مهرجان البندقية فـي دورته الـ80
خمس مخرجات ومشاركة عربية خجولة
وسط تحدّيات إستثنائية تواجه مهرجانات السينما العالمية بسبب إضراب ممثلي وكتّاب السيناريو فـي هوليوود، انطلق مهرجان البندقية فـي دورته الـ80 فـي 30 أغسطس على أن يستمرّ حتّى 9 سبتمبر، وهو يَعدُ ببرنامج غني جداً، خاصة فـي قسم الكلاسيكيات المرمّمة، وفـي اختياره لباقة مميّزة من الأفلام لمخرجين مخضرمين. ولكن يؤخذ على دورة هذا العام عدم مراعاتها للتنوّع، إذ لا تضمّ لائحة الأفلام المتنافسة إلا خمسة أفلام فقط لمخرجات، بينما يسيطر المخرجون على المنافسة، كذلك تبدو المشاركة العربية غائبة عن هذا المهرجان، إذ تقتصر على فـيلم روائي تونسي وفـيلم وثائقي فلسطيني.
يُعزى نجاح المهرجان فـي ضمّ أسماء مخرجين كبار واستقطاب أفلام عالمية، إلى أسباب عدّة، يعود أغلبها إلى إدارة المهرجان، ومُديره الفني ألبرتو باربيرا، القادم من النقد السينمائي: صاحب رؤية فنية مُتميّزة، وتفكير مُغاير، وهو يبذل جهودًا ملحوظة فـي السنوات الأخيرة، ويُظهر حنكة فـي مواجهة الهجوم النقدي بسبب تغييره الهوية الأوروبية الطليعية والفنية للمهرجان تارة، وميل أكبر إلى السينما الأميركية وإنتاجاتها المُتفاوتة، ما يجعلها طاغية أكثر، تارة أخرى. مع ذلك، أثبتت الأيام أنّ نظرته ثاقبة إلى حدّ كبير، إذ باتت الإنتاجات الأميركية تنتظر، بل تُفَضِّل، المهرجان الإيطالي على غيره، وبات المنتجون والمخرجون يتفاءلون بعرض آخر إبداعاتهم فـيه، لعلّها تُرشَّح/تفوز بـ«أوسكار» أو «غولدن غلوب» أو غيرهما، كما حدث سابقاً. فمن «مهرجان البندقية»، انطلقت أفلام كثيرة لافتة للانتباه، حقّقت نجاحات كبيرة، ونالت جوائز عدّة، مثل «بيردمان» (2014) لأليخاندرو غونزاليس إينارّيتو، و«لا لا لاند» (2016) لداميان شازيل، و«شكل الماء» (2017) لغييرمو دل تورو، و«روما» (2018) لألفونسو كوارون، و«نومادلاند» (2020) لكلوي تشاو، و«الحوت» (2022) لدارن أرونوفسكي.
بفضل باربيرا أيضاً، انفتح المهرجان على شركات وشبكات الإنتاج كافة، خاصة الأميركية، وتحديداً نتفليكس وأمازون، على عكس مهرجان «كان» مثلاً. فتعاون مهرجان «البندقية» مع نتفليكس فـي السنوات الماضية أفاده كثيراً، ومنحه فرصة الحصول على أفلام حقّقت نجاحات كبيرة بعد إطلاقها فـي المهرجان أهمّها: «روما» لكوارون، و«يد الله» (2021) لباولو سورينتينو، و«قوة الكلب» (2021) لجين كامبيون، و«شقراء» (2022) لأندرو دومينيك، و«ضوضاء بيضاء» (2022) لنواه بومباخ. هذا العام، تحضر نتفليكس فـي المسابقة بثلاثة أفلام: «القاتل» لديفـيد فـينشر (تمثيل مايكل فاسبندر)؛ و«مايسترو» لبرادلي كوبر، مخرجاً وممثلاً؛ و«الكونت» للتشيلي بابلو لارين، عن الجنرال الفاشي أوغوستو بينوشيه (تمثيل ألفريديو كاسترو).
