جولة على أبرز الفائزين بمختلف جوائز مهرجان كان في دورته الـ77
بعد أسبوعين مليئين بالنشاط والحيوية، اختتم مهرجان كان سينمائي دورته الـ77 متوّجًا جهود صنّاع السينما بجوائز مستحقّة عن جدارة. فالمنافسة هذا العام لم تكن بسهلة نظرًا لكونها جمعت الكثير من المخرجين المخضرمين أصحاب الرؤى السينمائية المتمايزة. فمن هم المحظوظون الذين فازوا هذا العام وهل توقّعتم فوزهم؟
لقد كانت الأعمال المنافسة في مهرجان كان في دورته الـ77 مثيرة للجدل بين النّقاد الذين لم يكن لديهم مرشح واضح لجوائز هذا العام. لم يحظ سوى عدد قليل من الأفلام – بما في ذلك “كل ما نتخيله كالنور” و”بذور التين المقدس” – باحتضان النقاد عالميًا.
أبرز آراء النّقاد
لاقى فيلم Megalopolis للمخرج كوبولا، بطولة آدم درايفر، انتقادات واسعة النطاق وتم الاحتفال به بشكل انتقائي. أشاد معظم الناس بفيلم إميليا بيريز باعتباره تحفة فنية لكنه ترك بعض النقاد باردين.
من جهة أخرى أشاد النقاد الأميركيون بفيلم “أنورا” لبيكر، لكن الكثيرين في أوروبا رفضوه باعتباره فيلمًا سائدًا للغاية بالنسبة للمنافسة في مهرجان كان. وبالمثل، نالت رواية “طائر أندريا أرنولد”، الثناء والتقدير وهي ميلودراما للطبقة العاملة تحتوي على عناصر خيالية.
كذلك رحّب بعض النّقاد بفيلم The Substance، للمخرجة الفرنسية كورالي فارجيت وبطولة ديمي مور ومارغريت كواللي ودينيس كويد، باعتباره تحفة فنية وتم رفضه باعتباره تحديثًا غير أصلي لفيلم “رعب الجسد”
وحصل فيلم المبتدئ (The Apprentice) للمخرج علي عباسي، والذي يتناول كيفية تشكيل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من خلال وصايته تحت إشراف المحامي العنيد روي كوهن (يلعب سيباستيان ستان دور ترامب، وجيريمي سترونج دور كوهن)، على أكبر قدر من اهتمام الصحافة، لا سيما بعد أن أرسل محامو ترامب خطابًا أمر صنّاع الفيلم بالتوقف والكف، في محاولة لمنع بيع الفيلم في الولايات المتحدة. لكن نهج عباسي التقليدي إلى حد ما في مجال السيرة الذاتية، والذي اعتبره البعض موقفًا متعاطفًا بشكل مفرط مع السنوات الأولى لترامب، لم يرق لبعض النّقاد.
جورج لوكاس يحصل على السعفة الفخرية
أحد المخرجين الذين يمكن أن يتفق عليهم الجميع هو جورج لوكاس، الذي حصل على السعفة الذهبية الفخرية خلال الحفل، لمساهمته في السينما، منذ فيلمه الطويل الأول، THX-1138، الذي تم عرضه لأول مرة في قسم أسبوعين للمخرجين في كان عام 1971. إلى امتيازات حرب النجوم وإنديانا جونز. حصل لوكاس على جائزة السعفة الفخرية من صديقه القديم كوبولا، الذي وصفه بـ “الأخ الأكبر والمعلم” عند استلامه الجائزة.
قال لوكاس: “لقد جئت إلى هنا اليوم لأشكركم جميعًا”. “أنا مجرد طفل نشأ في وسط كاليفورنيا، محاطًا بكروم العنب وأخرج أفلامًا في سان فرانسيسكو مع صديقي فرانسيس كوبولا. لذلك قضينا حياتنا المهنية بأكملها بالتوازي، وفي سان فرانسيسكو على وجه الخصوص. في الواقع، لم يسبق لي أن صنعت فيلمًا في هوليوود كمخرج. لذلك إنه لشرف عظيم أن أكون هنا. استطيع أن أخبرك بذلك.”
