سوزي وولف تقود المواهب النسائية
للتألّق فـي عالم الفورمولا وان
بعد أن أصبحت أول امرأة تشارك فـي عطلة نهاية أسبوع لسباق الفورمولا 1، منذ 22 عامًا، وذلك خلال المشاركة فـي التدريب فـي سباق الجائزة الكبرى البريطاني 2014 على حلبة سيلفرستون، ها هي سوزي وولف تنطلق اليوم فـي مغامرة جديدة لتعزيز وجود المرأة فـي هذه الرياضة من خلال توليها إدارة أكاديمية الفورمولا 1 فـي موسمها الأول 2023.
«يبدأ الفصل التالي من مسيرتي، لقد انضممت إلى أكاديمية الفورمولا 1 كمديرة إدارية. هذه فرصة لتعزيز التغيير الحقيقي فـي الفورمولا1، للعثور على المواهب النسائية ورعايتها فـي رحلتها إلى مستويات النخبة فـي رياضة السيارات، على المسار الصحيح وخارجه». هكذا أعلنت وولف الانطلاق فـي مغامرتها الجديدة من خلال منشور على منصة «إكس».
وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن وولف هي سائقة فورمولا 1 سابقة ومديرة فريق فنتوري فـي بطولة الفورمولا إي، وهي زوجة مدير فريق مرسيدس فـي الفورمولا 1 توتو وولف.
دعم من البطولة الرئيسة
تتجسّد أبرز نجاحات سوزي وولف فـي إدارة الأكاديمية فـي موسمها الأول من خلال نجاحها باجتذاب دعم من البطولة الرئيسة، إذ سيختار كل فريق فورمولا 1 فـي 2024، سائقة واحدة فـي أكاديمية الفورمولا 1 النسائية بالكامل. هذا القرار وصفته وولف بأنه «لحظة فارقة» للنساء فـي رياضة السيارات. الأكاديمية حاليًا فـي موسمها الافتتاحي فـي عام 2023، واعتبارًا من العام المقبل ستتم استضافة سباقاتها كسباقات دعم للفورمولا1، فـي عدد من سباقات الجائزة الكبرى فـي جميع أنحاء العالم. وتتكون السلسلة من خمس فرق، تدير كل منها ثلاث سيارات، وتشكل شبكة من 15 سائقة، 10 منهنّ سيتم دعمهنّ من فرق الفورمولا 1 فـي 2024.
رؤية لمستقبل الفورمولا وان
لحسن الحظ لا تتعرّض سلسلة سباقات فورمولا 1 الجديدة ذات المقعد الواحد للنساء، لضغوط فورية لكسب المال، وفقًا لمديرها الإداري، لأنها تمثل المرحلة الأولى فقط فـي خطة من أعلى إلى أسفل، لتعزيز المساواة بين الجنسين عبر رياضة السيارات. وتقول وولف، إن السباقات الموجّهة للشباب لا تتعلق فقط بتطوير المواهب فـي مقعد السائق، ولكنها ستصل أيضًا إلى سباقات الشباب والكارتينغ لجلب المزيد من النساء والفتيات إلى جميع أركان الرياضة.
وعن رؤية الأكاديمية، تشرح وولف: «إنها ليست شيئًا للمرأة – نحن بحاجة إلى أن تكون هذه رحلة للرياضة لأنني أعتقد، على المدى الطويل، أن هذا يمكن أن يضيف قيمة لمنصّة الفورمولا 1، إذا كان بإمكانك تغيير التصورات على المدى القصير، فعندئذ، على المدى الطويل، يمكنك رؤية النتائج».
وبالفعل انطلقت السلسلة الجديدة فـي نهاية أبريل على حلبة سبيلبرغ فـي النمسا، بمشاركة 15 سائقًا من خمسة فرق. تتألف أكاديمية F1 من سبع عطل نهاية أسبوع للسباق فـي المجموع، وتتزامن النهاية مع سباق F1 فـي أوستن، تكساس، فـي أكتوبر.
وكانت آخر مرة اقتربت فـيها سائقة من المشاركة فـي سباق F1 الفعلي قبل 31 عامًا، عندما فشلت جيوفانا أماتي فـي التأهل لسباق الجائزة الكبرى البرازيلي. ومع ذلك، يعتقد الكثير فـي الرياضة أنه يمكن القيام بالمزيد لجعلها احتمالًا واقعيًا فـي المستقبل.
وتشرح وولف: «نحن لا نوفر منصة لـ 15 شابة فحسب، بل تعدّ الرؤية شيئًا أكبر بكثير على المدى الطويل». «نحن حقًا نخلق بيئة رعاية للتقدّم. لكننا نتعمّق أيضًا فـي المستوى الشعبي لزيادة مجموعة المواهب».
فـي الوقت الحالي، كسب المال ليس مصدر قلق كبير. فـي العام الماضي، أُجبرت W Series، وهي حلبة سباق نسائية أخرى، على تقليص موسمها بعد أن واجهت صعوبات مالية. وتقول وولف، إنه تم تعلم الدروس من مشاكل W Series، وهناك واقعية حول التحدّي الشاق الذي يواجه حلبة سباق جديدة للنساء فقط، تسعى إلى توليد إيرادات كافـية لتمويل نفسها.