لا يعني هذا أنّ المهرجان يضع السينما الأميركية والمنصّات «نُصب عينيه»، أو أنّه يُجافـي السينمات الفنية والطليعية والتجريبية، وغيرها. السينما الأوروبية حاضرة دائماً، كما الآسيوية، المتواجدة دائماً بفاعلية كبيرة، والحاصدة جوائز، بعضها أساسي، خاصةً فـي الأعوام الماضية. كذلك، تحضر دائماً سينما أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، ومنها دول عربية، بقدر مُتفاوت سنوياً، فـي المسابقات والبرامج، ولجان التحكيم، وبعضها ينال جوائز. مع ذلك، يصعب إنكار أهمية المهرجان للأفلام الأميركية كمنصّة تسبق موسم الأوسكار، وأهمية الأفلام الأميركية ونجومها بالنسبة إليه. بالتالي، فإنّ علاقة المهرجان بهوليوود جوهرية جداً.
خمس مخرجات فقط
لعل أبرز نقاط ضعف دورة هذا العام من المهرجان، اقتصار مشاركة المخرجات بخمسة أفلام فقط، من 23 فـيلماً فـي المسابقة. هذا يعني أنّ المهرجان لم يمنح فرصاً متكافئة بين الجنسين، أسوةً بالـ«برليناله» و«كان». لكنّ باربيرا أكّد مُجدّداً أنّ المهرجان لا يتعمّد هذا، وأنّ 32 فـي المئة من الأفلام المُقدّمة هذا العام لمُخرجات، و66 فـي المئة لمُخرجين.
والأفلام الخمسة هي لصوفـيا كوبولا (بريسيلا)، وآغنياسكا هولاند (الحدود الخضراء) ومالغورزاتا شومفْسْكا وميخال أنْغلرت (امرأة مع. . .) وفْيان تروش (مُقدّس) وإيفا دوفرْناي (أصل)، التي تدخل التاريخ كأول أفروأميركية تُشارك فـي المسابقة. وكانت الممثلة والمخرجة ريجينا كينغ أول أفروأميركية تُشارك فـي البندقية، لكنْ خارج مسابقة الدورة الـ77 بـ«ليلة فـي ميامي».
تغيير فـيلم الافتتاح
اضطرّت الإدارة الفنية لمهرجان البندقية السينمائي، للمرّة الأولى فـي تاريخه، إلى استبدال فـيلم الافتتاح الأميركي Challengers، للإيطالي لوكا غوادانينو، بفـيلم Comandante للإيطالي إدواردو دي أنجِليس، بسبب إضراب الممثلين والكتّاب الأميركيين فـي هوليوود. ذلك أنّ الشركة الموزّعة سحبت الفـيلم من العرض، فتأجّل إطلاقه إلى الصيف المقبل. هذا الإضراب يمنع الممثلين، وبينهم ممثلو الفـيلم، من المشاركة فـي أي نوع من الترويج لأعمالهم، إلى حين الاتفاق مع شركات الإنتاج فـي هوليوود.
وقد حمل فـيلم الافتتاح Comandante، رسالة مباشرة مفادها أن الحرب يجب أن لا تقتل إنسانيتنا. ويتناول فـيلم «كوماندانتي» القصة الحقيقية، للقبطان الإيطالي سالفاتور تودارو، الذي قاد غواصة لتدمير سفـينة تجارية محمّلة بالأسلحة فـي المحيط الأطلسي إبان الحرب العالمية الثانية، وبعد نجاح مهمته فـي الحرب، تمسك بمبادئ الإنسانية، وأصر على إنقاذ 25 من البحارة البلجيكيين للسفـينة الغارقة، ليخوض مغامرة محفوفة بالمخاطر بعدما اضطر إلى الإبحار على سطح الماء لمدة ثلاثة أيام، مرئياً لقوات العدو ويعرّض حياته وحياة رجاله للخطر، قبل الوصول بهم إلى بر الأمان. وعُرض هذا الفـيلم عالمياً للمرة الأولى يوم افتتاح مهرجان البندقية فـي القاعة الكبرى فـي قصر السينما على جزيرة ليدو فـي بحيرة البندقية.
