والحركة، بين الموروث والحداثة. وتلتقي الانحناءات الناعمة مع الإكسسوارات المعدنية – الأحزمة، الحلقات، والأبازيم – في توازن بين العملي والرمزي. كل تفصيلٍ يبدو عمليًا، لكنه في جوهره قصيدة في دقّة الصنعة.

قصّة حركة وانسياب

تعيد هيرميس Hermès تعريف الأناقة بوصفها لغة جسدٍ متحرك. فـالسترات القصيرة المستوحاة من أزياء الفروسية صُممت لترافق كل خطوة، والتنانير غير المتناظرة من الكتان المبطّن تتماوج مع الريح كأنها امتدادٌ للطبيعة نفسها. أما المعاطف الطويلة ذات القصّات المستقيمة فتستحضر روح الترانش الكلاسيكي، لكن بأحزمة دقيقة تُبرز الخصر وتُعيد التوازن إلى الخطوط.

This slideshow requires JavaScript.

مجموعة هيرميس لربيع وصيف 2026: حرية الأناقة والفروسية في عرض À Brides Lâchées خلال أسبوع الموضة في باريس

أنوثة مكشوفة لا مقنّعة

في هذه التوليفة، تُعيد هيرميس قراءة العلاقة بين الجسد واللباس. البراسييرات الجلدية تأتي لتؤطّر الأقمشة الحريرية ذات النقوش الزهرية، في حين تلتف الأحزمة والدانتيلات حول الجسم كعلامات حسيّة للحرية المنضبطة. أما الفساتين المبطّنة المستوحاة من الكورسيه، فتمزج بين الإرث الأنثوي والجرأة الرياضية عبر تنسيقها مع السراويل القصيرة الضيقة التي تضيف لمسة من العصرية والحركة.

بحرٌ من الضوء والهواء

تتسلل روح البحر المتوسطي إلى الأقمشة. فـالسروال القطني المزيّن بأحزمة مستوحاة من السالوبت يلمّح إلى عالم البحّارة، بينما تتيح القمصان الشبكية الشفافة للشمس أن تلامس البشرة برقةٍ ناعمة. أما طبعات Méditerranée الحرة فتنساب على القماش مثل تموّجات الموج، تربط بين الأرض والماء، بين صرامة الجلد ونعومة الضوء.

احتفاء بالأنوثة المتوارثة

في هذه المجموعة لا تكتفي هيرميس بتقديم أزياء موسمية، بل تكتب فصلاً جديدًا في فلسفتها الجمالية: حيث الحِرفة تُصبح قصيدة، والفروسية تتحوّل إلى استعارة عن التحرّر، والأنوثة تُستعاد كقوة خفيّة تخلق الجمال في كل تفصيل. امرأة هيرميس ليست متفرجة على الحياة، بل صانعة لها. كل خطوةٍ تخطوها هي بيان، وكل قطعةٍ ترتديها هي وعد بالحرية.