“أنورا” يفوز بالسعفة الذهبية
ذهبت جائزة السعفة الذهبية، وهي أعلى تكريم في المهرجان، إلى الفيلم الكوميدي “أنورا” للمخرج شون بيكر. اعتلى بيكرالمسرح بتوتّر وشكر هيئة المحلفين قائلاً إنه ما زال “لا يستطيع تصديق ذلك”. وقال بيكر إن الفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان “هدفي الوحيد كمخرج على مدار الثلاثين عامًا الماضية”.
كما خص بيكر فرانسيس فورد كوبولا وديفيد كروننبرغ، وهما مخرجان مخضرمان منافسين في مسابقة كان هذا العام، واعتبرهما كمصدري إلهام رئيسيين. لقد قطع بيكر شوطا طويلا، حيث انتقل من تصوير فيلمه الطويل Tangerine لعام 2015 على هاتف iPhone5s إلى الفوز بجائزة Palme d’Or. وهو أول مخرج أميركي يفوز بالسعفة منذ تيرينس ماليك عام 2011.
وتعليقًا على قرار هيئة المحلفين، قالت رئيسة لجنة التحكيم جريتا جيرويج إن أنورا “كان فيه شيء يذكرنا بالكلاسيكية. إنه فيلم صادق وغير متوقّع.”
Anora هو فيلم شركة Neon الخامس على التوالي الذي يفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، بعد Anatomy of a Fall، Triangle of Sadness، Titane وParasite.
ولم تحدّد نيون بعد موعدًا لإصدار الفيلم في الولايات المتحدة، لكنّها تتوقع أن يطلقه الموزع في أوائل أكتوبر، كما فعلوا مع الفائزين السابقين بالسعفة الذهبية، وهو أسلوب أثبت نجاحه في موسم الجوائز وفي شباك التذاكر.
الجائزة لأول فيلم هندي يشارك في المسابقة منذ 1994
أما الجائزة الكبرى، التي قدّمتها النجمة فيولا دايفيس في ظهور مفاجئ، فكانت من نصيب فيلم All We Imagine As Light للمخرجة بايال كاباديا، وهو أول فيلم هندي يشارك في مسابقة كان منذ عام 1994.
استخدمت كاباديا خطاب قبولها للتعبير عن تضامنها مع العمال في مهرجان كان السينمائي الذين يكافحون من أجل ظروف عمل أفضل وعرضت زرها الأحمر الذي يحمل شعار “Sous les écrans la dèche” من المجموعة التي تمثل العمال المستقلين في المهرجان. وظل العمال يحتجون طوال مهرجان هذا العام. وقالت كاباديا إن القيم التي تدفعها كمخرجة هي “التضامن والتعاطف”، وخصّت بالذكر “العديد من الأشخاص الذين يعملون خلف الكواليس في المهرجان.
جائزة خاصة للمخرج الإيراني المنشقّ
حصل الفيلم السياسي الإيراني “بذرة التين المقدس” للمخرج المنشق محمد رسولوف، الذي فر من إيران قبل أسابيع قليلة من المهرجان، على جائزة خاصة من لجنة التحكيم.
4 نجمات يتقاسمن جائزة أفضل ممثلة
وفازت نجمات فيلم الجريمة المكسيكي الموسيقي “إميليا بيريز” للمخرج جاك أوديار، مجتمعات بجائزة أفضل ممثلة وهنّ: أدريانا باز، وزوي سالدانيا، وسيلينا غوميز، وكارلا صوفيا جاسكون. كما حصل فيلم “إميليا بيريز” على جائزة لجنة التحكيم.
وتعليقًا على هذه الجائزة الجماعية قالت جيرويج: “النساء معًا – هذا شيء أردنا تكريمه عندما قدمنا هذه الجائزة”. “كل واحدة منهنّ متميزة، ولكن معًا يتفوّقن.”
جيسي بليمونز أفضل ممثل
كذلك حمل جيسي بليمونز جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم Kinds of Kindness، وهو فيلم مختارات من إخراج يورجوس لانثيموس والذي أعاد تشكيل فريقه مع نجوم فيلمه السابق Poor Things إيما ستون وويليم دافو.
لقراءة المزيد عن مهرجان كان السينمائي 2024:
أبرز الأفلام ونجومها في مهرجان كان السينمائي
تصاميم رامي قاضي تتألق في مهرجان كان السينمائي 2024
أبرز إطلالات النجمات العربيات في مهرجان كان السينمائي 2024
المصممون العرب يتألقون في مهرجان كان السينمائي
السعفة الذهبية حلم صنّاع ومشاهير السينما العالمية في مهرجان كان السينمائي