تحدّيات الإضراب
صحيح أنّ الأميركية جوليان مور، ترأّست لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية العام الماضي، بينما يترأسها هذا العام الأميركي داميان شازيل، إلاّ أنّ باربيرا أكّد مراراً، فـي السنوات الأخيرة، أنّ المهرجان ليس حيّزاً لعرض أفلام هوليوودية والاحتفاء بنجومها، وأفلام أوروبية بارزة فقط، بل إنّه مهرجان أفلام فنية واكتشافات جديدة من العالم. دليله أنّه، فـي الدورة الماضية، لم يكن هناك، من 73 فـيلماً روائياً من 56 دولة فـي الاختيار الرسمي، أكثر من 10 أفلام أميركية، هوليوودية وسينما مستقلّة. كما نجح المهرجان، باحترافـية، فـي النجاة من معضلة كورونا، ولم تُجبَر إدارته على الإلغاء، ولو مرة واحدة. هذا العام، يحاول مواجهة تحدّي الإضراب المؤثّر، من دون شكّ، على بريقه الإعلامي، لغياب نجوم أميركيين كبار، كان يُفترض بهم المجيء للترويج لأفلامهم.
ومع استمرار الإضراب، يأمل القائمون على المهرجان، أنْ تحظى أفلام مشاركة على إعفاء أو استثناء، بدعم الشركات المستقلّة. لكنْ، وإنْ وافقت الجهات المعنية على المشاركة، فربما يرفض الممثلون والمخرجون الحضور، تضامناً مع زملائهم المُضربين. من ناحية أخرى، يُمكن أنْ يحضروا فعلاً، فقط لدعم زملائهم ومساندتهم، بلفت الانتباه إلى الإضراب، وهم على البساط الأحمر لأحد أهمّ المحافل السينمائية الدولية وأعرقها. إجمالاً، يُتوقّع هذا العام أنْ يكون عدد النجوم أقل، فـي ظلّ وجود أميركي أصغر من المُعتاد فـي الـ«ليدو»؛ والمرتبطون بعقودٍ مع شركات الإنتاج الأميركية سيحضرون، لكنْ ربما لن يمرّوا على ذاك البساط. أمّا المُمثلون المُستقلّون، وهم كُثُرٌ فـي أفلام هذه الدورة، فسيحضرون، علماً أنّ كيفـية مشاركتهم ستتوضّح فـي أيامها الأولى.
المُثير للانتباه كامن فـي الإعلان، أخيراً، عن أنّ مايكل مان، مخرج «فـيراري» (المسابقة)، توصّل إلى تسوية مع النقابة تسمح له بالترويج لجديده؛ وتمكّن آدم درايفر (مؤدّي الشخصية الرئيسية) وبقية فريق الفـيلم، من الحضور. هل يمضي الآخرون على نهج مان، فـيتجاوز «البندقية» أزمته؟ الإجابة تظهر فـي الأيام المقبلة.
رغم هذا الارتباك والضبابية، بسبب إضراب هوليوود، يضمّ برنامج الدورة الـ80 أفلاماً مهمّة ومتنوّعة لمخرجين أميركيين، منهم مان نفسه، وديفـيد فـينشر وبرادلي كوبر ووِس أندرسن وصوفـيا كوبولا وآفا دوفـيرناي، خمسة أفلام منها فـي المسابقة الرئيسية؛ إلى مخرجين ونجوم أوروبيين وأميركيين لاتينيين وآسيويين. هذه إشارة دالّة على أنّ الاضطراب الناجم عن الإضراب سيكون أقلّ من توقّعات البعض، والبساط الأحمر لن يخلو كلّياً من النجوم والنجمات.
مخرجون مخضرمون
اللافت أنّ الدورة الـ80 هذه تضمّ مخرجين مخضرمين، فـي رصيد كلّ واحد منهم أكثر من نصف قرن فـي صناعة الأفلام. لعلّ الأمر صدفة بحتة، أو ربما تكريم وتقدير لمسيرتهم: فريدريك وايزمان، 93 عاماً؛ ليليانا كافاني، 90 عاماً؛ رومان بولانسكي، 90 عاماً، وودي آلن، 87 عاماً؛ يريفان جيانيكيان، 81 عاماً؛ هؤلاء جميعاً أكبر من عمر المهرجان نفسه، الذي أُقيمت دورته الأولى بين 6 و21 أغسطس 1932. هناك أيضاً مايكل مان، 80 عاماً وويليام فريدكين، 88 عاماً، الراحل قبل أيام، الذي نعاه المهرجان رسمياً، والحاصل على «الأسد الذهبي» التكريمي لإنجاز العمر قبل عقد واحد بالضبط. فـي إطار تكريمه/تأبينه، يُعرض له، فـي قسم «كلاسيكيات»، نُسخة مُرَمَّمة لتحفته الشهيرة «طارد الأروح الشريرة»، الذي أخرجه قبل خمسين سنة.
