Bruce Clay

مهرجان البندقية فـي دورته الـ80
خمس مخرجات ومشاركة عربية خجولة

This slideshow requires JavaScript.

وسط‭ ‬تحدّيات‭ ‬إستثنائية‭ ‬تواجه‭ ‬مهرجانات‭ ‬السينما‭ ‬العالمية‭ ‬بسبب‭ ‬إضراب‭ ‬ممثلي‭ ‬وكتّاب‭ ‬السيناريو‭ ‬فـي‭ ‬هوليوود،‭ ‬انطلق‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬فـي‭ ‬دورته‭ ‬الـ80‭ ‬فـي‭ ‬30‭ ‬أغسطس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يستمرّ‭ ‬حتّى‭ ‬9‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وهو‭ ‬يَعدُ‭ ‬ببرنامج‭ ‬غني‭ ‬جداً،‭ ‬خاصة‭ ‬فـي‭ ‬قسم‭ ‬الكلاسيكيات‭ ‬المرمّمة،‭ ‬وفـي‭ ‬اختياره‭ ‬لباقة‭ ‬مميّزة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬لمخرجين‭ ‬مخضرمين‭. ‬ولكن‭ ‬يؤخذ‭ ‬على‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬عدم‭ ‬مراعاتها‭ ‬للتنوّع،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تضمّ‭ ‬لائحة‭ ‬الأفلام‭ ‬المتنافسة‭ ‬إلا‭ ‬خمسة‭ ‬أفلام‭ ‬فقط‭ ‬لمخرجات،‭ ‬بينما‭ ‬يسيطر‭ ‬المخرجون‭ ‬على‭ ‬المنافسة،‭ ‬كذلك‭ ‬تبدو‭ ‬المشاركة‭ ‬العربية‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المهرجان،‭ ‬إذ‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬فـيلم‭ ‬روائي‭ ‬تونسي‭ ‬وفـيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬فلسطيني‭.‬

يُعزى‭ ‬نجاح‭ ‬المهرجان‭ ‬فـي‭ ‬ضمّ‭ ‬أسماء‭ ‬مخرجين‭ ‬كبار‭ ‬واستقطاب‭ ‬أفلام‭ ‬عالمية،‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬عدّة،‭ ‬يعود‭ ‬أغلبها‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬المهرجان،‭ ‬ومُديره‭ ‬الفني‭ ‬ألبرتو‭ ‬باربيرا،‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬السينمائي‭: ‬صاحب‭ ‬رؤية‭ ‬فنية‭ ‬مُتميّزة،‭ ‬وتفكير‭ ‬مُغاير،‭ ‬وهو‭ ‬يبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬ملحوظة‭ ‬فـي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ويُظهر‭ ‬حنكة‭ ‬فـي‭ ‬مواجهة‭ ‬الهجوم‭ ‬النقدي‭ ‬بسبب‭ ‬تغييره‭ ‬الهوية‭ ‬الأوروبية‭ ‬الطليعية‭ ‬والفنية‭ ‬للمهرجان‭ ‬تارة،‭ ‬وميل‭ ‬أكبر‭ ‬إلى‭ ‬السينما‭ ‬الأميركية‭ ‬وإنتاجاتها‭ ‬المُتفاوتة،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬طاغية‭ ‬أكثر،‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬أثبتت‭ ‬الأيام‭ ‬أنّ‭ ‬نظرته‭ ‬ثاقبة‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬كبير،‭ ‬إذ‭ ‬باتت‭ ‬الإنتاجات‭ ‬الأميركية‭ ‬تنتظر،‭ ‬بل‭ ‬تُفَضِّل،‭ ‬المهرجان‭ ‬الإيطالي‭ ‬على‭ ‬غيره،‭ ‬وبات‭ ‬المنتجون‭ ‬والمخرجون‭ ‬يتفاءلون‭ ‬بعرض‭ ‬آخر‭ ‬إبداعاتهم‭ ‬فـيه،‭ ‬لعلّها‭ ‬تُرشَّح‭/‬تفوز‭ ‬بـ«أوسكار‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬غولدن‭ ‬غلوب‮»‬‭ ‬أو‭ ‬غيرهما،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬سابقاً‭. ‬فمن‭ ‬‮«‬مهرجان‭ ‬البندقية‮»‬،‭ ‬انطلقت‭ ‬أفلام‭ ‬كثيرة‭ ‬لافتة‭ ‬للانتباه،‭ ‬حقّقت‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ونالت‭ ‬جوائز‭ ‬عدّة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬بيردمان‮»‬‭ (‬2014‭) ‬لأليخاندرو‭ ‬غونزاليس‭ ‬إينارّيتو،‭ ‬و«لا‭ ‬لا‭ ‬لاند‮»‬‭ (‬2016‭) ‬لداميان‭ ‬شازيل،‭ ‬و«شكل‭ ‬الماء‮»‬‭ (‬2017‭) ‬لغييرمو‭ ‬دل‭ ‬تورو،‭ ‬و«روما‮»‬‭ (‬2018‭) ‬لألفونسو‭ ‬كوارون،‭ ‬و«نومادلاند‮»‬‭ (‬2020‭) ‬لكلوي‭ ‬تشاو،‭ ‬و«الحوت‮»‬‭ (‬2022‭) ‬لدارن‭ ‬أرونوفسكي‭.‬

This slideshow requires JavaScript.