وعلى المدى الطويل، تعتقد وولف أن الأكاديمية يمكنها جذب شركاء تجاريين للمساعدة فـي جعلها عملاً مستدامًا. ولكن، بدعم من الرئيس التنفـيذي لـ F1 ستيفانو دومينيكالي والشركة الأم لـ F1 Liberty Media، ينصب التركيز الفوري على تطوير المفهوم وجعله يعمل.
«لدينا رفاهية الحصول على الالتزام الكامل لـ F1 وStefano
وLiberty، مما يعني أننا لسنا تحت أي ضغط»، تشرح وولف وتضيف: هذا لن يفشل. الأكاديمية لديها الكثير من الأساس القوي والعديد من الأشخاص الذين يقفون وراءها والذين يريدون رؤيتها ناجحة».
وتعتقد وولف أنه فـي غضون عامين الى ثلاثة أعوام سيتّضح ما إذا كانت الخطة تعمل بشكل جيد معلّقة: «لقد رأينا بوضوح ما حدث ولم ينجح، لذلك أعتقد أنه سيكون من الواضح تمامًا ما إذا كان ما نقوم به هو إحداث التأثير الذي نأمل به جميعًا».
وتكمل وولف: «لسنا هنا لنفتح الباب لكل شابة تحاول دخول الرياضة. نحن بحاجة إلى الحصول على أكثر الموهوبات، ونحتاج إلى مساعدتهنّ على الارتقاء فـي الرتب».
تحدّي العوائق المالية
خلال فترة وجودها فـي مقعد السائق، اكتشفت وولف أن التكلفة لفترة طويلة كانت رادعًا رئيسًا لأولئك الذين يتطلعون إلى السباق بشكل احترافـي. مع الأكاديمية، حاولت F1 خفض الحواجز المالية، مع منح السائقات الشابات أكبر وقت ممكن على المسار.
كذلك تقدّم F1 إعانات لكل سيارة بقيمة 150.000 يورو، والتي يجب على السائقين الفرديين مطابقتها مع تمويلهم الخاص. بقية الأموال تأتي من الفرق، تقول F1، إنّ هذا يمثل انخفاضًا كبيرًا فـي تكاليف السائق مقارنة بسلسلة السباقات الأخرى المماثلة.
مشوار طويل لعودة التمثيل النسائي الى البطولة
31 عاماً هو الوقت منذ أن اقتربت امرأة من أن تكون على شبكة F1، اليوم تأخذ الأكاديمية على عاتقها حلّ هذه المشكلة. وتقول وولف: «نريد أن نتأكد من أن كل من تفوز هذا الموسم ستنتقل إلى الخطوة التالية فـي مسيرتها»، على الرغم من اعترافها بأن احتمالية رؤية سائقة تصل إلى شبكة سباقات الفورمولا 1 لا تزال بعيدة من ثماني إلى 10 سنوات.
غياب البث المباشر
واجه المنظمون للسباق الافتتاحي للأكاديمية انتقادات لقرارهم عدم بث السباقات الافتتاحية مباشرة – بدلاً من ذلك اختاروا نشر أبرز سباقات الأكاديمية على قناة يوتيوب الرئيسية للفورمولا 1 بعد الحدث. حصدت الحزمة من المسابقة الافتتاحية حتى الآن ما يقرب من 278000 مشاهدة.
بمجرد أن تتوافق السلسلة مع تقويم F1 من عام 2024 فصاعدًا، فإن الطموح هو عرض المنافسة على الهواء مباشرة.
مسيرة مميّزة
بدأت سوزي وولف السباق التنافسي فـي سن الثامنة، إذ بدأت رياضة الكارتينغ، قبل أن تدخل إلى عالم فورمولا رينو وفورمولا 3، ثم إنتقلت إلى بطولة دويتشه تورينفاجن ماسترز (DTM) للتنافس مع مرسيدس بنز. فـي عام 2012، وقّعت مع ويليامز فـي الفورمولا 1 للعمل كسائقة تطوير. فـي سباق الجائزة الكبرى البريطاني 2014 فـي سيلفرستون، أصبحت أول امرأة تشارك فـي عطلة نهاية أسبوع لسباق الفورمولا 1 منذ 22 عامًا، وذلك من خلال المشاركة فـي التدريب. فـي 4 نوفمبر 2015، أعلنت وولف اعتزالها رياضة السيارات، وكانت آخر مشاركة لها فـي سباق الأبطال الذي أقيم فـي نهاية نوفمبر. فـي عام 2016، انضمت إلى القناة الرابعة فـي المملكة المتحدة لتغطية الفورمولا واحد. فـي عام 2018، انضمت إلى فريق Venturi Racing فـي الفورمولا إي كمديرة للفريق. وفـي عام 2021، تمت ترقيتها إلى منصب الرئيس التنفـيذي، قبل أن تعلن رحيلها عن فنتوري وفورمولا فـي أغسطس 2022، بعد انتهاء الموسم الثامن فـي كوريا الجنوبية.