مهرجان البندقية يجذب كبار السينمائيين العالميين
ستنير كوكبة من أهم السينمائيين العالميين أجواء شبه جزيرة البندقية التي تعقد النسخة الـ79 من مهرجانها السينمائي الدولي بين 31 أغسطس و 10 سبتمبر، ولعل أول سؤال يخطر فـي البال فور الانتهاء من قراءة الأسماء المشاركة فـي هذه الدورة هو كيف استطاع المدير الفني ألبرتو باربيرا، جذب هذه الأسماء إلى جزيرته؟ فالبرنامج الحافل الذي تمّ الكشف عن تفاصيله أخيراً واعد، ومتشعّب.
يُتوقع أن يحضر عدد كبير من النجوم، من أبرزهم الممثلات كايت بلانشيت وكاترين دونوف والممثل تيموتيه شالاميه، إضافة الى الممثلة الإسبانية بينيلوبي كروز التي تؤدي دور البطولة فـي الفـيلم الإيطالي «ليمينسيتا» للمخرج إيمانويلي كرياليزي، فـيما تتولى الأسترالية كايت بلانشيت دور قائدة فرقة موسيقية فـي «تار» لتود فـيلد.
وتشمل لائحة الأفلام المتنافسة 23 فـيلماً من جنسيات مختلفة، أما المخرجين الذين يتنافسون على جائزة الأسد الذهبي فهم: دارن أرونوفسكي وأليخاندرو إيناريتو ولوكا غوادانيينو.
ومن خارج المسابقة، سيكون هناك حضور لأسماء كبيرة منها: الأميركي بول شرايدر الذي ترك آخر مرور له فـي البندقية، العام الماضي، أثراً مهماً، الفـيليبيني لاف دياز الذي سبق أن فاز بـ«الأسد الذهبي»، وأيضاً المخرج الكوري الجنوبي كيم كي دوك، الذي سيعرض المهرجان فـيلمه الأخير، لكونه رحل عن عالمنا قبل عامين بعد إصابته بكورونا.
أما قسما «آفاق» و«آفاق إكسترا»، فـينطويان على 27 فـيلماً لسينمائيين يقدمون أعمالاً تستحق الاكتشاف.
أفلام «البندقية» 2022
تعرض دورة هذا العام أفلاماً عن حياة مارلين مونرو، وآكلي لحوم البشر، والحياة الأسرية فـي صورة كوميديا سوداء إلى جانب أعمال أخرى.
وتشارك أربعة أعمال أصلية من إنتاج منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس» فـي المنافسة، ومن بينها فـيلم «بلوند» من إخراج آندرو دومينيك وبطولة دي أرماس، وهو شريط خيالي عن الحياة المأساوية للممثلة وأيقونة الجمال الأميركية مارلين مونرو.
وتحصل «نتفليكس» للمرّة الأولى على شرف افتتاح المهرجان بفـيلم «وايت نويز» -الضوضاء البيضاء- من إخراج نوا بومباخ وبطولة درايفر وغريتا غيرويغ، وهو فـيلم يستعرض بشكل ساخر الحياة الأسرية.
ومن المرجح أن يكون «بونز آند أول» من بين أكثر الأفلام المنتظر عرضها فـي المهرجان. وفـيه، يظهر شالاميه إلى جانب النجم الصاعد تايلور راسل فـي دور محبي آكلي لحوم البشر الفقراء فـي الفـيلم الذي يخرجه الإيطالي لوكا غوادانيينو.
الأفلام العربية المشاركة
يشارك فـي المهرجان هذا العام خمسة أعمال سينمائية عربية، أربعة منها ضمن قسم آفاق كما يعرض فـيلم للمخرجة ياسمين بنكيران، فـي ختام مسابقة أسبوع النقاد الموازية.
من أجل وطني
يشارك المخرج الجزائري المولد رشيد حامي بفـيلمه الروائي الثاني «من أجل وطني» فـي فئة «آفاق». وقد تمّ تصوير جانب من الفـيلم فـي المغرب، وهو من بطولة كريم لكلو.
وهذا هو الفـيلم الثاني للمخرج الجزائري المولد رشيد حامي، وتدور أحداثه حول حياة ضابط شرطة شاب من أصل عربي فقد حياته بعد التحاقه فـي Saint Cyr: أكاديمية عسكرية مرموقة تاريخياً مقرها فـي شمال غرب فرنسا.
نزوح
كما يُعرَض ضمن فئة «آفاق» أيضًا فـيلم «نزوح»، وهو ثاني فـيلم روائي للمخرجة السورية الحائزة جوائز سؤدد كعدان، من بطولة الممثلة السورية المصرية كندة علوش. ويشير اسم الفـيلم إلى نزوح النفوس والناس، ويدور على خلفـية الشقاقات الدائرة فـي دمشق.