بفضل‭ ‬باربيرا‭ ‬أيضاً،‭ ‬انفتح‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬وشبكات‭ ‬الإنتاج‭ ‬كافة،‭ ‬خاصة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وتحديداً‭ ‬نتفليكس‭ ‬وأمازون،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬كان‮»‬‭ ‬مثلاً‭. ‬فتعاون‭ ‬مهرجان‭ ‬‮«‬البندقية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نتفليكس‭ ‬فـي‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أفاده‭ ‬كثيراً،‭ ‬ومنحه‭ ‬فرصة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أفلام‭ ‬حقّقت‭ ‬نجاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬بعد‭ ‬إطلاقها‭ ‬فـي‭ ‬المهرجان‭ ‬أهمّها‭: ‬‮«‬روما‮»‬‭ ‬لكوارون،‭ ‬و‮«‬يد‭ ‬الله‮»‬‭ (‬2021‭) ‬لباولو‭ ‬سورينتينو،‭ ‬و«قوة‭ ‬الكلب‮»‬‭ (‬2021‭) ‬لجين‭ ‬كامبيون،‭ ‬و«شقراء‮»‬‭ (‬2022‭) ‬لأندرو‭ ‬دومينيك،‭ ‬و«ضوضاء‭ ‬بيضاء‮»‬‭ (‬2022‭) ‬لنواه‭ ‬بومباخ‭. ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬تحضر‭ ‬نتفليكس‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭ ‬بثلاثة‭ ‬أفلام‭: ‬‮«‬القاتل‮»‬‭ ‬لديفـيد‭ ‬فـينشر‭ (‬تمثيل‭ ‬مايكل‭ ‬فاسبندر‭)‬؛‭ ‬و«مايسترو‮»‬‭ ‬لبرادلي‭ ‬كوبر،‭ ‬مخرجاً‭ ‬وممثلاً؛‭ ‬و«الكونت‮»‬‭ ‬للتشيلي‭ ‬بابلو‭ ‬لارين،‭ ‬عن‭ ‬الجنرال‭ ‬الفاشي‭ ‬أوغوستو‭ ‬بينوشيه‭ (‬تمثيل‭ ‬ألفريديو‭ ‬كاسترو‭).‬

لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أنّ‭ ‬المهرجان‭ ‬يضع‭ ‬السينما‭ ‬الأميركية‭ ‬والمنصّات‭ ‬‮«‬نُصب‭ ‬عينيه‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬أنّه‭ ‬يُجافـي‭ ‬السينمات‭ ‬الفنية‭ ‬والطليعية‭ ‬والتجريبية،‭ ‬وغيرها‭. ‬السينما‭ ‬الأوروبية‭ ‬حاضرة‭ ‬دائماً،‭ ‬كما‭ ‬الآسيوية،‭ ‬المتواجدة‭ ‬دائماً‭ ‬بفاعلية‭ ‬كبيرة،‭ ‬والحاصدة‭ ‬جوائز،‭ ‬بعضها‭ ‬أساسي،‭ ‬خاصةً‭ ‬فـي‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭. ‬كذلك،‭ ‬تحضر‭ ‬دائماً‭ ‬سينما‭ ‬أميركا‭ ‬اللاتينية‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ومنها‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬بقدر‭ ‬مُتفاوت‭ ‬سنوياً،‭ ‬فـي‭ ‬المسابقات‭ ‬والبرامج،‭ ‬ولجان‭ ‬التحكيم،‭ ‬وبعضها‭ ‬ينال‭ ‬جوائز‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬يصعب‭ ‬إنكار‭ ‬أهمية‭ ‬المهرجان‭ ‬للأفلام‭ ‬الأميركية‭ ‬كمنصّة‭ ‬تسبق‭ ‬موسم‭ ‬الأوسكار،‭ ‬وأهمية‭ ‬الأفلام‭ ‬الأميركية‭ ‬ونجومها‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه‭. ‬بالتالي،‭ ‬فإنّ‭ ‬علاقة‭ ‬المهرجان‭ ‬بهوليوود‭ ‬جوهرية‭ ‬جداً‭.‬

خمس‭ ‬مخرجات‭ ‬فقط

This slideshow requires JavaScript.

