مجموعة ديور لربيع وصيف 2026: جوناثان أندرسون يعيد ابتكار إرث الدار
خلال أسبوع الموضة في باريس كشفت دار ديور Dior عن مجموعتها الجديدة للأزياء الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2026، وتحديدًا في حدائق تويلري في باريس. العرض، الذي انتظره عشاق الدار حول العالم، جاء بمثابة إعادة صياغة شاعرية لتراث الدار الفرنسية، حيث قدّم المدير الإبداعي جوناثان أندرسون قراءة معاصرة لرموز ديور الأيقونية من خلال لغة أزياء مشبعة بالابتكار والحساسية.
إعادة اكتشاف الرموز الأزلية
استند أندرسون في هذه المجموعة إلى أرشيف ديور الغني، لكنه لم يتعامل معه كمصدر تاريخي جامد، بل كذاكرة حيّة قابلة لإعادة التفسير. فجاءت “العُقد”، إحدى الرموز الكلاسيكية للدار، كخيط ناظم للمجموعة، وقد أعيد تقديمها بأشكال متعدّدة: من المعاطف ذات الكسرات الأمامية، إلى التنانير القصيرة الملتفة من قماش القطن الثقيل، وصولًا إلى فساتين الدانتيل الخفيفة وحقائب اليد Dior Cigale ذات المقبض الواحد.
أما سترات Bar الشهيرة، فقد ظهرت بتصاميم مصغّرة مع أحجام نحتية، في حين شكّلت العباءات الطويلة المتموجة والسراويل القصيرة الواسعة امتدادًا طبيعيًا لرؤية أندرسون منذ انطلاقته الأولى مع الدار في يونيو الماضي، رابطًا بين التقاليد العريقة وأسلوبه الشخصي. النتيجة كانت توترًا إبداعيًا أخّاذًا، فتح المجال أمام طيف واسع من التعبيرات الذاتية والمواقف المختلفة.
من عرض مجموعة ديور للأزياء الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2026 خلال أسبوع الموضة في باريس
فضاء عرض يجمع بين الواقعي والرقمي
لم يقتصر الإبداع على الأزياء فحسب، بل امتد إلى تصميم فضاء العرض الذي أشرف عليه لوكا غوادانينو وستيفانو بايزي. المساحة جاءت بتجريد معاصر دمج العالم المادي بالرقمي، في إطار بصري غير مسبوق.
المدعوون تابعوا تاريخ الدار يُسرد أمامهم من خلال عمل بصري مبتكر أُنجز خصيصًا بواسطة المخرج الوثائقي آدم كورتيس. على شاشة LED على شكل هرم مقلوب، وقد تعاقبت صور الأرشيف وكأنها مشاهد من الذاكرة، قبل أن تختفي فجأة في علبة أحذية ديور، في إيماءة رمزية إلى الماضي المُخزّن، القابل للاستدعاء وإعادة القراءة.
بين الحاضر والمستقبل
بهذا العرض، رسّخ جوناثان أندرسون موقعه كمدير فني قادر على المزاوجة بين التاريخ والجرأة، بين التراث والتجديد . فقد قدّم مجموعة تنبض بروح ديور، لكنها تحمل بصمته الخاصة، وتضع الدار في موقع الريادة لموسم جديد من الأناقة الباريسية.