بورتوريكو وجهة سياحية مثالية لمحبّي الطبيعة والمغامرات البحرية
بورتوريكو، وتعني بالإسبانية «ميناء الأغنياء»، وهي بحق غنية بتنوّعها الطبيعي وشواطئها الخلّابة، إذ تُعتبر موطن التزلّج المثالي للهواة والمحترفـين. وتشتهر سان خوان، عاصمة بورتوريكو، بحصونها التاريخية وشواطئها الجميلة وحياتها الليلية المفعمة بالحيوية، فـيما تقدّم مدينة بونسه، لؤلؤة الجنوب، تجربة ثقافـية غنية، وصولاً إلى الساحل الغربي لبورتوريكو، حيث تتربّع مدينة ماياج، التي تشتهر بثقافتها وحدائقها الجميلة وطعامها اللذيذ. ولا يمكن إغفال جزيرة كوليبرا، الجزيرة الصغيرة التي تقع قبالة الساحل الشرقي لبورتوريكو، التي تشتهر بشواطئها الرملية البكر ومياهها الصافـية والحياة البحرية المتنوّعة. إنها مكان مثالي لمحبي الشواطئ وعشاق الغطس. وفـي بورتوريكو العديد من الجزر الصغيرة، التي تُعتبر جواهر ساحلية تجذب آلاف السياح سنوياً.
على مساحة 13.790 كيلومترا مربعاً، تمتد جزيرة بورتوريكو، فـي منطقة الكاريبي بين البحر الكاريبي وشمال المحيط الأطلسي. هي ليست جزيرة واحدة فحسب، بل تتألف من أرخبيل يشمل جزيرة رئيسية وعددًا من الجزر الصغيرة. وتمثّل جزر بورتوريكو جزءًا من جزر الأنتيل الكبرى. وبورتوريكو هي أكبر جزيرة على الإطلاق، ولكنها تضم ثلاث جزر ساحلية رئيسية هي: فـيكويس وكوليبرا ومونا. وفـيكويس وكوليبرا هي الجزر المأهولة فقط.
سان خوان القديمة
تتميّز سان خوان القديمة، بأحيائها المرصوفة ببلاط الرصف أو الحصى الأزرق المصنوع من البقايا الناتجة عن صهر الحديد. جاء هذا الحصى الشهير على هيئة حصى رصف على ظهر السفن الأوروبية فـي القرن الثامن عشر، واستخدم لاحقًا لرصف شوارع سان خوان. وعلى مدى سنوات من تعرّضه للعوامل الخارجية، تغيّرت خصائصه إلى اللون الأزرق المميّز.
تمّ إدراج موقع سان خوان التاريخي الوطني ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. يحتوي الموقع، الذي بُني من القرن السادس عشر إلى القرن العشرين، على تحصينات وأجزاء من أسوار المدينة القديمة فـي مدينة سان خوان. وتعتبر قلعة لا فورتاليزا، فـي سان خوان، التي بُنيت ما بين 1533 و1540، أقدم الهياكل العسكرية، وكانت فـي السابق ترسانة وسجناً. وهي الآن المقر الرسمي الحالي لحاكم بورتوريكو. خلال النهار، يمكن التنّزه فـي شارع كالي سان سيباستيان الضيق والنظيف فـي سان خوان القديمة، والتقاط صور للمباني التاريخية المتعدّدة الألوان التي تقع قبالة المحيط الأطلسي. كما يمكن زيارة كنيسة سان خوسيه أو متحف كازا بلانكا. إن هذا المتحف هو الموطن السابق لأول حاكم إسباني للجزيرة، خوان بونس دي ليون. وأثناء وجودكم فـي سان خوان القديمة، يمكنكم السير على طول شارع باسيو دي لا برينسيسا فـي الطرف الجنوبي من المدينة، ثم على طول أسوار القلعة القديمة عبر باسيو ديل مورو إلى كاستيلو سان فـيليبي ديل مورو. يوفّر هذا الطريق مناظر رائعة خلال النهار.
