تتقن أداء الشخصيات المتنوّعة من الكوميدية الى الدرامية ماغي بو غصن فنانة قديرة ومتميزة
ممثلة مميزة تتقن أداء الشخصيات المتنوعة من الكوميدية الى الدرامية، إنها ماغي بوغصن التي نجحت على مدى 20 عاماً حتى اليوم بتزيين الشاشات اللبنانية والعربية وإغنائها بباقة غنية ومتنوعة من الأدوار التي تحاكي الواقع.
بعد النجاح الكبير الذي حقّقته ماغي بو غصن فـي مسلسل «أولاد آدم» خلال رمضان الفائت، فـي دور القاضية القوية المصرّة على تحقيق العدالة ولكنها تصطدم بفساد زوجها وشقيقها، ها هي ماغي تتحضر اليوم لتصوير مسلسلين: «للموت» و«عرابة بيروت/ست الكل» وكلاهما ضمن إطار شركة ايغل فـيلمز التي يملكها زوجها جمال سنان.
مسلسل «للموت» الذي من المتوقع دخوله السباق الرمضاني هذا العام، سيكون من إخراج فـيليب أسمر وكتابة نادين جابر، ومن المتوقع أن يقدّم مادة درامية مختلفة بمضمونها وطرحها لقصة غريبة من نوعها، وتعتمد على طرح قضايا اجتماعية حساسة فـي اطار دراميّ يخطف الأنفاس، عن الجشع والسلطة والمال مقابل الحرمان والظلم والطبقية وكل ما يولده هذا التناقض الكبير بين العالمين. ماضٍ قاسٍ يلاحق الشخصيات ليحكم عليها ويحاكمها فـي مستقبل غير مستقرّ المعالم.
أما مسلسل «عرابة بيروت/ست الكل»، فهو سيناريو وحوار مازن طه ونور شيشكلي.
مسيرة غنية فـي عالم المسلسلات
ماغي بو غصن فنانة قديرة ومتميّزة فـي مجالات عديدة، من التمثيل فـي المسلسلات وأفلام السينما، الى الغناء. وبالرغم من ذلك، تعتبر بتواضع بأنه ما زال أمامها مشوار طويل لبلوغ مراتب الكمال فـي مجال التمثيل، وأنه لا تعنيها المقارنات بينها وبين نجوم آخرين، إذ إن لكل ممثلة ميزاتها المختلفة عن غيرها، وأن الفضاء السينمائي يتسع للكثيرين.
أدّت بداية أدوار ثانوية، إلا أنه سريعًا ما أوكلت إليها أدوار بطولة. وقد شاركت فـي المسلسلات التالية، لا سيما فـي لبنان وسوريا والكويت والسعودية ومصر:
يمكن القول إنها بدأت مسيرتها الفنية فـي مسلسلي «الأخوان» عام ١٩٩١، و«المغاور» عام ٢٩٩١، للمخرج الكبير أنطوان ريمي، على شاشة قناة «الجديد» اللبنانية. وفـي عام 1996 أدّت دور البطولة فـي مسلسل «نوال» كما قدّمت مسلسل «شباب وبنات»، فـي العام نفسه.
كما قدمت «الفوازير»، مع الممثل الكويتي داوود حسين، من خلال البرنامج الكوميدي «داوود فـي هوليوود» عام ٨٩٩١.
فتح لها المخرج السوري بسام الملا، الذي تعرّفت عليه فـي إحدى المحطات التلفزيونية فـي بيروت، باب الدخول الى عالم التمثيل فـي دمشق، فنجحت التجربة، حيث أنها شاركت فـي أكثر من عشرين مسلسل درامي وكوميدي هناك، وأقامت بشكل شبه دائم فـي العاصمة السورية لثماني سنوات.
