لونا روسا ينطلق في منافسات كأس أميركا بدعم من بانيراي
بآمال كبيرة ينطلق فريق لونا روسا بيريللي برادا الإيطالي في منافسات سباق لويس فويتون الذي يعتبر أحد أبرز سباقات كأس أميركا. وقد كان لمجلّتنا فرصة لقاء جيلبيرتو نوبيلي مدير العمليات ومنسّق الميكاترونيات في فريق لونا روسا الذي أخبرنا عن استعدادات الفريق، مستفيضًا بالشرح عن العلاقة التي تجمع بين فريقه وعلامة بانيراي.
كأس أميركا من أرقى وأقدم سباقات اليخوت في العالم
تشارك في سباق هذا العام 6 فرق من مختلف أنحاء العالم
يُعتبر كأس أميركا من أرقى وأقدم سباقات اليخوت في العالم، وقد انطلق في نسخته الحالية في 22 أغسطس في مدينة برشلونة الاسبانية، علمًا أنه سيستمرّ حّتى 27 أكتوبر. وسيضمّ خمس سباقات. أبرزها سباق كأس لويس فويتون الذي سينطلق في 29 أغسطس ويمتد حتى 7 أكتوبر، وهو السباق الخاص للتأهل إلى النهائي.
وتشارك في سباق هذا العام 6 فرق من مختلف أنحاء العالم، وهي فريق طيران الإمارات نيوزيلندا، حامل اللقب والذي يسعى إلى الدفاع عن لقبه، إلى جانب فريق إنيوس بريتانيا من إنكلترا وألينغي ريد بول ريسينغ من سويسرا وفريق لونا روسا بيريللي برادا من إيطاليا، إضافة الى فريق مدينة نيويورك الأميركية ماجيك، وفريق أورينت إكسبريس ريسينغ من فرنسا.
جيلبيرتو نوبيلي: “دمجنا خبرات لونا روسا وبانيراي لابتكار قارب إستثنائي وساعات حصرية تحتفي بالحدث”
خلال استعدادات فريق لونا روسا الإيطالي للانطلاق في سباق لويس فويتون أجرينا حوارً خاصًا مع جيلبيرتو نوبيلي مدير العمليات ومنسّق الميكاترونيات في فريق Luna Rossa Prada Pirelli Team. جيلبرتو، المعروف أيضًا باسم جيلو، هو مهندس كمبيوتر، وعضو في فريق لونا روسا في أعوام 2003 و2007 و2021. لكنه قبل ذلك عمل كبحار ومتخصّص في أداء النظام، ففاز بنسختي كأس أميركا لعامي 2010 و2013 مع فريق أوراكل، كما شارك في عام 2017، مع فريق الإمارات نيوزيلندا.
شارك جيلو في العديد من الأحداث الدولية على متن قوارب TP52 ويخوت ماكسي وقوارب Extreme 40 وأبحر لمدة أربع سنوات (2004-2008) في فئة Star مع فرانشيسكو بروني. منذ عام 2017، كان مدير العمليات ومنسق قسم الميكاترونيات في Luna Rossa Prada Pirelli. وفي النسخة السابعة والثلاثين من سباق لويس فويتون يسجّل مشاركته السابعة في كأس أميركا، والرابعة مع Luna Rossa Prada Pirelli.
وخلال اللقاء المميّز مع جيلبيرتو أخبرنا عن مسيرة الفريق واستعداداته الطويلة قبل الوصول الى خط الانطلاق بدءًا من استلام البروتوكول مرورًا بالتطويرات التكنولوجية والبشرية شارحًا الدور الكبير الذي لعبته بانيراي في إلهام الفريق ومساعدته في الوصول الى خط الانطلاق حيث تنتظره مغامرة جديدة.
ثلاث سنوات مرّت منذ آخر بطولة كأس أميركا. هل يمكنك أن تشرح لنا كيف قضيت وقتك مع الفريق؟
من الضروري أن نسلط الضوء على أن بطولة كأس أميركا تختلف تمامًا عن أي رياضة أخرى: قبل عامين ونصف العام من بدء المنافسة، تتلقى الفرق بروتوكولًا، يتضمّن موعد انطلاق السباق الأول الذي كان في هذه الدورة في 29 أغسطس.
