Bruce Clay

طائر غزة محمد عساف طموحات كبيرة فـي مجال الطرب. . . والتمثيل

صوت‭ ‬خرق‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬غزّة‭ ‬وانطلق‭ ‬ليفرض‭ ‬نفسه‭ ‬بقوة‭ ‬فـي‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬والعالم،‭ ‬رافعاً‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حيناً‭ ‬ومتغنياً‭ ‬بالحب‭ ‬أحياناً‭ ‬أخرى،‭ ‬ولكن‭ ‬دائماً‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬يحترم‭ ‬البيئة‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬بكنفها‭.‬

إنه‭ ‬محمد‭ ‬عساف‭ ‬الذي‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬شهرته‭ ‬ونجاحه،‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الحياة‭ ‬الفنية‭ ‬مليئة‭ ‬بالضغوط‭ ‬والقيود،‭ ‬وإن‭ ‬الشهرة‭ ‬جميلة‭ ‬جدًا‭ ‬لكنها‭ ‬متعبة،‭ ‬وهو‭ ‬مشتاق‭ ‬الى‭ ‬بيئته‭ ‬والى‭ ‬الحياة‭ ‬البسيطة،‭ ‬كشرب‭ ‬الشاي‭ ‬أمام‭ ‬منزله‭ ‬العائلي‭ ‬فـي‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬والإستمتاع‭ ‬بالوقت‭ ‬وبراحة‭ ‬البال،‭ ‬والإختلاط‭ ‬بالناس،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬ذهب‭ ‬الى‭ ‬القول‭ ‬فـي‭ ‬إحدى‭ ‬مقابلاته،‭ ‬إن‭ ‬عالم‭ ‬الترفـيه‭ ‬والفن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبعد‭ ‬المرء‭ ‬أحيانًا‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬المبادىء‭ ‬والقيّم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬تفاديه،‭ ‬لأنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬متأثرًا‭ ‬بالبيئة‭ ‬المحافظة‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬فيها‭.‬

ما‭ ‬زال‭ ‬محمد‭ ‬عساف‭ ‬فـي‭ ‬مطلع‭ ‬الشباب،‭ ‬فهو‭ ‬لم‭ ‬يتخط‭ ‬الـ31‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬وتنتظره‭ ‬عطاءات‭ ‬جديدة‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الغناء،‭ ‬إضافة‭ ‬لما‭ ‬إنفتح‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬مشاركة‭ ‬فـي‭ ‬مسلسلات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬وافق‭ ‬عليه‭ ‬فـي‭ ‬المبدأ،‭ ‬كمثل‭ ‬إستعداده‭ ‬للمشاركة‭ ‬فـي‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬جنة‭ ‬ونار‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وفاة‭ ‬الممثل‭ ‬المصري‭ ‬الكبير‭ ‬نور‭ ‬الشريف‭ ‬منعت‭ ‬حينها‭ ‬قيام‭ ‬المشروع‭. ‬وربما‭ ‬ينجح‭ ‬كذلك‭ ‬مستقبلاً‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائي،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬مخرج‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬يا‭ ‬طير‭ ‬الطاير‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يوثق‭ ‬حياته‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تمنّى‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يضطلع‭ ‬شخصيًا‭ ‬بالدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬فـي‭ ‬الفـيلم‭.‬

وهو‭ ‬يرغب‭ ‬كذلك‭ ‬بإصدار‭ ‬ألبوم‭ ‬بطبعة‭ ‬حديثة‭ ‬لأغاني‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ،‭ ‬بالرغم‭ ‬مما‭ ‬يتطلّبه‭ ‬مجمل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬ومراجعات؛‭ ‬وذلك‭ ‬رغبة‭ ‬منه‭ ‬فـي‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬أغاني‭ ‬نجوم‭ ‬الطرب‭ ‬العربي‭ ‬القديم،‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬مواضيع‭ ‬الحب‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وترويج‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬لدى‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭.‬

أما‭ ‬فـي‭ ‬زمن‭ ‬القلق‭ ‬والترقب‭ ‬المقترن‭ ‬بالدعاء‭ ‬والأمل،‭ ‬نلتزم‭ ‬محمد‭ ‬عساف‭ ‬بالحجر‭ ‬المنزلي‭. ‬وقام‭ ‬بتوجيه‭ ‬رسالة‭ ‬بواسطة‭ ‬الفـيديو‭ ‬عبر‭ ‬حساباته‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬دعا‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬محبيه‭ ‬للإلتزام‭ ‬بالبقاء‭ ‬فـي‭ ‬منازلهم‭ ‬وأخذ‭ ‬كافة‭ ‬سبل‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬فـيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامتهم‭ ‬وصحتهم،‭ ‬طالبًا‭ ‬من‭ ‬محبيه‭ ‬عدم‭ ‬الخروج‭ ‬سوى‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭ ‬القصوى‭.‬

