مهرجان البندقية السينمائي ينصف المخرج الإسباني ألمودوفار
في حفل مميّز أسدل الستار على مهرجان البندقية السينمائي الدولي في دورته الحادية والثمانين يوم السبت 7 سبتمبر، في فينيسيا ليدو في إيطاليا. وقد شهد مهرجان هذا العام الذي استضافته الممثلة والعارضة الإيطالية سفيفا ألفيتي الكثير من اللحظات الهامة كان أبرزها فوز المخرج بيدرو ألمودوفار بجائزة الأسد الذهبي.
بحضور أبرز نجوم العالم والعرب، اختتم مهرجان البندقية فعالياته بأجواء مميزة، كان أبرزها إعلان الجوائز التي جاءت متناغمة مع التوقعات، علمًا أنّ الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير، وهي من أبرز وجوه ما يُعرف بـ “سينما المؤلف” الأوروبية، هي التي تولّت رئاسة لجنة تحكيم للمسابقة الرئيسية.
وشهد أقدم مهرجان سينمائي في العالم بدورته الحادية والثمانين مشاركة كوكبة من نجوم هوليوود، لكن بعض الأفلام المنتظرة خرجت خالية الوفاض، بينها “جوكر: فولي آ دوJoker: Folie a deux ، مع ليدي غاغا ويواكين فينيكس، أو “ماريا”، فيلم السيرة الذاتية لمغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس مع أنجلينا جولي.
ألمودوفار يحصد الأسد الذهبي
بعد طول انتظار، أنصف مهرجان البندقية السينمائي المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار بمنحه جائزة الأسد الذهبي السبت، وهي إحدى أهم الجوائز التي حصل عليها المخرج الكبير خلال مسيرته الضخمة. وقد حاز ألمودوفار هذه الجائزة عن فيلمه الأول بالإنكليزية “ذي روم نكست دور” الذي يتناول مواضيع شائكة مثل القتل الرحيم وتغيّر المناخ.
وألمودوفار البالغ من العمر 74 عامًا والذي حصل على أوسكار، وأخرج روائع من بينها All About My Mother و Bad Education و Pain and Glory، وكان يشارك باستمرار في أكبر المهرجانات، لكنه لم ينل الجوائز التي يستحقها.
وعند تسلّمه الجائزة قال ألمودوفار الذي تألق ببدلة وردية اللون: “إنه فيلمي الأول باللغة الإنكليزية لكن الروح إسبانية”.
تدور قصة فيلم “ذي روم نكست دور” حول إنغريد -جوليان مور، وهي روائية قلقة بشأن نهاية حياتها، ومارثا -تيلدا سوينتون، وهي صديقة طفولتها ومراسلة حرب سابقة اعتادت تحدي الموت وتعيش وحيدة في شقتها الفارهة في نيويورك.
وتتجدّد الصداقة القديمة بين الإمرأتين في خضم معركة مارثا ضد مرض سرطاني في مراحله النهائية. وفي ظل رفضها الخضوع لعلاج جديد غير مضمون النتائج، تقرر مارثا إنهاء حياتها عن طريق تناول عقار اشترته بشكل غير قانوني عبر الإنترنت.
فنسن ليندون: أفضل ممثل
كذلك فاز الممثل الفرنسي فنسن ليندون البالغ من العمر 65 عامًا بجائزة أفضل ممثل عن دوره كأب يواجه انجراف أحد أبنائه نحو اليمين المتطرّف العنيف في فيلم Jouer avec le feu.
وقال ليندون إثر إعلان مواطنته إيزابيل أوبير عن فوزه بالجائزة “من النادر جدا أن يكون رئيس لجنة تحكيم، فرنسي بهذا القدر من السخاء مع مواطن له. إنه أمر نادر جدًا وأنيق جدًا”.
نيكول كيدمان تتغيب عن تسلّم جائزة أفضل ممثلة
كانت جائزة أفضل ممثلة من نصيب الأسترالية الأميركية نيكول كيدمان، عن دورها في فيلم بايبي غيرل Babygirl، الذي يتميّز بنفحة نسوية. إلا أن تغيّب كيدمان عن استلام الجائزة أثار تساؤلات جمهورها. وكشفت التقارير لاحقاً أن كيدمان اضطرت للغياب بسبب وفاة والدتها التي رحلت بعد معاناة مع المرض.
تولت المخرجة هالينا ريين تسلّم الجائزة نيابةً عن كيدمان، وقرأت هالينا ريين رسالة باسم نيكول كيدمان على المسرح جاء فيها : ” بعد وقت قصير من وصولي إلى البندقية، علمت بوفاة والدتي جانيل كيدمان. أنا في حالة صدمة ويجب أن أكون مع عائلتي. أهدي هذه الجائزة لها”. وقد ظهرت كيدمان في هذا الفيلم في مشاهد ندر لها أن أدت بمثل جرأتها.
ومن بين الفائزين الآخرين، المخرج برايدي كوربت الذي فاز بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه “ذي بروتاليست”، وهو فيلم روائي طويل مدته 3 ساعات و30 دقيقة عن رحلة مهندس معماري نجا من الهولوكوست، والذي أدى دوره أدريان برودي.
كذلك حصد بول كيرشر، وهو ممثل فرنسي يبلغ 22 عامًا حقق نجاحًا لافتًا في الأشهر الأخيرة في فرنسا، على جائزة أفضل ممثل شاب بفضل دوره في فيلم “لور زانفان أبريه أو” المقتبس من رواية لنيكولا ماتيو.
كذلك حصل المخرج الأسترالي بيتر وير والممثلة الأميركية سيغورني ويفر على جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة خلال المهرجان.