العالم على موعد مع القمر الأزرق العملاق
في ظاهرة نادرة، تشهد سماء الكرة الأرضية مساء 19 أغسطس، حدث “القمر الأزرق العملاق“، الذي يضيء السماء لمدة 3 أيام مُتتالية. ويطلق على هذه الظاهرة الفلكية اسم “القمر الأزرق” باعتباره ثالث قمر مكتمل من أصل أربعة، خلال موسم الصيف في نصف الكرة الشمالي.
13 قمراً مكتملاً
يظهر القمر المكتمل (البدر) عادةً مرة واحدة في الشهر ما يعني وجود 12 قمراً مكتملاً في السنة وفقاً للتقويم القمري. ويظهر البدر تقريبا كل 29.5 يوم، والشهر في التقويم الحالي إما 29 أو 30 يوماً أي ما يعادل تقريبا مدة الدورة القمرية، وتضاف أيام لبعض الأشهر حتى تشكل الاثنا عشر شهراً مجتمعة سنة شمسية كاملة تتكون من 365 يوماً. ونظرا إلى أن التقويم الحالي لا يتماشى تماماً مع أطوار القمر، فينتج أحيانا ظهور البدر أكثر من مرة في الشهر، وتُسمى هذه الظاهرة بالقمر الأزرق، ليظهر 13 قمرا مكتملا في سنة شمسية بدلاً من 12.
كيف تحدث ظاهرة الأقمار العملاقة
تحدث ظاهرة الأقمار العملاقة عندما يكون مدار القمر أقرب إلى الأرض في نفس الوقت الذي يكون فيه القمر مكتملا. وذكرت وكالة ناسا أن القمر المكتمل سيصل إلى ذروة الإضاءة يوم الاثنين 19 أغسطس وسيبدو مكتملاً لمدة ثلاثة أيام. ووفقاً لوكالة ناسا، سيضيء حوالي 98 بالمئة من الجانب القريب من القمر بواسطة الشمس يوم الأحد، بحلول اليوم التالي، سيُضاء 100 بالمئة من الجانب القريب من القمر، وستُضاء حوالي 99 بالمئة منه بواسطة الشمس يوم الثلاثاء. والقمر العملاق لشهر أغسطس سيكون الأول من أربعة أقمار عملاقة متتالية في عام 2024 ستظهر في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
إمكانية حدوث تغييرات مناخية وظواهر طبيعية
وهذه الظاهرة ليست الاولى لهذا العام، إلا أنها تستقطب المصورين وعلماء الفلك، لكونها تجمع بين القمر العملاق والقمر الأزرق، بجانب كونه مكتملًا، في مشهد نادر الحدوث، كما أن توقيت حدوث هذه الظواهر معاً أمر غير منتظم إلى حد كبير. ولا يتعلق القمر الأزرق بلون القمر، بل أُخذت عبارة Blue Moon (“القمر الأزرق”) من عبارة بالإنكليزية هي once in a blue moon (“مرة واحدة في قمر أزرق”) والتي تعني وضعاً نادر الحدوث. وعلى الرغم من أن “القمر الأزرق العملاق” سيسعد علماء الفلك المبتدئين والمصورين، فإن قوة جاذبيته المرتبطة بقربه من الأرض، ستتسبب في ارتفاع المد والجزر، ما قد يؤدي أحياناً إلى حدوث فيضانات على بعض السواحل.
القمر العملاق في سمائنا الليلة: نصائح عملية لهواة التصوير
يعتبر القمر العملاق، كأي ظاهرة استثنائية يسعى هواة التصوير الى توثيقها لذا نقدّم بعض النصائح التي قد تساعدكم بالتقاط اللحظة بأسلوب شبه احترافي. في البداية لا بدّ من التمركز الجيد والبحث عن مكان مظلم قدر الإمكان حيث يكون التلوث الضوئي أقل. ففي الظلام فقط يمكنك رؤية النجوم! إذا كانت هناك أضواء ساطعة في كل مكان، فلن ترى القمر والكواكب كما يجب ولن تستطيع التقاط جمالها في صورة.
بالتالي عليك التخطيط مسبقًا للمكان الذي ستقضي فيه الليل – تأكد من أنه آمن ويُسمح لك بالتواجد هناك، وأخبر شخصًا ما إلى أين أنت ذاهب. ولا تنسى اصطحاب فنجان القهوة لإبقائك مستيقظًا.
ثانيًا، عليك معرفة الظواهر الطبيعية في الليل الأمر الذي سيساعدك على فهم المكان الذي يجب أن تنظر إليه في السماء، والسرعة التي تتحرك بها الأشياء ونوع الأحداث السماوية التي تهمك أكثر. وهناك الكثير من تطبيقات مراقبة النجوم التي يمكنك استخدامها لفهم ما تراه في السماء.
ثالثًا، ابدأ رحلتك في عالم التصوير باستخدام هاتفك لالتقاط بعض الصور، فعلى الرغم من أن الكاميرا الفاخرة ستمنحك المزيد من الخيارات، يمكنك البدء بهاتفك ولا تزال تحصل على نتائج رائعة دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال. يحتوي الكثير من الهواتف الذكية هذه الأيام على تقنية كاميرا تتيح لك التقاط صور رائعة للنجوم ومجرة درب التبانة والشفق القطبي والقمر. ضع الكاميرا أو الهاتف على حامل ثلاثي القوائم للتأكد من بقائه ثابتًا. فإذا حركت الكاميرا ستحصل على لقطة ضبابية.
جرب زيادة التعرض وISO كلاهما متاحان عادةً في الوضع الاحترافي للهواتف الذكية. القيام بذلك سيسمح بدخول المزيد من الضوء، ما سيجعل من الممكن رؤية ما هو في السماء.
أما إذ وجدت المتعة والشغف بتصوير الظواهر الطبيعية فيمكنك استثمار بعض الأموال في كاميرا جيدة، وعدسة جيدة، وحامل ثلاثي القوائم جيد، وجهاز تحكم عن بعد، ومصباح رأس أيضًا. لتجد نفسك على مجرة جديدة من التجارب.