مسيرة‭ ‬فنية‭ ‬غنية‭ ‬بالإنجازات

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ‬لا‭ ‬زالت‭ ‬فـي‭ ‬بداياتها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إنجازات‭ ‬محمد‭ ‬عساف‭ ‬كثيرة،‭ ‬فقد‭ ‬تمّت‭ ‬تغطية‭ ‬فوزه‭ ‬فـي‭ ‬‮«‬آراب‭ ‬آيدول‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬أجنبية‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬لوس‭ ‬انجلس‭ ‬تايمز،‭ ‬ويابان‭ ‬تايمز،‭ ‬وغارديان،‭ ‬وبي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬وفويس‭ ‬أوف‭ ‬أميركا،‭ ‬وسي‭ ‬أن‭ ‬أن،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬قدّم‭ ‬أغنية‭ ‬وطنية‭ ‬فـي‭ ‬نهاية‭ ‬الإختبار‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬علي‭ ‬الكوفـية‮»‬،‭ ‬إقتبست‭ ‬من‭ ‬الأجواء‭ ‬الشعبية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ومن‭ ‬الفولكلور‭ ‬العراقي‭.‬

دعي‭ ‬إلى‭ ‬الغناء‭ ‬فـي‭ ‬الإفتتاح‭ ‬الرسمي‭ ‬لكونغرس‭ ‬الإتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬‮«‬فـيفا‮»‬،‭ ‬فـي‭ ‬إطار‭ ‬تنظيم‭ ‬مباراة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬فـي‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬عام‭ ‬‮٤١٠٢ ‬فـي‭ ‬مدينة‭ ‬ساو‭ ‬باولو،‭ ‬فقدم‭ ‬أغنية‭ ‬تحفـيزية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬يلله‭ ‬يلله‮»‬،‭ ‬بحضور‭ ‬الرئيسة‭ ‬البرازيلية‭ ‬واللاعب‭ ‬المميّز‭ ‬رونالدو‭.‬

عينته‭ ‬وكالة‭ ‬الأونروا‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬سفـيرًا‭ ‬للنوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬للسلام‭ ‬عام‭ ‬‮٣١٠٢،‭ ‬وعينه‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬والحكومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬سفـيرًا‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬فـي‭ ‬العام‭ ‬نفسه،‭ ‬وتمّ‭ ‬تزويده‭ ‬بجواز‭ ‬سفر‭ ‬دبلوماسي‭.‬

حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فنان‭ ‬صاعد‭ ‬عام‭ ‬‮٥١٠٢ ‬فـي‭ ‬حفل‭ ‬جوائز‭ ‬‮«‬بيغ‭ ‬آبل‭ ‬ميوزك‭ ‬آوارد‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬مدينة‭ ‬هامبورغ‭ ‬الألمانية،‭ ‬وتم‭ ‬تكريمه‭ ‬فـي‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للإنسانية‭ ‬فـي‭ ‬نيويورك‭.‬

فـي‭ ‬عام‭ ‬‮٦١٠٢،‭ ‬تم‭ ‬إفتتاح‭ ‬حديقة‭ ‬ترفـيهية‭ ‬للأطفال‭ ‬فـي‭ ‬خان‭ ‬يونس،‭ ‬تحمل‭ ‬إسمه‭.‬

شارك‭ ‬فـي‭ ‬الغناء‭ ‬مع‭ ‬مغنين‭ ‬عالميين‭ ‬كوبيين‭ ‬وفرنسيين‭ ‬وكنديين،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬أو‭ ‬لبناني،‭ ‬وأحيا‭ ‬حفلات‭ ‬عديدة‭ ‬فـي‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتواجد‭ ‬فـيها‭ ‬جاليات‭ ‬فلسطينية‭ ‬وعربية،‭ ‬بما‭ ‬فـي‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭. ‬‮ ‬

وقد‭ ‬أشادت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصحف‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بما‭ ‬تراه‭ ‬فـيه‭ ‬من‭ ‬‮«‬موهبة‭ ‬وإستقامة‭ ‬وروح‭ ‬شبابية‭ ‬تعبّر‭ ‬عنها‭ ‬إبتسامته‭ ‬المضيئة‭ ‬الدائمة،‭ ‬وتعامله‭ ‬المتواضع‭ ‬مع‭ ‬النجاح‮»‬‭.‬

فـيلم‭ ‬يوثق‭ ‬نجاحه‭!‬

فـي‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬وبعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬انطلاقته‭ ‬الفنية،‭ ‬تمّ‭ ‬إصدار‭ ‬فـيلم‭ ‬مقتبس‭ ‬من‭ ‬سيرة‭ ‬حياته،‭ ‬من‭ ‬الطفولة‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬الشهرة‭ ‬والعالمية‭. ‬عنوانه‭ ‬بالعربية‭ ‬‮«‬يا‭ ‬طير‭ ‬الطاير‮»‬،‭ ‬وبالأنكليزية‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيدول‮»‬‭ ‬وبالفرنسية‭ ‬‮«‬لو‭ ‬شانتور‭ ‬دو‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬مطرب‭ ‬غزة‭.‬

