أولمبياد باريس 2024 : مساواة بين الجنسين للمرّة الأولى في تاريخ الألعاب الأولمبية
يعود تاريخ مشاركة النساء في الألعاب الأولمبية إلى العام 1900، أي بعد أربع سنوات على انطلاقة أولمبياد العصر الحديث التي جرت بشكلها الجديد عام 1896 في اليونان. وبعد مرور 128 عاماً على النسخة الأولى، ستحقّق الألعاب الأولمبية الحديثة المساواة بين الجنسين لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، التي تنطلق يوم 26 يوليو في العاصمة الفرنسية.
ارتفاع مشاركة الإناث في كل دورة ألعاب أولمبية
شهدت آخر دورة للألعاب الأولمبية التي أقيمت في باريس عام 1924، مشاركة 4 في المئة، من المتنافسين الإناث، واقتصرت مشاركتهن على الألعاب الرياضية التي تعدّ مناسبة لهن، مثل السباحة وكرة المضرب والكروكيه. ومع عودة الألعاب الأولمبية إلى باريس هذا العام، تحقق الإنجاز المنتظر المتمثل بالمساواة بين الجنسين في المنافسات، والذي يأتي نتيجةً للارتفاع المتزايد لمشاركة الإناث في كل دورة ألعاب، ما يعكس الاتجاهات المجتمعية الأوسع في معظم أنحاء العالم، التي فتحت تدريجياً مجالات كانت مخصّصة للذكور فقط، من المناصب في مجالس الإدارات إلى حق التصويت.
ووصلت نسبة المشاركة النسائية عام 2016 في دورة ريو دي جانيرو إلى 45 في المئة، وارتفعت في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 2021 إلى 48 في المئة، فيما سجلت دورة الألعاب الأولمبية في لندن عام 2023، مشاركة نسائية بنسبة 44 في المئة، حيث استطاعت فيها النساء المشاركة في جميع الألعاب الرياضية.
الحصة النسائية في طواقم التدريب لا تزال دون المستوى المطلوب
لن يتساوى عدد الرجال والنساء المشاركين في أولمبياد باريس فقط، بل ستُعطى أهمية كبرى للأحداث النسائية. فبدلاً من أن يكون سباق ماراثون الرجال الحدث الأبرز في رياضة ألعاب القوى، قبل الحفل الختامي كما درجت العادة، سيكون هذا الحدث مخصصاً لماراثون السيدات.
وفي حفل الافتتاح، قام كل وفد وطني بترشيح اثنين من حاملي العلم، رجل وامرأة. في المقابل لا يزال الرجال يسيطرون على طواقم التدريب، إذ لم تتعدّ نسبة المدربين من النساء في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في طوكيو، حدود الـ 13 في المئة. كما أن أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الذي يصل عددهم إلى 106 مندوبين والذين يصوّتون على القرارات الرئيسية، غالبيتهم من الذكور إذ تصل نسبتهم إلى 59 في المئة. لكن المنظّمة ضمنت المساواة بين الجنسين في لجانها الداخلية، وزاد عدد الأعضاء النساء بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
جهود نسائية بارزة لتعزيز المشاركة النسائية في الألعاب الأولمبية
في ظل انعدام أو محدودية المشاركة النسائية في الألعاب الأولمبية على مدى التاريخ، إلا أن النساء عملن بجد على تعزيز مكانتهن في عالم الرياضات الأولمبية. فلقد قامت آليس ميليا الرائدة الفرنسية التي شغلت منصب رئيسة الفدرالية الدولية الرياضية للسيدات، باطلاق دورة ألعاب أولمبية نسائية عام 1922 شاركت فيها 77 سيدة من خمس دول، هي: فرنسا وبريطانيا وسويسرا وتشيكوسلوفاكيا والولايات المتحدة. وأقيمت تلك الدورة بافتتاح يشابه دورة الألعاب الأولمبية، حضرها 20 ألف متفرج، وسجلت الرياضيات المشاركات في المنافسات أرقامًا قياسية عالمية، وشكّلت حافزاً للجنة الألعاب الأولمبية لإدراج النساء كمشاركات أساسيات في جميع الدورات التي تلتها، واليوم تشهد دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 المساواة بين الجنسين.