ويأتي هذا الفـيلم بعد أربع سنوات من إخراجها للفـيلم الروائي الطويل، The Day I Lost My Shadow، الذي فاز بشكل خاص بجائزة Luigi De Laurentis فـي البندقية عام 2018. ويصوّر فـيلم نزوح تجربة المخرجة السورية للحرب فـي وطنها، من خلال عيون فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، تُدعى زينة، والتي يتعيّن عليها الآن الإبحار فـي الحياة بعد التدمير شبه الكامل لمنزلها بصاروخ.
حدائق معلّقة
ويشارك فـي الفئة نفسها فـيلم «الحدائق المعلقة»، وهو أول فـيلم للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي. وكان هذا الفـيلم ذو الإنتاج العراقي الفلسطيني البريطاني المشترك قد حصل بالفعل على جائزة بقيمة 5000 يورو لخدمات ما بعد الإنتاج من «فاينال كات»، وهي مبادرة من مهرجان العام الماضي تهدف إلى دعم الأفلام من إفريقيا والشرق الأوسط.
ويروي الفـيلم قصة جامع قمامة يبلغ من العمر 12 عامًا، يعبر إلى منطقة محايدة خطيرة حيث لا يوجد شيء مؤكد بعد الآن، مضطرًا إلى التوفـيق بين الحياة والموت، وكذلك الأصدقاء والأعداء.
ملكات
كما يعرض فـيلم للمخرجة ياسمين بنكيران، فـي ختام مسابقة أسبوع النقاد الموازية. يحكي فـيلم «ملكات” قصة ملاحقة الشرطة لبطلات العمل الثلاث، عبر مسيرة طويلة سيعبرن فـيها منطقة جبال الأطلس وصخوره الحمراء ووديانه المزهرة، ليصلن فـي المرحلة الأخيرة إلى جنوب المغرب.
يشارك فـي هذا الفـيلم السينمائي، طاقم من الممثلين، على غرار نسرين الراضي وجليلة التلمسي وحسن بديدة وسليمة بنمومن وسلمان حرمة وعبد الحق صالح وعبد الرحيم تميمي وحميد النيدر.
وجدير بالذكر أن فـيلم «ملكات» استفاد من الدعم والتأطير والمواكبة المقدمين من قبل «ورشات الأطلس» التي ينظّمها مهرجان مراكش الدولي للفـيلم، والتي تسعى لمواكبة المخرجين الصاعدين خلال الإعداد لشريطهم الطويل الأول أو الثاني أو الثالث.
كما يشار إلى أن المخرجة الشابة ياسمين بنكيران قدمت قبل فـيلمها الطويل «ملكات» أول فـيلم قصير لها تحت عنوان «ساعة الشتاء» سنة 2018.
جوليان مور تترأس لجنة التحكيم
اختيرت جوليان مور لرئاسة لجنة التحكيم الرئيسة فـي مهرجان البندقية السينمائي لهذا العام؛ وترأس الممثلة الحائزة جائزة أوسكار لجنة تحكيم تتضمّن المخرجة الفرنسية اودري ديوان التي فاز فـيلمها «هابيننغ» بالأسد الذهبي العام الماضي، والمؤلف كازو ايشيغورو والممثلة الإيرانية ليلى حاتمي. وهذه هي تجربة التحكيم الأولى لحاتمي فـي مهرجان البندقية السينمائي. وسبق لحاتمي ان كانت ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي عام 2014.
وقد فازت بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة فـي مهرجان «برلين» السينمائي. كما حازت جائزة أفضل ممثلة فـي مهرجان «ارلوفـي فاري» السينمائي.
وفـي لجنة التحكيم أيضًا المخرج الإيطالي ليوناردو دي كوستانزو والمخرج الأرجنتيني ماريانو كوهن ورودريغو سوروغوين.
بهذا التعيين، أصبحت جوليان مور تاسع امرأة تترأس لجنة تحكيم دولية فـي تاريخ المهرجان الممتد 79 عامًا. والثالثة فـي السنوات الست الماضية، بعد أنيت بينينج فـي عام 2017، لوكريسيا مارتل فـي عام 2019 وكيت بلانشيت فـي عام 2020.
ومن المقرّر أن يتجهوا جميعًا إلى ليدو هذا الشهر لاتخاذ قرار بشأن أهم جوائز المهرجان ومنها الأسد الذهبي لأفضل فـيلم والأسد الفضي لأفضل مخرج وهو عادة ما يحدّد اتجاه موسم الجوائز المقبل.