تمّ‭ ‬عرض‭ ‬الفـيلم‭ ‬فـي‭ ‬‮١١‬‭ ‬سبتمبر‭ ‬‮٥١٠٢ ‬فـي‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬تورونتو‭ ‬الدولي‭ ‬للسينما‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬كندا‭.‬

تمّ‭ ‬إخراج‭ ‬الفـيلم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هاني‭ ‬ابو‭ ‬أسعد‭ ‬بالتشارك‭ ‬مع‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدوحة‭ ‬للأفلام،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬الصندوق‭ ‬الهولندي‭ ‬للسينما،‭ ‬ووردت‭ ‬فـيه‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬مهما‭ ‬صار‮»‬‭ ‬المعبرة‭.‬

حصد‭ ‬الفـيلم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬العربية‭ ‬والدولية‭ ‬السينمائية،‭ ‬وتمّ‭ ‬إختياره‭ ‬لتمثيل‭ ‬فلسطين‭ ‬فـي‭ ‬حفل‭ ‬الأوسكار‭ ‬فـي‭ ‬نسخته‭ ‬الـ‮٨٩‬‭ ‬لفئة‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬أجنبي،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬الفوز‭ ‬بالجائزة‭.‬

وتساءل‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬إصدار‭ ‬فـيلم‭ ‬عن‭ ‬فنان‭ ‬ناشىء،‭ ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬محمد،‭ ‬وأيده‭ ‬المخرج‭ ‬فـي‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬المقصود‭ ‬من‭ ‬الفـيلم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إبراز‭ ‬نجاحه‭ ‬كشخص،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬‮٥٠‬‭ ‬فـي‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الفـيلم‭ ‬لا‭ ‬ينطبق‭ ‬فعليًا‭ ‬برأيه‭ ‬على‭ ‬سيرته‭ ‬الحقيقية،‭ ‬بل‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬معاناة‭ ‬اللاجئين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأمل‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬لكل‭ ‬لاجىء،‭ ‬بأنه‭ ‬حيث‭ ‬يتوفّر‭ ‬التصميم‭ ‬والإيمان‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأحلام،‭ ‬والإنتقال‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬على‭ ‬لسانه،‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬زيرو‭ ‬الى‭ ‬هيرو‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬‮«‬من‭ ‬صفر‭ ‬الى‭ ‬بطل‮»‬‭.‬

عازب‭. . . ‬يعشق‭ ‬العائلة‭ ‬والوطن

محمد‭ ‬عساف،‭ ‬فنان‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‮ ٩٨٩١ ‬فـي‭ ‬مدينة‭ ‬مصراتا‭ ‬فـي‭ ‬ليبيا‭. ‬والده‭ ‬‮«‬جبر‮»‬‭ ‬المعروف‭ ‬بـ«أبو‭ ‬شادي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬بئر‭ ‬السبع‭ ‬فـي‭ ‬النقب،‭ ‬ووالدته‭ ‬‮«‬إنتصار‮»‬،‭ ‬مدرّسة‭ ‬رياضيات‭ ‬من‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬دراس‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬غزة،‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬محمد،‭ ‬وتمده‭ ‬دومًا‭ ‬بالنصائح،‭ ‬أكان‭ ‬بشأن‭ ‬حياته‭ ‬الخاصة‭ ‬أم‭ ‬بشأن‭ ‬أعماله‭ ‬الفنية‭.‬

عاد‭ ‬الى‭ ‬غزة‭ ‬مع‭ ‬والديه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬فـي‭ ‬الرابعة‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬حيث‭ ‬أقام‭ ‬معهما‭ ‬فـي‭ ‬مخيم‭ ‬‮«‬الحاووز‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬‮«‬خان‭ ‬يونس‮»‬،‭ ‬ويوليهما‭ ‬كامل‭ ‬الحب‭. ‬هو‭ ‬الإبن‭ ‬الأوسط‭ ‬فـي‭ ‬عائلة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬أولاد،‭ ‬وله‭ ‬أربع‭ ‬أخوات‭ ‬وشقيقين‭ ‬يتمتع‭ ‬معظمهم‭ ‬بموهبة‭ ‬الغناء،‭ ‬وخاصة‭ ‬نيفـين‭ ‬وأحمد‭.‬

تمكّن‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬دروسه‭ ‬الإبتدائية‭ ‬فـي‭ ‬مدارس‭ ‬الأونروا‭ ‬فـي‭ ‬القطاع،‭ ‬وحصل‭ ‬لاحقًا‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬فـي‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬فلسطين‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬غزة‭.‬

