لوسيا سيلڤستري مديرة الإبداع لمجوهرات بولغاري التزام لامحدود بالجمال والإيجابية
شغفها بالمجوهرات والأحجار الكريمة دفعها وهي لا تزال في عمر الـ 18 الى الالتحاق بشركة بولغاري قسم الأحجار الكريمة… وهناك وكما يحصل عندما يكون الحب حقيقياً فُتنت لوسيا بعالم الأحجار الكريمة ووقعت في غرام الألوان والتنوّع والطاقة التي شعرت بانبثاقها من المجوهرات. ومن هذه النقطة من حياتها اختارت ترك دراستها لعلم الاحياء وركّزت على شغفها واندفاعها للحجارة الكريمة وتقدّمت سريعاً في مسيرتها الفنية لتصبح المديرة الفنية لدار بولغاري وتفوز بجائزة «أفضل مصمّمة للحجارة الكريمة» في الحفل السنوي الخامس عشر للأحجار الكريمة الذي عُقد في كانون الثاني ٧١٠٢ في نيويورك.
وقبل الخوض في تفاصيل مجموعة باروكو التي تعتبر آخر ابتكاراتها لا بدّ من نظرة الى مسيرة هذه الفنانة المفعمة بالشغف. فمنذ كانت بعمر الـ٠٢ بدأت السفر في انحاء العالم للاجتماع بأشهر المتخصّصين في مجال الحجارة الكريمة وكذلك الكثيرين الذين يعملون في مجال المجوهرات، فمن جنيڤ، نيويورك، جايبور، الى كولومبو وغيرها…. كل هذه الرحلات كانت مليئة باكتشافات لا تُنسى تحوّلت مع الوقت الى خبرة وتخصّص.
وقد قضت لوسيا سنوات تعمل في فرز وانتقاء حجارة شبه ثمينة تمّ شراؤها من قبل عائلة بولغاري. كان ذلك في اواسط الثمانينيات عندما كان لبولغاري ٥ متاجر فقط في العالم. وكانت عمليّة ابتكار المجوهرات محصورة بحلقة ضيّقة من المطلّعين على هذا الأمر ضمن عائلة بولغاري. وقد دخلت لوسيا في هذه الحلقة من خلال ذكائها وموهبتها وبدأت بالمساهمة في ابداع جواهر بولغاري المذهلة والساحرة.
وتقول لوسيا انه من أول الأمور التي تعلّمتها هي انتقاء الجواهر والحجارة الكريمة التي كانت ترى مسبقًا كيفية استعمالها ما يعني انه من خلال كل عمليّة شراء وحتى قبل الانتقال الى مرحلة التصميم والتنفيذ كانت تتخيّل تركيبات الألوان والأشكال التي كانت توحي بها كل قطعة والى اي جوهرة ستتحوّل.
وقد عمّقت لوسيا استقلاليتها مع السنين الى درجة انها اصبحت تقوم بالعمل الذي كان في اطار صلاحية الأخوة بولغاري فقط، ألا وهو مديرة الاستحصال على الحجارة الكريمة وشرائها.
لقد سافرت بكثرة، احياناً مع الاخوة بولغاري، واحياناً لوحدها .وفي هذه الحال كانت تشرح لهم هاتفياً عن شكل وألوان وطريقة قطع الحجارة الكريمة التي كانت تنوي شراءها وهذا بعد ان حصلت على ثقتهم الكاملة وبرهنت عن تقارب ذوقها مع تطلّعاتهم وقد اكتسبت ايضاً هذا التناغم معهم بعد عقود من العمل المشترك بشكل يومي.
في الأول من يونيو ٣١٠٢ أصبحت لوسيا مديرة الابتكار في بولغاري وهي تعتبر بأن أكبر تحدّ لها كمديرة ابداع هو: احترام هوية بولغاري في التصميم واعادة تفسير الرموز الجمالية للنساء.
منذ متى تتعاونين مع «بولغاري»؟
إنها قصّة طويلة بدأت منذ اكثر من ٠٤ سنة. حيث التحقت بفترة تدريبية في هذه المؤسسة بينما كنت اتابع دروسي، في الوقت نفسه في علوم الحياة. وقد وقعت في غرام الحجارة الكريمة عندما رأيت لدى السيد Bulgari طاولة مليئة بالأحجار الكريمة، وكانت غنيّة وذات قيمة عالية وقد أثارت اعجابي بشدّة.
