Bruce Clay

دور التطورات الجراحية في تخصيص علاج سرطان الثدي

يتم تشخيص أكثر من مليوني امرأة بسرطان الثدي كل عام

يهدف الشهر العالمي لسرطان الثدي على مدار شهر أكتوبر من كل عام، إلى توعية النساء بعوامل الإصابه به والكشف المبكر. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص أكثر من مليوني امرأة بسرطان الثدي كل عام. وتساهم التطورات في أساليب العلاج، بما فيها الابتكارات في مجال الجراحة، في مساعدة النساء والطواقم الطبية على تقديم رعاية مخصصة وتحسين نوعية الحياة.

خيارات العلاج المتوفرة

عند تشخيص الإصابة بمرض سرطان الثدي، يتوفر خياران للعلاج وهما: استئصال الورم واستئصال الثدي. وهناك العديد من الأسباب التي تجعل المرأة تفضل أحد الخيارين على الآخر. وترتبط هذه الأسباب بنوع وطبيعة السرطان، وقد يعود بعضها إلى التاريخ العائلي والعوامل الوراثية، وقد يكون البعض الآخر لتحقيق الراحة النفسية الشخصية. ويتضمن علاج سرطان الثدي إجراء عملية جراحية لإزالة السرطان من الثدي. وغالبًا ما يُستخدم مع علاجات أخرى، مثل العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الهرموني، والعلاج الموجه. قد تُستخدم الجراحة أيضًا للحد من خطر الإصابة بالسرطان مستقبلًا.

تنوع وتطور الخيارات الجراحية

التطورات الجراحية تهدف إلى تحسين نوعية حياة الناجيات من سرطان الثدي

تتنوع الخيارات الجراحية، والتي تشمل استئصال الأنسجة السرطانية والهامش المحيط من الأنسجة الثديية الطبيعية. واستئصال الثدي: إزالة الثدي بالكامل. وخزعة العقدة الخافرة: إزالة عدد قليل من العقد اللمفاوية للتحقق ما إذا كان السرطان قد انتشر إليها. وتشريح العقد اللمفاوية الإبطية أي إزالة المزيد من العقد اللمفاوية من تحت الذراع إذا كان هناك العديد من العقد اللمفاوية الخافرة المصابة بالسرطان، والجراحة الترميمية بعد عملية استئصال الثدي التي تعيد بناء الثدي. تتطور أساليب جميع هذه الخيارات بتطور المعرفة. على سبيل المثال، توضح الدكتورة سارة ماكلولين، وهي طبيبة جراحة الأورام ورئيسة قسم جراحة الأورام في مايو كلينك في جاكسونفيل، فلوريدا، أن الأبحاث أظهرت على مدار عقود معدلات بقاء على المدى الطويل متشابهة لعمليات استئصال الورم الموضعي وعمليات استئصال الثدي الكامل. وتقول الدكتورة ماكلولين: “إذا لم تكوني بحاجة إلى عملية استئصال كامل للثدي، فلن تتحسن حالتك أو تعيشين لفترة أطول لمجرد أنك أجريتي هذه العملية.”

تقنيات استئصال الثدي الحديثة

تركز تقنيات استئصال الثدي الحديثة على إزالة كمية أقل من الجلد والحفاظ على الحلمة والهالة قدر الإمكان. ففي جراحة الأورام التجميلية لاستئصال الورم، يقوم الجراحون بعمل شقوق بعيدة عن موقع السرطان الفعلي، وبعد إزالة الأنسجة السرطانية، يعيدون ترتيب الأنسجة الثديية المتبقية للحفاظ على شكل ثدي مقبول من الناحية الجمالية. ويركز بحث الدكتورة ماكلولين على تحسين نوعية حياة الناجيات من سرطان الثدي. إنها تساهم في إنشاء بنك حيوي للأنسجة الثديية في مؤسسة مايو كلينيك باستخدام الأنسجة الثديية الزائدة من المتطوعين لتسريع البحث. وتوضح الدكتورة ماكلولين “تعيش المصابات بسرطان الثدي لأعمار طويلة، لذا فإن البقاء على قيد الحياة ازدات أهميته كثيرًا”.

تطوير استراتيجيات علاجية مخصصة

واحدة من القضايا المهمة للناجيات من سرطان الثدي اللواتي أزيلت عقدة الليمفاوية يمكن أن تكون وذمة ليمفاوية، وهو تورم الأنسجة الناجم عن تراكم السائل الذي يتم عادةً إزالته بواسطة عقد الليمفاوية. يمكن أن تسبب الوذمة الليمفاوية أعراضًا تتراوح من خفيفة إلى شديدة، بما في ذلك الانزعاج، والانتفاخ، والشعور بالضيق أو الثقل، والحد من حركة الأطراف، والالتهابات المتكررة، وتصلب الجلد. ويشمل عمل الدكتورة ماكلولين دراسات للتنبؤ بالوذمة الليمفاوية ومنعها وتحسين علاجها، بما في ذلك تحديد المؤشرات الحيوية وتطوير استراتيجيات علاجية مخصصة. وأوضحت كذلك أن “هناك تركيز كبير حاليًا على التقنيات التي تقلل من خطر الإصابة بالوذمة الليمفاوية”. وتشمل هذه التقنيات رسم خرائط العقدة الليمفاوية الإبطية العكسية، التي ترسم عقد الليمفاوية التي تصرف الأطراف العلوية، وتفصلها عن تلك التي تصرف الثدي، ما يسمح للجراح بإزالة تلك التي تصرف الثدي فقط. خيار آخر هو إعادة بناء الجهاز الليمفاوي إذا تم إزالة عقدة الليمفاوية على نطاق واسع.

العمل على تحقيق أفضل النتائج للنساء

يمكن أن تكون الوذمة الليمفاوية مسببة للإعاقة وتعتبر تذكيراً دائماً بعلاج السرطان، كما تقول الدكتورة ماكلولين. وتضيف “التركيز الشديد على الإدارة والعلاج المرتبط بها يصبح مضيعة للوقت ومكلفًا ومؤلمًا بالنسبة للمرضى لإدارته”  نسعى إلى تقليل ذلك إلى أدنى حد ممكن. وأشارت إلى أنه من الضروري أن تتشاور مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك لتحديد الخطة العلاجية الأنسب لحالتك. العوامل التي قد تؤخذ في الاعتبار تشمل مرحلة السرطان، وتفضيلاتك الشخصية، وحالتك الصحية العامة. وكما تقول د. ماكلولين “هدفنا هو تقليل التدخلات إلى أدنى حد ممكن، مع تحقيق أفضل النتائج، وهي البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل”.