أربعة أسماء عربية فـي لجان التحكيم
يشارك ثلاثة من صنّاع السينما العربية فـي لجان التحكيم فـي أقسام المهرجان المختلفة، وهم: الممثل الفلسطيني صالح بكري، والمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي إضافة الى المخرجة اللبنانية نادين لبكي.
ويشارك الممثل الفلسطيني صالح بكري ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، وهي اللجنة التي يترأسها المخرج الأميركي داميان شازيلو وتضم أيضًا جين كامبيون ولورا بويتراس ومارتن ماكدونا وميا هانسن لوف.
وبكري صاحب مسيرة فنية مختلفة، حيث شارك فـي أفلام مستقلة من لبنان والمغرب وإيطاليا وفلسطين، وحظيت أفلامه باهتمام عالمي، مثل فـيلم «ملح هذا الأرض» الذي عرض فـي مهرجان كان السينمائي عام 2008، ومثّل فلسطين فـي مسابقة الأوسكار لأفضل فـيلم غير ناطق بالإنكليزية.
كما شارك أيضًا فـي الفـيلم الفرنسي «عين النساء» La Source des femmes من إخراج رادو ميهالينو، وعرض فـي المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي عام 2011، وفاز فـيلمه «لما شفتك» بأفضل فـيلم آسيوي فـي الدورة الـ63 لمهرجان برلين السينمائي الدولي.
لعب بكري دور البطولة فـي فـيلم Salvo الذي فاز بجائزة مسابقة أسبوع النقاد فـي مهرجان كان السينمائي عام 2013. وفـي عام 2017، شارك فـي فـيلم «واجب» الذي فاز بـ36 جائزة دولية، بما فـي ذلك أفضل فـيلم فـي مار ديل بلاتا ومهرجان دبي ومهرجان دي سي السينمائي ومهرجان لندن.
وعرض له فـي 2021 فـيلم قصير عنوانه The Present، ترشّح لأوسكار أفضل فـيلم قصير لكنه لم يفز بها، وشاركته بطولته المخرجة والممثلة نادين لبكي، وعُرض فـي مهرجان البندقية السينمائي.
أما المخرجة التونسية كوثر بن هنية فانضمت إلى لجنة تحكيم مسابقة «آفاق» (Orizzonti) التي يترأسها المخرج الإيطالي جوناس كاربينيانو، وتضم أيضًا المخرج والفنان الأميركي خليل جوزيف، والمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي جان بول سالومي، ومديرة مهرجان الفـيلم البريطاني والشخصية البارزة فـي الصناعة تريشيا تاتل.
وكوثر بن هنية، مخرجة تونسية حصلت على دعم من مهرجانات عالمية لأفلامها، إلى جانب عرضها ومشاركتها أيضا فـي أهم الفعاليات العالمية. بدأت مشوارها بصناعة أفلام قصيرة مثل «يد اللوح»، لتقدم بعدها العديد من الأفلام مثل «شلاط تونس» و«زينب تكره الثلج» و«على كف عفريت» و»بطيخ الشيخ». وفـي عام 2020، انتزع فـيلمها «الرجل الذي باع ظهره» جائزتين من مهرجان البندقية السينمائي، كما فاز فـيلمها الأخير «بنات ألفة» بجائزة العين الذهبية فـي الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، إلى جانب حصول الفـيلم على الجائزة الأولى من مهرجان ميونخ السينمائي.
ويشارك الفنان المغربي فوزي بنسعيدي فـي لجنة تحكيم جائزة أسد المستقبل لأفضل عمل طويل أول، واللجنة يترأسها أليس ديوب ويشارك فـي عضويتها المخرجة والمنتجة الأرجنتينية لورا سيتاريلا، والمخرج الإيطالي أندريا دي سيكا، والكاتبة والمخرجة الأميركية كلوي دومونت.