غابة اليونكي أكثر الغابات ذات التنوّع البيولوجي
تحتضن بورتوريكو مساحات طبيعية ساحرة، حيث تقع غابة اليونكي على بُعد بضع ساعات قليلة فقط من سان خوان، وهي الغابة المطيرة الاستوائية الوحيدة ضمن نظام الغابات الوطنية فـي الولايات المتحدة. تعتبر غابة اليونكي إحدى أصغر الغابات فـي النظام، إلاّ أنها تمتاز بمئات من فصائل النباتات والحيوانات التي تجعلها إحدى أكثر الغابات ذات التنوّع البيولوجي. وتُعتبر غابة اليونكي الوطنية أبرز الوجهات السياحية فـي بورتوريكو، حيث تحظى بشهرة عالمية كأحد أكثر الغابات الاستوائية جمالاً وحفاظاً على البيئة. تقع غابة اليونكي الوطنية فـي شمال شرق بورتوريكو، بالقرب من مدينة فاجاردو، تمتد على مساحة حوالي 28,000 فدان، ما يجعلها أكبر غابة استوائية فـي الولايات المتحدة، وتعتبر الغابة جزءاً من نظام المحميات الطبيعية فـي الولايات المتحدة، وتستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف جمالها الطبيعي.
أقدم الغابات الاستوائية فـي العالم
تًعدّ غابة اليونكي الوطنية واحدة من أقدم الغابات الاستوائية فـي العالم، حيث تمتد جذورها إلى ملايين السنين، تأسست المحمية فـي عام 1903، كأول غابة وطنية فـي بورتوريكو، وذلك بهدف حماية بيئتها الفريدة والتنوّع البيولوجي فـيها، وتعتبر هذه الغابة مثالاً حياً على نظام بيئي استوائي متنوّع ومعقّد. تحتوي غابة اليونكي الوطنية على مجموعة هائلة من النباتات والحيوانات، بما فـي ذلك: النباتات: حيث تضم أكثر من 240 نوعاً من الأشجار، بما فـي ذلك الأشجار العملاقة مثل «الأرز الاستوائي» و«الأكاسيا»، كما توجد أيضاً أنواع نادرة من النباتات الزهرية مثل زهرة الأوركيد الاستوائية. وتضم الغابة أكثر من 50 نوعاً من الطيور، بما فـي ذلك الطائر الوطني لبورتوريكو، «الطائر الأخضر»، كما تعيش فـي الغابة أنواع نادرة من الزواحف والبرمائيات، مثل الضفدع الأرجواني الشهير.
وإذا كنتم تخطّطون لزيارة هذه المحمية الطبيعية، فإليكم أبرز الأماكن التي تستحق الزيارة: شلالات لا ميينا: واحدة من أشهر وأجمل الشلالات فـي غابة اليونكي الوطنية، يمكن الوصول إليها عبر مسار «لا ميينا» الذي يمتد حوالي 0.7 ميل (1.1 كيلومتر) ذهاباً وإياباً، يتميّز هذا الشلال بمياهه النقية التي تتدفق من ارتفاع 35 قدماً (10 أمتار)، وتعد وجهة رائعة للاستمتاع بالسباحة فـي البرك الطبيعية. ويُعتبر مسار إليونكي، أطول وأكثر تحدياً، يمتد لحوالي 4.6 ميل (7.4 كيلومتر). هذا المسار يأخذكم إلى قمة جبلية حيث يمكنكم الاستمتاع بإطلالات رائعة على الغابة والمناطق المحيطة بها، يوفّر هذا المسار تجربة مشي أكثر تحدّياً ويستحق الزيارة لعشاق المشي لمسافات طويلة. وتوفّر بركة البوسكو، منظراً رائعاً لشلالات لا كوكا، وهو شلال ذو مظهر مذهل. يمكنكم الاستمتاع بالإطلالات الرائعة على الشلال من منصة المشاهدة القريبة، وبالقرب من هذه المنطقة، يوجد المقهى الاستوائي، حيث يمكنكم تناول الطعام والاستمتاع بأجواء الغابة. أما مسار سيغويرا، فهو مسار طويل يمتد حوالي 1.5 ميل (2.4 كيلومتر)، يأخذكم فـي جولة عبر الغابة مع فرص لمراقبة الطيور والحياة البرية، يعتبر هذا المسار أقل ازدحاماً من المسارات الأخرى، ما يجعله مثالياً لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أكثر هدوءاً. وفـي داخل الغابة يقع منتزه بوسكو، الذي يقدّم مناظر رائعة للغابات الكثيفة ويتيح للزوار الاستمتاع بالطبيعة الهادئة، هنا يمكنكم الاسترخاء والتجول بين الأشجار الاستوائية الكبيرة. وتُعتبر قمة جبل يوكو، واحدة من أفضل النقاط لمراقبة المناظر الطبيعية البانورامية للغابة والمناطق المحيطة بها، ويوفّر البرج فـيها إطلالات رائعة على الغابات الكثيفة والمحيط، وتُعدّ وجهة مثالية لالتقاط الصور التذكارية.