ومنذ تلقي البروتوكول، تحاول الفرق تحقيق أقصى استفادة من ميزانيتها وأفرادها ووقتها. على سبيل المثال، ومقارنة بسباقات الفورمولا 1 حيث يمكنك تغيير الكثير من الأجزاء أثناء المنافسة، في بطولة كأس أميركا تبدأ وتنتهي بقارب واحد وطاقم واحد، ولا يمكنك بأي حال من الأحوال تعديله أثناء السباقات.
لذلك، ما تفعله الفرق بين الإصدارات، هو العمل على خطة متكاملة توصلها إلى ذلك التاريخ السحري: 29 أغسطس. وتتضمن هذه الخطة التخطيط للوقت الذي لديك لبناء القارب، والوقت الذي تريد تكريسه للسباقات على الماء والتصميم.
إنك تعمل على خطة كبيرة تتضمّن العديد من التفاصيل الصغيرة والأساسية: تبدأ من تصميم القارب، وتحاول محاكاة ما سيحدث، قبل أن تنتقل الى مرحلة البناء، ثم تصعد إلى القارب، وتجمع آراء البحارة وتعود إلى التصميم مرارًا وتكرارًا، حتى تحصل على الأداء الذي تسعى إليه، والذي تريد تحقيقه خلال المنافسة.
هل يمكنك مشاركة أي قصص أو تجارب خلف الكواليس تبرز بشكل أفضل التعاون بين فريق لونا روسا وشركة بانيراي؟
أعتقد أن أفضل قصة وراء بانيراي ولونا روسا هي الجهد المشترك في ابتكار ساعات بانيراي المخصّصة لهذا الحدث. الساعات التي ولدت من هذه الشراكة ليست مجرد نماذج “تحمل علامة تجارية”، بل إنها تمثل اقترانًا للتكنولوجيا، بهدف دمج الخبرات المشتركة من شيئين جميلين للغاية في نهاية المطاف: قاربنا وساعاتهم.
على سبيل المثال، على مر السنين، تم تطبيق مواد مثل الكربون وTi-CeramitechTM ، المستخدمة في الإبحار الاحترافي، أيضًا على الساعات. في نهاية المطاف، يمثل هذا الجهد تطورًا مستمرًا للعلاقة بين بانراي ولونا روسا اللتين تسعيان الى تطبيق خبرتهما في اتجاه مشترك.
أخبرنا قليلًا عن الجانب البشري من الحدث. هل هناك أي قصة غير متوقعة تود سردها؟
ربما تمثل الموارد البشرية في كأس أميركا “الجانب” الأصعب. يمكنك اللعب بالتكنولوجيا؛ يمكنك شراؤها، كما يمكنك شراء المواد، لكن البشر هم الأساس الحقيقي لعملنا.
إن بيئتنا، مليئة بالتحديات: فنحن نعمل أيامًا طويلة وساعات طويلة، وكل موظفينا على أعلى مستوى في ما يفعلونه. فسواء أكانوا بحارة أم مصممين أم أشخاصًا يعملون على متن القارب، فهم جميعًا يتمتعون بروح تنافسية عالية ومعظمهم ينحدرون من خلفية رياضية للغاية… حتى المهندسين، مثلي، لديهم خلفية متشابكة مع الرياضة. وهذا هو السبب في أنهم جميعًا يريدون في النهاية التنافس والفوز.
وهذه بالطبع نقطة قوة للفريق: فأنت تريد هذا النوع من الأشخاص، لكن الجزء الأكثر تحديًا هو موازنة استعدادهم للقيام بأفضل ما لديهم من خلال جعلهم يعملون معًا. جزء كبير من نشاطنا، في الجانب الإداري، هو بالضبط هذا: جعل الفريق يتعاون ويتواصل بشكل صحيح لتحقيق هدف مشترك. نظرًا لأن الجميع يتنافسون للغاية ويريدون بذل قصارى جهدهم، فأنت في كثير من الأحيان تحتاج إلى موازنة وتخفيف استعداد الفرد للتفوق، لتحقيق أفضل النتائج كفريق.
يقول الكثير من الناس إن كأس أميركا يتعلق بالتكنولوجيا. هذا صحيح: فالقارب الأسرع يفوز دائمًا، لكن المشكلة الحقيقية هي كيفية الحصول على أسرع قارب. لا يكفي أن يكون لديك أفضل أدوات المحاكاة، وأفضل البرامج، وأفضل المهندسين: الطريقة الوحيدة للحصول على أسرع قارب هي بناء تعاون قوي بين من يصمّم القارب، ومن يبني القارب، ومن يبحر به.