بسبب‭ ‬الصعوبات‭ ‬وحال‭ ‬الحصار‭ ‬فـي‭ ‬غزة،‭ ‬بات‭ ‬يقيم‭ ‬فـي‭ ‬دبي،‭ ‬ويسافر‭ ‬منها‭ ‬الى‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬عديدة،‭ ‬إضافة‭ ‬للمدن‭ ‬والدول‭ ‬التي‭ ‬يدعى‭ ‬اليها‭ ‬لإحياء‭ ‬حفلات‭ ‬أو‭ ‬للمشاركة‭ ‬فـي‭ ‬إحتفالات،‭ ‬كجنيڤ‭ ‬ولندن‭ ‬ونيويورك،‭ ‬ويزور‭ ‬عائلته‭ ‬التي‭ ‬بقيت‭ ‬فـي‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬بصورة‭ ‬دورية‭.‬

كان‭ ‬محمد‭ ‬خجولاً،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فـي‭ ‬مقاربته‭ ‬للعلاقة‭ ‬مع‭ ‬الفتيات،‭ ‬وهو‭ ‬خجل‭ ‬يرافقه‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬لغاية‭ ‬الآن،‭ ‬يعزوه‭ ‬الى‭ ‬كونه‭ ‬نشأ‭ ‬فـي‭ ‬بيئة‭ ‬محافظة‭. ‬أصبح‭ ‬أكثر‭ ‬ثقة‭ ‬بنفسه‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬بمسابقة‭ ‬‮«‬أراب‭ ‬آيدول‮»‬‭ ‬عام‭ ‬‮٣١٠٢.‬

فـي‭ ‬سبتمبر‭ ‬‮٥١٠٢ ‬أعلن‭ ‬خطوبته‭ ‬على‭ ‬الإعلامية‭ ‬ومقدمة‭ ‬البرامج‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬لينا‭ ‬صفوان‭ ‬خليل‭ ‬القيشاوي‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬منزلها‭ ‬العائلي‭ ‬فـي‭ ‬رام‭ ‬الله،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬علاقة‭ ‬إستمرت‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭. ‬وكانت‭ ‬لينا‭ ‬قد‭ ‬أجرت‭ ‬معه‭ ‬قبل‭ ‬حفل‭ ‬الخطوبة‭ ‬بأيام‭ ‬مقابلة‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬علمًا‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬أب‭ ‬فلسطيني‭ ‬وأم‭ ‬كازاخستانية،‭ ‬تخصّصت‭ ‬فـي‭ ‬علم‭ ‬التغذية،‭ ‬وولدت‭ ‬مثل‭ ‬محمد‭ ‬فـي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭.‬

إلا‭ ‬أنهما‭ ‬عادا‭ ‬وأعلنا‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬عن‭ ‬إنفصالهما،‭ ‬والسبب‭ ‬حسب‭ ‬لينا،‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬يريدها‭ ‬محمد‭ ‬وطبيعة‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تريدها‭ ‬هي‭ ‬مختلفة،‭ ‬وأنها‭ ‬‮«‬تجربة‭ ‬وإنتهت‭ ‬لوحدها‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬رأى‭ ‬من‭ ‬جهته‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬أحبها‭ ‬كثيرًا،‭ ‬وهي‭ ‬إنسانة‭ ‬رائعة،‭ ‬إلاّ‭ ‬انه‭ ‬أراد‭ ‬إبعادها‭ ‬عن‭ ‬الأضواء،‭ ‬وبأنه‭ ‬رجل‭ ‬شرقي‮»‬‭.‬

وكان‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أوضح‭ ‬فـي‭ ‬حديث‭ ‬مع‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلام‭ ‬ألمانية،‭ ‬أنه‭ ‬فـي‭ ‬المبدأ‭ ‬يرفض‭ ‬تمامًا‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬فنانة،‭ ‬لأنه‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬الموجبات‭ ‬والقيود‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬أي‭ ‬فنان،‭ ‬ومنها‭ ‬إلاضطرار‭ ‬للبقاء‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلاً‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬ما‭ ‬يحدّ‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الفسحة‭ ‬المتاحة‭ ‬للحياة‭ ‬العائلية‭.‬

أضاف‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬إنفصل‭ ‬عن‭ ‬لينا‭ ‬بسبب‭ ‬خلاف‭ ‬وقع‭ ‬بينهما‭ ‬بشأن‭ ‬الأمور‭ ‬الحياتية،‭ ‬وليس‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬موافقته‭ ‬على‭ ‬إرتباطها‭ ‬بعمل‭ ‬خارج‭ ‬المنزل‭. ‬وألمح‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬شديد‭ ‬الحذر‭ ‬بموضوع‭ ‬الإرتباط‭ ‬بزواج‭ ‬فـي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬يرتاح‭ ‬للفتاة‭ ‬المثقفة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬بيتها‭ ‬وعدم‭ ‬الإنشغال‭ ‬عنه‭.‬

فـي‭ ‬المقابل،‭ ‬أجابت‭ ‬والدته‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬بالذات،‭ ‬بأن‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬للإنفصال،‭ ‬هو‭ ‬ميل‭ ‬‮«‬لينا‮»‬‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬عديدة‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬مسبقة‭ ‬من‭ ‬محمد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬به،‭ ‬وتمّنت‭ ‬بالمناسبة‭ ‬ان‭ ‬يرزقه‭ ‬الله‭ ‬‮«‬بنت‭ ‬حلال‭ ‬تصونه‭ ‬وتحبه‭ ‬وتخاف‭ ‬عليه‮»‬‭.‬