لعل‭ ‬أبرز‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬المهرجان،‭ ‬اقتصار‭ ‬مشاركة‭ ‬المخرجات‭ ‬بخمسة‭ ‬أفلام‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ ‬23‭ ‬فـيلماً‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭. ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنّ‭ ‬المهرجان‭ ‬لم‭ ‬يمنح‭ ‬فرصاً‭ ‬متكافئة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬أسوةً‭ ‬بالـ«برليناله‮»‬‭ ‬و«كان‮»‬‭. ‬لكنّ‭ ‬باربيرا‭ ‬أكّد‭ ‬مُجدّداً‭ ‬أنّ‭ ‬المهرجان‭ ‬لا‭ ‬يتعمّد‭ ‬هذا،‭ ‬وأنّ‭ ‬32‭ ‬فـي‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬المُقدّمة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لمُخرجات،‭ ‬و66‭ ‬فـي‭ ‬المئة‭ ‬لمُخرجين‭.‬

والأفلام‭ ‬الخمسة‭ ‬هي‭ ‬لصوفـيا‭ ‬كوبولا‮ ‬‭(‬بريسيلا‭)‬،‭ ‬وآغنياسكا‭ ‬هولاند‭ (‬الحدود‭ ‬الخضراء‭) ‬ومالغورزاتا‭ ‬شومفْسْكا‭ ‬وميخال‭ ‬أنْغلرت‭ (‬امرأة‭ ‬مع‭. .‬‭ .) ‬وفْيان‭ ‬تروش‭ (‬مُقدّس‭) ‬وإيفا‭ ‬دوفرْناي‭ (‬أصل‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬التاريخ‭ ‬كأول‭ ‬أفروأميركية‭ ‬تُشارك‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭. ‬وكانت‭ ‬الممثلة‭ ‬والمخرجة‭ ‬ريجينا‭ ‬كينغ‭ ‬أول‭ ‬أفروأميركية‭ ‬تُشارك‭ ‬فـي‭ ‬البندقية،‭ ‬لكنْ‭ ‬خارج‭ ‬مسابقة‭ ‬الدورة‭ ‬الـ77‭ ‬بـ«ليلة‭ ‬فـي‭ ‬ميامي‮»‬‭.‬

تغيير‭ ‬فـيلم‭ ‬الافتتاح

This slideshow requires JavaScript.

‭ ‬اضطرّت‭ ‬الإدارة‭ ‬الفنية‭ ‬لمهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬السينمائي،‭ ‬للمرّة‭ ‬الأولى‭ ‬فـي‭ ‬تاريخه،‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬فـيلم‭ ‬الافتتاح‭ ‬الأميركي‭ ‬Challengers،‭ ‬للإيطالي‭ ‬لوكا‭ ‬غوادانينو،‭ ‬بفـيلم‭ ‬Comandante‭ ‬للإيطالي‭ ‬إدواردو‭ ‬دي‭ ‬أنجِليس،‭ ‬بسبب‭ ‬إضراب‭ ‬الممثلين‭ ‬والكتّاب‭ ‬الأميركيين‭ ‬فـي‭ ‬هوليوود‭. ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬الشركة‭ ‬الموزّعة‭ ‬سحبت‭ ‬الفـيلم‭ ‬من‭ ‬العرض،‭ ‬فتأجّل‭ ‬إطلاقه‭ ‬إلى‭ ‬الصيف‭ ‬المقبل‭. ‬هذا‭ ‬الإضراب‭ ‬يمنع‭ ‬الممثلين،‭ ‬وبينهم‭ ‬ممثلو‭ ‬الفـيلم،‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬فـي‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬لأعمالهم،‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬فـي‭ ‬هوليوود‭.‬

وقد‭ ‬حمل‭ ‬فـيلم‭ ‬الافتتاح‭ ‬Comandante،‭ ‬رسالة‭ ‬مباشرة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تقتل‭ ‬إنسانيتنا‭. ‬ويتناول‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬كوماندانتي‮»‬‭ ‬القصة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬للقبطان‭ ‬الإيطالي‭ ‬سالفاتور‭ ‬تودارو،‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬غواصة‭ ‬لتدمير‭ ‬سفـينة‭ ‬تجارية‭ ‬محمّلة‭ ‬بالأسلحة‭ ‬فـي‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬إبان‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وبعد‭ ‬نجاح‭ ‬مهمته‭ ‬فـي‭ ‬الحرب،‭ ‬تمسك‭ ‬بمبادئ‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬البحارة‭ ‬البلجيكيين‭ ‬للسفـينة‭ ‬الغارقة،‭ ‬ليخوض‭ ‬مغامرة‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر‭ ‬بعدما‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬الإبحار‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الماء‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬مرئياً‭ ‬لقوات‭ ‬العدو‭ ‬ويعرّض‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬رجاله‭ ‬للخطر،‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭. ‬وعُرض‭ ‬هذا‭ ‬الفـيلم‭ ‬عالمياً‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬يوم‭ ‬افتتاح‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬فـي‭ ‬القاعة‭ ‬الكبرى‭ ‬فـي‭ ‬قصر‭ ‬السينما‭ ‬على‭ ‬جزيرة‭ ‬ليدو‭ ‬فـي‭ ‬بحيرة‭ ‬البندقية‭.‬

تحدّيات‭ ‬الإضراب

This slideshow requires JavaScript.

