آنا دي أرماس أول كوبية تحصد ترشيحاً للأوسكار
على الرغم من الانتقادات اللاذعة التي طالت الممثلة الكوبية آنا دي أرماس بعد أداء دور أيقونة هوليوود مارلين مونرو فـي فـيلم «Blonde»، وذلك لعدم اتقانها للهجتها المميّزة وفشلها فـي تقديم أدائها الصوتي. إلّا أن هذا الدور كان بطاقة آنا للدخول الى نادي مرشحي الأوسكار لأول مرة فـي مسيرتها وهو إنجاز مميّز خاصة وأنها أول كوبية تحظى بهذا الشرف.
انتقد كثيرون المخرج أندرو دومينيك لاختيار آنا دي أرماس لأداء دور النجمة الشقراء التي صعدت إلى الشهرة كممثلة ومغنية ورمز جذاب لأميركا. وأثارت لهجة الممثلة الكوبية الجدل واعتبرها عدد من الجمهور غير مناسبة للفـيلم الذي استند فـي أحداثه إلى قصة جويس كارول عن حياة مونرو.
بريق مارلين مونرو وإنسانيتها
من جهته اعتبر المكتب الإعلامي لمارلين مونرو أن: «أي ممثل يتولى هذا الدور يعرف أن لديه مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقه، واستناداً إلى المقطع الدعائي وحده، يبدو أن آنا كانت اختياراً رائعاً لأداء دور البطولة، لأنها تجسّد بريق مارلين وإنسانيتها وضعفها، نتوق بشدة لرؤية الفـيلم بأكمله!».
ويتطرّق فـيلم بلوند، الذي لم ينجح بالحصول إلا على ترشيح واحد للأوسكار، إلى مونرو الإنسانة التي أقامت علاقات مع مشاهير ومسؤولين كبار من بينهم الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي وشقيقه، إلى جانب المؤلف الكبير آرثر ميلر الذي تزوجته.
ويعيد الفـيلم تجسيد أهم اللقطات التي اشتهرت بها مارلين مونرو فـي حياتها المهنية، ومنها مشهد الفستان الأبيض الشهير من فـيلم The Seven Year Itch، ومشهد غنائها بالفستان الوردي اللون فـي «Gentlemen Prefer Blondes».
نال فـيلم Blonde ترشيحا واحدا لجوائز الأوسكار 2023، بعد إعلان أكاديمية علوم الصورة عن قوائم 10 فئات لترشيحات الأوسكار، وكانت الفئة الوحيدة التي رشح لها الفـيلم هي أفضل ماكياج وتسريحة شعر.
لم أقلد مارلين مونرو
تعترف آنا دي أرماس الممثلة البالغة من العمر 34 عامًا، بأن الفـيلم كان يجب أن يغطي جميع الجوانب المريحة وغير المريحة فـي حياة النجمة مارلين مونرو، وبالنسبة لـ«دي أرماس» كان الأمر أكثر من مجرد تقليد مونرو، قائلة: «لم تكن وظيفتي تقليدها، لقد كنت مهتمة بمشاعرها ورحلتها وانعدام الأمن لديها حتى صوتها».
وعن توقّعات الناس عن الفـيلم، أوضحت: «لا أعرف ما الذي يتوقعه الناس، لكن هذا بالتأكيد سيكون شيئًا مفاجئًا للغاية وسيصبح أكثر حميمية فـي حياة ورحلة نورما جين التي أصبحت نجمة السينما مارلين مونرو».
سحر آنا ينقذ الفـيلم
فـي أول ردود فعل المشاهدين وتعليقاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بدا الغضب واضحاً. استنكر عشّاق مونرو وضعَها فـي إطارٍ مملّ حسب تعبيرهم. شجبوا القسوة التي أُخضع لها شخصها، كما رأوا فـي الفـيلم رسالةَ بغضٍ موجّهة إلى امرأةٍ أَحبها الجميع.
وحدَها الممثلة آنا دي آرماس أتت لتُنقذ الموقف. أقلّ ما يقال عن أدائها إنه ساحر وخاطف للأنفاس. فإلى جانب تقمّصها شكل مارلين مونرو، حاولت الممثلة الكوبية الأصل التخفـيف من وطأة الانهزامية التي رُسمت إطاراً لمونرو.
متسلّحةً بالكاريزما وبانخطافٍ واضح بشخصية «شقراء هوليوود»، تحوّلت دي آرماس إلى أجمل عناصر الفـيلم وأقواها على الإطلاق. لذا فليس من المستغرب نيلها ترشيحاً إلى الأوسكار عن دورها فـي الفـيلم.
فـي الكواليس التي أفصح موقع «نتفليكس» عن بعضها، كانت دي آرماس تمضي ثلاث ساعات يومياً قبل التصوير لإتمام تصفـيف شعرها والتبرّج، فـي وقتٍ كانت تمرّ فـي خلفـية الكواليس بعض أفلام مونرو. باعتراف الجميع، من التقنيين إلى المصوّرين وصولاً إلى الممثل آدريان برودي، فإنّ دي آرماس جعلتهم يشعرون لوهلةٍ بأنهم يقفون أمام مارلين مونرو الحقيقية.
برودي الذي أدّى دور الكاتب آرثر ميللر زوج مونرو قال فـي هذا الإطار: «أعمل فـي المجال منذ وقتٍ طويل، لكنني لا أتذكّر ممثلاً استطاع نقلي إلى مكان وزمان آخرَين كما فعلت آنا. جعلتني أشعر بأني حصلتُ على شرف العمل مع مارلين مونرو شخصياً». أما دي آرماس، فعندما نظرت فـي المرآة وأبصرت للمرة الأولى وجه مارلين مطبوعاً فوق وجهها، بكت طويلاً.
من كوبا الى هوليوود
آنا دي أرماس هي ممثلة كوبية وإسبانية. بدأت حياتها المهنية فـي كوبا وكان لها دور رائد فـي الدراما الرومانسية أونا روزا دي فرانسيا (2006). فـي سن 18، انتقلت إلى مدريد، ولعبت دور البطولة فـي الدراما الشعبية El internado لمدة ستة مواسم من 2007 إلى 2010.
بعد الانتقال إلى لوس أنجليس، لعبت دي أرماس أدوارًا تتحدث خلالها باللغة الإنكليزية أولها فـيلم الإثارة النفسية Knock Knock عام 2015 ثم فـيلم War Dogs فـي عام 2016، وكان لها دور فـي فـيلم Hands of Stone عام 2016.
وبدأ اسم آنا بالسطوع فـي عالم هوليوود بقوة مع فـي فـيلم الخيال العلمي Blade Runner 2049 عام 2017.
كما رثشحت لجائزة غولدن غلوب لأدائها دور الممرضة مارتا كابريرا فـي الفـيلم الغامض Knives Out عام 2019.
وفـي عام 2019 كذلك أدت دوراً فـي فـيلم Deep Water الى جانب بن أفليك الذي تطوّرت علاقتها معه الى علاقة غرامية استقطبت الأضواء قبل أن ينفصلا فـي 2021.
بعد ذلك سطع نجمها مع فـيلم جيمس بوند «No Time To Die» حيث أدّت دور فتاة بوند بالوما عام 2021.
قبل أن تجسّد شخصية مارلين مونرو أخيراً فـي فـيلم السيرة الذاتية الخيالي Blonde عام 2022والذي تلقت عنه ترشيحًا لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، لتصبح أول امرأة كوبية تفعل ذلك.