إرتبط‭ ‬بعلاقة‭ ‬جديدة‭ ‬فـي‭ ‬نوفمبر‭ ‬‮٧١٠٢،‭ ‬مع‭ ‬شابة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭ ‬متخرجة‭ ‬فـي‭ ‬الإقتصاد‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬زين‭ ‬المصري‮»‬‭. ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تعرف‭ ‬عليها‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬بصحبة‭ ‬عمها‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬المعروف‭ ‬منيب‭ ‬المصري،‭ ‬وقيل‭ ‬وقتها‭ ‬بأنهما‭ ‬بلغا‭ ‬مرحلة‭ ‬الخطوبة‭. ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬إنفصلا‭ ‬عن‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬حبية،‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يعتبر‭ ‬بأنه‭ ‬عقد‭ ‬خطوبته‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬فـي‭ ‬حياته،‭ ‬والمقصود‭ ‬هنا‭ ‬‮«‬لينا‭ ‬القيشاوي‮»‬،‭ ‬وبأن‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬زين‮»‬‭ ‬مشروع‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬ولم‭ ‬يكتمل‭.‬

كما‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يصرّح،‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يرى‭ ‬نفسه‭ ‬جاهزًا‭ ‬فـي‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬لقرار‭ ‬الزواج،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أنه‭ ‬سيختار‭ ‬عروسه‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬خارح‭ ‬الوسط‭ ‬الفني،‭ ‬معتبرًا‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الزواج‭ ‬نصيب،‭ ‬وتاركها‭ ‬على‭ ‬الله‮»‬‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬فإنه‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬ركائز‭ ‬فـي‭ ‬حياته‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬دونها‭: ‬‮«‬أمي‭ ‬وأبي‭ ‬وفني‮»‬‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬سئل‭ ‬مرة،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬إضطر‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬يومًا‭ ‬بين‭ ‬والدته‭ ‬وشريكة‭ ‬حياته‭ ‬من‭ ‬عساه‭ ‬يختار،‭ ‬فأجاب‭: ‬‮«‬والدتي‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬غنى‭ ‬لها‭ ‬فـي‭ ‬مناسبات‭ ‬عديدة‭ ‬خلال‭ ‬مقابلات‭ ‬تلفزيونية‭ ‬بكل‭ ‬محبة‭ ‬وفـي‭ ‬حضورها‭ ‬أغان‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬ست‭ ‬الحبايب‭ ‬يا‭ ‬حبيبة‮»‬‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬يطبق‭ ‬ربما‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«الطباع‭ ‬الشرقية‭ ‬والتقاليد‭ ‬الأسرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬عائلته‭ ‬بالذات،‭ ‬إذ‭ ‬تمنّى‭ ‬على‭ ‬شقيقته‭ ‬نيفـين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تتمتّع‭ ‬بصوت‭ ‬جميل‭ ‬وبموهبة‭ ‬مماثلة،‭ ‬عدم‭ ‬دخول‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬والغناء‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قوبل‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬إنتقاد‭ ‬واسع،‭ ‬عاد‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬معرفته‭ ‬بضغوط‭ ‬العمل‭ ‬فـي‭ ‬عالم‭ ‬الفن‭ ‬فهو‭ ‬قد‭ ‬تقدّم‭ ‬منها‭ ‬بمجرد‭ ‬نصيحة‭.‬

محبوب‭ ‬العرب

بدأ‭ ‬الغناء‭ ‬فـي‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬جدًا،‭ ‬وإنتسب‭ ‬الى‭ ‬فرقة‭ ‬أوبيريت‭ ‬‮«‬طلائع‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ ‬وظهر‭ ‬فـي‭ ‬عدة‭ ‬أغان‭ ‬مصوّرة‭ ‬منها‭ ‬ترفـيهي‭ ‬ومنها‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬وطني،‭ ‬كأغنية‭ ‬‮«‬شد‭ ‬حالك‭ ‬يا‭ ‬بلد‮»‬‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الفنان‭ ‬الفلسطيني‭ ‬جمال‭ ‬النجار،‭ ‬وكان‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬فـي‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬العمر،‭ ‬ولاحقًا‭ ‬أغنيته‭ ‬المميزة‭ ‬‮«‬علي‭ ‬الكوفـية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬فـي‭ ‬الغناء‭ ‬فـي‭ ‬الأعراس‭ ‬والحفلات‭ ‬الخاصة‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬السابعة‭ ‬عشرة،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تابع‭ ‬أي‭ ‬دراسة‭ ‬موسيقية‭ ‬أو‭ ‬تدريب‭ ‬إحترافـي‭ ‬مسبق‭ ‬على‭ ‬الغناء‭. ‬وشارك‭ ‬كذلك‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٠٨‬‭ ‬بمسابقة‭ ‬للفنان‭ ‬مارسيل‭ ‬خليفة‭ ‬وفاز‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى‭.‬