المشاركة الأولى لها باللهجة السورية الشامية التي تدرّبت على إتقانها، كانت فـي مسلسل «الخوالي»، للمخرج بسام الملا عام ٠٠٠٢؛ الى جانب بسام كوسى وأمل عرفة؛ و«أسرار المدينة» بدور «هنادي» عام ٠٠٠٢، وهو من بطولة باسل خياط وأمل عرفة؛ والمسلسل الكوميدي «أكشون» عام ١٠٠٢؛ و«يزول الخطر»، الى جانب مجدي مشموشي وماجد أفـيوني؛ و«عندما يموت الحب»؛ وفـي الجزء الرابع من المسلسل التاريخي «حمام القيشاني»، بدور «بسمة».
فـي العام 2002 قدّمت حوالي 7 مسلسلات فـي سوريا هي:
«السفـينة رقم ٣١»؛ و«مدام دبليو» بدور «سوسن»؛ و«أبو الطيب المتنبي»، و«أقبية الموت» و«هولاكو»، و«الجبال حين تنهار» عرض فـي مصر عام ٢٠٠٢؛ ومن ثم «قبل الغروب». أما عام ٣٠٠٢ ؛ فقدمت «صارت معي»؛ والجزء الخامس من «حمام القيشاني»؛ و«كوابيس منتصف الليل».
وبعد إنقطاع دام لأكثر من أربع سنوات، كرستها للاهتمام بصورة أكثر حصرية بأطفالها، عاودت مشاركتها فـي المسلسلات التالية:
«عصر الحريم» عام ٨٠٠٢، و«دكتور هلا» فـي العام نفسه، و«ورود ممزقة» و «ليالي» بدور «ديما»، و«ميتر ندى»، بدور «جنا» عام ٠١٠٢، و«متل الكذب» بدور «جيهان» عام ١١٠٢، و «آخر خبر» بدور «سوسن ملاح»؛ و «ديو الغرام» عام ٢٠١٢ بدور «داليا»، الذي صدرت من ضمنه أغنيتها «ما بقى بدي حبك»، و«مريانا» فـي العام نفسه بدور «نهى»؛ و«أوبيرج» بدور «هبه» عام ٣١٠٢، وخماسية «جحيم» بدور «سحر»، والجزء الثاني من سلسلة «كفى» التي تعالج مشاكل العنف الأسري، الجسدي والنفسي، ضد المرأة. و«٤٢ قيراط» عام ٥١٠٢، بدور «هيا»، و«مدرسة الحب» عام ٦١٠٢، وفـي العام نفسه، مسلسل «يا ريت».
فـي العام 2017 تألقت فـي مسلسل «كراميل» بدور «مايا»، الفتاة التي تعيش مع والدتها، فتتغيّر حياتها بالكامل عقب تناولها حبة كاراميل، تستطيع بفضلها قراءة الأفكار.
أما فـي عام 2018 فقدّمت مسلسل «جوليا» الى جانب قيس شيخ نجيب وتقلا شمعون ووسام صباغ وجيسي عبدو وغيرهم. وفـي العام نفسه، «ثورة الفلاحين» بدور «عنبر».
كذلك قدّمت «بروفا» عام ٩١٠٢ و«أولاد آدم»، فـي رمضان ٠٢٠٢، بدور «ديما»، الى جانب مكسيم خليل وقيس شيخ نجيب ودانييلا رحمة. . . وهو من تأليف رامي كوسى، وإخراج الليث حجو. تدور أحداثه حول القاضية «ديما» وزوجها المذيع المعروف «غسان»، والراقصة «مايا» وصديقها المحتال «سعد». وهو من المسلسلات التي لاقت الكثير من الرواج؛ كما أطلت فـي الحلقة الرابعة من موسم كوميدي جديد، أحياه طارق الحربي مع ياسر النيادي ومحمود الليثي، إعتباراً من أكتوبر ٠٢٠٢.
ستّة أفلام سينمائية
دخلت ماغي عالم السينما فـي العام ٣١٠٢ فـي عدد من الأفلام، بعضها من إنتاج زوجها جمال سنان، وهي التالية:
-فـيلم «بي بي»، الذي كان أول تجاربها السينمائية عام ٣١٠٢، بدور فتاة جميلة ثلاثينية، لها عقل طفلة صغيرة تدعى«بديعة بدران»، ترث مليون دولار من جدتها، فتدور فـي عالم تختلط فـيه مشاعر الغيرة والاطماع وقصص الحب.