صحيح‭ ‬أنّ‮ ‬الأميركية‭ ‬جوليان‭ ‬مور،‮ ‬ترأّست‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬المسابقة‭ ‬الرئيسية‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بينما‭ ‬يترأسها‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الأميركي‭ ‬داميان‭ ‬شازيل،‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّ‭ ‬باربيرا‭ ‬أكّد‭ ‬مراراً،‭ ‬فـي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أنّ‭ ‬المهرجان‭ ‬ليس‭ ‬حيّزاً‭ ‬لعرض‭ ‬أفلام‭ ‬هوليوودية‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بنجومها،‭ ‬وأفلام‭ ‬أوروبية‭ ‬بارزة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬إنّه‭ ‬مهرجان‭ ‬أفلام‭ ‬فنية‭ ‬واكتشافات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العالم‭. ‬دليله‭ ‬أنّه،‭ ‬فـي‭ ‬الدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك،‭ ‬من‭ ‬73‭ ‬فـيلماً‭ ‬روائياً‭ ‬من‭ ‬56‭ ‬دولة‭ ‬فـي‭ ‬الاختيار‭ ‬الرسمي،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أفلام‭ ‬أميركية،‭ ‬هوليوودية‭ ‬وسينما‭ ‬مستقلّة‭. ‬كما‭ ‬نجح‭ ‬المهرجان،‭ ‬باحترافـية،‭ ‬فـي‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬معضلة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولم‭ ‬تُجبَر‭ ‬إدارته‭ ‬على‭ ‬الإلغاء،‭ ‬ولو‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭. ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬يحاول‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدّي‭ ‬الإضراب‭ ‬المؤثّر،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شكّ،‭ ‬على‭ ‬بريقه‭ ‬الإعلامي،‭ ‬لغياب‭ ‬نجوم‭ ‬أميركيين‭ ‬كبار،‭ ‬كان‭ ‬يُفترض‭ ‬بهم‭ ‬المجيء‭ ‬للترويج‭ ‬لأفلامهم‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الإضراب،‭ ‬يأمل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬المهرجان،‭ ‬أنْ‭ ‬تحظى‭ ‬أفلام‭ ‬مشاركة‭ ‬على‭ ‬إعفاء‭ ‬أو‭ ‬استثناء،‭ ‬بدعم‭ ‬الشركات‭ ‬المستقلّة‭. ‬لكنْ،‭ ‬وإنْ‭ ‬وافقت‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬على‭ ‬المشاركة،‭ ‬فربما‭ ‬يرفض‭ ‬الممثلون‭ ‬والمخرجون‭ ‬الحضور،‭ ‬تضامناً‭ ‬مع‭ ‬زملائهم‭ ‬المُضربين‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يُمكن‭ ‬أنْ‭ ‬يحضروا‭ ‬فعلاً،‭ ‬فقط‭ ‬لدعم‭ ‬زملائهم‭ ‬ومساندتهم،‭ ‬بلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬الإضراب،‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬البساط‭ ‬الأحمر‭ ‬لأحد‭ ‬أهمّ‭ ‬المحافل‭ ‬السينمائية‭ ‬الدولية‭ ‬وأعرقها‭. ‬إجمالاً،‭ ‬يُتوقّع‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أنْ‭ ‬يكون‭ ‬عدد‭ ‬النجوم‭ ‬أقل،‭ ‬فـي‭ ‬ظلّ‭ ‬وجود‭ ‬أميركي‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬المُعتاد‭ ‬فـي‭ ‬الـ«ليدو»؛‭ ‬والمرتبطون‭ ‬بعقودٍ‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الأميركية‭ ‬سيحضرون،‭ ‬لكنْ‭ ‬ربما‭ ‬لن‭ ‬يمرّوا‭ ‬على‭ ‬ذاك‭ ‬البساط‭. ‬أمّا‭ ‬المُمثلون‭ ‬المُستقلّون،‭ ‬وهم‭ ‬كُثُرٌ‭ ‬فـي‭ ‬أفلام‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬فسيحضرون،‭ ‬علماً‭ ‬أنّ‭ ‬كيفـية‭ ‬مشاركتهم‭ ‬ستتوضّح‭ ‬فـي‭ ‬أيامها‭ ‬الأولى‭.‬

المُثير‭ ‬للانتباه‭ ‬كامن‭ ‬فـي‭ ‬الإعلان،‭ ‬أخيراً،‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬مايكل‭ ‬مان،‭ ‬مخرج‭ ‬‮«‬فـيراري‮»‬‭ (‬المسابقة‭)‬،‭ ‬توصّل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬مع‭ ‬النقابة‭ ‬تسمح‭ ‬له‭ ‬بالترويج‭ ‬لجديده؛‭ ‬وتمكّن‭ ‬آدم‭ ‬درايفر‭ (‬مؤدّي‭ ‬الشخصية‭ ‬الرئيسية‭) ‬وبقية‭ ‬فريق‭ ‬الفـيلم،‭ ‬من‭ ‬الحضور‭. ‬هل‭ ‬يمضي‭ ‬الآخرون‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬مان،‭ ‬فـيتجاوز‮ «‬البندقية‮» ‬أزمته؟‭ ‬الإجابة‭ ‬تظهر‭ ‬فـي‭ ‬الأيام‭ ‬المقبلة‭.‬