سمحت‭ ‬له‭ ‬مشاركته‭ ‬وفوزه‭ ‬فـي‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬أراب‭ ‬آيدول‮»‬،‭ ‬فـي‭ ‬موسمه‭ ‬الثاني‭ ‬فـي‭ ‬يونيو‮٢٠١٣‬،‭ ‬بالإنطلاق‭ ‬فـي‭ ‬مسيرة‭ ‬فنية‭ ‬أوصلته‭ ‬إلى‭ ‬شهرة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتوقّعها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬بلغت‭ ‬العالمية‭ ‬فـي‭ ‬بعض‭ ‬أوجهها‭.‬

أطلق‭ ‬عليه‭ ‬الفنان‭ ‬اللبناني‭ ‬راغب‭ ‬علامة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عضوًا‭ ‬فـي‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬الصاروخ‮»‬،‭ ‬وسلمه‭ ‬عاصي‭ ‬الحلاني‭ ‬جائزة‭ ‬الفوز‭.‬

تمّ‭ ‬تشبيه‭ ‬صوته‭ ‬بصوت‭ ‬فنانين‭ ‬راحلين‭ ‬كبار،‭ ‬مثل‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬حافظ‭ ‬ومحمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬ووديع‭ ‬الصافـي؛‭ ‬ووصفه‭ ‬البعض‭ ‬بـ«عندليب‭ ‬فلسطين‭ ‬الأسمر‮»‬‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬بـ«عساف‭ ‬حلم‭ ‬فلسطين‮»‬،‭ ‬ورأى‭ ‬فـيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعجبين‭ ‬شبهًا‭ ‬بالممثل‭ ‬الأميركي‭ ‬الوسيم‭ ‬الدائم‭ ‬الإبتسامة‭ ‬توم‭ ‬كروز‭.‬

أبرز‭ ‬أغانيه

كان‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬فوزه‭ ‬عام‭ ‬‮٣١٠٢ ‬مشاركات‭ ‬فـي‭ ‬عدة‭ ‬مهرجانات‭. ‬وتنوّعت‭ ‬أغانيه‭ ‬بين‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربية‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬والفولكلورية‭ ‬والموال،‭ ‬وما‭ ‬يعرف‭ ‬بموسيقى‭ ‬البوب،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭:‬

عام‭ ‬‮٣١٠٢: ‬ألبوم‭ ‬‮«‬الغربة‮»‬،‭ ‬يضم‭ ‬ست‭ ‬أغان،‭ ‬من‭ ‬بينها‭: ‬‮«‬كل‭ ‬ما‭ ‬قول‮»‬،‭ ‬‮«‬كفاية‭ ‬تندم‮»‬،‭ ‬‮«‬يا‭ ‬هالعرب‮»‬‭.‬

عام‭ ‬‮٤١٠٢: ‬ألبوم‭ ‬‮«‬عساف‮»‬،‭ ‬يضم‭ ‬ثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬أغنية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬‮«‬يا‭ ‬حلالي‭ ‬يا‭ ‬مالي‮»‬،‭ ‬‮«‬شو‭ ‬بتخبرونا‮»‬،‭ ‬‮«‬من‭ ‬الشبه‭ ‬يخلق‭ ‬أربعين‮»‬،‭ ‬‮«‬ورد‭ ‬الأصايل‮»‬،‭ ‬و«لوين‭ ‬بروح‮»‬،‭ ‬و‮«‬يلله‭ ‬يلله‮»‬‭ ‬بمناسبة‭ ‬إفتتاح‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭.‬

عام‭ ‬‮٥١٠٢: ‬‮«‬أيوه‭ ‬هغني‮»‬،‭ ‬شارة‭ ‬المسلسل‭ ‬الخليجي‭ ‬‮«‬صديقاتي‭ ‬العزيزات‮»‬‭.‬

قدم‭ ‬أغانيه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬‮٥١٠٢ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الكبير‭ ‬فـي‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ ‬فـي‭ ‬حفل‭ ‬ختام‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬‮٢٤‬‭ ‬لمهرجان‭ ‬الموسيقى‭ ‬العربية،‭ ‬محققًا‭ ‬بذلك‭ ‬حلمًا‭ ‬شخصيًا‭.‬