إذا كان لديك بحارة أقوياء للغاية لقيادة القارب، لكنهم لا يقدّمون ملاحظات للمصمّمين أو لفريق الشاطئ، فإنهم يعطوننا نصف ما يجب أن يقدّموه فقط. الأمر الأساسي هو التعاون: فعلى ربّان القارب حين يبحر أن يقيّم القارب ويعود الى الشاطئ إذا لم تسر الأمور كما هو متوقع، وشرح المشكلة للمصمّمين الذين سيقومون بتصوّر وبناء قارب أكثر ملاءمة لليوم التالي. لذلك فإن الموارد البشرية هي الجزء الأكثر أهمية في عملنا.
ماذا تتوقّع من كأس أميركا في دورته الحالية؟
وجودنا هنا، يعني أن هدفنا هو التنافس مع الأفضل، لذا فإن الهدف النهائي هو الفوز بكأس أميركا. لسوء الحظ، هذه الرياضة ليست مثل الفورمولا 1، حيث لديك العديد من المسابقات قبل النتائج النهائية، هنا سنبدأ في 29 أغسطس، وحتى ذلك اليوم، فإن ما نُظهره للآخرين وما يُظهروه لنا، لا يمكن أن يمثّل ما يمكن تحقيقه.
سنذهب إلى الماء في 29: أولاً، نحتاج إلى الفوز على جميع المنافسين للحصول على فرصة لمقابلة فريق نيوزيلندا في النهائيات. إنه طريق طويل، يشمل شهران من الإبحار. وخلال هذين الشهرين في الماء يمكن أن يحدث كل شيء: الأداة، الفريق، البيئة… لكننا نهدف إلى الأفضل!
كيف تساعد بانيراي فريق لونا روسا بتحقيق أهدافه؟
قبل أن تصبح بانيراي راعية لفريق لونا روسا، كنت مستاءً للغاية لأنني تركت فريق أوراكل في الولايات المتحدة قبل أن تصبح بانيراي راعية لهم. لطالما كانت بانيراي هي ساعتي المفضلة، لذا أنا سعيد جدًا لأنها أصبحت شريكة لنا أخيرًا.
مع بانيراي، نتشارك في قاعدة مشتركة للوقت: كل شيء في وظيفتنا مرتبط بالوقت. بداية كل مسابقة تعتمد على ذلك: الوقت الصفر، أي اللحظة التي أستطيع فيها عبور الخط لبدء السباق، وهي تختلف عن الألعاب الأولمبية، حيث يقول شخص ما “حسنًا، انطلق!”.
والساعة الثانية من يوم 29 أغسطس هي خط البداية للسباق الأول: كل شيء مصمّم، ويعتمد على الوقت. لذلك نتشارك مع بانيراي في المشكلة المشتركة المتمثلة في قياس الوقت بشكل دقيق.
برأيك من سيحمل كأس أميركا في هذه الدورة؟
لا يوجد فريق ضعيف هنا: فكل الفرق لديها ميزانية جيدة جدًا، وكلها تضم أشخاصًا وبحارة عظماء. نحن جميعًا بحاجة إلى التنافس بأفضل ما لدينا، وبصفتي إيطاليًا، فأنا أؤمن بالخرافات بعض الشيء… لذا، فلنرى!
أخبرنا المزيد عن قارب هذا العام ومواصفاته. إن قوارب AC75 ضخمة، وبالتالي تحتاج إلى أن تكون خفيفة الوزن حتى تتمكن من الإبحار السريع. وهو ما تمكنت بانيراي كصانع ساعات من إتقانه، حيث تصنع ساعات قوية للغاية وكبيرة الحجم، ولكنها تستخدم أيضًا مواد مثل التيتانيوم وTi-CeramitechTM لتحقيق الوزن الخفيف. هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن التصميم والتعديلات والتحسينات لهذا العام؟
إن America’s Cup 75، هي التي تعتمد على القواعد: فهي تمنحك حدودًا لحجم ووزن القارب، ويجب أن تلتزم بقيود هذه القواعد. كما تمنحك الكثير من المواصفات حول المواد والتكنولوجيا وما يمكنك أو لا يمكنك فعله.
في الوقت الحالي، نقوم بقياس القارب، ولدينا أشخاص هنا للتأكد من أننا نلتزم بقواعد الفئة. بدون الشهادة التي سيمنحونها لنا، لن نتمكن من الخروج والمنافسة.
