شيرين عبد الوهاب كنز فنّي يجب الحفاظ عليه
سواء أكنت من محبّي صوت وأسلوب الفنانة المصرية الكبيرة شيرين عبد الوهاب أم لا، لا يمكنك إلاّ الاعتراف بأنها استطاعت خلال مسيرتها الفنية التي تمتد على 20 عاماً حتّى الآن، أن تُثبت نفسها على الساحة الفنية العربية كمطربة من الدرجة الأولى لها جمهورها ومحبيها ومتابعيها الذين يتوقون الى متابعة إنتاجاتها ويقفون الى جانبها فـي الأوقات الصعبة وآخرها دخولها الى المصح النفسي للمعالجة.
يبدو أن عفوية شيرين وحماستها للانجرار وراء مشاعرها هي السبب الرئيس وراء مشاكلها التي لا تنتهي إن على الصعيد العملي أم العاطفـي. . . وبالطبع على الصعيد النفسي.
فبعد أن تنفّس جمهورها الصعداء واطمئن عليها بعد أن أعلنت فـي بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على فـيسبوك، عن الصلح بينها وبين زوجها السابق المغني حسام حبيب. عادت حياة شيرين لتنقلب رأسا على عقب بعد إعلان أسرتها عن إصابتها بقطع فـي الرباط الصليبي، نقلت على إثره إلى المستشفى، استعدادا لتلقي العلاج فـي الخارج. إلا ان محاميها، ياسر قنطوش، كشف أن شيرين محتجزة بالقوة فـي إحدى المصحات النفسية، بعد أن تعرضت للضرب المبرح على يد شقيقها، بالاتفاق مع أسرتها، خاصة بعد الأزمة النفسية التي عانت منها بعد انفصالها عن حبيب.
هذا الخبر شكّل صدمة على جمهور هذه المطربة المميّزة وقد عاد شقيقها ليؤكده من خلال مداخلة هاتفـية مع الإعلامي المصري عمرو أديب للحديث عن تفاصيل ما يحدث والكشف عن معلومات صادمة. فقد أوضح أن شقيقته أعادت العلاقة مع طليقها حسام حبيب بعد أن أعاد إليها سيارتها، مشيرًا إلى أنها قامت بالتنازل عن كل شيء ضده على الرغم من أنه لم يقم بنفس الأمر تجاهها.
كما قال محمد عبد الوهاب منفعلا ً: «أنا أختي بتضيع. . أختي بتنهار»، نافـيًا كل الأخبار حول ضربها أو الاعتداء عليها». وقد قال أنه لن يتركها تغادر المستشفى لحمايتها من طليقها الذي له تأثير سلبي عليها، وهذا ما أكدته والدتها.
وقد كشف تقريرٌ طبّي مبدئيّ عن تفاصيل حالتها، بعد دخولها أحد مستشفـيات الصحة النفسية بالإجبار، وتبيّن وفق التقرير أنّها تعاني من حالة هياج عصبي واضطراب نفسيّ حاد.
تعافـي سريع مرتقب
يبدو أن شيرين ستتغلّب على أزمتها بفضل حبّها للحياة، إذ قال مصدر طبي من المشرفـين على علاجها إن حالتها الصحية بدأت تتحسن مطمئنًا جمهورها، وقال إنها «تواظب على الصلاة وممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي».
من جهة أخرى، أكد المصدر أن إدارة المستشفى منعت شيرين من التواصل مع أي شخص باستثناء مدير أعمالها الذي يطمئنها على صحة ابنتيها وأفراد أسرتها.
كما لفت المصدر إلى أن شيرين تخضع لجلسات علاج يومية واختبارات نفسية شبه يومية للوقوف على آخر مستجدات حالتها الصحية.
كذلك أعلن الصحافـي المصري هاني عزب، ان شيرين بدأت بمشاهدة التلفاز وتحديدًا إحدى المنصات فقط، بعد السماح لها بذلك.
وكتب عزب على صفحته الخاصة عبر موقع تويتر: «شيرين كان لديها حفل فـي الكويت خلال شهر اكتوبر تم الغاؤه، وحاليًا اتفق منظم الحفل مع إدارة أعمالها على منتصف شهر يناير بشكل مبدئي وهو يعني ان احتمالية خروجها أصبحت قريبة للغاية».
علاقة عاطفـية مؤذية
لمعرفة ما تعانيه شيرين لا بدّ من مراجعة تاريخ حياتها العاطفـية المثقل بالمشاكل فهي كانت متزوجة من الموزّع الموسيقي مدحت خميس؛ ثم تزوجت من الملحن والموزع الموسيقي محمد مصطفى فـي عام 2007، ولها ابنتين منه هما مريم وهناء، غير أنها انفصلت عنه فـي عام 2012، بعد زواج استمر لمدة خمس سنوات.
أما قصتها مع حسام حبيب فبدأت فـي إبريل عام 2017، عندما أُعلن الزواج. وخلال أربع سنوات، هي عمر هذا الزواج، كانت شيرين دائماً هي صانعة الحدث فـي خروج علاقتها بحسام إلى العلن. مرة أثناء حضوره معها إحدى جلسات التحقيق ضدها لتطاولها على مصر فـي إحدى حفلاتها فـي الخارج، ظهر حبيب، حينها، داعماً لزوجته بشدة. وبعدها فـي حفلة أخرى طلبت منه أن يحملها، ما وصفه كثيرون بالرومانسية المفرطة. ثم اختفت شيرين، حتى بدأت الألسن تتناقل أخبار مشاكلها مع حبيب، خصوصاً بعد تدخل الفنان أحمد سعد فـي إحدى المرات، واعتدائه على حسام بالضرب كما قيل، وهو ما نفته شيرين بعدها.
