مريم الرميثي أول مصمّمة إماراتية للأزياء والديكور المسرحي
تعتبر مريم الرميثي، المرأة الإماراتية الأولى التي تدخل مجال تصميم الأزياء المسرحية للأطفال والكبار، ورائدة فـي تصميم الأزياء والأكسسوارات المسرحية والسينمائية، وهي تتميّز بعزمها وشغفها اللذين دفعاها للإنخراط فـي مجال تصميم الأزياء المسرحية الذي تعشقه منذ صغرها. وهي اليوم إحدى السيدات العربيات الثلاث المشاركات ضمن حملة خواطر ميسيكا الرمضانية التي قامت بها دار Messika للمجوهرات، واللواتي تُشكّل كل منهنّ قدوة لفتيات جيلها، واللواتي اجتمعن معاً ليتأمّلنَ ويسترجعنَ مشوارهنّ الذي أوصلهنّ إلى القمّة.
نشأت مريم الرميثي فـي عائلة فنية، تتكون من أم وأب وسبعة من الإخوة والأخوات. وهي ابنة الممثل عبدالله صالح الرميثي الذي يعمل كذلك فـي مجال الدراما المسرحية والتلفزيونية مخرجاً ومؤلفاً، وهي كذلك شقيقة الممثل مروان عبدالله. كما تعمل أختها التوأم «موزة» فـي مجال التصميم أيضاً.
درست مريم تخصّص التصميم الغرافـيكي والتواصل المؤسسي فـي الكلية التقنية فـي دبي. وبدأت رحلتها عالم تصميم الأزياء المسرحية عندما كانت فـي التاسعة عشرة من عمرها، وكانت تجربتها الأولى مع والدها فـي مسرحية «حديقة الخير» المخصّصة للأطفال. وتوالت الأعمال المسرحية بعدها من مسرحية «مدينة الألوان» عام 2017، الى مسرحية «أحلام وفرقة الأنغام»، وصولاً الى عملها المسرحي الأخير مسرحية «غُرب» التي لم تكن للأطفال، ما تتطلّب منها جهداً خاصاً. وفـي سؤال حول الفوارق التي وجدتها بين مسرح الأطفال ومسرح الكبار عند تصميمها للأزياء والديكورات والأكسسوارات المسرحية، أوضحت الرميثي أن تصميم الأزياء فـي مسرح الكبار أو المسرح الجاد، بحاجة لجهد أكبر فـي التعاطي مع التفاصيل المرئية، ونقاشات أكثر تشعّباً مع كاتب النص والمخرج، وكذلك متابعة البروفات الأدائية، لتنفـيذ أزياء مناسبة لكل ممثل على حدة، بحيث تعبّر هذه الأزياء عن نوعية الحدث أو القضية المطروحة، وعن طبيعة الشخصيات، ومدى ثقلها وتأثيرها الدرامي فـي العرض.
مسرحية «غرب»
لا يمكن لأحد أن يقلّل من تأثير تصاميم مريم فـي تحقيق جماليات العرض فـي مسرحية «غُرْب» من تأليف والدها الفنان عبدالله صالح الرميثي، وإخراج الفنان محمد سعيد السلطي.
حيث أضفت الملابس وأنماط الأزياء وألوانها التي صمّمتها للشخصيات الرجالية والنسائية أبعاداً دلالية لصيقة بالحبكة الأساسية المطروحة فـي العرض، والمتمثّلة فـي التعامل مع الأغراب المجهولين، والنتائج السلبية والكارثية التي يفرزها الاطمئنان لهم دون البحث عن ماضيهم واستكشاف نواياهم، قبل استضافتهم وفتح المجال لهم كي يمارسوا ألاعيبهم السريّة والخبيثة.
مشاريع مستقبلية
عن مشاريعها المستقبلية فـي مجال تصميم الأزياء وتنفـيذ أكسسوارات الدراما والمسرح، تشير مريم إلى أنها تسعى لتطوير تجربتها فـي هذا المجال وتأكيد حضورها الفني فـي الدراما والمسرح، من خلال زيادة أفقها المعرفـي والتقني، إذ ستنضم قريباً لدورة خاصة بدراسة وتنفـيذ التصميم الإبداعي وكيفـية تحويل الفكرة إلى شكل تطبيقي مباشر.
وعن أهم المعوقات التي تواجهها كمصمّمة إماراتية تدخل هذا المجال النادر فـي واقعنا المحلي، توضح الرميثي أن وجود مصمّمة إماراتية مهتمة بسينوغرافـيا المسرح وتصاميم الأزياء فـي الدراما والسينما، بحاجة إلى دعم إعلامي ومعنوي قبل أي دعم مادي، إذ إن الترويج لمصممّات إماراتيات قادرات على تنفـيذ أفكارهن الجمالية، وإثبات ذواتهن فـي هذا الحقل الإبداعي الكبير والمتشعب، هو بحد ذاته فعل مطلوب لإزالة العقبات المختلفة أمامهن، كما أنه سوف يفتح أبواباً ونوافذ متنوعة لاستقطابهن فـي الأعمال الفنية فـي المسرح والتلفزيون والسينما، والتعبير بالتالي عن طاقاتهن المختزنة، ومشاركتهن فـي تعزيز المشهد الثقافـي والفني فـي الإمارات سواء على النطاق المحلي أم النطاقين العربي والعالمي.
وتميّز فـي عالم تصميم الأزياء
تحاول مريم أن تستغل وقت فراغها لتطوير نفسها فـي عالم الأزياء، إذ درست تصميم الأزياء للرجال والنساء، وهي تعمل الآن على ابتكار تصاميم للفتيات أو السيدات، أو حتى للرجال تحمل العلامات التجارية الخاصة بها، وتعرضها على موقعيها الإلكترونيين by. mariamremeithi وgents. ae.
وفـي الحديث عن العباءات التي تصمّمها، تشير مريم الى أنها تحرص على تضمينها بعض جوانب إتجاهات الموضة الحديثة، كما تحرص على اختيار الألوان، والقماش المميّز، وهي تقوم دائماً بدراسة أذواق الزبائن، وتقبل نصائحهم وآرائهم.
بصمة مميّزة على إنستغرام
تعرف مريم كيف تتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة إنستغرام، حيث تحرص على تقديم محتوى منوّع لجذب عدد كبير من المتابعين من خلال الأزياء الحديثة، وتنسيق ألوانها. كما أنها تحرص دوماً على التواصل مع متابعيها عبر طرح الأسئلة، وعرض بعض إنجازاتها، وكذلك من خلال تقديم الدورات المتميّزة.