المشكلة هي أنك تطمح إلى الحصول على قارب أقوى وأكثر متانة وأكثر تنوّعًا، ولكنك تحتاج أيضًا إلى أن تظل أخف وزنًا قدر الإمكان. ربما يكون هذا أشبه ببانيراي في جانب الساعة. هناك أجزاء يجب أن تكون بحجم واحد: إذا أخذت هيكل القارب، فيجب أن يكون قويًا بدرجة كافية، ولكن لأنه الجزء الأكبر من القارب، فيجب أيضًا بناؤه بتكنولوجيا متطوّرة تعتمد على أخف المكونات الممكنة.
وهناك مكونات أخرى في تطوير القارب، تشبه تطوير الساعة حقًا، ومثال على ذلك: الأجنحة، وهي الأجزاء الوحيدة التي تبقى في الماء والتي تشبه في الأساس جناح طائرة متّصل برفراف، هذه الأجنحة، كونها الجزء الوحيد في الماء، أثناء الإبحار، تحمل 7.5 أطنان وهي مجرد قطع صغيرة من الفولاذ. كما تتضمّن هذه الأجنحة، آلية مهمتها تحريك الرفراف وقياس ما يفعله بدقة: الأمر أشبه ببناء ساعة، فأنت بحاجة إلى بناء ساعة قوية من الكربون أو التيتانيوم، تحتضن العديد من الوظائف التي تعمل معًا بشكل مثالي.
يمكن القول إننا بشكل أساسي نواجه في عالم بناء القوارب المعضلة ذاتها التي يواجهونها في عالم ابتكار الساعات، أي: نود أن يكون لدينا أصغر أجنحة ممكنة، لأنه إذا كانت كبيرة جدًا، فإنها تسحب القارب في الماء ما يجعلنا نتحرك ببطء، لكنّنا في الوقت ذاته نحتاج إلى أن تكون فعّالة للغاية ودقيقة في البيانات ومتينة.
يتكون باقي القارب من مزيج من متطلبات البحارة: تذكر أنه في كأس أميركا، تأتي كل الطاقة المطلوبة لتحريك القارب من البشر، وليس لدينا محركات لتحريك الأشرعة. لذا فإن النظام الذي لدينا داخل القارب يعتمد على قسم الميكاترونيك الذي أتولى مسؤوليته إضافة الى الجانب الهيدروليكي.
من ناحية الميكاترونيك علينا الحرص على أن يكون القارب فائق الكفاءة، ولكي يكون كذلك، هناك بحث مفصل للغاية حول المواد والتكنولوجيا. تخيل: مع أربع دورات، تحتاج إلى تحريك مكونات قارب يزن 7.5 أطنان ويبحر بسرعة 100 كيلومتر في الساعة. لذا، هناك الكثير من الأبحاث في التكنولوجيا تدور حول هذا الموضوع.
الجانب الهيدروليكي هو أيضًا يعتمد على أحدث التقنيات: فنحن نستخدم 600 بار بينما المعايير العادية للصناعات مثل صناعة السيارات أو الطيران هي 350 بارًا. هناك الكثير من المكونات التي نستخدمها بمواصفات أعلى بكثير، والنتيجة قطع فريدة من نوعها: تقوم ببناء قطعة واحدة ولا يوجد بديل لها ولا قطع غيار.
هناك بعض القواعد الجديدة في ما يتعلق بعدد أعضاء الفريق، كيف تمكنتم من إدارة هذا النوع من التغييرات؟
السبب الرئيسي وراء التغييرات العديدة هذا العام، والتي كانت أكثر وضوحًا من غيرها، هو الوزن الأخف لقارب AC75 في نسخته الثانية. النسخة الأولى هي التي استخدمناها في أوكلاند: كان قاربًا جميلًا للإبحار؛ كنت على متنه أثناء المنافسة، وكان الإبحار رائعًا.
الجانب السلبي الوحيد هو أنه عندما كانت الرياح خفيفة جدًا، وبالنسبة لنا الحد الأقصى هو 6.5 عقدة، كان القارب ثقيلًا بعض الشيء. لم يتمكن أي من المتنافسين من الإقلاع، والبدء في الإبحار بسرعة 6.5 عقد. لذلك، قرّر القيمون على المسابقة، والذين يروجون لقواعد المسابقة المقبلة، جعل القارب أخف وزنًا.