ثم فـي أواخر 2021، اتخذت الأمور منحى جديداً، بعدما ظهرت شيرين حليقة الشعر، لتؤكد أنها ضحية علاقة سامة أثرت على حياتها ودمرتها لمدة أربع سنوات.
انفصلت شيرين عبد الوهاب عن حسام حبيب، بعد فضائح تجاوزت الإعلام المصري، الى الإعلام العربي. وتحولت قصة الحب التي عاشتها إلى فضيحة مدوية، تعاطف فـيها الجمهور والإعلام مع المغنية، مقابل التزام حبيب الصمت.
«أنا آسفة إني بتكلم فـي موضوعي، الناس أكيد عندها مشاكل أكبر وأهم مني»، بهذه العبارة، قدمت شيرين مداخلتها، أخيراً، مع الإعلامية لميس الحديدي، لتسترسل بعد ذلك فـي موضوعها: «أخطأت فـي حق نفسي، بس سعيت إن الست المشهورة تبقى إنسانة متجوزة وتحافظ على بيتها، لكن ده مكنش بيت، ده كان مصيدة فئران».
وأوضحت شيرين أن حسام كان السبب فـي حلق شعرها، وأنه طلقها بعد ذلك، وأنها تلقت دعماً نفسياً من زملائها، وستحاول الحفاظ على ما تبقى من علاقتها مع بناتها.
انتهت 35 دقيقة هي مدة المداخلة الهاتفـية مع لميس الحديدي، لتتحول شيرين عبد الوهاب إلى تريند رقم واحد فـي مصر والعالم العربي.
الدعم أساسي
صحيح أن عفوية شيرين وعاطفتها أدخلتها فـي الكثير من المشاكل غير أنها فـي الوقت نفسه بنت لها شعبية كبيرة بين معجبيها وصنعت لها دائرة كبيرة من الأصدقاء والداعمين الذين ستكون شيرين بأمس الجاجة لهم بعد تعافـيها ليقفوا الى جانبها ويدعموها فـي الفترة المقبلة.
وفـي الحقيقة وقف الكثير من الفنانين الى جانب شيرين فـي محنتها هذه، إذ ورد الكثير من رسائل الدعم والمؤازرة لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمداخلات على البرامج الفضائية.
ومن أبرزهم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، التي كتبت منشوراً عبر صفحتها الرسمية على «فـيسبوك»، تحت عنوان «رسالة مفتوحة إلى شيرين عبد الوهاب»، قائلة: «من منا لم تجلده الحياة يوماً، من منا لم يُدمِ قدميه على دروبها، من منا لم يَته ولو لمرات فـي أزقتها، يوم تصورنا الأزقة قناديل، ظنناها نايات تراقص الفراشات». وتابعت : «اسمعي، شيرين اسمعيني. . . اسمعي صوتي القادم إليكِ من بيروت التي نحارب على أبوابها كالأبطال بأنصاف أجنحتنا. قومي، نحن نؤمن بكِ وبإرادتك ونحبّك ونحن معكِ ولكِ، ونحن من عطايا ربّك لفنّك، فانزعي عنك ثوب الأسى وافرحي واكتفـي بِنعَم ربنا عليك».
كما كتب الفنان محمد منير، عبر صفحته الرسمية على «فـيسبوك»: «عايزك تبقي كويسة وترجعي أقوى يا شيرين يا جميلة».
وقالت الفنانة سمية الخشاب: «حبيبتي يا شيرين، أشعر بك، ربنا يقومك بالسلامة لأن ما مررتِ به لا يوجد بني آدم يتحمله».
بدورها وجهت لها الفنانة المغربية سميرة سعيد رسالة حب وتحفـيز قائلة: «شيرين، زي ما بعرفك، إنتِ قوية وهتعدي الظروف دي بسرعة، ارجعي لينا وإحنا معاكي، فـي كل خطوات حياتك مهما كانت صعوبتها. . . بنحبك».
وكتب الإعلامي شريف مدكور: «يا رب ترجعي لبناتك وحبايبك وجمهورك بألف سلامة، أنتي قوية وشاطرة، وأنا واثق إنك حتكوني زي الفل قريباً جداً».
كذلك اعرب نقيب المهن الموسيقية فـي مصر الفنان مصطفى كامل، عن اعجابه بما فعلته الفنانة انغام اتجاه عائلة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، واصفًا تصرفها بالنبيل، لا سيما فـي ظل ازمتها الأخيرة، وقال خلال مداخلة مع الاعلامي عمرو اديب: «أنغام محتوية أسرة شيرين بشكل كبير، بالإضافة إلى الفنانة غادة عبد الرازق، وغيرهما من الفنانين الذين يقومون بدور إنساني وداعم للمطربة شيرين».
واضاف: «شيرين فـي حالة استشفاء وتمر بحالة جيدة، ونتمنى عودتها إنها وردتنا، وربنا يقومها بألف سلامة وستقابلها النقابة والشعب المصري والعربي بالورود».