Bruce Clay

من الأغاني المصوّرة الى الدراما
المخرجة صوفـي بطرس تنجح بأول تجاربها التلفزيونية

This slideshow requires JavaScript.

نجح‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الغريب‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬عمل‭ ‬درامي‭ ‬للمخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬صوفـي‭ ‬بطرس‭ ‬بتحقيق‭ ‬مشاهدات‭ ‬عالية‭ ‬فـي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬مشكّلاً‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬قوية‭ ‬لمخرجة‭ ‬الأغاني‭ ‬المصوّرة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬الإخراج‭ ‬السينمائي‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬مع‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬محبس‮»‬‭. ‬

يتناول‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬الغريب‮»‬‭ ‬قصة‭ ‬شاب‭ ‬يُدعى‭ ‬‮«‬رامي‮»‬‭ ‬يقتل‭ ‬صديقه‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ،‭ ‬ويضطر‭ ‬والده‭ -‬قاضٍ‭ ‬معروف‭ ‬بنزاهته‭- ‬إلى‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬برفقة‭ ‬عائلته،‭ ‬حيث‭ ‬تبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬مُحمّلة‭ ‬بالمعاناة‭ ‬والصعوبات‭ ‬فـي‭ ‬أحداث‭ ‬المسلسل‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬بطولته‭ ‬بسام‭ ‬كوسا،‭ ‬آدم‭ ‬الشامي،‭ ‬فرح‭ ‬بسيسو‭ ‬وآخرون‭. ‬‮

تقف‭ ‬خلف‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬المسلسل‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬صوفـي‭ ‬بطرس،‭ ‬التي‭ ‬قدّمت‭ ‬للمرّة‭ ‬الأولى‭ ‬وجوهاً‭ ‬شابة‭ ‬جديدة‭ ‬وموهوبة‭. ‬كما‭ ‬أنّه‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ ‬الأول‭ ‬لبطرس،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬تجربة‭ ‬سينمائية‭ ‬أولى‭ ‬فـي‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬محبس‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬بسام‭ ‬كوسا‭ ‬ونادين‭ ‬خوري‭ ‬وجوليا‭ ‬قصّار‭. ‬

وفـي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬صحافـي‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬شرحت‭ ‬صوفـي‭ ‬أنّ‭ ‬نصّ‭ ‬المسلسل‭ ‬لم‭ ‬يصلها‭ ‬جاهزاً‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬لحظة‭ ‬كان‭ ‬المشروع‭ ‬فكرة‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬الصبّاح،‭ ‬وتطوّر‭ ‬معها‭ ‬هي‭ ‬والكاتبتان‭ ‬لبنى‭ ‬المشلّح‭ ‬ولانا‭ ‬الجندي،‭ ‬اللتين‭ ‬كانتا‭ ‬على‭ ‬توافق‭ ‬معها‭ ‬فـي‭ ‬تطوير‭ ‬النص،‭ ‬وأيضاً‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬باختيار‭ ‬طاقم‭ ‬العمل،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬صوفـي‭ ‬حريصة‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الوجوه‭ ‬الجديدة،‭ ‬مثل‭ ‬آدم‭ ‬الشامي‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬رامي‭ ‬إبن‭ ‬بسام‭ ‬كوسا‭. ‬فلقد‭ ‬كانت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬وجه‭ ‬يُقنع‭ ‬المشاهد‭ ‬ويثير‭ ‬تعاطفه‭ ‬رغم‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬سبّبها‭. ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الوجوه‭ ‬الجديدة‭ ‬الأخرى،‭ ‬فكل‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬كان‭ ‬مناسباً‭ ‬لدوره‭. ‬

وأشارت‭ ‬المخرجة‭ ‬صوفـي‭ ‬بطرس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كواليس‭ ‬العمل‭ ‬والتحضير‭ ‬له‭ ‬كان‭ ‬مُرهقا‭ ‬للغاية،‭ ‬خاصةً‭ ‬أنها‭ ‬شاركت‭ ‬فـي‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يخص‭ ‬العمل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشراف‭ ‬عليه‭ ‬ومتابعته،‭ ‬حتى‭ ‬يظهر‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭. ‬

الحياة‭ ‬ليست‭ ‬أبيض‭ ‬أو‭ ‬أسود

ترى‭ ‬صوفـي‭ ‬بطرس‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬يحمل‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬ومباشرة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يشاهده،‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬الحياة‭ ‬ليست‭ ‬أبيض‭ ‬أو‭ ‬أسود‭ ‬فهي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬رمادية،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تنقلب‭ ‬حياة‭ ‬الشخص‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬فـي‭ ‬‮«‬الغريب‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬فـي‭ ‬وضع‭ ‬صعب‭ ‬للغاية،‭ ‬لأنه‭ ‬يتخلى‭ ‬عن‭ ‬مبادئه‭ ‬وحياته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬عائلته‮»‬‭. ‬

