Bruce Clay

السعفة الذهبية: سبعة عقود من المجد السينمائي وشراكة متجدّدة مع شوبارد

الذكرى السبعون للسعفة الذهبية تحتفي بمكانتها كأرقى جائزة في تاريخ السينما
الذكرى السبعون للسعفة الذهبية تحتفي بمكانتها كأرقى جائزة في تاريخ السينما

تحتفي السعفة الذهبية هذا العام بالذكرى السبعين لانطلاقتها، سبعة عقود رسّخت خلالها مكانتها كأسمى جائزة في عالم الفن السابع، وكتبت من خلالها فصولأً خالدة من المجد السينمائي. فبمجرّد ذكر اسمها، تتدفّق إلى الأذهان ذكريات لا تُعد ولا تُحصى من الشاشة الفضية، وتنهض في الذاكرة لحظات ساحرة تُجسّد روعة الإبداع وتكريم الفن في أبهى صوره.

شوبارد ومهرجان كان شراكة راقية

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Festival de Cannes (@festivaldecannes)

في هذا السياق الاحتفالي المميّز، تواصل دار شوبارد تجديد التزامها العميق تجاه مهرجان كان السينمائي، وتواصل شراكتها الرسمية معه منذ عام 1998. وقد حملت كارولين شوفوليه، الرئيسة المشاركة والمديرة الفنية للدار، على عاتقها مهمة تصميم وصناعة السعفة الذهبية وسائر جوائز المهرجان، بتفانٍ لا يُضاهى، إذ تتطلّب هذه التحفة الفنية أكثر من 70 ساعة من العمل المتقن في مشاغل شوبارد الراقية في جينيف، لتُصاغ الجائزة بأبهى صورة من الفخامة والدقة.

ومن المقرّر أن يُقام مهرجان كان السينمائي في دورته الثامنة والسبعين من 13 إلى 24 مايو المقبل، على أن تتولى النجمة الفرنسية جولييت بينوش رئاسة لجنة التحكيم، في محطّة جديدة تحتفي بالأنوثة والإبداع، وتُضيء سماء كان بفنّ يتجاوز الحدود ويُلامس الخيال.

السعفة الذهبية: من تحفة متجدّدة إلى أيقونة خالدة في عالم السينما

This slideshow requires JavaScript.

على مدار تاريخها الحافل، مرّت جائزة مهرجان كان السينمائي بتحوّلات لافتة شكّلت ملامح رمزيتها اليوم. ففي الفترة الممتدة من عام 1946 إلى 1954، لم تكن الجائزة تُعرف باسم السعفة الذهبية، بل حملت لقب الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للأفلام، واتّخذت في كلّ دورة شكلاً فنياً مختلفاً، يعكس الطابع الإبداعي للمهرجان آنذاك.

ومع حلول عام 1954، برزت الحاجة إلى تصميم جائزة دائمة تُصبح رمزاً للمهرجان، فأطلقت مسابقة بين أبرز دور المجوهرات لتقديم تصوّر فني لها، وكان الفوز من نصيب لوسيين لازون، التي استوحت تصميمها الأول من شعار مدينة كان، لتُمنح النسخة الأولى عام 1955 للمخرج ديلبرت مان عن فيلمه Marty.

لكن هذا الرمز الذهبي غاب عن المهرجان بين عامي 1965 و1974، حيث عادت الجائزة الكبرى لتتصدّر المشهد، قبل أن تُعيد الإدارة اعتماد السعفة الذهبية لاحقاً كأعلى تكريم للفن السينمائي.

وفي أوائل الثمانينيات، أُعيد ابتكار القاعدة التي تستند عليها السعفة، فاتّخذت شكل الهرم، وفي عام 1992، أضفى صائغ المجوهرات تييري جو بوركنيه لمسة فنية جديدة على الجائزة، إذ أعاد تصميمها لتتكوّن من 19 ورقة ذهبية تنبثق من قاعدة كريستالية منحوتة يدوياً، لتصبح بذلك تحفة فنية تليق بمجد السينما العالمية.

من وهج النار إلى وهج المجد: رحلة السعفة الذهبية في مشاغل شوبارد

This slideshow requires JavaScript.

تُصاغ السعفة الذهبية في مشاغل شوبارد كتحفة نادرة، إذ تتطلّب أكثر من 70 ساعة من الحرفية المتقنة والدقة الاستثنائية، لتبصر النور كرمز يتوّج قمم الإبداع السينمائي. ومنذ عام 2014، أصبحت هذه الجائزة تُصنع حصرياً من الذهب الأخلاقي، انسجاماً مع التزام الدار بمبادرة الترف المستدام، التي تحتفي بالجمال من دون المساس بأخلاقيات البيئة والإنسان.

يُستخرج الذهب المستخدم، بوزن 118 غراماً، وفقاً لأرفع المعايير البيئية والاجتماعية، ليعبر بين أنامل ستة من أمهر الحرفيين الذين يترجمون خبرتهم الرفيعة إلى فنّ ملموس. تمرّ عملية التصنيع بمراحل دقيقة تبدأ بصبّ القالب وفق تقنية الشمع المفقود، وتُتوّج بصهر المعدن في حرارة تبلغ 900 درجة مئوية داخل مسبك الدار، حيث تولد من النار والنور، لتتألق على منصة مهرجان كان السينمائي للفن والخلود.

السعفة الذهبية: من أساطير السينما إلى انطلاق فوز المرأة

 
 
 
 
 
在 Instagram 查看这篇帖子
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

The Piccadilly (@the_piccadilly) 分享的帖子

منذ أن رأت السعفة الذهبية النور في عام 1955، أصحبت الجائزة الأكثر هيبة في عالم السينما، رمزاً للتفوق والإبداع، وتكريماً للمخرجين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ الفن السابع. تسعة مخرجين فحسب تمكّنوا من الفوز بها مرتين، ومن بينهم أساطير مثل فرانسيس فورد كوبولا وإيمير كوستوريكا وكين لوش. أمّا روبن أوستولند، فقد انضمّ مؤخراً إلى هذه الفئة النخبوية من خلال فوزه مرتين، حيث حظي بتكريم استثنائي بجائزتين من السعفة الذهبية التي تمّ تزيينها بالماس، وذلك في دورات مهرجان كان السينمائي الـ70 والـ75 في عامي 2017 و2022.

لكنّ الطريق لم يكن سهلاً على المرأة في هذا المجال، إذ تأخر تكريم أول مخرجة حتى عام 1993، حينما حصلت جين كامبيون، التي تُعرف بلقب سيدة السعفة الذهبية، على الجائزة عن فيلمها الرائع The Piano. وبعد ثلاثة عقود، واصلت النساء ترك بصمتهنّ في تاريخ المهرجان، لتفوز جوليا دوكورنو بالجائزة عن فيلها المذهل Titanium، ثمّ جاءت جاستين تريه في عام 2023 لتُضيف فوزاً جديداً بفيلمها الدرامي Anatomy of a Fall، مؤكدةً بذلك حضور المرأة القوي في صناعة السينما.