Bruce Clay

 متلازمة الأكل الليلي: اضطراب نفسي يسبّب مشاكل صحيّة متعدّدة

متلازمة الأكل الليلي، تختلف عن اضطرابات الطعام المتعلقة بالنوم

بناءً على التفسيرات والأبحاث الطبية، تُعتبر متلازمة الأكل الليلي، اضطراب نفسي، يترافق مع أعراض تختلف من الأكل ليلاً قبل النوم وأثناء فترات الاستيقاظ ليلاً، وصولاً إلى الاستيقاظ من النوم للأكل فقط، ويقترن ذلك مع وجود مشاكل أو اضطراب في النوم. إلا أن متلازمة الأكل الليلي، تختلف عن اضطرابات الطعام المتعلقة بالنوم والتي قد لا يتذكر أو يعي فيها المريض عند استيقاظه أنه أكل قبل نومه، أما في متلازمة الأكل الليلي فإن المريض يتذكر ويعي أنه أكل سابقاً بعد فترات عشائه أو خلال استيقاظه ليلاً. فما هو علاج متلازمة الأكل الليلي؟

أعراض متلازمة الأكل الليلي

إذا كنت تستيقظ مرتين أسبوعياً على الأقل لتأكل، أو تعاني ثلاثة أعراض على الأقل أو أكثر من الأعراض الآتية، وهي تناول ربع كمية الطعام اليومي في الفترة بعد العشاء وقبل النوم، والأرق الليلي واضطراب النوم من أربع لخمس ليالي في الأسبوع، وفقدان الشهية للطعام في الصباح، ولديك رغبة شديدة في تناول الطعام بين وجبة العشاء ووقت النوم، والإحساس بالذنب نتيجة لسلوك تناول الطعام ليلاً دون القدرة على التحكم في ذلك، وتعاني من مزاج اكتئابي يزداد سوءاً خلال المساء، ولديك اعتقاد بأن تناول الطعام شيء لازم للمساعدة على النوم أو العودة إلى النوم. فهذه الأعراض هي دليل على أنك تعاني من متلازمة الأكل الليلي.

ما هي أسباب متلازمة الأكل الليلي؟

لم يتم  تحديد السبب الحقيقي القاطع لمتلازمة الأكل الليلي، ولكن بعض علماء النفس أرجعوا السبب إلى وجود اضطراب في دورة النوم الطبيعية وبعض الهرمونات، كما رجّح البعض الآخر أن يكون السبب جيني نتيجة نقص جين PER1 المسؤول عن ضبط ساعة الجسم البيولوجية. ويتم تشخيص متلازمة الأكل الليلي عن طريق جلسة حوار مع الطبيب النفسي يسأل فيها أسئلة مفصلة عن عادات النوم والغذاء، مثل عدد مرات الاستيقاظ ليلاً بغرض الأكل، والشعور الذي يدفع المريض للقيام بذلك، والقلق الليلي، وما إلى ذلك، وقد تتضمن الجلسة ملء استبيان كتابي يتضمن أسئلة متعدّدة للتشخيص. أما المرحلة الثانية من عملية التشخيص فتتضمن إجراء اختبار تخطيط النوم المتعدد (Polysomnography)، لقياس موجات المخ، ومعدل النبض والتنفس، ومستوى الأكسجين في الدم أثناء النوم عن طريق معامل النوم المتخصصة والتي توجد منفردة أو داخل بعض المستشفيات.

ما هو علاج متلازمة الأكل الليلي؟

أعراض متلازمة الأكل الليلي تجعل عملية فقدان الوزن الزائد والتخلص من السمنة صعبة جداً

يتم علاج متلازمة الأكل الليلي على مرحلتين، الأولى علاج نفسي سلوكي عن طريق جلسات الحوار مع الطبيب النفسي، وتدريبات الاسترخاء التي تضبط الساعة البيولوجية للجسم وتحول الشهية إلى الأوقات الصباحية بدلاً من الليل. والمرحلة الثانية العلاج الدوائي الذي ينبغي أن يتم تحت إشراف الطبيب أيضاً ويتضمن استخدام مضادات الاكتئاب (Antidepressants)، التي أثبتت نتائج جيدة في تحسين الحالة المزاجية وعلاج أعراض القلق الليلي وأعراض متلازمة الأكل الليلي، كما أن تعاطي الميلاتونين أو المواد التي تحفزه أعطى نتائج إيجابية أيضاً في علاج هذه المتلازمة.

متلازمة الأكل الليلي تسبّب السمنة المفرطة

تُعتبر السمنة المفرطة من عوامل الخطورة في حالات متلازمة الأكل الليلي ولكن ليس بالضرورة أن كل من يعاني منها يعاني أيضاً من السمنة، إلا أن أعراضها تجعل عملية فقدان الوزن الزائد والتخلص من السمنة صعبة جداً لسببين، أولهما تناول الطعام الزائد عن الحاجة وفي أوقات قد يقل فيها مستوى التمثيل الغذائي وحرق الطعام، وثانيهما أن اضطراب النوم نفسه يسبّب اضطرابًا في مستوى الهرمونات في الجسم، وبالتالي اضطراب في تمثيل الغذاء أيضاً، مؤدياً إلى زيادة الوزن. وقد تؤدّي متلازمة الأكل الليلي إلى مشاكل صحية عدّة من أهمها، زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل التنفس خاصةً أثناء الليل، ومرض السكر نتيجة لاضطرابات الغذاء والهرمونات والسمنة، كما قد تؤدّي إلى أمراض القلب وارتفاع الكوليسترول.