جزيرة كوليبرا تحتضن ثروة طبيعية وبحرية لا مثيل لهما
تتميّز بورتوريكو، بثروات طبيعية وبحرية، فهي موطن لأكبر السلاحف البحرية الحية فـي العالم، سلحفاة البحر جلدية الظهر. هذه السلحافة التي يصنّفها الصندوق العالمي للطبيعة على أنها معرّضة للخطر فـي بورتوريكو وفـي أماكن أخرى. ويوجد مشروع الحفاظ على السلحفاة البحرية Proyecto Tinglado، فـي جزيرة كوليبرا فـي بورتوريكو، وهي إحدى الأماكن القليلة فـي العالم التي تتكاثر فـيها السلحفاة الجلدية الظهر. وهناك يعيش ضفدع الأشجار coquí، تميمة الحظ غير الرسمية لبورتوريكو، إنه كائن حي صغير يتميّز بنقيقه المرتفع والمميّز الذي يُسمع عبر الجزيرة من الغسق حتى الفجر. يتراوح طول هذا الضفدع من بوصة إلى بوصتين فقط (2.5 إلى 5 سنتيمترات) ويزن 2 إلى 4 أونصة (57 إلى 113 جرام). وتغني ذكور الضفادع هذه بصوت «كو» لإبعاد الذكور الآخرين و«كي» لجذب الإناث، إلا أن تغيّر المناخ الأخير غيرّ نغمة أغنيتها بطريقة يمكن أن تتداخل مع بقائها.
جزيرة كوليبرا جنة لمحبّي الشواطئ وعشاق الغطس
تشتهر جزيرة كوليبرا، وهي جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الشرقي لبورتوريكو، بشواطئها الرملية البكر ومياهها الصافـية والحياة البحرية المتنوّعة. وغالبًا ما يُصنف شاطئ فلامنكو من بين أفضل الشواطئ فـي العالم، ويوفر شاطئ فلامنكو الرمال البيضاء الناعمة والمياه الفـيروزية وفرص ممتازة للغطس. إنه شاطئ لا بد من زيارته فـي أي رحلة إلى كوليبرا، وجماله الهادئ يجعله مثاليًا للاسترخاء. كما تشتهر محمية كوليبرا الوطنية للحياة البرية، التي تحمي النظم البيئية والحياة البرية، بما فـي ذلك الأنواع المهدّدة بالانقراض. يمكن للزوار استكشاف مسارات المشي لمسافات طويلة ومواقع مشاهدة الطيور والشواطئ المنعزلة. ويُعدّ شاطئ تاماريندو مكاناً رائعاً للغطس والغوص، ويشتهر بمياهه الصافـية والحياة البحرية الوفـيرة. إنه مكان مثالي للمغامرات تحت الماء والاسترخاء على الشاطئ بمياهه الهادئة، وهو مثالي للعائلات.
تُجسّد مدن بورتوريكو وجزرها الصغيرة، جمال الجزيرة المتنوّع وتراثها الثقافـي الغني. من سحر سان خوان التاريخي إلى شواطئ تاماريندو الهادئة، تقدّم كل مدينة تجارب فريدة من نوعها ستترك لك ذكريات لا تُنسى.