عام‭ ‬‮٢٠١٦‬‭: ‬‮«‬سيوف‭ ‬العز‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬أغنية‭ ‬شعبية‭ ‬حماسية‭ ‬مصورة‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬سعيد‭ ‬حذيفة‭ ‬وألحان‭ ‬رواد‭ ‬رعد‭. ‬عام‭ ‬‮٧١٠٢ : ‬ألبوم‭ ‬‮«‬ما‭ ‬وحشناك‮»‬،‭ ‬أغنية‭ ‬مصوّرة‭ ‬باللهجة‭ ‬الخليجية‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بلاتينيوم‭ ‬ريكوردز‮»‬،‭ ‬ومنها‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬عللومة‭ ‬عللومة‭ ‬إعطيني‭ ‬أي‭ ‬معلومة‮»‬،‭ ‬‮«‬بدك‭ ‬عناية‮»‬،‭ ‬فـي‭ ‬‮«‬دويتو‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الفرقة‭ ‬الكوبية‭ ‬Gente‭ ‬de Zona،‭ ‬‮«‬ذكرياتنا‭ ‬الحلوة‮»‬،‭ ‬‮«‬بزعل‭ ‬على‭ ‬مين‮»‬،‭ ‬‮«‬حكايتي‭ ‬معاه‮»‬،‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بستحق‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الكبير‭ ‬محمود‭ ‬درويش،‭ ‬‮«‬راني‮»‬،‭ ‬بالعربية‭ ‬والفرنسية،‭ ‬صورها‭ ‬فـي‭ ‬فـيديو‭ ‬كليب‭ ‬مع‭ ‬مغني‭ ‬موسيقى‭ ‬‮«‬الراي‮»‬‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬‮«‬الشاب‭ ‬فضيل‮»‬،‭ ‬وحصدت‭ ‬مليوني‭ ‬مشاهد‭ ‬فـي‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬على‭ ‬اليوتيوب‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تردّد‭ ‬فـي‭ ‬البداية‭ ‬فـي‭ ‬الإنخراط‭ ‬فـي‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬المشترك،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬اللهجة‭ ‬الجزائرية‭ ‬ولا‭ ‬يتكلم‭ ‬الفرنسية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النغم‭ ‬شده‭ ‬الى‭ ‬الأغنية،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬النص‭ ‬الفرنسي‭ ‬المعدّ‭ ‬للغناء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حول‭ ‬أحرفه‭ ‬الى‭ ‬العربية‭. ‬وإنتهى‭ ‬الأمر‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬راني‮»‬‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أغانيه‭ ‬المفضلة‭.‬

عام‭ ‬‮٨١٠٢: ‬أغنية‭ ‬‮«‬رول‭ ‬ويز‭ ‬إت‮»‬‭ ‬مع‭ ‬مغني‭ ‬الـ‭ ‬‮«‬أر‭ ‬أند‭ ‬بي‮»‬‭ ‬الكندي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬لبناني‭ ‬‮«‬ساري‭ ‬عبود‮»‬،‭ ‬المعروف‭ ‬بإسم‭ ‬‮«‬مساري‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬تمازج‭ ‬أغانيه‭ ‬بين‭ ‬موسيقى‭ ‬البلووز‭ ‬والبوب‭ ‬والسوول‭ ‬والهيب‭ ‬هوب،‭ ‬كما‭ ‬أصدر‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬مكانك‭ ‬خالي‮»‬،‭ ‬كتابة‭ ‬رامي‭ ‬العبود‭ ‬وتلحين‭ ‬علي‭ ‬صابر،‭ ‬يغني‭ ‬فـيها‭ ‬باللهجة‭ ‬العراقية‭. ‬رغب‭ ‬فـيها‭ ‬بتوجيه‭ ‬التحية‭ ‬للموسيقى‭ ‬وللفولكلور‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإعجاب،‭ ‬ويرى‭ ‬بأن‭ ‬الإيقاع‭ ‬يتكامل‭ ‬فـيه‭ ‬مع‭ ‬اللحن‭.‬

عام‭ ‬‮٩١٠٢: ‬الأغنية‭ ‬الخاصة‭ ‬‮«‬كرمالك‭ ‬إنت‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تترافق‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تتر‮»‬‭ ‬مقدمة‭ ‬مسلسل‭ ‬‮«‬عروس‭ ‬بيروت‮»‬،‭ ‬أهداها‭ ‬لعائلته‭ ‬الكبيرة‭ ‬حصريًا‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬أنغامي‮»‬‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬ميلاده‭ ‬الثلاثين‭. ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬وتمثيل‭ ‬ظافر‭ ‬العابدين‭ ‬وكارمن‭ ‬بصيبص‭ ‬وتقلا‭ ‬شمعون‭. ‬تمّ‭ ‬تصويره‭ ‬فـي‭ ‬إسطنبول‭ ‬وبيروت،‭ ‬وقدّمت‭ ‬حلقته‭ ‬الأولى‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭. ‬أما‭ ‬الأغنية‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬نزار‭ ‬فرنسيس‭ ‬وألحان‭ ‬وتوزيع‭ ‬ميشيل‭ ‬فاضل‭.‬

كما‭ ‬أصدر‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬بصراحة‮»‬‭ ‬فـي‭ ‬يونيو‭ ‬‮٩١٠٢،‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬رامي‭ ‬العبودي‭ ‬وألحان‭ ‬علي‭ ‬صابر؛‭ ‬وشارك‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬فـي‭ ‬حفل‭ ‬غنائي‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬الشابة‭ ‬حلا‭ ‬الترك‭ ‬فـي‭ ‬موسم‭ ‬الرياض‭ ‬آخر‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬‮٩١٠٢،‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬‮«‬وندرلاند‮»‬‭.‬

