الإنهاك العاطفي أسبابه وعوارضه وسبل علاجه
يشعر الإنسان في بعض الأحيان بالإعياء والانزعاج، ويعاني من أجل التركيز ويفتقر إلى الحافز. وقد لا يعلم مصدر هذه المشاعر، وقد يشعر بأنه محاصر أو عالق، وبأنه منهك عاطفيًا. وعندما يستمر الشعور بالتوتر بسبب الأحداث السلبية أو الصعبة في الحياة، تجد نفسك في حالة من الشعور بالإرهاق والاستنزاف العاطفي. يطلق على هذه الحالة الإنهاك العاطفي.
أعراض عاطفية وجسدية وأدائية
يميل الإنهاك العاطفي لدى أغلب الأشخاص إلى التراكم ببطء بمرور الوقت. ويتضمن الإنهاك العاطفي أعراضًا عاطفية وجسدية وأدائية. وتشمل الأعراض العاطفية ما يلي: القلق واللامبالاة والاكتئاب والشعور باليأس والشعور بالعجز والحصار وسهولة الاستثارة وقلة التركيز أو النسيان وغياب الحافز والتفكير السلبي والعصبية وسهولة البكاء. وتشمل الأعراض الجسدية، التعب وحالات الصداع وفقدان الشهية والغثيان أو اضطراب المعدة وسوء النوم وآلام العضلات أو التوتر العضلي. وتشمل الأعراض الأدائية صعوبة إكمال المهام اليومية تجاه المسؤوليات وعدم الالتزام بالمواعيد النهائية وزيادة الغياب والانعزال أو التجنب وانخفاض الالتزام الوظيفي والبطء في أداء مهام العمل.
علاج الإنهاك العاطفي
يمكنك التعامل مع الإنهاك العاطفي بالتعرف على مسببات التوتر التي يمكنك تقليلها أو التخلص منها. عندما لا تكون قادرًا على تغيير إحدى مسببات التوتر لأن الأمر خارج عن سيطرتك، فسيكون من الضروري التركيز على اللحظة الآنية. ففي الوقت الحاضر تحدث العديد من الأحداث العادية أو الإيجابية. وعندما تركز على هذه النوعية من الأحداث، فإن ذلك يعطيك منظورًا لما يحدث من حولك. يتيح لك هذا تحويل تركيزك بعيدًا عن مسببات التوتر. يفسر جسدك غالبًا التوتر على أنه تهديد لبقائك. وعندما يحدث ذلك، يفرز الدماغ هرمونات التوتر في جميع أنحاء الجسم، ما يساهم في تعميق شعورك بالإنهاك العاطفي. ولكن عندما تستطيع التركيز على أحداث عادية أو إيجابية، يتعلم الدماغ أن التهديد ليس بالخطورة التي بدا عليها في الوهلة الأولى. يقلل ذلك مقدار هرمون التوتر المفرز وستشعر بمزيد من التوازن العاطفي.
استراتيجيات تقليل الإنهاك العاطفي
تشمل الاستراتيجيات الأخرى لتقليل الإنهاك العاطفي، الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن. فالنظام الغذائي الصحي والمتوازن هو جوهر العافية. تناول الأطعمة المتنوعة من جميع المجموعات الغذائية للحصول على تشكيلة من العناصر المغذية التي تمنحك الطاقة على مدار اليوم. التخلص من مسببات التوتر أو تقليلها عندم يكون ذلك ممكنًا. معرفة الأخبار أمر مهم للبقاء على اطلاع على ما يحدث حول العالم. ولكن للأسف كثيرًا ما تكون الأخبار مليئة بقصص عن المعاناة. ويمكن لهذه القصص أن تشوه نظرتك للعالم وتجعلك تركز على أسوأ مخاوفك بدلًا من إدراك الأمور الجيدة المحيطة بك. لا يمكنك تفادي هذه القصص بالكلية، ولكن حاول تقليل تعرضك لها متى استطعت، خاصةً في الأوقات الصعبة. ممارسة الرياضة بانتظام. توصي منظمة الصحة العالمية أن يكمل البالغون 150 دقيقة على الأقل من الأنشطة البدنية متوسطة الشدة أسبوعيًا. وخلافًا لما قد تظنه، فسيضيف ذلك إلى رصيد طاقتك ولن يأخذ منها. تحديد الأفكار غير المفيدة ومغالبتها واستبدالها بأفكار أكثر توازنًا. افعل شيئًا ممتعًا كل يوم، حتى ولو كان بسيطًا، مثل طهي وجبة صحية أو الاستماع إلى أغانيك المفضلة. سيساعدك بذل المجهود في الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لك على الاستفادة من طاقتك والحفاظ عليها بطرق ستخرج أفضل ما لديك.