وقد‭ ‬انقسمت‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬نهاية‭ ‬المسلسل،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬رآها‭ ‬منطقية،‭ ‬وآخرون‭ ‬اعتبروها‭ ‬مبهمة،‭ ‬فـيما‭ ‬تشرح‭ ‬بطرس‭ ‬أنّها‭ ‬تقصّدت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النهاية‭ ‬مفتوحة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬تصوراً‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬جزءاً‭ ‬جديداً،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬وارد،‭ ‬بحسب‭ ‬المخرجة‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬النهاية‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تجنّب‭ ‬النهايات‭ ‬السعيدة‭ ‬التقليدية،‭ ‬لأنّ‭ ‬أحداث‭ ‬القصة‭ ‬معقّدة‭. ‬

معظم‭ ‬الجمهور‭ ‬فـي‭ ‬العالمين‭ ‬العربي‭ ‬والغربي‭ ‬يحب‭ ‬النهايات‭ ‬المفرحة،‭ ‬لكن‭ ‬لبطرس‭ ‬رأياً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬إذ‭ ‬تقول‭ ‬إنّه‭ ‬حين‭ ‬يدرس‭ ‬الطلاب‭ ‬فـي‭ ‬الجامعة‭ ‬مادة‭ ‬السيناريو‭ ‬يطلبون‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النهاية‭ ‬منطقية‭ ‬وليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬واقعية‭. ‬

تجربة‭ ‬سينمائية‭ ‬وحيدة

لدى‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬تجربة‭ ‬واحدة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬السينما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬محبس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تعده‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬فـي‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية،‭ ‬إذ‭ ‬حقّقت‭ ‬به‭ ‬نجاحًا‭ ‬واستحسانًا‭ ‬عند‭ ‬الجمهور‭ ‬فور‭ ‬عرضه‭ ‬فـي‭ ‬صالات‭ ‬العرض‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬الدولية‭. ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬تفضل‭ ‬خوض‭ ‬تجارب‭ ‬درامية‭ ‬وسينمائية‭ ‬كثيرة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬إذ‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬إيجاد‭ ‬الإنتاج‭ ‬للأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬اليوم‭ ‬أسهل‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬الأغاني‭ ‬المصوّرة‭ ‬خاصة‭ ‬فـي‭ ‬الإنتاج،‭ ‬بعد‭ ‬انتشار‭ ‬وتوافر‭ ‬المنصات‭ ‬الإلكترونية‭. ‬

إخراج‭ ‬الكليبات

صحيح‭ ‬أن‭ ‬صوفـي‭ ‬جديدة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬والسينمائية،‭ ‬إلاّ‭ ‬انها‭ ‬تملك‭ ‬تجارب‭ ‬غنية‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬إخراج‭ ‬الكليبات‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬فـي‭ ‬تشكيل‭ ‬وعيها‭ ‬الفني‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬قصص‭ ‬ذات‭ ‬حبكات‭ ‬درامية‭. ‬فإخراج‭ ‬الأغاني‭ ‬المصوّرة‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬بمثابة‭ ‬باب‭ ‬ساعدها‭ ‬فـي‭ ‬خلق‭ ‬قصص‭ ‬وشخصيات‭ ‬وعوالم‭ ‬تشبه‭ ‬عوالم‭ ‬السينما‭ ‬والدراما،‭ ‬واستفادت‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الإخراج‭ ‬الدرامي‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عام‭. ‬وقد‭ ‬لمع‭ ‬اسمها‭ ‬فـي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفـيديو‭ ‬كليبات‭ ‬الشهيرة‭ ‬مثل‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬بأحلامك‮»‬‭ ‬لشقيقتها‭ ‬جوليا‭ ‬و«هدوء‮»‬‭ ‬للفنان‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬و«عشان‭ ‬الحب‮»‬‭ ‬للفنان‭ ‬راشد‭ ‬الماجد‭ ‬و‮«‬يا‭ ‬كثر‮»‬‭ ‬للفنانة‭ ‬نانسي‭ ‬عجرم‭. ‬

مديرة‭ ‬تنفـيذية‭ ‬لكلية‭ ‬الإعلام

إلى‭ ‬جانب‭ ‬عملها‭ ‬فـي‭ ‬مجال‭ ‬الإخراج،‭ ‬تشغل‭ ‬صوفـي‭ ‬بطرس‭ ‬منصب‭ ‬المديرة‭ ‬التنفـيذية‭ ‬لكلية‭ ‬الإعلام‭ ‬فـي‭ ‬جامعة‭ ‬دبي‭ ‬الأميركية،‭ ‬وكان‭ ‬انضمامها‭ ‬لكلية‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للإعلام‭ ‬فـي‭ ‬الجامعة‭ ‬الأميركية‭ ‬فـي‭ ‬دبي،‭ ‬كمساعد‭ ‬لعميد‭ ‬الكلية،‭ ‬علي‭ ‬جابر،‭ ‬وذلك‭ ‬فـي‭ ‬بداية‭ ‬انطلاقها‭ ‬عام‭ ‬2009‭. ‬وكانت‭ ‬مهمّتها‭ ‬الإطلاع‭ ‬على‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭. ‬وهي‭ ‬اليوم‭ ‬تشغل‭ ‬منصب‭ ‬مديرة‭ ‬تنفـيذية‭ ‬فـيها،‭ ‬والجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬مسؤولياتها،‭ ‬إجراء‭ ‬المقابلات‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬المتقدمين‭ ‬للمنح‭. ‬