رغم‭ ‬هذا‭ ‬الارتباك‭ ‬والضبابية،‭ ‬بسبب‭ ‬إضراب‭ ‬هوليوود،‭ ‬يضمّ‭ ‬برنامج‭ ‬الدورة‭ ‬الـ80‭ ‬أفلاماً‭ ‬مهمّة‭ ‬ومتنوّعة‭ ‬لمخرجين‭ ‬أميركيين،‭ ‬منهم‭ ‬مان‭ ‬نفسه،‭ ‬وديفـيد‭ ‬فـينشر‭ ‬وبرادلي‭ ‬كوبر‭ ‬ووِس‭ ‬أندرسن‭ ‬وصوفـيا‭ ‬كوبولا‭ ‬وآفا‭ ‬دوفـيرناي،‭ ‬خمسة‭ ‬أفلام‭ ‬منها‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭ ‬الرئيسية؛‭ ‬إلى‭ ‬مخرجين‭ ‬ونجوم‭ ‬أوروبيين‭ ‬وأميركيين‭ ‬لاتينيين‭ ‬وآسيويين‭. ‬هذه‭ ‬إشارة‭ ‬دالّة‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬الاضطراب‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬الإضراب‭ ‬سيكون‭ ‬أقلّ‭ ‬من‭ ‬توقّعات‭ ‬البعض،‭ ‬والبساط‭ ‬الأحمر‭ ‬لن‭ ‬يخلو‭ ‬كلّياً‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬والنجمات‭.‬

مخرجون‭ ‬مخضرمون

 

This slideshow requires JavaScript.

اللافت‭ ‬أنّ‭ ‬الدورة‭ ‬الـ80‭ ‬هذه‭ ‬تضمّ‭ ‬مخرجين‭ ‬مخضرمين،‭ ‬فـي‭ ‬رصيد‭ ‬كلّ‭ ‬واحد‭ ‬منهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬فـي‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام‭. ‬لعلّ‭ ‬الأمر‭ ‬صدفة‭ ‬بحتة،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬تكريم‭ ‬وتقدير‭ ‬لمسيرتهم‭: ‬فريدريك‭ ‬وايزمان،‭ ‬93‭ ‬عاماً؛‭ ‬ليليانا‭ ‬كافاني،‭ ‬90‭ ‬عاماً؛‭ ‬رومان‭ ‬بولانسكي،‭ ‬90‭ ‬عاماً،‭ ‬وودي‭ ‬آلن،‭ ‬87‭ ‬عاماً؛‭ ‬يريفان‭ ‬جيانيكيان،‭ ‬81‭ ‬عاماً؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬جميعاً‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬المهرجان‭ ‬نفسه،‭ ‬الذي‭ ‬أُقيمت‭ ‬دورته‭ ‬الأولى‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و21‭ ‬أغسطس‭ ‬1932‭. ‬هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬مايكل‭ ‬مان،‭ ‬80‭ ‬عاماً‭ ‬وويليام‭ ‬فريدكين،‭ ‬88‭ ‬عاماً،‭ ‬الراحل‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬الذي‭ ‬نعاه‭ ‬المهرجان‭ ‬رسمياً،‭ ‬والحاصل‭ ‬على‭ ‬‮«‬الأسد‭ ‬الذهبي‮»‬‭ ‬التكريمي‭ ‬لإنجاز‭ ‬العمر‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬واحد‭ ‬بالضبط‭. ‬فـي‭ ‬إطار‭ ‬تكريمه‭/‬تأبينه،‭ ‬يُعرض‭ ‬له،‭ ‬فـي‭ ‬قسم‮ «‬كلاسيكيات‮»‬،‭ ‬نُسخة‭ ‬مُرَمَّمة‭ ‬لتحفته‭ ‬الشهيرة‭ ‬‮«‬طارد‭ ‬الأروح‭ ‬الشريرة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أخرجه‭ ‬قبل‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭.‬

أربعة‭ ‬أسماء‭ ‬عربية‭ ‬فـي‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم

This slideshow requires JavaScript.

