الوقاية من سرطان عنق الرحم وأهمية لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
يمثل سرطان عنق الرحم، رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء على مستوى العالم، إذ يمثل حوالي 7.5 في المئة، من وفيات السرطان بين النساء في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يحمّل عبئاً كبيراً على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط على حد سواء، للعمل على مواجهته والحد من انتشاره. وعلى الرغم من الإمكانية الكبيرة للوقاية منه عبر التطعيم والفحص المنتظم، إلا أن سرطان عنق الرحم لا يزال يودي بحياة عدد كبير من النساء، الأمر الذي يسلط الضوء على الحاجة الملحة لزيادة الوعي على نطاق واسع.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري: يوفّر الحماية ضد المخاطر الصحية المرتبطة به
يُعدّ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) أحد أهم التطورات في مجال الصحة العامة، إذ يوفّر حماية فعّالة ضد سرطان عنق الرحم وغيره من الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. ومع ذلك، ورغم فعاليته المثبتة، إلا أن المعلومات المضللة غالباً ما تعيق قبوله واستخدامه. يصيب سرطان عنق الرحم النساء بشكل أساسي، إلا أن فيروس الورم الحليمي البشري يرتبط أيضاً بأنواع أخرى من السرطان، ومنها سرطان الحلق، والذي يمكن أن يصيب الأفراد من الجنسين. ويساعد تطعيم الأولاد والبنات على حد سواء بهذا اللقاح في الحد من انتشار فيروس الورم الحليمي البشري بشكل عام ويوفر الحماية ضد المخاطر الصحية المرتبطة به. وتوصي منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاماً لتحقيق أقصى قدر من الفعالية قبل التعرض المحتمل للفيروس.
لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري آمنة
أثبتت عقود من الأبحاث وملايين التطعيمات في جميع أنحاء العالم أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري آمن. وتعد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للقاح مؤقتة، والتي تشمل الألم الخفيف في موقع الحقن أو الحمى المنخفضة الدرجة، ما يجعل فوائد اللقاح تفوق بشكل كبير هذه الآثار الجانبية. ومع ذلك، فإن الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء (FDA) ومنظمة الصحة العالمية، تراقب سلامة لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري بشكل دقيق لضمان ثقة أفراد المجتمع.
أهمية التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري للجميع
يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري عادةً بالانتقال من خلال الاتصال الحميم، إلا إنه يمكن أن ينتشر أيضاً عن طريق وسائل أخرى، مثل الاتصال الجلدي غير الجنسي، أو مشاركة الأغراض الشخصية، أو الأسطح المصابة، وفي حالات نادرة، قد ينتقل من امرأة حامل إلى طفلها أثناء الولادة. وتؤكد مسارات الانتقال المتنوعة هذه على أهمية التطعيم للجميع، كإجراء وقائي ضد الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
الفحص المنتظم يزيل الحاجة إلى التطعيم
على الرغم من أن مسحات عنق الرحم واختبارات فيروس الورم الحليمي البشري ضرورية للكشف عن العلامات المبكرة لتشوهات عنق الرحم، فهي لا تمنع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري. يعمل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري والفحوصات المنتظمة جنباً إلى جنب، إذ يمنع اللقاح العديد من أنواع عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، في حين تضمن الفحوصات اكتشاف أي مشكلات موجودة في وقت مبكر.
أهمية اللقاح مع وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان
على عكس بعض أنواع السرطان التي لها عامل وراثي قوي، فإن سرطان عنق الرحم ينجم في المقام الأول عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري وليس الاستعداد الوراثي. وبالتالي، يمكن الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري من خلال وسائل مختلفة، الأمر الذي يجعل التطعيم ضرورياً للجميع، بغض النظر عن التاريخ العائلي.
انتشار سرطان الرحم في الدول العربية
يعتبر سرطان الرحم ثامن أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عاماً، في المملكة العربية السعودية، في حين يُقدّر أنه حوالي 2.5% من النساء على وجه العموم قد يكنّ حاملات لعدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV-16/18 في أي وقت. وفي الإمارات العربية المتحدة، يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الخامسة بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء والمرتبة الثالثة بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عاماً. ويمثل أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري فرصة هامة للوقاية من سرطان عنق الرحم والأمراض الأخرى المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. وباعتبارها مؤسسة عالمية ملتزمة بتعزيز التثقيف والتوعية في مجال الرعاية الصحية، تشجع جامعة سانت جورج التدابير الاستباقية مثل التطعيم والفحص المنتظم للحد بشكل كبير من عبء الأمراض المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري. ومن خلال تثقيف قادة الرعاية الصحية في المستقبل، تسعى جامعة سانت جورج إلى إحداث تأثير مستمر، وتمكين الخريجين من دعم جهود التوعية والوقاية في جميع أنحاء العالم.