- فـيلم «ڤيتامين»، بدور «زمرد»، عام ٤١٠٢، يدور حول ثلاث شابات يعشن فـي قرية نائية تعاني من ظروف مناخية صعبة، يحاولن الخروج منها الى المدينة.
-فـيلم «السيدة الثانية» عام ٥١٠٢، تقوم فـيه بدور «دهب»، الفتاة التي يقع عليها الاختيار لتعمل وحبيبها فـي القصر الجمهوري، وتصبح بشكل من الأشكال همزة وصل فارقة بين الشعب ورئيس الجمهورية. الفـيلم من كتابة «كلوديا مارشليان» وإخراج «فـيليب أسمر».
- فـيلم «ولعانة» عام ٦١٠٢ بدور «سمر»، وهو من تأليف كلود صلييا وإخراج إيلي حبيب.
- فـيلم «حبة كراميل»، بدور «مايا» عام ٧١٠٢، وهو مقتبس من مضمون مسلسلها الناجح الذي يحمل الاسم نفسه.
- فـيلم «تايم آوت» عام ٨١٠٢ بدور «يارا»، الى جانب يورغو شلهوب، ووسام صباغ، وهو من تأليف كلود صليبا، وإخراج رامي حنا. يروي قصة فتاة تعمل منسقة أغاني تعيش فـي عالمها الخاص المتسم بالفوضى، وتتعرف على مدرّس شاب جدي ومنظم، وهو ما يوقعهما فـي العديد من المواقف الكوميدية.
كما كشفت مؤخرًا أنها تحضر لمشروع فـيلم مع الممثل طارق سويد، يسلط الضوء على ظاهرة الإنتحار التي تفاقمت للأسف فـي الأونة الأخيرة على المستويين الداخلي والعالمي، للاعتبارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والحياتية، لا بل الوجودية الضاغطة.
شغف بالغناء
تهوى ماغي الغناء منذ صغرها إذ التحقت باكراً بالمعهد العالي للموسيقى وحازت وهي فـي العاشرة من عمرها على الميدالية الذهبية، بعد مشاركتها فـي برنامج مواهب الأطفال «واحة الأولاد»، تقديراً لحسن أدائها لأغاني للسيدة «فـيروز».
فـي عام ١١٠٢ شاركت فـي برنامج «ديو المشاهير» بموسمه الثاني على شاشة الـ «إل بي سي» اللبنانية، حيث فازت بالجائزة الكبرى البالغة ٥٠ ألف دولار وتبرعت بها للأطفال المرضى بالسرطان فـي مستشفى «سان جود» المتخصص.
ويبدو أن هذا البرنامج شجعها على التفكير أكثر بالدخول الى الساحة الغنائية فأصدرت فـي العام ٢١٠٢ حين حوالي 5 أغان تباعاً هي:
«ساكن السما بيسمعس، بمناسبة مؤتمر لأهداف خيرية، من تأليف وكتابة «أسامة» و«غادي الرحباني».
«ما بقى بدي حبك»، من ضمن مسلسل «ديو الغرام» و«قصتنا حبينا»، مع كارلوس عازار و«إرتاحي يا حياتي».
ليعود إنتاجها الغنائي للتراجع بعد ذلك فصدر لها أغنية «كنت بفكرس عام ٤١٠٢، من خلال فـيلم «ڤيتامين»؛
وأغنية «كوني أنتِ» عام ٧١٠٢؛ مع العلم بأنها إعتبرت فـي أحد تصاريحها، بأن إقدامها على الغناء هواية، أكثر مما هو رغبة فـي الاحتراف.
الجوائز
حصلت على جائزة «الموريكس دور» عام ٠١٠٢، عن دورها فـي مسلسل «الدكتور هلا”، ثم كأفضل ممثلة لبنانية عامي ٢١٠٢ و٤١٠٢.