يشارك‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬صنّاع‭ ‬السينما‭ ‬العربية‭ ‬فـي‭ ‬لجان‭ ‬التحكيم‭ ‬فـي‭ ‬أقسام‭ ‬المهرجان‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهم‭: ‬الممثل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬صالح‭ ‬بكري،‭ ‬والمخرجة‭ ‬التونسية‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية،‭ ‬والمخرج‭ ‬المغربي‭ ‬فوزي‭ ‬بنسعيدي‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬نادين‭ ‬لبكي‭.‬

ويشارك‭ ‬الممثل‭ ‬الفلسطيني‮ ‬صالح‭ ‬بكري‮ ‬ضمن‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬للمهرجان،‭ ‬وهي‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬المخرج‭ ‬الأميركي‭ ‬داميان‭ ‬شازيلو‭ ‬وتضم‭ ‬أيضًا‭ ‬جين‭ ‬كامبيون‭ ‬ولورا‭ ‬بويتراس‭ ‬ومارتن‭ ‬ماكدونا‭ ‬وميا‭ ‬هانسن‭ ‬لوف‭.‬

وبكري‭ ‬صاحب‭ ‬مسيرة‭ ‬فنية‭ ‬مختلفة،‭ ‬حيث‭ ‬شارك‭ ‬فـي‭ ‬أفلام‭ ‬مستقلة‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬والمغرب‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وفلسطين،‭ ‬وحظيت‭ ‬أفلامه‭ ‬باهتمام‭ ‬عالمي،‭ ‬مثل‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬ملح‭ ‬هذا‭ ‬الأرض‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ ‬عام‭ ‬2008،‭ ‬ومثّل‭ ‬فلسطين‭ ‬فـي‭ ‬مسابقة‭ ‬الأوسكار‭ ‬لأفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬غير‭ ‬ناطق‭ ‬بالإنكليزية‭.‬

كما‭ ‬شارك‭ ‬أيضًا‭ ‬فـي‭ ‬الفـيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬عين‭ ‬النساء‮»‬‭ ‬La Source des femmes‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬رادو‭ ‬ميهالينو،‭ ‬وعرض‭ ‬فـي‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬لمهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬وفاز‭ ‬فـيلمه‭ ‬‮«‬لما‭ ‬شفتك‮»‬‭ ‬بأفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬آسيوي‭ ‬فـي‭ ‬الدورة‭ ‬الـ63‭ ‬لمهرجان‭ ‬برلين‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭.‬

لعب‭ ‬بكري‭ ‬دور‭ ‬البطولة‭ ‬فـي‭ ‬فـيلم‭ ‬Salvo‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بجائزة‭ ‬مسابقة‭ ‬أسبوع‭ ‬النقاد‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي‭ ‬عام‭ ‬2013‭. ‬وفـي‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬شارك‭ ‬فـي‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬واجب‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بـ36‭ ‬جائزة‭ ‬دولية،‭ ‬بما‭ ‬فـي‭ ‬ذلك‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬فـي‭ ‬مار‭ ‬ديل‭ ‬بلاتا‭ ‬ومهرجان‭ ‬دبي‭ ‬ومهرجان‭ ‬دي‭ ‬سي‭ ‬السينمائي‭ ‬ومهرجان‭ ‬لندن‭.‬

وعرض‭ ‬له‭ ‬فـي‭ ‬2021‭ ‬فـيلم‭ ‬قصير‭ ‬عنوانه‭ ‬The Present،‭ ‬ترشّح‭ ‬لأوسكار‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬قصير‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يفز‭ ‬بها،‭ ‬وشاركته‭ ‬بطولته‭ ‬المخرجة‭ ‬والممثلة‭ ‬نادين‭ ‬لبكي،‭ ‬وعُرض‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬السينمائي‭.‬

أما‭ ‬المخرجة‭ ‬التونسية‭ ‬كوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية‭ ‬فانضمت‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬مسابقة‭ ‬‮«‬آفاق‮»‬‭ (‬Orizzonti‭) ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬المخرج‭ ‬الإيطالي‭ ‬جوناس‭ ‬كاربينيانو،‭ ‬وتضم‭ ‬أيضًا‭ ‬المخرج‭ ‬والفنان‭ ‬الأميركي‭ ‬خليل‭ ‬جوزيف،‭ ‬والمخرج‭ ‬وكاتب‭ ‬السيناريو‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭ ‬بول‭ ‬سالومي،‭ ‬ومديرة‭ ‬مهرجان‭ ‬الفـيلم‭ ‬البريطاني‭ ‬والشخصية‭ ‬البارزة‭ ‬فـي‭ ‬الصناعة‭ ‬تريشيا‭ ‬تاتل‭.‬

وكوثر‭ ‬بن‭ ‬هنية،‭ ‬مخرجة‭ ‬تونسية‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬مهرجانات‭ ‬عالمية‭ ‬لأفلامها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عرضها‭ ‬ومشاركتها‭ ‬أيضا‭ ‬فـي‭ ‬أهم‭ ‬الفعاليات‭ ‬العالمية‭. ‬بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬بصناعة‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬يد‭ ‬اللوح‮»‬،‭ ‬لتقدم‭ ‬بعدها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬شلاط‭ ‬تونس‮»‬‭ ‬و«زينب‭ ‬تكره‭ ‬الثلج‮»‬‭ ‬و«على‭ ‬كف‭ ‬عفريت‮»‬‭ ‬و»بطيخ‭ ‬الشيخ‮»‬‭. ‬وفـي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬‮ ‬انتزع‭ ‬فـيلمها‭ ‬‮«‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬ظهره‮»‬‭ ‬جائزتين‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬السينمائي،‭ ‬كما‭ ‬فاز‭ ‬فـيلمها‭ ‬الأخير‭ ‬‮«‬بنات‭ ‬ألفة‮»‬‭ ‬بجائزة‭ ‬العين‭ ‬الذهبية‭ ‬فـي‭ ‬الدورة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لمهرجان‭ ‬كان‭ ‬السينمائي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حصول‭ ‬الفـيلم‭ ‬على‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬ميونخ‭ ‬السينمائي‭.‬