في الأساس، انخفض وزن القارب من 8.5 أطنان، إلى 7.5 أطنان، وذلك من خلال إزالة ثلاثة من طواقم الإبحار، وفضلًا عن الاستغناء عن الشراع الكبير الأمامي والرافعة الميكانيكية الأمامية. بفضل هذه التعديلات، انخفض وزن القارب من 8.5 أطنان إلى 7.5 أطنان، ويمكننا الآن البدء في الإبحار بسرعة أكبر بقليل عن ذي قبل.
وللتعويض عن إزالة ثلاثة طواقم، كان لا بدّمن السماح بإدخال الدواسات فباستخدام الساقين، يمكن للرياضي إنتاج بين 35-40 في المئة طاقة أكثر من استخدام الذراعين. أما النتيجة فوزن أخف للقارب ولكن مع إنتاج نفس القوة وبالتالي لا يزال بإمكاننا الطيران بالقارب.
كيف تدعم ساعات بانيراي فريقك أثناء المنافسة؟
بالنسبة لنا، يتعلق الأمر كله بالوقت: فنحن نعتمد على الوقت، تمامًا مثل بانيراي، ونستخدم الساعات دائمًا في كل شيء. أنا أقوم بتنسيق العمليات؛ وأرسل الخطة كل يوم بناءً على الوقت. ونشارك الوقت وقياسه الدقيق.
هل يمكنك أن تخبرنا بمزيد من التفاصيل عن بعض الصفات الهامة التي يجب أن يتمتع بها أفراد فريق الإبحار؟ الجسدية والعقلية، وكذلك القدرات؟
إذا كان عليّ أن أفكر في سمة واحدة نحتاج جميعًا إلى مشاركتها، فربما تكون الثقة بالنفس: ما تحتاجه على متن القارب هو معرفة البيئة، والثقة بفريقك والثقة ببعضنا البعض. إذا عدت بذكرياتي إلى حين بدأت الإبحار، كانت القوارب مختلفة جدًا، وأبطأ كثيرًا، وكان تنسيق الفريق يتم من خلال التحدث مع بعضه البعض، لأن القارب كان بطيئًا جدًا بحيث كان لديك الوقت للتفاعل مع أشخاص آخرين.
اليوم، القوارب سريعة جدًا والمناورات سريعة جدًا لدرجة أن التواصل على متن القارب أصبح أكثر محدودية: نتحدث عبر الميكروفون، وهناك قنوات مختلفة للتواصل، لكن التواصل لا يزال معوقًا. لا يستطيع رؤساء الدفة سوى إصدار أوامر المناورات، ولكن من هذه النقطة يكون العد التنازلي عقليًا للحظة التي يتعيّن على المرء فيها التصرف.
يجب على جميع الأشخاص في القارب أن يفعلوا الشيء الصحيح في اللحظة المناسبة، الأمر أشبه بالأوركسترا: “الآن، أنت تعزف ثم أعزف أنا”، الجميع يعرف ما يجب عليهم فعله. أهم سمة للبحار اليوم، إلى جانب القوة البدنية، هي مدى اندماج الشخص مع بقية الفريق ومدى نجاحهم في العمل معًا. مستوى الثقة التي أتمتع بها في شخص آخر، لأنني أعلم أنه سيفعل الشيء الصحيح في اللحظة المناسبة، ولست بحاجة إلى مراقبته أو التفكير في ما إذا كان يفعل ذلك. لا أعرف كيف أسمي ذلك بشكل أفضل، لكن الثقة المتبادلة وروح الفريق أثناء السباق أمر أساسي.
في ما يتعلق بالقارب، من منظور جمالي، ما الذي تجده أكثر جمالاً في AC75، نظرًا لأنه مصمّم هندسيًا بشكل مثالي؟
لا يمكنني أن أتفاعل من منظور جمالي دون ذكر التكنولوجيا. هذا القارب جميل بفضل أدائه العالي، لأنه يسمح لك بخوض سباقات المطابقة، وهي الروح الحقيقية لكأس أميركا. واحد ضد واحد.
عندما كانت لدينا قوارب أسرع في الماضي، إذا عدت إلى سان فرانسيسكو مع القوارب الشراعية ذات الهيكل المزدوج، كانت قوارب سريعة جدًا، لكنها ليست جيدة جدًا في المناورات. جمال AC75 هو السرعة التي يمكن أن تصل إليها، ولكن أيضًا مدى رشاقتها أثناء المناورات، ما يسمح بخوض سباقات المطابقة المناسبة.