حصلت على جائزة فـي أستراليا عن دورها فـي مسلسل «كفى»، وجائزة «أفضل ممثلة لبنانية» لعام ٠٢٠٢، فـي إستفتاء «العرب ٢٠٢٠»، وجائزة أفضل ممثلة عربية عن دورها فـي مسلسل «أولاد آدم» بالتشارك مع نجوم وفريق عمل المسلسل، ضمن «مهرجان الفضائيات العربية» لدورة العام ٠٢٠٢. كان من المفترض أن تستلمها فـي القاهرة، إلاّ أنها لم تتمكن من ذلك بسبب وعكة صحية عارضة أرغمتها على العودة الى بيروت.
بعيداً عن النجومية
ماغي بو غصن فنانة لبنانية من مواليد ٨١ سبتمبر ٥٧٩١، من بلدة المتين الجميلة، المحاطة بأشجار الصنوبر فـي محافظة جبل لبنان.
شاركت فـي مسرحيات الأطفال عندما كانت فـي الثانية عشرة من عمرها. حبها للغناء دفعها باكرًا لتلقي دراسات أولية فـي المعهد العالي للموسيقى، وحصلت على شهادة فـي الإخراج والتمثيل من الجامعة اللبنانية.
نشأت كغيرها من أبناء جيلها فـي ظروف أمنية صعبة، لا سيما ما بين ٥٧٩١ و٠٩٩١، إذ إنها ولدت بعد خمسة أشهر من إندلاع الحرب فـي لبنان.
بالرغم من هذه الظروف الضاغطة، تمكنت من إثبات نفسها ومواجهة التحدّيات وبلورة مواهبها وبلوغ مراتب النجاح. وهي ما زالت إزاء الأوضاع المستجدة البالغة الصعوبة التي يمر بها لبنان حاليًا، على الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ترفع الصلاة كي ينتشل الله وطنها من المشاكل التي يعاني منها.
والدها جوزف بو غصن، ووالدتها سلوى نمر، وهي الفتاة الوحيدة بين أخويها جهاد ووسام.
علاقتها الزوجية الأولى باءت بالفشل، وأدت الى الإنفصال، لشدة ما عانت من ميل زوجها للقساوة والعنف على ما أشارت، مع حرصها على عدم الإفصاح عن شخصيته، أو الحديث عن أي تفاصيل تتعلق بهذا الموضوع.
تزوجت للمرة الثانية فـي الرابع من أكتوبر ٣٠٠٢، من المنتج وصاحب شركة «إيغل فـيلمز» جمال سنان، إبن بلدة النميرية فـي جنوب لبنان. تعرفت عليه خلال حفل عشاء عند المنتج مفـيد مرعي، وأعجبت بطيبته وبروحه الودودة، وإرتبطا معًا بعلاقة حب، بالرغم من الإختلاف فـي الإنتماء الديني، وخلافًا لما قاله البعض بصورة مغرضة بأنه مجرد زواج مصلحة. رزقت منه بولدين هما ريان مواليد عام ٤٠٠٢، ويارا مواليد عام ٨٠٠٢، وهما يتبعان الديانة الإسلامية مثل والدهما.
خضعت فـي يوليو ٩١٠٢ لعملية جراحية دقيقة فـي الدماغ، وقد تكلّلت العملية بالنجاح وجاءت نتيجة الفحوصات حميدة، بالرغم من أنها إستوجبت إقامة لعدة أيام فـي المستشفى، وفترة تعافـي لأشهر طويلة.
وقد تعرّض زوجها أخيراً للأصابة بفـيروس كورونا، إلا أنه شفـي منه، كما أشارت فـي تغريدة لها فـي ٩١ يناير ١٢٠٢.
هذا وقد تكفّلت هي وزوجها بمساعدة ٠٥٢ عائلة محتاجة خلال فترة الحجر المنزلي، كي لا يضطر أفرادها للخروج للتبضع.