ويشارك‭ ‬الفنان‭ ‬المغربي‭ ‬فوزي‭ ‬بنسعيدي‭ ‬فـي‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬جائزة‭ ‬أسد‭ ‬المستقبل‭ ‬لأفضل‭ ‬عمل‭ ‬طويل‭ ‬أول،‭ ‬واللجنة‭ ‬يترأسها‭ ‬أليس‭ ‬ديوب‭ ‬ويشارك‭ ‬فـي‭ ‬عضويتها‭ ‬المخرجة‭ ‬والمنتجة‭ ‬الأرجنتينية‭ ‬لورا‭ ‬سيتاريلا،‭ ‬والمخرج‭ ‬الإيطالي‭ ‬أندريا‭ ‬دي‭ ‬سيكا،‭ ‬والكاتبة‭ ‬والمخرجة‭ ‬الأميركية‭ ‬كلوي‭ ‬دومونت‭.‬

و‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مشاركته‭ ‬فـي‭ ‬أفلام‭ ‬مغربية،‭ ‬شارك‭ ‬بنسعيدي‭ ‬أيضًا‭ ‬فـي‭ ‬أفلام‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عالمي،‭ ‬وبدأ‭ ‬مشواره‭ ‬فـي‭ ‬منتصف‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ومن‭ ‬أفلامه‭ ‬‮«‬ضفائر‮»‬‭ ‬والفـيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬Dheepan،‭ ‬وآخر‭ ‬أفلامه‭ ‬هو‭ ‬الفـيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬المغربي‭ ‬Sofia‭ ‬عام‭ ‬2018‭.‬

أما‭ ‬المخرجة‭ ‬اللبنانية‭ ‬نادين‭ ‬لبكي‭ ‬فهي‮ ‬عضو‭ ‬فـي‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬جائزة‭ ‬التأثير‭ ‬الرائد‭ ‬فـي‭ ‬الصناعة‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬المهرجان‭. ‬كذلك‭ ‬ستشارك‭ ‬لبكي‮ ‬فـي‭ ‬عضوية‭ ‬لجنة‭ ‬تحكيم‭ ‬الدورة‭ ‬48‭ ‬لمهرجان‭ ‬تورونتو‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭ ‬بكندا،‭ ‬والتي‭ ‬تقام‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬الحالي‭.‬

الأفلام‭ ‬العربية‭ ‬المشاركة

تفتقر‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬فـيلم‭ ‬روائي‭ ‬طويل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬تونس،‭ ‬‭ ‬يشارك‭ ‬ضمن‭ ‬قسم‭ ‬‮«‬آفاق‮»‬‭ ‬وفـيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬فلسطيني‭ ‬قطرى‭ ‬فرنسى‭ ‬وبلجيكى‭ ‬للمخرجة‭ ‬لينا‭ ‬سوالم‭ ‬ضمن‭ ‬فئة‭ ‬أيام‭ ‬البندقية‭. ‬

‭ ‬‮«‬وراء‭ ‬الجبال‮»‬‭ ‬ الفـيلم‭ ‬العربي‭ ‬الروائي‭ ‬الوحيد‭ ‬المشارك

This slideshow requires JavaScript.

‭ ‬يشارك‭ ‬فـيلم‭ ‬وراء‭ ‬الجبال،‭ ‬‭ ‬فـي‭ ‬قسم‭ ‬آفاق،‭ ‬‭ ‬ليكون‭ ‬الفـيلم‭ ‬العربي‭ ‬الروائي‭ ‬الطويل‭ ‬الوحيد‭ ‬فـي‭ ‬دورة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬‭ ‬وتدور‭ ‬أحداث‭ ‬العمل‭ ‬حول‭ ‬رحلة‭ ‬رفـيق‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬للتو‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬بعدما‭ ‬قضى‭ ‬أربع‭ ‬سنوات،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬أمامه‭ ‬سوى‭ ‬خطة‭ ‬واحدة،‭ ‬‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬يصطحب‭ ‬ابنه‭ ‬فـي‭ ‬رحلة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الجبال‭ ‬حتى‭ ‬يريه‭ ‬اكتشافه‭ ‬المذهل‭.‬

يشهد‭ ‬وراء‭ ‬الجبال‭ ‬تعاونًا‭ ‬جديدًا‭ ‬مع‭ ‬الممثل‭ ‬مجد‭ ‬مستورة‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الدب‭ ‬الفضي‭ ‬لأفضل‭ ‬ممثل‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬فـي‭ ‬‮«‬نحبك‭ ‬هادي‮»‬،‭ ‬‭ ‬ويشاركه‭ ‬البطولة‭ ‬سامر‭ ‬بشارات‭ ‬ووليد‭ ‬بوشيوة،‭ ‬وسلمى‭ ‬الزغيدي‭ ‬وحلمي‭ ‬الدريدي‭.‬

‮«‬باي‭ ‬باي‭ ‬طبريا‮»‬‭ ‬فـيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬فلسطيني

This slideshow requires JavaScript.