هذا ما يجعلنا نصل إلى الجمال: الجمال بالنسبة لي هو خط الهياكل، والأناقة، واللون. اللون الذي اخترناه مذهل للغاية لأنه عندما يكون في الماء يتغيّر كل يوم اعتمادًا على لون الماء والشمس: في الأيام الشديدة اللمعان، يظهر باللون الفضي النقي، وعندما يكون الطقس غائمًا يتغيّر اللون قليلاً إلى درجات أعمق.
المشاركة في كأس أميركا تعني أن تكون جزءًا من أقدم سباق في العالم. كونك جزءًا من تخليد هذه القصة، كيف تشعر؟
الجمال في كوني جزءًا من كأس أميركا هو أنني أفعل ما أحبه: أحب الرياضة والتكنولوجيا، وكأس أميركا تدور حول ذلك، لذا فهي تدفع الناس إلى العمل كثيرًا.
نحن نعيش داخل الفقاعة لمدة أربع سنوات ونأكل ونشرب ونشم كل شيء عن كأس أميركا طوال اليوم. إن الأشخاص الأكبر سنًا الذين ما زالوا يتنافسون، مثلي، مرتبطون بكأس أميركا لدرجة أننا نعتبرها أمرًا مفروغًا منه، إنها جزء من حياتنا.
أعتقد أن جزءًا من وظيفتنا هو ترك إرث في النهاية، وجعل الأشخاص القادمين من الخارج يفهمون قيم كأس أميركا وما وراءها، ويفهمون الروح الرياضية وراءها.
Panerai تطلق ساعات بإصدارات خاصة بكأس أميركا
تشارك بانيراي بشكل كبير في كأس أميركا 2024، باعتبارها الراعي الرسمي لفريق Luna Rossa Prada Pirelli للإبحار. هذا التعاون هو استمرار لعلاقة بدأت في عام 2017، ما يعكس التزام بانيراي بالابتكار والحرفية الإيطالية والتميز البحري.
لمناسبة النسخة 2024 من كأس أميركا، أطلقت بانيراي العديد من الساعات ذات الإصدار الخاص المستوحاة من التكنولوجيا المتطوّرة المستخدمة في المنافسة. والجدير بالذكر أن هذه الساعات مصنوعة باستخدام مواد متقدّمة مثل سيرميت التيتانيوم، وهو مزيج من التيتانيوم والسيراميك، يعزّز المتانة ويقلّل الوزن. يرسم هذا الابتكار المادي أوجه تشابه مع التصميم عالي التقنية لليخوت Luna Rossa AC75، مع التأكيد على القوة والأناقة. وهذه أبرز الإصدارات الخاصة بالمناسبة:
Submersible QuarantaQuattro Luna Rossa Ti-Ceramitech™
تُظهر هذه الساعة، التي تم تطويرها على مدار سبع سنوات، براعة بانيراي التقنية من خلال عملية الأكسدة الكهربية البلازمية التي تخلق لمسة نهائية زرقاء من السيراميك على التيتانيوم، ما يجعلها مقاومة بشكل لا يصدق للضغط العالي والإجهاد الحراري.
Luminor Luna Rossa Chrono Carbotech
بالإضافة إلى ذلك، قدمت بانراي ساعة Luminor Luna Rossa Chrono Carbotech كساعة بإصدار محدود تقدّم للمشترين تجارب حصرية تتعلق بالإبحار.
بانيراي تاريخ عريق وعلاقة مميّزة بعالم الإبحار
تأسست شركة بانيراي في فلورنسا عام 1860 كورشة عمل ومتجر ثم مدرسة لصناعة الساعات، ولعدة عقود قامت بانيراي بتزويد البحرية الإيطالية وفرق الغوص المتخصّصة على وجه الخصوص بأدوات دقيقة. وكانت التصاميم التي طوّرتها بانيراي في ذلك الوقت، بما في ذلك لومينور وراديومير، خاضعة لقانون الأسرار العسكرية لسنوات عديدة ولم يتم طرحها في الأسواق الدولية إلا بعد استحواذ مجموعة ريتشمونت على العلامة التجارية في عام 1997.
اليوم تطوّر بانيراي وتصنع حركاتها وساعاتها في مصنعها في نوشاتيل. وتشكل الأخيرة مزيجًا سلسًا من ذوق التصميم الإيطالي والتاريخ مع الخبرة السويسرية في صناعة الساعات. تُباع ساعات بانيراي في جميع أنحاء العالم من خلال شبكة حصرية من الموزعين ومتاجر بانيراي.