متنزه مغاور نهر كاموي أحد عجائب بورتوريكو الطبيعية
يُعدّ متنزه مغاور نهر كاموي أحد عجائب بورتوريكو الطبيعية، ويضم أكثر من 200 كهف لاستكشافها. يسير نهر كاموي تحت الأرض وهو أكبر نهر يجري تحت الأرض فـي العالم داخل أحد الكهوف ويحيطه متنزه طبيعي على مساحة 268 فدانًا. كما أن كوفا كلارا (كهف كلارا) من الكهوف الضخمة، التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 170 قدمًا (52 مترًا) وعرضها 200 قدم (61 مترًا). وبعيدًا عن التشكيلات البديعة ستجدون أصوات موسيقية غريبة من اندفاع المياه وقطراتها والخفافـيش. يُعدّ خندق بورتوريكو أقصى عمق يصل إليه المحيط الأطلسي، وهو أحد أعمق الخنادق فـي العالم. ويقع خندق بورتوريكو شمال بورتوريكو مباشرةً، ويفصل بين المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي. وأقصى عمق يصل إليه الخندق هو 5.2 ميل (8.4 كلم).
مدينة بونسه لؤلؤة الجنوب
تتميّز مدينة بونسه، بهندستها المعمارية التاريخية ومعالمها الثقافـية وساحاتها الجميلة. وتتواجد فـي هذه المدينة محطة مطافئ أولد بونس، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام. ففـي عام 1882، كان المبنى يضم معرضاً تجارياً، وتمّ تحويله إلى مركز إطفاء بونس بعد ثلاث سنوات. اليوم يبدو البناء متحفاً، صمّمه المهندس المعماري اللفتنانت كولونيل ماكسينو مينا. تمّ الاعتراف بالمبنى، المشهور بمظهره الخارجي باللونين الأحمر والأسود، من قبل خدمة المتنزهات القومية الأميركية. وفـي هذه المدينة المميّزة هناك متحف الفنون، الذي يضمّ واحدة من أهم المجموعات الفنية فـي منطقة البحر الكاريبي، وأعمالاً لفنانين أوروبيين وبورتوريكيين. كما أن هندسته المعمارية الممتازة وحدائقه الملوّنة تستحق الاستكشاف أيضاً. تضم مجموعة المتحف روائع لفنانين مشهورين. وتحيط بالساحة المركزية فـي بونسه مبانٍ رائعة ونوافـير رائعة. تشتهر المنطقة بهندستها المعمارية الاستعمارية، ما يجعلها مكاناً رائعاً للاسترخاء والاستمتاع بالقهوة والأجواء المحلية. غالباً ما تكون الساحة النابضة بالحياة موقعاً للفعاليات والعروض الثقافـية.
ماياج عروس الساحل الغربي لبورتوريكو
تتربع ماياج على الساحل الغربي لبورتوريكو، وتشتهر بثقافتها وحدائقها الجميلة وطعامها اللذيذ. وتحتضن هذه المدينة حديقة الحيوانات الوحيدة فـي بورتوريكو، وهي تضم حيوانات مختلفة من جميع أنحاء العالم، بما فـي ذلك الأنواع الغريبة. إنها تجربة ممتعة وتعليمية للعائلات ومحبّي الحيوانات. وتجسّد الساحة المركزية فـي ماياج «بلازا كول» مركزاً للأنشطة والفعاليات، إذ تحيط بها المباني التاريخية والمقاهي المزدحمة. يضيف تمثال كريستوفر كولومبوس أهمية تاريخية لهذا المكان. ويقدمّ مسرح ياغ، المسرح التاريخي فـي المدينة، مجموعة من العروض بما فـي ذلك المسرحيات والحفلات الموسيقية وعروض الرقص. وساهمت الهندسة المعمارية الجميلة والتصميم الداخلي الأنيق للمسرح وتاريخه الغني، فـي جعله معلماً ثقافـياً لا بدّ من زيارته.