الى‭ ‬ذلك‭ ‬يشارك‭ ‬فـيلم‭ ‬‮«‬باي‭ ‬باي‭ ‬طبريا‮»‬،‭ ‬للمخرجة‭ ‬لينا‭ ‬سوالم،‭ ‬فـي‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬80‭ ‬‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬البندقية‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولى‭ ‬فـي‭ ‬فئة‭ ‬‮«‬أيام‭ ‬البندقية‮»‬‭.‬

‮«‬باي‭ ‬باي‭ ‬طبريا‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬الفـيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬الطويل‭ ‬الثاني‭ ‬للمخرجة‭ ‬سوالم‭ ‬بعد‭ ‬الفـيلم‭ ‬الأول‭ ‬‮«‬جزائرهم‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬توزيع‭ ‬أم‭ ‬سي‭.‬

الفـيلم‭ ‬الوثائقى‭ ‬إنتاج‭ ‬فلسطيني‭ ‬قطرى‭ ‬فرنسى‭ ‬بلجيكى،‭ ‬‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬شخصية‭ ‬هيام‭ ‬عباس‭ ‬التى‭ ‬غادرت‭ ‬فـي‭ ‬أوائل‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬‭ ‬قريتها‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لتحقق‭ ‬حلمها‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬ممثلة‭ ‬فـي‭ ‬أوروبا،‭ ‬‭ ‬تاركة‭ ‬وراءها‭ ‬والدتها‭ ‬وجدتها‭ ‬وأشقائها‭ ‬السبع‭ .‬بعد‭ ‬ثلاثين‭ ‬عامًا،‭ ‬‭ ‬تعود‭ ‬بصحبة‭ ‬ابنتها‭ ‬المخرجة‭ ‬لينا‭ ‬سوالم‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭ ‬لتقوم‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬بمسألة‭ ‬خيارات‭ ‬والدتها‭ ‬وللمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬‭ ‬واختبارها‭ ‬للمنفى‭ ‬والطريقة‭ ‬التي‭ ‬أثر‭ ‬بها‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬والرحيل‭ ‬على‭ ‬النساء‭ ‬فـي‭ ‬عائلتهن‭ ‬وعلى‭ ‬حياتهن‭.‬

وبين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر،‭ ‬يجمع‭ ‬‮«‬باي‭ ‬باي‭ ‬طبريا‮»‬‭ ‬صورًا‭ ‬لليوم،‭ ‬ولقطات‭ ‬عائلية‭ ‬من‭ ‬التسعينيات‭ ‬وأرشيفات‭ ‬تاريخية‭ ‬لتصوير‭ ‬أربعة‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬الفلسطينيات‭ ‬الجريئات‭ ‬اللواتي‭ ‬يحافظن‭ ‬على‭ ‬قصتهن‭ ‬وإرثهن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قوة‭ ‬الروابط،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المنفى‭ ‬والنهب‭ ‬والحسرة‭.‬

عملت‭ ‬الممثلة‭ ‬والمخرجة‭ ‬الفرنسية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الجزائرية‭ ‬لينا‭ ‬سوالم‭ ‬كمبرمجة‭ ‬للمهرجان‭ ‬الدولي‭ ‬لأفلام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فـي‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس‭. ‬

فـيلمها‭ ‬الوثائقي‭ ‬الطويل‭ ‬الأول‭ ‬جرى‭ ‬عرضه‭ ‬العالمي‭ ‬الأول‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬Vision du Reel‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الفـيلم‭ ‬الأول‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬مونبلييه‭ ‬الدولي‭ ‬للسينما‭ ‬المتوسطية،‭ ‬‭ ‬وجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬عربي‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي،‭ ‬‭ ‬وجائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فـيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬فـي‭ ‬مهرجان‭ ‬سينيمانيا‭ ‬السينمائي‭. ‬2021‭ ‬

كما‭ ‬مثلت‭ ‬لينا‭ ‬سوالم‭ ‬فـي‭ ‬ثلاثة‭ ‬أفلام‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬حفظية‭ ‬حرزي‭ ‬وهيام‭ ‬عباس‭ ‬وريحان،‭ ‬وتعمل‭ ‬حاليًا‭ ‬كمؤلفة‭ ‬للأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬والوثائقية‭ ‬والمسلسلات‭ ‬التلفزيونية‭. ‬