مخاطر مسرّعات التسمير وسبل الوقاية من أضرار أشعة الشمس
في عالم تتجدّد فيه صيحات الجمال باستمرار، يحرص الكثيرون على اكتساب لون بشرة برونزي جذّاب، خاصّة مع حلول فصل الصيف. وللوصول إلى هذا الهدف بسرعة، يلجأ البعض إلى استخدام مسرّعات التسمير، فما هي هذه المنتجات؟ وهل هي آمنة؟
كيف تعمل مسرّعات التسمير
مسرّعات التسمير هي مستحضرات موضعية على شكل كريمات أو زيوت أو جل أو بخاخات، تهدف إلى تسريع عملية إنتاج الميلانين في الجلد، وهي الصبغة المسؤولة عن لون البشرة الداكن. تعتمد هذه المنتجات على مكونات مثل حمض التيروزين الأميني الذي يُعتقد أنه يعزّز إنتاج الميلانين عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية سواء من الشمس أو أجهزة التسمير. كما تحتوي بعض هذه المستحضرات على فيتامين AوE وزيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند وزبدة الشيا لترطيب البشرة والحفاظ على لون التسمير لفترة أطول.
فاعلية مسرّعات التسمير
على الرغم من الإعلانات المبهرة، فإنّ الدراسات العلمية تُشير إلى أنّ تأثير هذه المستحضرات في تسريع التسمير يظل محدوداً، إذ تظل العوامل الوراثية وجرعة الأشعة فوق البنفسجية الحاكمة الفعلية للون البشرة. غالباً ما تلعب هذه المنتجات دوراً في تحسين توزيع اللون وتقليل تقشّر الجلد عبر الترطيب الجيد، أكثر من تعزيز إنتاج الميلانين بشكلٍ كبير. وتساهم هذه المنتجات في تسريع تغيّر لون البشرة أكثر نسبياً من الطرق التقليدية، بالإضافة إلى الحصول على لون أكثر ثباتاً بفضل الترطيب العميق، ولون متجانس ومتساوٍ يمنع ظهور بقع أو خطوط باهتة.
كيف تستخدم مسرّعات التسمير بأمان
يجب استخدام واقٍ شمسي قبل التعرض للشمس، حيث أنّ المسرّعات لا تحمي من الأشعة فوق البنفسجية. وتطبيق المنتج قبل التعرض للشمس بنصف ساعة وتجديده حسب التعليمات. كما ينصح بتجنّب التعرّض لأشعة الشمس في ساعات الذروة بين الـ 11 صباحاً والـ4 عصراً.
أشعة الشمس بين الفائدة والضرر
تلعب أشعة الشمس دوراً هاماً في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، وتحفيز إنتاج فيتامين د الضروري للصحة، لكنها في الوقت نفسه تحمل مخاطر كبيرة إذا تعرضنا لها بشكلٍ مفرط. إذ تنقسم أشعة الشمس إلى عدة أنواع: الأشعة فوق البنفسجية UVB المسؤولة عن حروق الشمس، والأشعة فوق البنفسجية UVA تسبب شيخوخة الجلد وسرطان الجلد، والضوء الأزرق والأشعة تحت الحمراء التي تؤثر على تصبغات الجلد.
نصائح للوقاية من أضرار الشمس
الاستمتاع بالشمس في أوقات مبكرة صباحاً أو بعد العصر، واستخدام واقي شمس واسع الطيف مقاوم للماء، ويُكرّر تطبيقه كل ساعتين. يجب ارتداء ملابس واقية خاصّةً إذا كنت ذو بشرة فاتحة. كما ينصح بوضع نظارات شمسية لحماية عينيك. حماية المناطق الحساسة مثل الوجه والصدر والأكتاف بمظلة أو ملابس خاصة. للأطفال، خاصّة دون عمر عامين، تجنب التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الذروة، واحرص على إبقائهم تحت المظلة وترطيب أجسادهم بالماء. للأطفال الأكبر سناً، احرص على تجديد واقي الشمس بانتظام خاصة أثناء السباحة أو اللعب في الماء.
حالات خاصة
ينصح مرضى الأكزيما والصدفية وأمراض المناعة الذاتية بالتعرض لأشعة الشمس لفترات قصيرة من 15 إلى 20 دقيقة يومياً، بدون واقي شمس لتخفيف الالتهابات الجلدية. مع التنبه إلى أنّ التعرض المفرط للشمس وحروق الشمس المتكررة من أهم أسباب سرطان الجلد. على الرغم من أنّ العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً، إلّا أنّ الحماية من أشعة الشمس تبقى العامل الأهم في الوقاية. وللاستمتاع بفوائد الشمس دون مخاطر، من الضروري اتباع قواعد السلامة، والاعتدال في التعرض، واستخدام مستحضرات الحماية المناسبة. في نهاية موسم الصيف، يُنصح بزيارة طبيب الجلدية لفحص البشرة والاطمئنان على صحتها.
نصائح سريعة للوقاية من أضرار الشمس
استخدام واقي شمس مقاوم للماء وواسع الطيف
ارتداء ملابس واقية خاصة للبشرة الفاتحة
تجنب التعرض في ساعات الذروة من 11 صباحاً و 4 عصراً
وضع نظارات شمسية
الجلوس تحت مظلة عند الحاجة، خاصة للأطفال
الترطيب المنتظم للجسم بشرب الماء ووضع الماء على الجلد.
الحفاظ على صحة البشرة يبدأ بالوعي والوقاية، فلا تجعلوا حبّكم للشمس ينقلب إلى خطر حقيقي على صحتكم.