وقد لاحظ القيّمون على العلامة ردّة فعلي تجاه المجوهرات وطلبوا منّي ترك دراستي في الجامعة والعمل معهم.
لقد آمنوا بي وكانوا بمثابة المرشد لي في مسيرتي في عالم الأحجار الكريمة. وبالفعل استثمروا في تعليمي واستفادوا من شغفي في هذا المجال. وقد اعتبروا انني الشخص المناسب في الوقت المناسب.
تبعت شغفي وشعرت وكأنني عشت حياة سابقة مع الأحجار الكريمة.
كيف كنت تقسمين، قبل الاغلاق بسبب كوڤيد-٩١ والآن؟
قبل الاقفال كانت لي رحلات أسبوعية الى جميع انحاء العالم، لشراء الأحجار الكريمة وحضور الحفلات ولقاء الزبائن. لم امكث في ايطاليا في السنوات السابقة، ولكن خلال الإقفال استقريت أخيراً في روما وقد كانت مناسبة للتعرّف أكثر على مشاعري ونظرتي للحياة وقيَمي.
وفي مرحلة معيّنة، تحوّلت فترة الإغلاق الى وقت للابتكار إذ كان علينا العمل مجددًا ولكن بطريقة مختلفة، وكان علينا اعادة النظر في كل شيء.
ما هو تأثير الاقفال على إبداعك؟
كنت على تواصل دائم مع فريق عملي ولم نتوقف في اي وقت عن التفكير والابتكار. وقد تسنّى لي الوقت للقراءة بكثرة والاستماع للموسيقى وقد مررت بأوقات كثيرة من الإلهام خلال الاقفال.
دون شك لقد كانت مرحلة مزعجة لكن على الأقل تسنّى لي خلالها الوقت للإختلاء بنفسي وللتفكير بطاقتي الإبداعية والتنسيق مع فريق عملي ايضًا. فبفضل تطوّر التقنية استطعنا التواصل مع بعضنا البعض كل يوم. كان ذلك مصدر غني لنفوسنا ولمهارتنا الابداعية.
ما هي الأحجار الكريمة التي تجدين نفسك شغوفة بها وما هي ميزاتها والمشاعر التي توحي بها؟
من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأنني احبّ جميع الاحجار الكريمة.
إن غرامي الأول هو الياقوت الأزرق. فعندما بدأت بالعمل مع «بولغاري» كان من أوائل الأحجار الكريمة التي عملت عليها، وفي ذلك الوقت ظننت ان اللون الأزرق هو اللون الوحيد للياقوت. وقد اكتشفت بعد ذلك ان للياقوت ألواناً عديدة من الاخضر الى الزهري والأصفر والأزرق مع تموّجان متعدّدة للون الازرق .هكذا اكتشفت عالم الياقوت وبدأت أعمال على دمج الألوان المختلفة.
كيف يمكنك توصيف مجموعة «باروكو» وما كان الإلهام والهدف وراءها؟
لقد احببت فكرة «باروكو» .فعلامة «بولغاري» موجودة في روما، ما يعني أن أسلوب «الباروك» Baroque موجود في حمضنا النووي.
كان أمراً طبيعياً ان نصنع هذه المجموعة ففي الواقع مدينة روما هي مركز أسلوب الباروك، وهو في أساس إلهامنا.
كل يوم أشاهد الباروكو بجانبي، في مدينتي- روما وفي شوارعها وأبنيتها.
التحدّي لإبتكار هذه المجموعة هو التركيز على ثلاث مواضيع ونقاط في الباروكو: الضوء والألوان والسحر. والعمل على هذه المواضيع الثلاثة.
بالنسبة لنا يعتبر ابتكار الألوان سهلاً لأننا أرباب الألوان والإنارة لأن مجوهراتنا وأحجارنا الكريمة فيها إنارة وضوء. أما بالنسبة للسحر فهذا اختصاصنا إذ دائماً ما نفاجئ العالم بابتكاراتنا وطاقاتنا الإبداعية التي لا تصدق.