و إلى جانب مشاركته فـي أفلام مغربية، شارك بنسعيدي أيضًا فـي أفلام على مستوى عالمي، وبدأ مشواره فـي منتصف تسعينيات القرن الماضي، ومن أفلامه «ضفائر» والفـيلم الفرنسي Dheepan، وآخر أفلامه هو الفـيلم الفرنسي المغربي Sofia عام 2018.
أما المخرجة اللبنانية نادين لبكي فهي عضو فـي لجنة تحكيم جائزة التأثير الرائد فـي الصناعة ضمن فعاليات المهرجان. كذلك ستشارك لبكي فـي عضوية لجنة تحكيم الدورة 48 لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي بكندا، والتي تقام خلال الفترة من 7 إلى 17 سبتمبر الحالي.
الأفلام العربية المشاركة
تفتقر دورة هذا العام الى المشاركة العربية التي تقتصر على فـيلم روائي طويل واحد من تونس، يشارك ضمن قسم «آفاق» وفـيلم وثائقي فلسطيني من إنتاج فلسطيني قطرى فرنسى وبلجيكى للمخرجة لينا سوالم ضمن فئة أيام البندقية.
«وراء الجبال» الفـيلم العربي الروائي الوحيد المشارك
يشارك فـيلم وراء الجبال، فـي قسم آفاق، ليكون الفـيلم العربي الروائي الطويل الوحيد فـي دورة هذا العام، وتدور أحداث العمل حول رحلة رفـيق الذي خرج للتو من السجن بعدما قضى أربع سنوات، ولا توجد أمامه سوى خطة واحدة، وهي أن يصطحب ابنه فـي رحلة إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل.
يشهد وراء الجبال تعاونًا جديدًا مع الممثل مجد مستورة الحائز على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل عن دوره فـي «نحبك هادي»، ويشاركه البطولة سامر بشارات ووليد بوشيوة، وسلمى الزغيدي وحلمي الدريدي.
«باي باي طبريا» فـيلم وثائقي فلسطيني
الى ذلك يشارك فـيلم «باي باي طبريا»، للمخرجة لينا سوالم، فـي الدورة الـ 80 من مهرجان البندقية السينمائي الدولى فـي فئة «أيام البندقية».
«باي باي طبريا»، هو الفـيلم الوثائقي الطويل الثاني للمخرجة سوالم بعد الفـيلم الأول «جزائرهم» الذي كان أيضًا من توزيع أم سي.
الفـيلم الوثائقى إنتاج فلسطيني قطرى فرنسى بلجيكى، وتدور أحداثه حول شخصية هيام عباس التى غادرت فـي أوائل العشرينيات من عمرها، قريتها الفلسطينية لتحقق حلمها بأن تصبح ممثلة فـي أوروبا، تاركة وراءها والدتها وجدتها وأشقائها السبع .بعد ثلاثين عامًا، تعود بصحبة ابنتها المخرجة لينا سوالم إلى القرية لتقوم هذه الأخيرة بمسألة خيارات والدتها وللمرة الأولى، واختبارها للمنفى والطريقة التي أثر بها هذا الغياب والرحيل على النساء فـي عائلتهن وعلى حياتهن.
وبين الماضي والحاضر، يجمع «باي باي طبريا» صورًا لليوم، ولقطات عائلية من التسعينيات وأرشيفات تاريخية لتصوير أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات اللواتي يحافظن على قصتهن وإرثهن من خلال قوة الروابط، على الرغم من المنفى والنهب والحسرة.
عملت الممثلة والمخرجة الفرنسية الفلسطينية الجزائرية لينا سوالم كمبرمجة للمهرجان الدولي لأفلام حقوق الإنسان فـي بوينس آيرس.
فـيلمها الوثائقي الطويل الأول جرى عرضه العالمي الأول فـي مهرجان Vision du Reel عام 2020، وحصل على جائزة الفـيلم الأول فـي مهرجان مونبلييه الدولي للسينما المتوسطية، وجائزة أفضل فـيلم وثائقي عربي فـي مهرجان الجونة السينمائي، وجائزة أفضل فـيلم وثائقي فـي مهرجان سينيمانيا السينمائي. 2021
كما مثلت لينا سوالم فـي ثلاثة أفلام طويلة من إخراج حفظية حرزي وهيام عباس وريحان، وتعمل حاليًا كمؤلفة للأفلام الروائية والوثائقية والمسلسلات التلفزيونية.