عام‭ ‬‮٠٢٠٢،‭ ‬كان‭ ‬حافلاً‭ ‬فـي‭ ‬بداياته‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يفرض‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬قيوده‭ ‬على‭ ‬البشرية‭. ‬أحيا‭ ‬حفلاً‭ ‬ناجحًا‭ ‬فـي‭ ‬إسطنبول‭ ‬بمناسبة‭ ‬رأس‭ ‬السنة‭.‬

وفـي‭ ‬‮٤٢ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬أحيا‭ ‬ليلة‭ ‬فنية‭ ‬غنائية‭ ‬مميزة‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬المجاز‭ ‬فـي‭ ‬إمارة‭ ‬الشارقة‭. ‬كما‭ ‬قدّم‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬النجم‭ ‬الأردني‭ ‬عمر‭ ‬عبد‭ ‬اللات‭ ‬أغنية‭ ‬لاقت‭ ‬تفاعلاً‭ ‬كبيرًا‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭.‬

فـي‭ ‬‮٧٢ ‬فبراير،‭ ‬ساهم‭ ‬فـي‭ ‬إحياء‭ ‬سهرة‭ ‬غنائية‭ ‬حاشدة،‭ ‬إختتمها‭ ‬الفنان‭ ‬الكبير‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الرويشد،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الكورنيش‭ ‬الرئيسي،‭ ‬فـي‭ ‬إطار‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬الفجيرة‭ ‬الدولي‭ ‬للفنون‮»‬‭.‬

أما‭ ‬أغنية‭ ‬‮«‬شهالحلاوة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬باللهجة‭ ‬العراقية‭ ‬آخر‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬‮٠٢٠٢،‭ ‬فلاقت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬وحصدت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬مشاهد‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬اليوتيوب،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬كلمات‭ ‬رامي‭ ‬العبودي‭ ‬وألحان‭ ‬علي‭ ‬صابر‭ ‬وتوزيع‭ ‬عثمان‭ ‬عبود‭.‬

أعماله‭ ‬الخيرية

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عمله‭ ‬كسفـير‭ ‬للنوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأونروا‭ ‬التي‭ ‬ترعى‭ ‬شؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينين،‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬عن‭ ‬محمد‭ ‬عساف‭ ‬أنه‭ ‬يخصّص‭ ‬ريع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬حفلاته‭ ‬لمساعدة‭ ‬المرضى‭ ‬والمحتاجين‭. ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬المساهمة‭ ‬فـي‭ ‬تمويل‭ ‬عملية‭ ‬إنشاء‭ ‬مستشفى‭ ‬غسل‭ ‬كلى‭ ‬فـي‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ودعم‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية

هواياته

يحب‭ ‬الإستماع‭ ‬الى‭ ‬الموسيقى‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬الى‭ ‬أغاني‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬الحافظ‭ ‬ومحمد‭ ‬عبد‭ ‬الوهاب‭ ‬وأم‭ ‬كلثوم‭ ‬وفايزة‭ ‬أحمد‭ ‬ووديع‭ ‬الصافـي‭ ‬وجورج‭ ‬وسوف،‭ ‬ويحلو‭ ‬له‭ ‬أداء‭ ‬أغانيهم‭. ‬كما‭ ‬يقدر‭ ‬راغب‭ ‬علامة‭ ‬الذي‭ ‬يعود‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬فـي‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬اليه‭ ‬منذ‭ ‬فوزه‭ ‬بـ«آراب‭ ‬آيدول‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬يحب‭ ‬التنويع‭ ‬فـي‭ ‬أغانيه،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أسير‭ ‬نمط‭ ‬غنائي‭ ‬واحد‭.‬

الأغنية‭ ‬الشعبية‭ ‬هي‭ ‬الأقرب‭ ‬الى‭ ‬قلبه،‭ ‬ويقدر‭ ‬فـي‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬المطرب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشعبي‭ ‬أبو‭ ‬عرب‭ ‬وفرقة‭ ‬‮«‬العاشقين‮»‬‭.‬

يستمتع‭ ‬كذلك‭ ‬بمتابعة‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬كأس‭ ‬القدم‭ ‬ويدعم‭ ‬فريق‭ ‬ريال‭ ‬مدريد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬ويهوى‭ ‬رقص‭ ‬الدبكة‭.‬

لا‭ ‬يحسن‭ ‬الطبخ‭ ‬سوى‭ ‬تحضير‭ ‬البيض‭ ‬والبطاطا‭ ‬كما‭ ‬يقول‭. ‬أما‭ ‬الأطباق‭ ‬التي‭ ‬يفضلها‭ ‬فهي‭ ‬المنسف‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬والملوخية‭ ‬والمقلوبة‭.‬