التحدّي في هذه المجموعة هو البراعة في التنفيذ التي تضمن ان تكون مجوهراتنا مضيئة وغير ثقيلة على الرغم من أنها غنية كثيراً الأحجارة الكريمة سواء من حيث الكمية أم الحجم. اننا نراقب دائماً الوزن ونحرص أن تكون القطع مريحة.
فقطع هذه المجموعة هي من المجوهرات الراقية ذات تأثير «فينتاج» ولكنها مصنوعة بطريقة عصرية لتكون مجوهرات راقية ومتطوّرة في صناعتها وذات وزن مقبول.
كما تلاحظين عندما تشاهدين قطع المجموعة فهي تضم تصاميم جميلة على الأحجارة الكريمة، ولكنها في الوقت ذاته ناعمة وليّنة.
في أسلوب «الباروكو» ان الحجم هام جداً والتحدّي للبقاء في النمط العصري مرتفع.
في «بولغاري» نحن نبحث دائماً عن طرق متعدّدة لجمع الحجارة الكريمة ودمجها. الألوان متعدّدة ولكن الانسجام في ما بينها له طابع نسائي وهي تترك انطباعاً بالأناقة أو الروعة.
بالنسبة لبولغاري، ما هي اهمية التمسّك بالجذور، أي مدينة روما؟
عشنا وترعرعنا في أجمل مدينة في العالم. انها بمثابة متحف في الهواء الطلق. ما يعني انه من الطبيعي ان نستوحي من جميع ما نشاهد حولنا في هذه المدينة، اشاهد الجمال من نافذتي وعندما اسير على الطرقات.
وبالتالي انه من الطبيعي ان يكون إلهامنا من هنا- اننا نشعر بذلك في عروقنا.
لماذا قررت اعادة الاتصال مع حقبة «الباروك»؟
كل سنة نقوم بإنتقاء موضوع معيّن لمجموعة المجوهرات الفاخرة. وقد عملنا على «الباروك» في السابق، ولكننا الآن رأينا ان الوقت مناسبًا لإعادة النظر فيه وجعله أكثر قربًا من النمط المعاصر.
من أي مصادر تأتين عادة بحجارتك الكريمة؟
اذهب بكثرة الى الهند حيث نجد ثقافة حصاد وقصّ الأحجار الكريمة.
وكذلك نأتي بأحجارنا من الموزامبيق وسريلانكا وزامبيا وبالطبع يوجد الكثير من المصادر والدول الاخرى
«بــاروكــــــــو»
مجوهرات فاخرة مستوحاة من روعة رومــا وجمالها
تحتفي بولغاري بالحياة والجمال مع «بوروكو» آخر إبداعات الصائغ الروماني من المجوهرات الفاخرة.
ألوان مفعمة بالحيوية، تأثيرات ضوئية استثنائية، أشكال بديعة وتفاصيل جمالية تضفي شعوراً بالبهجة والإيجابية.
وكما يوحي اسم المجموعة، يلتقي تأثير تراث روما المعماري وفنها الباروكي مع روح بولغاري المتمرّدة والجريئة في مجموعة «باروكو».
استقت بولغاري إلهامها أكثر من أي وقت مضى من مسقط رأسها مدينة روما، التي لا تزال تلهم الدار في إبداعاتها المتميّزة. يتردّد صدى الانتصار الكبير للترف الباروكي في المدينة الخالدة في غزارة ووفرة التحف الباروكية الجديدة الفريدة في أسلوبها المتميز الأنيق.
ومن خلال هذه المجموعة تقدم بولغاري نظرة جديدة للجماليات الباروكية المتميّزة بخطوطها المنحنية وأشكالها الجذابة وتفاصيلها المعقدة من خلال تجاربها واختيارها للمنتجات الفاخرة والمتنوّعة والمتعدّدة الأوجه.
تسعى المديرة الإبداعية لبولغاري لوتسيا سيلڤستري إلى جمع المجوهرات النادرة النفيسة من مختلف أصقاع الأرض ليقوم حرفيو بولغاري المهرة بصياغتها في مشغل العلامة المتميّز في روما.
يتجلّى الجمال والتناسق والروعة في مجوهرات باروكو الفاخرة الفريدة من نوعها، التي تنبض بالحيوية بمختلف الأطياف اللونية الزاهية. وهي تعكس التزام دار بولغاري اللامحدود بالجمال والإيجابية والفرح.